الذوق العام فى الكتاب والسنة
الذوق العام في الكتاب والسنة، يقال للشخص الذي يلتزم بآداب السلوك وتعامله مع الآخرين ويتصف بالاحترام بأنه شخص يتبع الذوق العام في الكتاب والسنه وذو ذوق رفيع، وآداب السلوك هي ما يؤكد عليه الدين الإسلامي.
محتويات المقال
الذوق العام في الكتاب والسنه
- المسلم لا بد من أن يتسم بآداب السلوك والتعامل وأن يكون ذو ذوق رفيع اقتداء بالرسول الكريم في حفاظه على الذوق العام في الكتاب والسنة.
- النبي الكريم هو قدوتنا في الالتزام بأسس الذوق العام في تعاملنا مع الآخرين.
- فالرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام كان يراعي طريقة تعامله مع المسلمين أو غير مسلمين على حد سواء حيث كان (صلى الله عليه وسلم) بشوش الوجه وطيب الكلمة.
- ولذلك فإن موضوع الذوق العام في الكتاب والسنه وقواعده ليس بغريب أن يحظى باهتمام واسع في الدين الإسلامي وأهمية الحفاظ عليه والآيات القرآنية والأحاديث خير دليل على ذلك.
- من واقع أخلاقيات البشر وخاصة المسلمين نجد أن هناك بُعد كبير عن قواعد الذوق العام المنصوص عليها في الكتاب والسنة.
- وهناك اتباع بعض الأخلاقيات التي لا تنتمي للإسلام ولا لأخلاق المسلمين التي عليهم التحلي بها.
- كما أن هناك اهتمام كبير بتقليد الأخلاقيات غير السوية.
- وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ُسئل (ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: تقوى الله وحُسن الخُلق).
- وقال أيضاً عليه أفضل الصلاة والسلام: (اتق الله حيثما كنت وخالق الناس بخلق حسن).
- وقال: (المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس).
شاهد أيضًا: القانون الإداري في الإسلام
أنواع الذوق العام
- النوع الأول، هو الذي يكون بسبب فطرة الإنسان كحب الإنسان لطعام معين وقد احترم الإسلام هذا النوع.
- النوع الثاني، هو الذوق الذي دعا الإسلام إلى إتباع قواعده والالتزام بها وهو ما سوف نتحدث عنه فيما يلي.
كيفية تطبيق قواعد الذوق العام في الكتاب والسنة في حياتنا اليومية
- القمامة التي تقوم بإلقائها في الطريق أو مخلفات ما قمت بشرائه لا يعد ذلك حفاظًا منك على الذوق العام.
- وذلك لأن قمامتك التي قمت بإلقائها في الطريق ببساطة تسبب الأذى لغيرك من المارين، ولذلك حفاظًا منك على الذوق العام والالتزام بما دعا إليه الرسول في إبعاد الأذى عن الطريق عليك عدم القيام بهذا الفعل المخالف كليًا للذوق العام في الكتاب والسنه.
- مواعيد لقاء الأصدقاء والزيارات الاجتماعية ليس من الذوق العام في الكتاب والسنة أن تقرر فجأة بزيارة صديق أو زيارة اجتماعية بين العائلات.
- الزيارات الاجتماعية بين الأسر والأصدقاء تبدأ بأخبار أصحاب البيت أولا برغبتك في الزيارة ومن ثم الاتفاق معهم بناء على ميعاد مناسب للجميع.
- حيث قال تعالى في كتابه العزيز﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون ﴾.
- من قواعد الذوق العام أنه أثناء الزيارة عدم اصطحاب شخص زائد مثل رفيقك أو أخاك مثلًا وذلك دون علم صاحب المنزل، هذه النقطة مهمة ويجب الأخذ بها.
ما هي قواعد الذوق العام؟
إليك فيما يلي مجموعة من أهم قواعد الذوق العام في تعاليم الدين الإسلامي:
- عليك الاهتمام بشكل ونظافة ثيابك وطريقة أكلك وحديثك مع الآخرين.
- عليك تقدير مشاعر الغير سواء كان ذلك في أوقات الحزن أو الفرح، فإن ذلك يعد نقطة إيجابية في صالحك.
- كما أنه ليس من اللائق أن تتفاخر بنجاحك أو حصولك على مرتبة عالية في حين أن أحد زملائك قد رسب في إحدى المواد، فإن التباهي في تلك الحالة لن يزيدك شيء سوى فقدان هذا الصديق الذي تبادره بعدم الاهتمام بمشاعره في وقت كرب كهذا.
