قصة فرعون
قصة فرعون ونبي الله موسى تعتبر من أهم القصص التي ذكرت في القرآن الكريم، وفي كتب التراث، حيث يعتبر فرعون نموذج على نوعية الشخصيات الكافرة والمتكبرة التي وضح القرآن الكريم أبعادها النفسية بجدارة.
حيث ما كان من فرعون إلا أنه ادعى الألوهية، وليس هذا فقط، بل كان يلحق الأذى بكل من يخالف ادعائه، وفي المقال التالي سوف نعرفك قصة فرعون كاملة بكل أبعادها.
محتويات المقال
من هو فرعون
يجب على القارئ قبل أن يتعمق في قصة فرعون وسيدنا موسى عليه السلام، يفضل أن نعرف من هو فرعون المقصود في هذه القصة.
وهو رمسيس الثاني الذي يعرف أيضاً باسم فرعون الأكبر، يقال إنه حكم في مصر لمدة زمنية تعادل تقريباً السابعة والستون عاماً.
فرعون هو كذلك الفرعون الذي ذكر في القرآن والذي تربى عنده سيدنا موسى عليه السلام في القصر الخاص به.
وبعد ذلك بعث مرة أخرى لدعوته، حيث يجدر ذكر أن لقب أو لفظ فرعون كان يطلق منذ قديم الأزل على أي شخص يحكم مصر قديماُ، ولكنه ليس اسم علم كما يعتقد البعض.
شاهد أيضا: قصة الأميرة سندريلا
قصة فرعون
ذكر في كتاب الله العزيز القرآن الكريم العديد من القصص عن فرعون وكثير من الأحداث التي جمعت بينه وبين سيدنا موسى عليه السلام، حيث يظهر من خلال الآيات التي ذكر فيها أنه من الطغاة الذين استغلوا سلطتهم، وفيما يلي بداية قصته:
- عظم ذنب وخبث فرعون مع الوقت حيث دائماً ما كان يستغل قوته.
- وسلطته بشكل خاطئ، حتى وصل به الأمر إلى أنه دعا الناس إلى عبادته بدلاً من الله.
- حيث كان فرعون يمتلك حكم مصر، ولكن بالرغم من ذلك كان شخص متكبر، متعجرف، ظالم، وكان يعذب كل شخص يخالف أمراً له.
- حلم فرعون في يوم من الأيام أنه كان كوله نيران ملتهبة تمكنت من حرق وتدمير عرشه، لذا شعر بخوف وذعر شديد، لذا لجأ إلى الكهنة لتفسير حلمه.
- كان تفسير أحد الكهنة هو أن في زمن قريب سوف يولد طفل من بني إسرائيل.
- وسيكون هو السبب في هلاك ونهاية فرعون، وبهذا تبين من الحلم أن الطفل هو النيران المشتعلة.
- لذا وبعد أن عرف فرعون تفسير الحلم بدأ في التفكير للعثور على حل يخلصه من هذا المصير.
- وكان حله لا يقل شراً عن أفعاله السابقة، حيث قرر أن يقتل كل أطفال بني إسرائيل.
قصة ولادة موسى عليه السلام نيران فرعون المشتعلة
ولادة سيدنا موسى عليه السلام هي بمثابة إعلان لفصل جديد في قصة فرعون، وفيما يلي نستكمل:
- استمر فرعون في قتل أطفال بني إسرائيل، كل طفل ذكر كان يقتل، وهذا الفعل تسبب في استياء زوجته آسيا، لذا طلبت منه أن يتوقف عن قتالهم.
- قال فرعون لها أنه لن يتوقف، لكنه سوف يقوم بحل بديل.
- وهو أن يخصص سنة لقتلهم، وسنة أخرى سوف يتركهم يعيشون.
- لذا فإن أم سيدنا موسى حملت في أخيه هارون الأكبر خلال عام السماح.
- بينما حملت في موسى خلال عام القتل.
- لذا شعرت أم موسى عليه السلام بخوف شديد، وشعور عميق بالحسرة والضايع، والهم.
- لكن رحمة ربنا عليها اوحت لها أن تضع طفلها الرضيع سيدنا موسى في صندوق وبعدها تقوم بإلقائه في النهر والله سبحانه وتعالى سوف يتكفل بباقي الأمر.
- لذا استمعت أم موسى لجميع أوامر الله تعالى، ونفذتها كما جاءت، واستودعت الله رضيعها.
