كيف أخفي مشاعري

المشاعر هي المحرك الأساسي في حياة الفرد، وهي القوة الكامنة التي تحرك الإنسان، والدافع الأول وراء جميع قرارات وتصرفات الإنسان في حياته سواء إن كانت في علاقته مع من حوله من البشر.

أو المجتمع الخاص به من أقارب، أو أصدقاء، أو زملاء في العمل، والمشاعر تكمن أهميتها في كونها تحدد العلاقة إيجاباً أو سلباً مع من حولنا، لذلك سنتناول في مقالنا هذا كيف أخفي مشاعري.

أنواع المشاعر

تنقسم المشاعر إلى أربعة أنواع كالآتي:

المشاعر الإيجابية

  • والمشاعر الإيجابية تجعل الإنسان على قدر أكبر من الاستطاعة في تقبل الآخر بعيوبه ومميزاته.
  • وعند تواجد المشاعر الإيجابية يكون تقبلنا للأشخاص أكثر هدوءً واتزانا بالإضافة إلى التمتع بالسلام النفسي.

شاهد أيضا: أجمل كلام للحبيب

 المشاعر السلبية

  • فالمشاعر السلبية تجعل الإنسان أكثر حدة في تقبل التصرفات، والأقوال.
  • وكذلك القرارات التي يتخذها تجاه الآخرين، وكنتيجة تظهر تجاهه قرارات وتصرفات الآخرين.
  • أي التي يتخذها الآخرين في مواجهته كرد فعل على حدته.
  • والمشاعر إيجاباً أو سلباً تمثل القوة الكامنة، التي تحرك التصرفات الإيجابية أو التصرفات السلبية.
  • وبالتالي النجاح أو الفشل، فإيجابية المشاعر تجعل الإنسان ذو عقل أكثر اتساعاً واتزانا.
  • وكذلك تحقق له التوفيق في اتخاذ القرارات الموضوعية.
  • أما المشاعر السلبية تجعل الإنسان في حالة من العصبية.
  • فتجعله ضيق الأفق، ضيق الصدر، لا تتسم قراراته وأقواله وأفعاله بالحكمة المطلوبة.

أما المشاعر التي تدور في أعماق الإنسان فتنقسم إلى الآتي:

المشاعر الرئيسية

  • تكون هي المحرك الأول للإنسان، فالمشاعر الرئيسية مثل الخوف، والسكينة، والسعادة، والحزن، والخجل، والغضب، الحب.
  • وهذه هي المشاعر الرئيسية؛ التي تسيطر على الإنسان، وتكون المحرك الأساسي لجميع قراراته، وأقواله، وأفعاله.

المشاعر المتداخلة

  • فهناك مشاعر أخرى متداخلة يكون مصدرها تداخل المشاعر الرئيسية في نفس الوقت.
  • مثل الحب مع الحياء، أو الخوف مع الكراهية، أو الغضب مع الحب، وبالتالي يتكون عنده نوع من الارتباك.
  • وفي حالة الارتباك يلجأ الإنسان إلى إخفاء مشاعره حتى لا يظهر مرتبكاً ضعيفاً أمام الآخرين.

إيجابيات وسلبيات إخفاء المشاعر

  • تختلف الظروف التي يضطر فيها الإنسان إلى إخفاء مشاعره أو الإفصاح عنها.
  • وذلك بتصرفاته حسب المجتمع المحيط به.
  • فمثلاً في مجتمع العمل نجد إنه قد يكون هناك مشاعر سلبية تجاه بعض الزملاء، أو بعض مدراء العمل.
    • الذين لا نشعر تجاههم بالارتياح أو بالحب نتيجة تصرفاتهم المستفزة أو قراراتهم الظالمة.
  • فنجد إننا نشعر في هذه الأحيان بمشاعر سلبية تجاههم.
  • وإن حاولنا الإفصاح عنها والإعلان عنها، أو إن غلبتنا ففضحت محاولتنا في إخفائها.
  • فبالتالي تظهر، ويكون لذلك انعكاس على كثيراً من القرارات التي قد يتخذها الإنسان، وتؤثر عليه.
  • كذلك يظهر لدى الأشخاص المحيطين به في العمل، بعض العداوات نتيجة الإفصاح عن تلك المشاعر السلبية من جهته.
  • وكنتيجة تتراكم القرارات التي قد يكون فيها كثير من الجور، أو الظلم بدون وجه حق على بعض الأشخاص.
  • لذلك يكون من الأفضل إخفاء تلك المشاعر السلبية؛ حتى لا ينعكس ذلك على الحياة العملية.
  • من جهة أخرى قد يكون هناك مشاعر إيجابية مرنة.
  • إذا أفسحنا عنها مثلاً في مجال العمل كأن نشعر بالارتياح تجاه زملائنا، ومديرين العمل.
  • فإن ذلك ينعكس بالحميمية في التعامل، والمجاملة في القول، والفعل.
  • وذلك من شأنه نشر روح من التوائم والتآلف بين الأشخاص، مما ينعكس على العلاقات الإنسانية بين الأفراد داخل المجتمع الواحد.

