معلومات تاريخية عن الملكة حتشبسوت
معلومات تاريخية عن الملكة حتشبسوت، لقد كانت الملكة حتشبسوت أطول امرأة فرعون حكمًا لمصر، فقد قامت بحكم مصر لمدة تصل إلى عشرين عامًا في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
كما كانت الملكة حتشبسوت أيضًا من أنجح الفراعنة الذين حكموا مصر، بفضل ما فعلته من توسيع للتجارة وغيرها.
سنختص في هذه المقالة بالحديث عن هذه الملكة، وعن حياتها ونجاحاتها الباهرة، فتابعونا على موقع مقال للتعرف على معلومات تاريخية عن الملكة حتشبسوت.
محتويات المقال
من هي الملكة حتشبسوت؟
غنمت آمون حتشبسوت هي ملكة فرعونية (الفرعون الخامس في الأسرة الثامنة عشر)، قامت بحكم مصر لأكثر من عشرين عامًا ابتداءً من عام 1478 قبل الميلاد، كما خدمت كملكة إلى جانب زوجها “تحتمس الثاني” في حكم مصر.
ولكن بعد وفاته، ادعت دور الفرعون بينما كانت تتصرف، كوصي على ابن زوجها “تحتمس الثالث”.
حكمت الملكة حتشبسوت مصر بسلام، وقامت ببناء المعابد والآثار، مما أدى إلى ازدهار مصر، وبعد وفاتها، محا ابنها “تحتمس الثالث” نقوشها وحاول القضاء على ذاكرتها.
شاهد أيضًا: بحث عن معبد الملكة حتشبسوت doc
مولد الملكة حتشبسوت حياتها الأُسرية
ولدت الملكة حتشبسوت حوالي عام 1508 قبل الميلاد، وكانت الطفل الوحيد، الذي رزق به الملك المصري “تحتمس الأول”.
من قبل زوجته الملكة “أحمس” (أعحمس أو إياح مس)، لذا كان من المتوقع، أن تكون حتشبسوت ملكة فيما بعد.
بعد وفاة والدها في سن الثانية عشرة، تزوجت حتشبسوت أخوها غير الشقيق “تحتمس الثاني”، والذي كانت والدته زوجة غير عظيمة كملكة.
وكان هذا الزواج عبارة عن ممارسة شائعة تهدف إلى ضمان نقاء سلالة الدم الملكي، وفي عهد “تحتمس الثاني”، تولت حتشبسوت الدور التقليدي للملكة، والزوجة الرئيسية.
من ريجنت (وصي العرش) إلى فرعون
توفي “تحتمس الثاني” بعد حكم دام 15 عامًا لمصر، مما جعل حتشبسوت أرملة قبل سن الثلاثين، ولم يكن لدى حتشبسوت أبناء، فقط ابنة تسمى “نفروري”.
وكان الوريث الذكر رضيعًا، وهو ابن زوجها المدعو “تحتمس الثالث”، والذي وُلد من محظية تدعى “إيزيس”.
ولما كان “تحتمس الثالث” أصغر من أن يتولى العرش من دون مساعدة، عملت الملكة حتشبسوت كوصية له.
ففي البداية، تحملت الملكة حتشبسوت هذا الدور بشكل تقليدي، حتى ادعت دور الفرعون، لأسباب غير واضحة.
إن انتزاع حتشبسوت لسلطتها كان مثيرًا للجدل إلى حد كبير، حيث حاربت للدفاع عن شرعيتها، ومشيرة إلى نسبها الملكي وادعت أن والدها قد عينها خليفته، فسعت إلى إعادة اختراع صورتها.
كما أنها طلبت أن يتم تصويرها على أنها فرعون ذكر مع لحية، وعضلات كبيرة في التماثيل واللوحات في ذلك الوقت، ومع ذلك، ظهرت في صور أخرى في الزي التقليدي الأنثوي.
ولكن من الناحية الفنية، لم تقم الملكة حتشبسوت، بانتزاع التاج من “تحتمس الثالث”، ومن الدليل على ذلك.
أنها قامت باعتباره الحاكم المشارك لها طوال حياتها، ولكن على الرغم من ذلك، كان من الواضح أن الملكة حتشبسوت، هي الحاكم الرئيسي في السلطة.
ومنا هنا بدأت الملكة حتشبسوت في تصوير نفسها في نقبة الملك التقليدي وتاجه، إلى جانب لحية مزيفة وجسد من الذكور.
فلم تكن هذه محاولة لخداع الناس ليظنوا أنها ذكر، ولكن بدلاً من ذلك، كانت طريقة لتأكيد سلطتها، وذلك نظرًا لعدم وجود كلمات أو صور لتصوير امرأة بهذا الوضع.
كان انتقال حتشبسوت الناجح من ملكه إلى فرعون، جزئيًا، وذلك بسبب قدرتها على تجنيد مؤيدين مؤثرين لها.
وكان العديد من هؤلاء الرجال، الذين اختارتهم مسؤولين موظفين لدى والدها “تحتمس الأول”.
