متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها؟
متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها؟، شرع الله الزواج ليكون أحد مقاصد الشريعة في تحقيق مراد الله على أرضه، وشرعه ليحقق السكن بين الرجل والمرأة وتحقيق العفة لهما، ولكن متى تحول السكن إلى ضجر وتحولت الرحمة إلى كراهية وتحول الحب إلى بغض فلا تستقيم حياة لهما، ولذلك شرع الله الطلاق.
محتويات المقال
تعريف الطلاق لغةً واصطلاحًا
- الطلاق في اللغة محمول على معنيين فهو التحرر، فيقال طلق العصفور أي تحرر من قفصه، وهو البذل والبسط، فيقال فلان كريم يطلق يده بالخير أي أن فلانًا كريم جواد يعطي ويبسط يده.
- والطلاق اصطلاحًا هو التفرقة بين الزوجين وحل عقدة النكاح والميثاق الغليظ بينهما بلفظٍ صريح أو أي لفظ يحمل هذا المعنى بإرادة الزوج أو برضاه.
شاهد أيضًا: بحث عن الطلاق وحلوله pdf
أركان الطلاق
- المطلِّق وهو الذي يقع الطلاق على يديه وجرت العادة أن يكون الزوج أو من ينوب عنه ولابد أن يكون رجلًا عاقًلا ليس بمجنون أو صبي لا يعقل قوله، ولا يكون سكرانًا لا يدري ما يقول.
- المطلَّقة وهي الزوجة، ولكي يقع عليها الطلاق فلابد أن تكون زوجته في عقد زواج صحيح فلا يقع الطلاق إن كانت غير زوجته أو كان العقد باطلًا.
- الصيغة وهي اللفظ وبه يقع الطلاق، ويجب أن يصاحب اللفظ نية في وقوع الطلاق، فلا يقع الطلاق إلا بسؤال الزوج عن نيته إن كانت غير موجودة أو مبهمة.
حكم الطلاق
- قد تستحيل الحياة على بعض الأزواج رغم سعيهم في الإصلاح ولا يرضي الشرع ببقاء الأسرة داخل حياة تعيسة تفتقد لكل ما سعى إليه من رحمة ومودة، ولهذا فقد أقر الشرع الطلاق حقًا مشروعًا للزوجين ولكن بضوابط.
- يكون الطلاق حرامًا إذا خالف نصوص الشريعة، فيحرم على الرجل تطبيق زوجته إن كانت حائضا أو طلقها وقد جامعها قبلًا فلا تكون في حالة طهر.
- أما إذا وقع الطلاق وكان بغير سبب فيكون مكروها لما في ذلك من تعكير للحياة الزوجية المستقرة وبه يقع الضرر على الزوجة وقد قال الحنابلة بتحريمه.
- يكون الطلاق واجبًا إذا حدث النزاع والشقاق بين الزوجين فإذا جاء حكم من أهله وحكم من أهلها وأقرّا باستحالة العيش كان الطلاق واجبًا.
- يكون الطلاق مباحًا إذا رأى الزوج من زوجته خلقًا يستحيل استمرار حياتهما معًا به، كسوء خلقٍ أو لسان.
- ويكون الطلاق أخيرًا مندوبًا في حالة الخلع حيث ترفع الزوجة أمرها للقضاء لأسباب لا تستطيع العيش بها كوقوع ضرر أو نحوه.
أنواع الطلاق
- الطلاق السني: وهو الطلاق الذي استوفى جميع الشروط التي وضعتها الشريعة، أن تكون طلقة واحدة فلا يصح أن يطلقها ثلاثًا في نفس المجلس، وأن تكون الزوجة في حالة طهر أي لم يجامعها قبلا فلا فرصة لحدوث حمل.
- الطلاق البدعي: وهو الطلاق الذي خالف نصوص الشريعة، كأن يقول الرجل لزوجته أنتِ طالق بالثلاثة أو أن تكون زوجته في حيض أو نفاس، أو ألا تكون الزوجة في حالة طهر وسبق له مجامعتها وهناك فرصة لحدوث الحمل.
- الطلاق الرجعي: وهو الطلاق الذي يمكن للزوج فيه أن يرد الزوجة إلى عصمته دون الحاجة إلى عقد جديد ويمكنه ذلك بأن يقول رددتك أو رددتك يا فلانة.
- الطلاق البائن: وهو الذي تنحل فيه عقدة النكاح وله صورتان، طلاق بائن بينونة صغرى وهو الذي تنتهي فيه عدة الزوجة قبل أن يردها زوجها فيلزم لردها عقد جديد وطلاق بائن بينونة كبرى وهو الذي يقع بعد انتهاء عدة الطلقة الثالثة.
- الطلاق الصريح: وهو الطلاق الذي يقع بمجرد تلفظ الزوج للفظ الطلاق ولا اعتبار لنية الزوج فلا يصح قوله لهوًا وعبثًا ولفظ الطلاق هو كل لفظ اشتق من مادة طَلَقَ.
- الطلاق الكنائي: وهو الطلاق الذي يقع باللفظ الذي قد يفهم منه معنى الطلاق، ومن هذا نجد أنه إذا قال الرجل لزوجته اذهبي إلى بيت أبيكِ فيجب سؤاله عن نيته.
حالات جواز طلب المرأة للطلاق
- قد صح بالإجماع طلب الطلاق لوجود عيب في الرجل يستحيل العيش معه ولقد أقر القرآن الكريم الطلاق وجعله حقًا مشروعًا وجاءت السنة النبوية وأكدت على ذلك في مواطن كثيرة كقصة ثابت بن قيس.