- وصل الصندوق بعد أن سار في النهر حتى أمسكت به جواري فرعون.
- وبعدها رأته آسيا زوجة فرعون، لذا أحبت الرضيع الموجود في الصندوق.
- واقترحت على زوجها فرعون أن تتخذه ابناً لها.
- وأصبح بالفعل سيدنا موسى من أهل بيت فرعون، وكان هذا من حكمة الله سبحانه وتعالى.
- استكمالاً لتنفيذ وعد الله سبحانه وتعالى لأم موسى، لم يتقبل سيدنا موسى وهو رضيع أن يرضع من أي مرضعة.
- لذا عندما علمت أخت موسى بذلك ادعت أنها تعرف امرأة يمكنها أرضعه.
- جاءت أم سيدنا موسى قصر فرعون لتنعم برؤية ابنها، وحتى تتمكن من أن ترضعه، وبهذا يكون عاد إلى الله سبحانه وتعالى إلى حضن أمه مرة أخرى.
- كبر موسى عليه السلام حتى أصبح شاب يافع وهو في قصر فرعون، ولكنه لم يكن فرعون يعلم في ذلك الوقت أن في قصره عدوه، ومهدد عرشه.
هروب موسى من بطش فرعون
كان فرعون يعرف عنه الظلم والعنف، لذا من خلال هذا الجزء من القصة سوف نعرف كيف هرب موسى من بطش فرعون:
- كان موسى عليه السلام يعرف عنه أنه شخص مميز بالقوة والصحة، لذا وبينما كان يسير في أحد الأيام وجد رجل من رجال فرعون، يقاتل رجل من بنى إسرائيل.
- بدايةً حاول موسى أن يبعد بينهما وينهي الشجار، لكنه بينما كان يفعل ذلك قتل رجل دون أن يقصد، لذا فزع بشدة، وندم كثيراً، وأخذ يستغفر من الله سبحانه وتعالى وذلك حتى يغفر له.
- بينما كان موسى بمر في الطرقات مرة أخرى رأى مشاجرة بين نفس الرجل الإسرائيلي وبين رجل من رجال فرعون، وعندما استنجد به الرجل للمرة الثانية، كان رد سيدنا موسى أنه لا يريد أن يدخل في مشكلات، ولم يتدخل له.
- غضب رجل بني إسرائيل من موسى، لذا ذهب إلى بني إسرائيل وإشعال ضغينة تجاه سيدنا موسى، لذا تجمع الناس وعلى رأسهم فرعون للانتقام من موسى، لذا فر هارباً.
اقرأ أيضا: قصة الثعلب والديك
عودة موسى إلى فرعون
بعد هروب موسى عليه السلام، وبعد أن عاش فترة طويلة مع شيخ يرعى الأغنام، وبعد أن تزوج واحدة من بناته سيعود إلى فرعون مرة أخرى، وفيما يلي نعرف كيف:
- بينما كان فرعون يسير في الطريق مع زوجته، رأى نار، لذا طلب من أهله أن يمكثوا ويستأنس بهذه النار.
- حين وصل إلى مكان النار كان على جبل طور، وهناك سمع صوت نادى عليه.
- وقال له يا موسى ما الذي تمسكه في يدك، كان رد سيدنا موسى أنها عصا يتكئ عليها، ويرعى بها الأغنام.
- أمره الصوت وهو الله سبحانه وتعالى أن يرمي بالعصا على الأرض.
- وعندما ألقى سيدنا موسى عليه السلام بها، رأى أنها أصبحت تتحرك مثل الحي في كل مكان، لذا خاف وفزع.
- لكن الله طمأنه مرة أخرى وقال إنه سيكون معه.
- وعليه أن يذهب إلى فرعون وذلك ليدعوه إلى الحق، وعبادة الله وحده لا شريك له.
- كان سيدنا موسى قلقا وخائف بفضل الذكريات القديمة التي تجمع بينه وبين فرعون.
- لذا طلب من ربه أن يسمح له أن يأخذه أخيه هارون معه ليسانده.
- وبالفعل ذهب كل منهما إلى مصر مرة أخرى لفرعون.