- إن قواعد الذوق العام في الكتاب والسنه غير محدودة فهناك اهتمام بأدق عادات الإنسان التي قد تتنافى مع الذوق العام.
- فمثلًا أكلك لنوعية معينة من الطعام قد تسبب روائح غير محبوبة كالبصل والثوم.
- حيث قال النبي الكريم ألا يصلي معنا من أكل الثوم والبصل حرصًا على مشاعر الغير من المصلين الذين قد يتضررون من الرائحة النفاذة لهذه الأطعمة.
- عليك تقدير كل كلمة قد تنطق بها حتى لا تؤذي الآخرين، وذلك لأن الكلمة الطيبة من أهم قواعد الذوق العام في الكتاب والسنة فليس كل ما تفكر فيه يقال.
- قال تعالى (وقولوا للناس حسناً).
- كذلك في الحديث الشريف (الكلمة الطيبة صدقة)، فالكلمة الطيبة قد تصنع شخص والكلمة السيئة قد تحطم من عزيمة شخص.
شاهد أيضًا: مقدمة بحث ديني
مواقف الأنبياء في التمتع بقواعد الذوق العام في حياتهم
- جميع الأنبياء عليهم السلام كان لديهم مواقف عدة توضح التزامهم بقواعد الذوق العام وسوف نذكر لك المواقف التي أكدت ذلك فيما يلي.
- النبي يوسف عليه السلام، حينما حقد عليه إخوته وقاموا بإلقائه داخل البئر لم يحقد هو عليهم، بل إنه تقبل اعتذارهم ووصف ما حدث منهم بأن الشيطان قد وسوس لهم.
- سيدنا نوح عليه السلام، أيضًا قد وضح لنا مواقف عدة منها مدى التزامه بالذوق العام عندما قال له قومه بأنك يا نوح زاد كلامك على ما تدعوا إليه فيا ليت تأتي بما تحدثنا به، وكان رده عليه السلام بأن الله سوف يأتي بالدليل في وقته ولم يغضب من سخريتهم على ما يقولون.
- ومن أعظم الالتزام بقواعد الذوق العام هي احترام التعامل مع الله وعدم التشكيك في قدرة الله، وقد كان أيوب عليه السلام مثال لذلك حينما أصابه المرض لم يقل ربي لما أصيبت أنا بالمرض بل دعا ربه بأنه قد أصيب بالمرض وأن الله عز وجل هو الرحمن الرحيم على عباده.
الرسول صلى الله عليه وسلم على والتمتع بأخلاقيات الذوق العام
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريص على أن يتمتع بقواعد الذوق العام وأن يعلمها للغير.
- فقد قال صلى الله عليه وسلم أن أكثر الناس قربًا من مجلس الرسول يوم القيامة هم أكثر الناس أخلاق وابعد المجالس هي مجالس عديمي الأخلاق.
أمثلة تؤكد أن الرسول قدوتنا في الذوق العام
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قام بزيارة لبيت ما فإنه يتخذ من أقصى اليسار وأقصى اليمين مكانًا له.
- كان صلى الله عليه وسلم يطرق الباب فإذا أذن له أهل المنزل دخل إليهم وإذا لم يأذن إليه بالدخول ذهب.
- ومن المواقف التي تبرز مراعاة الرسول لمشاعر الآخرين هي عندما دخل عليه رجل يوجد في وجهه صفرة لم يعقب الرسول عليها بل قضي للرجل أمره ومن ثم قال له أصحابه بأن يقوموا بتنبيه الرجل لما يوجد على وجهه.
- ومن السنة النبوية نصيحة الرسول صلي الله عليه وسلم لأصحابه عند شرب الماء، فنصحهم بشرب الماء على ثلاث دفُعات وليست دُفعه واحده كالبعير.
- كان الرسول يكره صفة التكبر وكان يقول للناس لا تمدحوني فأنا عبد الله فحينما كان يستند الرسول إلى عصاه ويهرع الصحابة إليه كان يقول لهم لا تهرعوا إلى كما يهرع الخدم للملوك لتعظيمهم.
شاهد أيضًا: أدعية المتوفى الدعاء للميت من الكتاب والسنة
وفي نهاية المقال فإن ما عليك اتباعه حقا هو الذوق العام في الكتاب والسنة، وهو ما يجب أن نحافظ على اتباعه وهو الأصل وليس عليك اتباع دعوات الغرب.