- الجب وهو قطع عضو الرجل لمرض أو نحوه.
- العُنّة وهو عدم قدرة الرجل على إتيان زوجته ولم يختلف الفقهاء في سببه فقد يكون لمرض أو نحوه وقد يكون لكبر السن.
- الخصاء وهو من خُصِيَ أي من قطعت خصيتاه.
- الجنون وهو ذهاب العقل وعدم القدرة على التمييز والإدراك.
- الأمراض الجلدية التي قد تسبب نفورًا في نفس الزوجة كالبرص وهو مرض يسبب قشرة وحكة شديدة والجذام وهو مرض يفقد المريض أطرافه كاليدين والقدمين.
- عدم الإنفاق وقد يكون لضيق ذات اليد أو لفترة وجيزة تمر بحالة الزوج المادية وقد يكون الزوج بخيلًا، وهو من واجبات الزوج ومن حقوق الزوجة، وإن لم تطق الزوجة أو خافت نشوزًا فيحق لها طلب الطلاق.
- الغيبة وهنا يغيب الرجل عن زوجته لمدة قد تطول أو تقصر فلا تعلم الزوجة من إخبار الزوج شيء ولا تعرف عن مكانه شيئا فترد أمرها للقضاء فيبعث له خبرًا بمكانه إن عُلِم فإن جاء خبر منه أمسكها وإن لم يجيء فيحكم لها بالطلاق.
شاهد أيضًا: ما لا تعرفه عن كفارة يمين الطلاق
الضرر وصورة
- رغم كل ما جاء في الإسلام عن تعظيم الزوج وعن أهمية طاعة الزوج إلا أن الشريعة لا تسقط حق الزوجة في الطلاق إن وقع عليها ضرر من زوجها سواء ضرر مادي كقطع النفقة عليها أو ضرر نفسي ومن صور الضرر التي قد تجيز الطلاق
- أن يسب الرجل زوجته أو يسب أهلها كأن يقول الرجل لزوجته يا بنت الكلاب أو ما ساء من القول.
- أن يضربها ضربًا مبرحًا أو خلاف ما نصت على الشريعة فيكسر لها عظمًا أو يريق لها دمًا.
- أن يجبرها على فعل الحرام كالجماع في محلٍ غير ما أحل الله أو شرب الخمر أو أن يأتيها وهي حائض.
- التنازع والشقاق فلا يطيب لهما حديث وتتقلب محبتهما كرهًا وبغضًا وتصير الحياة بينهما مستحيلة.
أنواع العدة
- عدة قروء: والقرء في الشرع هو لفظ اختلف في تفسيره فهو الحيض عند الحنفية والحنابلة ويراه الشافعية المالكية بأنه الطهر، وتكون عدة القروء للمرأة التي كان طلاقها من زواج صحيح.
- عدة الأشهر: وقد راعى الإسلام ظروف جميع النساء فالمرأة التي لا تحيض وتكون صغيرة سنٍ أو امرأة آيسة أي انقطع عنها الحيض فتكون عدتهما ثلاثة أشهر وتكون أيضًا للمرأة التي مات عنها زوجها ومدتها أربعة أشهر وعشرًا.
- عدة وضع الحمل: وهي فقط للمرأة الحامل المطلقة، فتنتهي فترة عدتها وقت أن تضع مولودها والحكمة من ذلك هي منع اختلاط الأنساب قال تعالى ((وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن)).
الفرق بين الخلع والطلاق
الخلع:
- هو أمر مباح في الشريعة فيه تلتجئ الزوجة للقضاء للمطالبة بفسخ عقد الزواج مع زوجها وفيه تقوم الزوجة بالتخلي عن جميع حقوقها وعن نفقتها وحق المسكن، وإذا أراد الزوجين الرجوع فعليهما بعقد جديد ومهر جديد.
الطلاق:
- هو التفريق بين الزوجين بإرادة الزوج دون المحاكم ويكون للزوجة حقوقها كاملة من صداق مؤخر إن وُجِدَ ونفقة ومسكن، الطلاق عدة أنواع منها ما تستطيع الزوجة البقاء في منزل الزوج حتى نهاية العدة فإذا أراد أن يردها قبلها فلا يلزمه عقد أو مهر.
حكم الطلاق بدون سبب
- حرم الإسلام على الزوجة أن تطلب الطلاق من زوجها بدون سبب شرعي مقبول لما في ذلك من هدم لأساس البيت المسلم بل وغلظ النبي عقوبة من تفعل ذلك فجاء في الحديث (أيما امرأة سألت الطلاق من غير بأس لم ترح رائحة الجنة).
- اتفق جميع فقهاء الأمة على حرمة الطلاق بدون سبب ولم يوجد أي قول خالف هذا الإجماع وإن وجد فهو قول باطل.
شاهد أيضًا: أنواع الطلاق في الإسلام
في نهاية رحلتنا مع متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها؟ فقد راعى الإسلام حقوق المرأة والزوجة ونظر إليها نظرة عطف فليس كل البيوت التي تُبنى تبقى، ولكن الحياة متقلبة فقد يصير الماء العذب معكرًا، ومن لم تستطع العيش مع زوجها وصبرت كثيرًا فلها طلب الطلاق إن أرادت ولكن يجب وجود عذر شرعي.