قصة سيدنا موسى مع فرعون والسحرة
لقاء كل من فرعون، وموسى، والسحرة، من أشهر القصص التي ذكرت في القرآن الكريم، وفيما يلي نعرف تفاصيله:
- تقابل سيدنا موسى عليه السلام مع كل من فرعون والسحرة، وبدأ كلامه بعرض الدعوة إلى الله تعالى، وحذر فرعون من طغيانه، وادعاء الألوهية الذي يدعيه، بالإضافة إلى الظلم، والفساد الذي انتشر بين الناس.
- لكن كعادة فرعون فى التكبر والعجرفة قابل ما قاله موسى بالنكران، والجحود.
- ورفض أن يكمل ويستمع، وبالطبع لم يستجيب لعرض سيدنا موسى عليه السلام.
- لكن عندها أظهر سيدنا موسى المعجزة الخاص به.
- حيث ألقى عصاه حتى تحولت إلى ثعبان يتحرك بسرعة كبيرة في جميع أنحاء القصر.
- المعجزة الثانية التي عرضها عليه هي أنه وضع يده في جيبه، وأخرجه.
- وهي بيضاء وطيبة، لذا تعجب فرعون ومن معه، وظنوا أن موسى أصبح ساحر يتعامل بالسحر.
- لذا طلب فرعون من السحرة الذين يعرفهم أن يتعاملوا مع موسى، ويتبارزوا بسحرهم مع موسى.
- قام موسى بعرض المعجزات التي وهبها الله له أمام السحرة.
- وعندما رأوا ذلك علموا أن سحرهم لن يجدي نافعاً، أمام سحر موسى، لذا قالوا إنهم آمنوا برب موسى وهارون.
- غضب فرعون بشدة عندما حدث هذا وتعجب، وأمر السحرة للعود إلى عبادته وتمجيده كإله.
- ولكنهم رفضوا، لذا استمر في تعذيبهم.
- وكان القتل هو عقابهم في نهاية المطاف على إيمانهم برب هارون وموسى.
- لكن رد فعل فرعون لم يخيف موسى من أن يكمل مسيرته، ودعوته، لذا آمن من معه.
- وكفر من مع فرعون، والعكس بالعكس، لكنه لم يستسلم ولم يخاف.
- ولكن فرعون لم يتغير موقفه، واستمر في العناد، والطغيان حتى وصل إلى الحد الأقصى.
جثة فرعون
نهاية كل ظالم الموت، وفرعون كان من الطغاة الظالمين، وأقل عقاب له في الدنيا سيكون الموت، وعقاب الآخرة لا يعلمه إلا الله، وفيما يلي سوف نعرف نهاية قصة فرعون:
- كان عقاب الله لفرعون ولتصرفاته غير المحسوب بعد كل هذه السنوات من الظلم، والطغيان.
- هي الموت، وذلك لأن الشيطان تمكن من امتلاكه بشكل كامل.
- لذا وبعد أن زاد إيذاء فرعون لموسى ومن معه، جاء أمر الله لهم بالخروج من مصر.
- والهروب من الطغيان الذي يحيط بهم هناك.
- تجمع موسى عليه السلام هو ومن معه، وبعد ذلك خرجوا إلى الطريق للخروج هروباً من فرعون، وجنوده، ولكن كانوا فرعون ورائهم ويسعى لقتلهم.
- جاء أمر الله سبحانه وتعالى لسيدنا موسى أن يستخدم عصاه.
- وذلك عن طريق أن يضرب بها البحر، حتى ينشق، حيث انقسم إلى نصفين، وظهر بين النصفين طريق.
- حيث عندما هم كل من فرعون وجنوده للحاق بموسى، غرقوا في البحر.
- ولم ينفذهم شيء من عقاب الله.
- خلال النهاية لابد أن يكون فرعون أيقن، وآمن بالله رب موسى وهارون.
- ولابد أن يكون قد ندم على أفعاله الظالمة والخاطئة طوال حياته، ولكن كل هذا حدث بعد فوات الأوان.
شاهد من هنا: قصة النبي هارون للأطفال
قصة فرعون كان المراد منها أن يجعلنا الله سبحانه وتعالى نرى قدرته على عقاب الظالم، حيث بفضل هذه القصة أصبح فرعون عبرة وآية للعالمين على مر الأزمنة والعصور.
وواضح كذلك للبشرية كيف يمكنه الانتقام من الظالم، وكانت نهاية فرعون أن حتى البحر لفظ جثته، وظلت حتى وقتنا الحالي موجود لتكون موعظة للجميع في وقتنا الحاضر.