شعر للمتنبي عن الحب
شعر للمتنبي عن الحب، فالحب من أجمل المشاعر الإنسانية التي عبر عنها الشعر في كل زمان ومكان، فهو عبارة عن أحاسيس لا يستطيع الإنسان أن يسيطر عليها.
حيث إن الحب هو من يسيطر على الإنسان، ولهذا كانت العديد من الأشعار قديمًا وحديثًا تدور حول الحب وما يفعله بالإنسان، لذلك فإن موقع مقال maqall.net يعرض أجمل أشعار المتنبي عن الحب.
محتويات المقال
من هو المتنبي؟
هو أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي، وهو من أكثر شعراء العصر العباسي شهرة، بل يعتبر أعظم شاعر عربي على الإطلاق.
واستطاع المتنبي أن ينظم العديد من الأبيات الشعرية التي تدل على براعته وقدرته، وله الكثير من الأشعار التي تدور حول الحب، وقد بلغ المتنبي من الفصاحة والطلاقة في اللغة العربية ما جعله شاعرًا من طراز فريد.
اقرأ أيضا: أبيات شعر عن الحب قصيرة للمتنبي
شعر للمتنبي عن الحب
عندما يقع الإنسان في الحب فإنه لا يستطيع السيطرة على الكلام الذي يخرج من فمه، حيث إن الحب شعور عظيم يغير في الإنسان كثيرًا، وهذا ما فطن إليه المتنبي وقام بتنظيم العديد من القصائد الشعرية التي تدور عن الحب ومن أجمل هذه القصائد:
لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفؤاد وَمَا لَقي.
لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفؤاد وَمَا لَقي.
وللحبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي.
لاوَما كنت ممّنْ يَدْخل العِشْق قلبَه.
وَلكِنّ مَن يبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ.
وَبينَ الرّضَى وَالسخطِ وَالقرْبِ وَالنَّوَى.
مَجَالٌ لِدَمْعِ المقْلَةِ المتَرَقرِقِ.
وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبه.
وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي.
وَغضْبَى من الإدلالِ سكرَى من الصّبى.
شَفَعْت إلَيها مِنْ شَبَابي برَيِّقِ.
وَأشنَبَ مَعْسولِ الثّنِيّاتِ وَاضِحٍ.
سَتَرْت فَمي عَنه فَقَبّلَ مَفْرِقي.
وَأجيادِ غِزْلانٍ كجيدِكِ زرْنَني.
فَلَمْ أتَبَيّنْ عاطِلاً مِنْ مطَوَّقِ.
وَما كلّ مَن يهوَى يَعِفّ إذا خَلا.
عَفَافي وَيرْضي الحِبّ وَالخَيل تلتقي.
سَقَى الله أيّامَ الصّبَى ما يَسرّهَا.
وَيَفْعَل فِعْلَ البَابِليّ المعَتَّقِ.
إذا ما لَبِسْتَ الدّهْرَ مستَمتِعاً بِهِ.
تَخَرّقْتَ وَالمَلْبوس لم يَتَخَرّقِ.
وَلم أرَ كالألحَاظِ يَوْمَ رَحِيلِهِمْ.
بَعثنَ بكلّ القتل من كلّ مشفِقِ.
أدَرْنَ عيوناً حائِراتٍ كأنّهَا.
مرَكَّبَةٌ أحْداقهَا فَوْقَ زِئْبِقِ.
عَشِيّةَ يَعْدونَا عَنِ النّظَرِ البكَا.
وَعن لذّةِ التّوْديعِ خوْف التّفَرّقِ.
نوَدّعهمْ وَالبَيْن فينَا كأنّه.
قَنَا ابنِ أبي الهَيْجاءِ في قلبِ فَيلَقِ.
قَوَاضٍ مَوَاضٍ نَسج داودَ عندَها.
إذا وَقَعَتْ فيهِ كنَسْجِ الخدَرْنَقِ.
هَوَادٍ لأمْلاكِ الجيوشِ كأنّهَا.