لغة الجسد

  • خلق الله الإنسان، وأعطاه القدرة على فهم وترجمة ما يراه من حوله، من تعابير على وجوه الآخرين.
  • إذ أن تلك القدرة هي عبارة عن لغة تسمى لغة الجسد.
  • وهي لغة لا تحتاج إلى كلام، ولكنها تعبيرات وحركات تكون إما على الوجه، أو على الجسد.
  • كحركة العيون، أو دموع العيون، أو كنبرة الصوت، أو حركات اليد، أو اهتزاز الأقدام.
  • كل هذه تعبيرات عن لغة الجسد عما يشعر به الإنسان في مكنون صدره من مشاعر.
  • وهنا يأتي دور الجسد والوجه في التعبير عن مشاعرنا كما ذكرنا وإظهارها أو إخفاؤها.
  • فدائما ما يكون مثلاً التعبير عن الفرح هو انفراج الأسارير، والابتسام.
  • وقد يصاحب ذلك بعض الدموع، والتي نطلق عليها دموع الفرح.
  • كذلك الغضب فإن له تعبير يكون في حركات قوية في الفك، أو في اهتزازات بالقدم، أو باليد.
    • أو صوت مرتفع، أو انتفاخ عروق الوجه، والعنق، واحمرار الوجه.
  • وكل ذلك يعد تعبيراً عما يشعر به الإنسان من شعور بالغضب.
  • وفي الحقيقة فإن هذه المشاعر قد يكون لها رد فعل على ما يتخذه الإنسان من تصرفات وقرارات.
  • فكلما تحكمت فيه مشاعره بالإيجاب أو السلب، انعكس ذلك على قراراته وتصرفاته، وعلاقاته الشخصية والعملية.
  • بمعني أوضح فالمشاعر أهميتها وخطورتها تكمن في إنها تحدد قوة وضعف علاقتنا بالأشخاص المحيطين بنا في المجتمع.

للتعرف على المزيد: هل التعبير عن المشاعر حرام شرعًا

ماذا يحدث للإنسان حين يخفي مشاعره؟

  • قد تكون المشاعر التي داخل الإنسان إيجابية، أو سلبية، ويحاول إخفائها.
  • وهناك رد فعل لما يحاول أن يخفيه الإنسان من مشاعر إيجابية أو سلبية.
  • فنبدأ أولاً بالمشاعر السلبية؛ فعند شعور الإنسان بالمشاعر السلبية تجاه مجتمع معين، أو شخص معين.
  • فإنه يحاول أولاً الانسحاب من هذا المجتمع الذي يشعر تجاهه بمشاعر سلبية.
  • وقد يؤدي ذلك إلى التفرقة بين الأصدقاء، أو ترك العمل، مما قد يكون سبباً في فقدان مصدر الرزق.
  • وقد يكون هناك أيضاً للمشاعر السلبية أثر سيء إذا حاولنا إخفائها، ولم نظهرها.
  • بل الأثر الأكثر سوءاً إذا لم نحاول التخلص منها.
  • وقد يكون الإنسان صاحب هذه المشاعر في حالة من الاحتياج. كاحتياج الأخ لأخيه.
  • على الرغم من إنه يشعر تجاهه بمشاعر سلبية، فبالتالي يحاول الابتعاد عنه.
  • وذلك قد يؤثر على صلة الأرحام، والتفريق بين الأسر.
  • وقد يكون هناك آثار لإخفاء المشاعر الإيجابية كإخفاء مشاعر الحب مثلاً.
  • ويكون هذا في حالة الحب من طرف واحد، أي أن يكون الشخص الآخر لا يبادلك نفس المشاعر.
  • وبالتالي يلجأ الشخص المحب إلى إخفاء مشاعره، ومحاولة جمحها والسيطرة عليها.
  • والمشاعر الإيجابية لا تخفى إلا إذا كان لا يقبلها المجتمع أو ترفضها الأخلاق أو ما تربينا عليه.
  • فإخفاء المشاعر بالحب لا تكون إلا إذا كان الإنسان يخجل من هذه المشاعر.
  • فإذا كان هناك رجل مثلاً يشعر بمشاعر محبة تجاه امرأة معينة.
  • وكانت هذه المرأة مباحة للزواج، وتحل له، فإنه يقوم بالتعبير عن هذه المشاعر بما شرعه الله.
  • وذلك من خطبة وزواج وخلافه، إن كان قادراً عليه.
  • فإن كان لا يستطيع ويحاول أن يكبت مشاعره ففي هذه الحالة فهو كبت مشروع.