كما كان أحد أهم مستشاريها هو “سننموت”، والذي كان من بين خدم الملكة، وصعد معها في السلطة، وتكهن البعض أنه كان عشيقها أيضًا.
اخترنا لك: معلومات عن الملكة ليدي جين غراي
معبد حتشبسوت وإنجازاتها
ازدهرت مصر تحت حكم حتشبسوت على عكس الحكام الآخرين في سلالتها، حيث كانت هذه الملكة مهتمة كثيرًا.
حيث بضمان الازدهار الاقتصادي، وبناء وترميم الآثار في جميع أنحاء مصر والنوبة، من الاستيلاء على أراض جديدة.
قامت الملكة حتشبسوت ببناء معبد “الدير البحري”، والذي كان أقدس الأماكن المقدسة، كما كان أيضًا مخصصًا لآمون وشكل العبادة الجنائزية.
وأقيم زوجًا من المسلات الجرانيتية الحمراء في معبد “آمون” في الكرنك، ولا يزال أحدها قائماً حتى اليوم.
كان لدى حتشبسوت أيضًا بعثة تجارية بارزة إلى أرض “بونت” في السنة التاسعة من حكمها.
حيث عادت السفن بأشجار الذهب والعاج والمر، وخُلد المشهد على جدران المعبد.
وفاة حتشبسوت
توفيت الملكة حتشبسوت في أوائل فبراير من العام 1458 قبل الميلاد، عندما كانت في منتصف الأربعينيات.
وقد دفنت في وادي الملوك (وهو أيضًا موطن توت عنخ آمون)، وتقع في التلال خلف “الدير البحري”.
وفي السنوات الأخيرة، تكهن العلماء بأن سبب وفاتها يتعلق بعلاج (مرهم) كان يستخدم لتخفيف آلام الجلد الوراثية المزمنة.
حيث أنه كان علاجًا يحتوي على السم ضمن مكوناته، كما كشف اختبار القطع الأثرية المتواجدة، بالقرب من قبرها عن آثار مادة مسرطنة.
وأكدت “هيلموت ويدنفيلد” من معهد الأدوية بجامعة بون، أنه إذا كنت تتخيل أن الملكة مصابة بمرض جلدي مزمن.
وأنها وجدت تحسنًا قصير المدى من المرهم، فقد تكون قد تعرضت لخطر كبير على مر السنين.
من هو تحتمس الثالث بالنسبة للملكة حتشبسوت
بعد وفاة الملكة حتشبسوت، استمر الملك “تحتمس الثالث” في حكم مصر، لمدة 30 عامًا إضافيًا.
مما يثبت أنه باني طموح مثل زوجة أبيه، ومحارب كبير، إلا أنه في وقت متأخرٍ من عهده، بدأ “تحتمس الثالث” حملة للقضاء على ذكرى الملكة حتشبسوت.
حيث كان لديه تقريبًا كل الأدلة على حكم حتشبسوت – بما في ذلك صورها كملكة على المعابد والآثار التي بنتها.
فقام بتدميرها وتشويه آثارها، ومحا العديد من نقوشها وبنى جدارًا حول مسلاتها.
وربما فعل الملك “تحتمس الثالث” هذا، من أجل محو مثالها كحاكم قوي، أو لإغلاق فجوة في خط خلافة السلالة الذكورية.
وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن هذا كان نتيجة ضغينة طويلة الأمد، إلا أنه كان على الأرجح جهدًا سياسيًا صارمًا للتأكيد على خط خلافته، وضمان عدم تحدي أحد لابنه “أمنحوتب الثاني” على العرش.
ونتيجة لذلك، لم يكن علماء مصر القديمة يعرفون سوى القليل عن وجود حتشبسوت، حتى عام 1822 ميلاديًا.
وعندما تمكنوا من فك رموز الهيروغليفية، وقراءتها على جدران “الدير البحري”.
اكتشاف تابوت حتشبسوت
في عام 1903 ميلاديًا، اكتشفت أحد علماء الآثار البريطانيين “هوارد كارتر” تابوت الملكة حتشبسوت (أحد التوابيت الثلاثة التي أعدتها).
لكنه كان فارغًا مثل جميع المقابر تقريبًا في وادي الملوك، وبعد إطلاق بحث جديد في عام 2005 ميلاديًا.
قد اكتشف فريق من علماء الآثار مومياء لها في عام 2007 ميلاديًا، والذي يوجد الآن في المتحف المصري في القاهرة.
كما يتم عرض تمثال بالحجم الطبيعي لـ حتشبسوت جالسة، في متحف “متروبوليتان” في مدينة نيويورك.
حيث استطاع هذا التمثال الهروب، من تدمير ابن زوجها “تحتمس الثالث”.
تابع أيضًا: موضوع تعبير عن الملك فاروق والملكة نازلي
معلومات تاريخية عن الملكة حتشبسوت، فلقد كانت الملكة حتشبسوت واحدة من أكثر الملوك العظماء الذين قاموا بحكم مصر، وذلك لما عرفناه من الإنجازات الاقتصادية والمالية التي حازت عليها مصر تحت إمارتها، فضلاً عن بناء المعابد والمشيدات الرائعة.