تَخَيَّر أرْوَاحَ الكمَاةِ وتَنْتَقي.
تَقدّ عَلَيْهِمْ كلَّ دِرْعٍ وَجَوْشنٍ.
وَتَفري إليهِمْ كلَّ سورٍ وَخَندَقِ.
يغِير بهَا بَينَ اللقَانِ وَوَاسِطٍ.
وَيَرْكزهَا بَينَ الفراتِ وَجِلّقِ.
وَيَرْجِعهَا حمْراً كأنّ صَحيحَهَا.
يبَكّي دَماً مِنْ رَحمَةِ المتَدَقِّقِ.
فَلا تبْلِغَاه ما أقول فإنّه.
شجاعٌ متى يذكَرْ له الطّعن يَشْتَقِ.
ضَروبٌ بأطرافِ السّيوفِ بَنانه.
لَعوبٌ بأطْرافِ الكَلامِ المشَقَّقِ.
كسَائِلِهِ مَنْ يَسأل الغَيثَ قَطرَةً.
كعاذِلِهِ مَنْ قالَ للفَلَكِ ارْفقِ.
لقد جدْتَ حتى جدْتَ في كلّ مِلّةٍ.
وحتى أتاكَ الحَمد من كلّ مَنطِقِ.
رَأى مَلِك الرّومِ ارْتياحَكَ للنّدَى.
فَقامَ مَقَامَ المجْتَدي المتَمَلِّقِ.
وخَلّى الرّماحَ السّمْهَرِيّةَ صاغِراً.
لأدْرَبَ منه بالطّعانِ وَأحْذَقِ.
وكاتَبَ مِن أرْضٍ بَعيدٍ مَرامهَا.
قَريبٍ على خَيْلٍ حَوَالَيكَ سبّقِ.
وَقَد سارَ في مَسراكَ مِنها رَسوله.
فَمَا سارَ إلاّ فَوْقَ هامٍ مفَلَّقِ.
فَلَمّا دَنَا أخْفَى عَلَيْهِ مَكانَه.
شعَاع الحَديدِ البارِقِ المتَألّقِ.
وَأقْبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى.
إلى البَحرِ يَسعى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي.
ولَمْ يَثْنِكَ الأعْداء عَنْ مهَجاتِهمْ.
بمِثْلِ خضوعٍ في كَلامٍ منَمَّقِ.
وَكنْتَ إذا كاتَبْتَه قَبْلَ هذِهِ.
كَتَبْتَ إليْهِ في قَذالِ الدّمسْتقِ.
فإنْ تعْطِهِ مِنْكَ الأمانَ فَسائِلٌ.
وَإنْ تعْطِهِ حَدّ الحسامِ فأخلِقِ.
وَهَلْ تَرَكَ البِيض الصّوارِم منهم.
حَبِيساً لِفَادٍ أوْ رَقيقاً لمعْتِقِ.
لَقَد وَرَدوا وِرْدَ القَطَا شَفَرَاتِهَا.
وَمَرّوا عَلَيْها رَزْدَقاً بعدَ رَزْدَقِ.
بَلَغْت بسَيْفِ الدّوْلَةِ النّورِ رتْبَةً.
أنَرْت بها مَا بَينَ غَرْبٍ وَمَشرِقِ.
إذا شاءَ أنْ يَلْهو بلِحيَةِ أحْمَقٍ.
أراه غبَاري ثمّ قالَ لَه الحَقِ.
وَما كمَد الحسّادِ شيءٌ قَصَدْته.
وَلكِنّه مَن يَزْحَمِ البَحرَ يَغرَقِ.
وَيَمْتَحِن النّاسَ الأمير برَأيِهِ.
وَيغضِي على عِلْمٍ بكلّ ممَخْرِقِ.
وَإطراق طَرْفِ العَينِ لَيسَ بنافعٍ.
إذا كانَ طَرْف القلبِ ليسَ بمطرِقِ.
