كيف أحب بصدق
العطاء المستمر أهم علامات صدق الحب، ومن أهم وأول علامات الحب بصدق هو العطاء لمن تحب، العطاء بلا حساب، أي أن تعطي من تحب من وقتك، ومن مجهودك، ومن تفكيرك، ومن مالك، ومن صحتك، ما يحتاج.
وأحياناً فوق ما يحتاج، كل ذلك يكون دافعه تلك المشاعر الجميلة التي يشعر بها الإنسان وهي مشاعر الحب تجاه الطرف الآخر، لذلك في مقالنا هذا سنتناول كيف أحب بصدق.
محتويات المقال
كيف أحب بصدق؟
- الحب هي المشاعر التي جعلها الله سبحانه وتعالى نشعر بها تجاه الطرف الآخر.
- وتكون هي مبعثاً لتصرفاتنا وسلوكنا معه، طالما وجدت هذه المشاعر الجميلة.
- من المشاعر الجميلة التي من الله علينا بها، وذلك لتقوية أواصر العلاقات بين الأفراد.
- ولكي يستمر الحب، وينمو، ويزدهر، فينبغي أن يكون حباً صادقا، والحب الصادق هو أسمى درجات المشاعر.
- وتلك المشاعر تتفرع إلى جوانب كثيرة من المشاعر الأخرى كالإيثار، والمجاملة، والرحمة، والخوف على الطرف الآخر.
- ودفع الطرف الآخر للنجاح في شتى نواحي الحياة.
- وحينما نذكر كلمة الحب يطرأ أول ما يطرأ على أذهاننا الحب بين الرجل والمرأة.
- وليس هذا هو كل الحب، فإن الحب له الكثير والكثير من الأوجه.
- والصدق هو الصفة المشتركة التي يجب أن تسمو، ويتسم بها كل حب.
- سواء من النواحي الأسرية، أو العلاقات الاجتماعية.
- وينبغي على المتحابين أن يبادلوا هذه المشاعر بصدق حتى تستمر، وتنمو.
- والتاريخ يحكي لنا عن قصص صداقات جميلة، وعظيمة استمرت، واستمر ذكرها حتى بعد فناء أصحابها.
- فالحب بين الأزواج، وبين الآباء والأمهات وأولادهم.
- ينبغي أن يتسم هذا الحب بالصدق والإيثار والرحمة، والنصيحة الصادقة
- وسيرد ذكر ما قد سبق بالتفصيل في السطور القادمة.
شاهد أيضا: كيف أعترف له بحبي
النصيحة الصادقة هي من أهم علامات الحب الصادق
- أن تحب إنسان بصدق، فإن ذلك يدفعك إلى التفكر والتدبر في أحواله وفي عيوبه وفي أخطائه.
- وحبك له بصدق يدفعك إلى أن تنصحه نصيحة صادقة بأن يقوم أخطائه.
- وكذلك تحاول أن تساعده في أن يتجاوز هذه الأخطاء.
- وأن ينظر إلى فداحة ما يصيب به نفسه من ضرر جراء هذه الأخطاء.
- فحبك له، وصدق حبك له هو ما يجعل قلبك ينفطر على ما يصيبه من هذه الأخطاء.
- وهذا يدفعك إلى أن تنصحه نصيحة صادقة، وتحاول أن تساعده في التخلص من عيوبه، أو التحكم فيها، لعدم الأضرار به.
- فكونك تحب هذا الإنسان بصدق يجعلك تخاف عليه أن يقع له محظور أو مكروه من سوء أفعاله.
- لذلك تحاول أن تنصحه، ولا يقف ذلك عند حد النصح فقط، بل تحاول أن تشاركه في العمل بهذه النصيحة.
- وذلك للتخلص مما أصابه من ضرر، بل والتخلص من أسباب هذا الضرر من سوء صفات وتصرفات.
- فتلك المشاعر الصادقة في النصح؛ يعبر عنها بهذا الكم من العطاء بلا حدود.
الإيثار هو أهم علامات الحب بصدق.
- جبل الإنسان على حب الشخص لذاته، وأن تسيطر عليه فكرة الأنا.
- فحينما تحب إنسان بصدق تصل درجة الحب بك إلى أن تؤثر على نفسك.
- وحينما تصل إلى تلك الدرجة فأعلم إنك تحب بصدق.
- إذ إنك تؤثر على نفسك، وتجعل سعادته هي الأهم عندك، وهي الهدف المنشود.
- وراحته أبدى لك من راحتك، والانشغال بحل مشاكله عن حل مشاكلك.
- فإذا وصلت إلى هذه الدرجة من الإيثار لحبيبك عن نفسك فأعلم أن إنك تحب، بل وتحب بصدق أيضاً.
- وللإيثار علامات، وهو أن تطول مدة التفكير في حبيبك أكثر مما تفكر في نفسك.
- ومن أهم الأسباب التي تنجح العلاقات بين الأزواج تحديداً هي الإيثار.
- فإيثار الزوجة لزوجها على نفسها، وإيثار الزوج لزوجته على نفسه، هي من أهم أسباب النجاح.
- فحينما يعلم الزوج كم تتفانى زوجته في إسعاده، بل إنها تؤثر على نفسها، فإن ذلك يكون له الوقع الطيب.
- والرغبة الشديدة في أن يبادلها نفس المشاعر، وأن يؤثرها على نفسه.
- وحينما تجد الزوجة أن زوجها يؤثرها على نفسه فإن ذلك يكون لها له أطيب الأثر على نفسها.