رأي الإسلام في إخفاء المشاعر

  • قال الله تعالى في كتابه العزيز: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك).
  • وقال سبحانه: (واعفوا عنهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله).
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سياق حديثه: (أفشوا السلام بينكم).
  • وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (إني أحب فلان وهو أحد الصحابة الآخرين، فقال له: (أذهب فقل له إني أحبك في الله، فإن المرء مع من أحب في الأخرة).
  • وللإسلام رأيه في أن نشيع المحبة والمشاعر الإيجابية بين أفراد المجتمع، فإفشاء السلام هو من أهم رغبات وأسس الإسلام.
  • والمشاعر الإيجابية والسلام لا يشاع بين الناس إلا بالأخلاق الحميدة.
  • فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
  • وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يعطي على حسن الخلق أكثر مما يعطي على غيره).
  • فرأي الإسلام في هذا المقام هو ألا نخفي مشاعرنا الإيجابية بين أفراد المجتمع.
  • فحب الرجل لأخيه في الله يجب أن يكون متواصلاً بين الجميع.
  • فإن الصحابة كانوا يلاقون بعضهم البعض بين الصلاة والصلاة بشوق وحب، وكأنهم لم يلتقوا منذ أمد بعيد.

كيف أخفي مشاعري؟

  • لكي نقوم بإخفاء مشاعرنا، وجب عليه أن يقوم بعدة خطوات.
  • الخطوة الأولى أن يحاول عدم الجلوس مع من يحب بمفردهم.
  • بل الجلوس معه في جماعة، أو من خلال مجموعة من الأصدقاء.
  • ثانيا أن يحاول أن يبتعد على قدر الاستطاعة عن التصرفات المفاجئة التي قد تكون فاضحة لما يشعر به.
  • أيضاً الاهتمام المبالغ به بالشخص المحب؛ مما يلفت النظر عن مكنون صدره، لذلك ينبغي أن يكون اهتمامه اهتماماً عادياً.
  • كما يهتم بالآخرين، أيضاً ينبغي عليه أن يتجنب إطالة النظر إليه، فإن ذلك قد يفضح مشاعره، وفي هذه الحالة عينيه تفضحه.
  • أيضاً الإفصاح عن هذه المشاعر للأصدقاء الذين يكونون محل ثقة، والتنبيه عليه ألا يفصح عنها.
  • لئلا يفضح هذه المشاعر لصديق مشترك بينهما، فتنقل هذه المشاعر إلى الشخص غير المرغوب بمعرفته لها.
  • كذلك لكي نستطيع إخفاء يجب أن نقوم نحن بتجاهلها.
  • أي نحاول عدم التركيز فيها، وعدم الاستغراق في التفكير فيها والتركيز فيها حتى لا تقوم بالسيطرة علينا رويداً رويداً.
  • وذلك حتى نتجاهلها تماماً ونتخلص منها، وبالتالي يستحيل كشفها للآخرين.
  • أيضاً نتجنب المواقف التي قد تتسبب في إعادة اشتعالها داخل أنفسنا، وبث الحياة فيها من جديد فتعود وتسيطر علينا.
  • كذلك محاولة تغيير نظام الحياة، والعادات التي تعودنا عليها، لأن تغيير هذه العادات يشكل دافع إيجابي قوي.
    • محاولة تجاهل هذه المشاعر، وعدم سيطرتها علينا.
  • كذلك محاولة أن نتلقى الأمور بشكل مختلف عما هو معتاد لنا.
  • مشاعرنا وننجح في ذلك ومحاولة تغيير طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع الأمور التي حولنا، والتي قد تتسبب في اضطراب مشاعرنا.
    • وتداخلها مما يسبب كثيراً من الارتباك النفسي.
  • كذلك محاولة التحرر من هذه المشاعر، وشغل نفسك بما يلهيك عنها.
  • والسبيل الوحيد إلى إخفائها، هو أن تتخلص من مشاعرك التي تريد أن تخفيها عن الآخرين.
  • فذلك هو السبيل الأول والأكثر نجاحاً.

نرشح لك أيضا: كيفية التخلص من المشاعر السلبية تجاه الآخرين

وفي ختام مقالنا الذي تناولنا فيه موضوع كيف أخفي مشاعري، وتناولنا الآثار الإيجابية والسلبية، ورأي الإسلام.

نرجو أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف، ونتمنى منكم نشر المقال في وسائل التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.

مقالات ذات صلة