فيا أيّها المَطلوب جاوِرْه تَمْتَنِعْ.
وَيا أيّهَا المَحْروم يَمِّمْه ترْزَقِ.
وَيا أجبنَ الفرْسانِ صاحِبْه تجترئ.
ويا أشجَعَ الشجعانِ فارِقْه تَفْرَقِ.
إذا سَعَتِ الأعْداء في كَيْدِ مجْدِهِ.
سعى جَده في كيدهم سعيَ محْنَقِ.
وَما ينصر الفضْل المبين على العدَى.
إذا لم يكنْ فضْلَ السّعيدِ الموَفَّقِ.
كما يمكنكم التعرف على: أبيات رثاء للمتنبي
شعر فصيح للمتنبي عن الحب
إن شعر للمتنبي عن الحب لا يقاوم مهما فعل الإنسان، حيث إن القصائد الشعرية التي كتبها المتنبي تحمل من المعاني أجملها، وتعبر عن أحاسيس الإنسان بطريقة يعجز غيره أن يأتي بمثلها ومن أجمل قصائد المتنبي عن الحب هي:
أحبك حبين حب الهوى … وحبا لأنك أهل لذلك.
رأيت بها بدرًا على الأرض ماشيًا … ولم أرى بدرًا قط يمشي على الأرض.
قالوا الفراق غدًا لا شك قلت لهم … بل موت نفسى من قبل الفراق غدًا.
قفي ودعينا قبل وشك التفرق … فما أنا من يحيا إلى حين نلتقى.
ضممتك حتى قلت ناري قد انطفت … فلم تطف نيراني وزيد وقودها.
لأخرجن من الدنيا وحبكم … بين الجوانح لم يشعر به أحد.
تتبع الهوى روحي في مسالكه حتى … جرى الحب مجرى الروح في الجسد.
أحبك حبًا لو يفض يسيره على … الخلق مات الخلق من شدة الحب.
قصيدة الحب ما منع الكلام الألسنا للمتنبي
يعد شعر للمتنبي عن الحب من أجمل الأشعار التي تم تنظيمها عن الحب، فالمتنبي يملك قدرة رائعة في تنظيم عبارات من شأنها أن تأثر القلوب، وهذه القصيدة من القصائد التي تعبر عن الحب بأجمل المعاني والعبارات، وتأتي أبياتها الشعرية كالتالي:
الحبّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسنا.
وَأَلَذّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا.
لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى.
مِن غَيرِ جرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا.
بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما.
أَلواننا مِمّا اِمتقِعنَ تَلَوّنا.
وَتَوَقَّدَت أَنفاسنا حَتّى لَقَد.
أَشفَقت تَحتَرِق العَواذِل بَينَنا.
أَفدي الموَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتها.
نَظَراً فرادى بَينَ زَفراتٍ ثنا.
أَنكَرت طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً.
ثمَّ اِعتَرَفت بِها فَصارَت دَيدَنا.
وَقَطَعت في الدنيا الفَلا وَرَكائِبي.
فيها وَوَقتَيَّ الضحى وَالمَوهِنا.
وَوَقَفت مِنها حَيث أَوقَفَني النَدى.
وَبَلَغت مِن بَدرِ اِبنِ عَمّارِ المنا.
لِأَبي الحسَينِ جَدىً يَضيق وِعائه.
عَنه وَلَو كانَ الوِعاء الأَزمنا.
وَشَجاعَةٌ أَغناه عَنها ذِكرها.
وَنَهى الجَبانَ حَديثها أَن يَجبنا.
نيطَت حَمائِله بِعاتِقِ مِحرَبٍ.
ما كَرَّ قَطّ وَهَل يَكرّ وَما اِنثَنى.
فَكَأَنَّه وَالطَعن مِن قدّامِهِ.
متَخَوِّفٌ مِن خَلفِهِ أَن يطعَنا.
نَفَتِ التَوَهّمَ عَنه حِدَّة ذِهنِهِ.