- وعندها تبادله نفس المشاعر الصادقة أي الحب بصدق.
- وبالطبع الأبناء حينما يرون كيف أن أبويهم يؤثرونهم على أنفسهم.
- وإنهم يفضلونهم ويؤثرون مصالحهم، وإسعادهم على إسعاد أنفسهم، وسعادة بعضهم البعض.
- فقد فطر الأب والأم على إيثار أبنائهم
- إلا إنه لم يفطر الأبناء على إيثار آبائهم، ولكن حينما يرى الأولاد حب آبائهم وأمهاتهم، وإيثارهم لهم على أنفسهم.
- فإن ذلك يكون له وقعاً قوياً نفس الأبناء ويخلق عندهم الحب الصادق والتفاني في إرضاء أبويهم.
- فتكون الحياة المشتركة بينهم أساسها العطاء، فالحب، والعطاء والإيثار، هو كيان واحد لا يتجزأ بين الشريكين في علاقة حب صادقة.
كيف تعلم إنك تحب بصدق؟
- أن تحب شخصاً ما، فإن لذلك علامات إذا وجدتها في نفسك فأعلم إنك تحب بصدق.
- وأول هذه العلامات هو أن تطيل التفكير فيه، ويكون مسيطراً على تفكيرك.
- وثاني هذه العلامات الفرح عند رؤيته، والحزن عند بعده، كذلك من علامات الحب الصادق أن تحب أن تجد من تحب فرحاً.
- كذلك عند الحب الصادق، ترغب أن تجد من تحب ناجحاً، موفقاً في شتى أمور حياته.
- وحينما تكون أنت سبب من أسباب هذه السعادة، وهذا النجاح وهذا الفرح فإنك تشعر إنك قد قدمت شيئاً لمن تحب.
- ومن غير المقصود بالحب على وجه التحديد هو حب الراجل للمرأة والعكس فقط.
- بل إن كذلك حب الأخ لأخيه، وحب الأخت لأختها، والأخ لأخته والعكس، وحب الصديق لصديقه أو الدقيقة لصديقتها.
- كل تلك من أوجه الحب الصادق.
- ومن علامات الحب أيضاً الحزن على ما أصابه من حزن، والرغبة في مسح ذلك الحزن.
- كذلك فالمحاولة أن تشاركه اهتماماته، وأن تحاول معه في حل مشاكله، والعمل على إنهائها.
- بل والفرح بخروجه من الأزمات، والفرح بأنه نجح، ووفقه الله في الخروج من أزماته.
- ومن أهم علامات الحب أن تنشغل بكيف تجعل حبيبك سعيداً.
- فإذا كنت أنت منشغل بهمومه وكيفية حلها، بل وتبحث عن أدوات لحلها، لجعله سعيداً، فأعلم إنك تحب بصدق.
اخترنا لك أيضا: كيف أصالح حبيبي برسالة
الحب الصادق في الإسلام
- بني الإسلام على الحب فديننا دين الحب، وقد جعل الإسلام الحب هو الأساس الذي بني عليه ديننا.
- فكيف أحب رسول الله زوجاته رضوان الله عليهن؟ وعلى وجه الخصوص أمنا خديجة زوجة رسول الله صلى الله عليهما الأولى.
- فهي أول زوجاته، وكيف وقفت بجانبه، وأثرته على نفسها، ودعمته، ووقفت بجانبه بوقتها، وصحتها، ومالها.
- فكانت أول المؤمنات قاطبة من الرجال والنساء.
- فأمر الإسلام أن يكون الحب هو الأساس الذي تبنى عليه الأسرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضلُ الدينار دينارٌ ينفقه الرجل على عياله، ودينارٌ ينفقه الرجل على دابَّته في سبيل الله، ودينارٌ ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله)).
- وجعل الإسلام خدمة الزوجة لزوجها، وعيالها بحب وإيثار من أهم أسباب دخولها الجنة.
- بل إن الله قد جعلها، حين تقوم بالدعاء إذا استفتحت الدعاء بالدعاء لزوجها، فإن دعائها أحرى أن يستجاب.
- كذلك فإن الحب الصادق في الإسلام جعله الله الأساس في العلاقة بين الأبوين، وأبنائهم.
- ولا يقتصر الحب الصادق فقط في الإسلام على الحب بين أفراد الأسرة.
- والتي تعد الخلية الأولى التي تبنى عليها الأمة.
- فقد جعل الله الحب بين الأصدقاء سببا ً لدخول الجنة.
- وكلنا يعلم الحديث الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، حيث قال: واثنان اجتمعا على حب الله وتفرقا عليه.
- أي يقصد رجلان أو امرأتان أحبا بعضهما البعض في الله.
- فاجتمعا على هذا الحب في الله، وافترقا على هذا الحب في الله.
- فيكون هذا الحب هو سبباً لدخولهما الجنة، وإذا أظل الله العبد يوم القيامة، ولا ظل يوم القيامة إلا ظله.
- فإنه هو ومن أحبه من أهل الجنة.
- لذلك نجد أن الإسلام هو أول من أرسى دعائم الحب بصدق، وعلمنا كيف يكون الحب مع جميع الخلق.
نرشح لك أيضا: خواطر الحب الصادق
وفي ختام مقالنا الذي تناولنا فيه كيف أحب بصدق، وكذلك أرسينا فيه دعائم الحب وأسسه، بالإضافة إلى الحب في الإسلام، فنرجو أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف، ونتمنى منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.