هل يجوز الاغتسال في المنزل للإحرام؟
هل يجوز الاغتسال في المنزل للإحرام؟ هناك الكثير من المسلمين ممَّن يتساءلون عن جواز أداء هذا الغُسل في المنزل من عدمه.
لذا سنقوم من خلال هذا المقال بتوضيح هذه التساؤلات مستشهدين بالأدلة على الحُكم، بالإضافة إلى بعض التفاصيل والأحكام الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع؛ تابعوا موقع مقال.
محتويات المقال
الحُكم الديني للاغتسال
والشاهد في هذا الحديث، أنه على الرغم من أن الحائض أو النفساء التي لا تنتفع من غسلها في جواز العبادة كالصَّلاة.
إلا أن النبيّ-صلى الله عليه وسلم-أمرها بالغسل للإحرام، وبالتالي، فإن اغتسال المحرم الطاهر أولى بذلك.
ويكون ذلك من باب السُنَّة وليس من باب الوجوب، وهذا لأن الأصل في ذلك هو براءة الذِّمَّة، وذلك حتى يثبت الوجوب بأمرٍ لا مَدْفع فيه.
عَنْ عبدُ اللهِ بْنِ عُمَرَ-رَضِيَ اللهُ عنهما-قال: ((إنَّ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَغتسِلَ عِند إحرَامِه وَعِند مَدخَلِ مَكَّةَ))، [إرواء الغليل: 1/179].
والشاهد في هذا الحديث أن النبي- صلى الله عليه وسلم- علَّمنا كل ما يتعلق بالحج والعمرة من الآداب والسُنَن والفرائض، وقد رواها عنه الصَّحابة الكِرام.
ففي هذا الحديث : “إنَّ مِنَ السُّنَّةِ” التي أٌثِرَتْ عن النبيّ- صلى الله عليه وسلم- “أنْ يَغتسِلَ”.
أي: المُحرِمُ بالحج أو المُحرِمُ بالعمرة، عندما يريد أن يدخل في النُّسَكِ من خلال الإحرام وعقده النيَّة.
تابع أيضًا: الكبائر السبع المذكورة في القراّن والسنة
الاغتسال في المنزل للإحرام
- كما فهو من الأمور التي يَسْتَنُّ بها كل مُحرِم صغيرًا كان أم كبيرًا، ذكرًا كان أم أنثى.
- كما يطلب كذلك من المرأة الحائض والنفساء لما تقدم من الأحاديث.
- هذا وقام السَّادة الشافعيَّة بإلحاق هذا الغُسل بغُسل يوم الجمعة، فدلَّ على أنَّه موسع.
- بينما المالكيَّة، فقاموا بتقييد سُنِّية الغُسل بأنْ يكون متصلًا بالإحرام.
- وعلى كلِّ حال، فإن الاغتسال للإحرام بالحج أو بالعمرة في المنزل أو الفندق “جائز”.
- لكن، اتِّباع السُنَّة أفضل، [الشيخ: د. سعد الله أحمد عارف البرزنجي (بتصرف يسير)]
الاغتسال للحائض والنفساء للإحرام
وذلك على الرغم من أنها حائض لا تستبيح باغتسالها هذا الصَّلاةَ، ولا غيرها من العبادات التي يتشرط لها الطهارة.
لأنَّ ما يقصد من الاغتسال للإحرام إنما هو التنظيف، والحائض والنفساء هم أجدر بذلك.
شاهد أيضًا: دعاء التوبة من الكبائر إلى الله مكتوب
حُكم تلبيد الرأس
يعد تلبيد الرأس (أي: تضفير الرأس بالصمغ والغاسول اللاصق، مما يعمل على ضم الشعر ولزق بعضه ببعضٍ، وعدم تولُّد القَمْل فيه، وجعله لا يتشَعَّث) بعد اغتسال الإحرام من الأمور المُسْتَحَبَّة.
هو دليلٌ على أن تلبيد الرأس قبل الإحرام بالحج أو بالعمرة من الأمور المُسْتَحَبَّة.
((… أنَّ النبيَّ-صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-أمَرَ أزْوَاجَهُ أنْ يَحْلِلْنَ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَقالَتْ حَفْصَةُ: فَما يَمْنَعُكَ؟ فَقالَ: لَبَّدْتُ رَأْسِي، وقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلَسْتُ أحِلُّ حتَّى أنْحَرَ هَدْيِي))، [صحيح البخاري: 4398].
والشاهد في هذا الحديث، أنَّ هناك دليلًا على أن تلبيد الشعر عند الإحرام من الأمور المُسْتَحَبَّة.
عَنْ عبدُ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ-رَضِيَ اللهُ عنهما-قال: ((كانَ رَجُلٌ واقِفٌ مع النبيِّ-صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-بعَرَفَةَ، فَوَقَعَ عن رَاحِلَتِهِ -قالَ أَيُّوبُ: فَوَقَصَتْهُ.
وقالَ عَمْرٌو: فأقْصَعَتْهُ -فَمَاتَ فَقالَ (أي النبيّ-صلى الله عليه وسلم-): «اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ، ولَا تُحَنِّطُوهُ، ولَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فإنَّه يُبْعَثُ يَومَ القِيَامَةِ» قالَ أَيُّوبُ: يُلَبِّي، وقالَ عَمْرٌو: مُلَبِّيًا))، [صحيح البخاري: 1268].
والشاهد في هذا الحديث، أنَّ فيه دليلٌ على استحباب تلبيد الشعر عند الإحرام؛ كما أن فيه دليلٌ على أنَّ الكفن يكون في ثوبين للمُحرِم.
كما أن فيه مشروعية تكفين المُحرِم في ثياب إحرامه، بالإضافة إلى مشروعية استخدام السِّدِرِ في تغسيل الميّت.
لأنَّ تلبيد الرأس أرفَق به، وذلك لأنه يكسن الشعر، ويجمعه، فلا يتولَّد فيه قَمَلٌ، ولا غبارٌ، ولا يتشَعَّث، ولا ينتَفِش طوال مدة الإحرام.
شاهد أيضًا: الكبائر والصغائر ومكفراتها
في نهاية مقال هل يجوز الاغتسال في المنزل للإحرام؟ نكون بذلك قد أوضحنا التفاصيل والأدلة حول الاغتسال للإحرام، فضلًا عن إيضاحها، بالإضافة إلى تلبيد الرأس عند الإحرام.