فَقَضى عَلى غَيبِ الأمور تَيَقّنا.
يَتَفَزَّع الجَبّار مِن بَغَتاتِهِ.
فَيَظَلّ في خَلَواتِهِ متَكَفِّنا.
أَمضى إِرادَتَه فَسَوفَ لَه قَدٌ.
وَاِستَقرَبَ الأَقصى فَثَمَّ لَه هنا.
يَجِد الحَديدَ عَلى بَضاضَةِ جِلدِهِ.
ثَوباً أَخَفَّ مِنَ الحَريرِ وَأَليَنا.
وَأَمَرّ مِن فَقدِ الأَحِبَّةِ عِندَه.
فَقد السيوفِ الفاقِداتِ الأَجفنا.
لا يَستَكِنّ الرعب بَينَ ضلوعِهِ.
يَوماً وَلا الإِحسان أَن لا يحسِنا.
مستَنبِطٌ مِن عِلمِهِ ما في غَدٍ.
فَكَأَنَّ ما سَيَكون فيهِ دوِّنا.
تَتَقاصَر الأَفهام عَن إِدراكِهِ.
مِثلَ الَّذي الأَفلاك فيهِ وَالدنا.
مَن لَيسَ مِن قَتلاه مِن طلَقائِهِ.
مَن لَيسَ مِمَّن دانَ مِمَّن حيِّنا.
لَمّا قَفَلتَ مِنَ السَواحِلِ نَحوَنا.
قَفَلَت إِلَيها وَحشَةٌ مِن عِندِنا.
أَرِجَ الطَريق فَما مَرَرتَ بِمَوضِعٍ.
إِلّا أَقامَ بِهِ الشَذا مستَوطِنا.
لَو تَعقِل الشَجَر الَّتي قابَلتَها.
مَدَّت محَيِّيَةً إِلَيكَ الأَغصنا.
سَلَكَت تَماثيلَ القِبابِ الجِنّ مِن.
شَوقٍ بِها فَأَدَرنَ فيكَ الأَعينا.
طَرِبَت مَراكِبنا فَخِلنا أَنَّها.
لَولا حَياءٌ عاقَها رَقَصَت بِنا.
أَقبَلتَ تَبسِم وَالجِياد عَوابِسٌ.
يَخببنَ بِالحَلَقِ المضاعَفِ وَالقَنا.
عَقَدَت سَنابِكها عَلَيها عِثيَراً.
لَو تَبتَغي عَنَقاً عَلَيهِ أَمكَنا.
وَالأَمر أَمركَ وَالقلوب خَوافِقٌ
في مَوقِفٍ بَينَ المَنِيَّةِ وَالمنى.
فَعَجِبت حَتّى ما عَجِبت مِنَ الظبى.
وَرَأَيت حَتّى ما رَأَيت مِنَ السَنا.
إِنّي أَراكَ مِنَ المَكارِمِ عَسكَراً.
في عَسكَرٍ وَمِنَ المَعالي مَعدِنا.
فَطِنَ الفؤاد لِما أَتَيت عَلى النَوى.
وَلِما تَرَكت مَخافَةً أَن تَفطنا.
أَضحى فِراقكَ لي عَلَيهِ عقوبَةً.
لَيسَ الَّذي قاسَيت مِنه هَيِّنا.
فَاِغفِر فِدىً لَكَ وَاِحبني مِن بَعدِها.
كما يمكنكم الاطلاع على: شعر عن حب الوطن للمتنبي
وفي نهاية مقالنا عن شعر للمتنبي عن الحب نكون بذلك ألقينا نظرة سريعة عن أجمل الأشعار التي نظمها المتنبي في الحب.
وعند قراءة هذه الأبيات الشعرية سوف نجد قلوبنا تتحرك، وألسنتنا تردد هذه الكلمات التي تمس القلوب، ويستطيع كل إنسان أن يعرف أن المتنبي قامة شعرية لن يجود الزمان بمثلها مرة ثانية.