هل الزواج مكتوب
يقوم الإيمان بالله تعالى على مجموعة من القواعد الهامة، ومن أهم هذه القواعد هو الإيمان بقضاء الله وقدره والإيمان بالمكتوب.
والسؤال هنا هل الزواج من الأمور المكتوبة عند الله؟ تابعونا في هذا المقال لنتعرف على إجابة هذا السؤال ونتعرف أكثر على تفاصيله.
محتويات المقال
الرضا بقضاء الله
- عندما تحدث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الإيمان.
- ذكر أن الإيمان يرتكز على عدة قواعد هامة وهي الإيمان بالله والإيمان بالرسل والإيمان باليوم الآخر أي يوم القيامة والإيمان بالقدر خيره وشره.
- وبناءً على ذلك فإن الرضا بقضاء الله وقدره ركن أساسي من أركان الإيمان.
- والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عن مسألة الإيمان قال “أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضا: آية قرآنية عن النصيب في الزواج
الأخذ بالأسباب للحصول على الرزق
- يعتبر الزواج أمر من الأمور المكتوبة على الإنسان في اللوح المحفوظ عن الله سبحانه وتعالى.
- وقد تم ذكر ذلك في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم.
- والدليل على ذلك الكثير والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرت على لسان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
- ومن الجدير بالذكر أن كل ما كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ هو أمر في علم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
- ولكن الله كما كتب لنا المقادير في اللوح المحفوظ فقد أمرنا بأن نأخذ بالأسباب التي توصلنا إلى ذلك.
- والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- كما قال الله تعالى “ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب” صدق الله العظيم.
- بالإضافة إلى قوله تعالى “هو الذي جعل لكم الأرض ذلولًا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور” صدق الله العظيم.
- وهناك كثير من الأدلة التي تدل على أنه على الرغم من وجود القدر والمكتوب.
- إلا أنه من الواجب علينا أن نسعى ونأخذ بالأسباب للوصول إلى الرزق.
تابع الأخذ بالأسباب للحصول على الرزق
- لكن هناك أشخاص تستخدم الأخذ بالأسباب بطرق محرمة وخاطئة.
- فعلى سبيل المثال نجد فتاة تخلع الحجاب أو تختلط بالرجال بشكل مبالغ فيه حتى تجد زوج أو عريس.
- وهذا يتنافى مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن المرء ليحرم الرزق بالذنب يصيبه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وقد تحدث الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة القصيم ومن العلماء الأجلاء عن هذا الأمر.
- وحينما سئل عن ذلك قال إن كل شيء في هذه الدنيا.
- سواءً كان أو سيكون قد كتبه الله سبحانه وتعالى للخلق في اللوح المحفوظ.
- ولكي يؤمن الإنسان فيجب أن يؤمن بالقدر المكتوب له.
- وهناك أربعة أركان أساسية للإيمان وهي العلم والكتابة والمشيئة والخلق وكل هذه الأمور بيد الله سبحانه وتعالى.
- وهذا دليل على أنه لا يوجد شيء على الأرض يحدث للإنسان.
- إلا ويعلمه الله وقد كتبه لنا وشاء الله به كما أنه من خلق الله تعالى.
- ومن بين الأمور التي ينطبق عليها هذه الأمور الزواج.
هل الزواج مكتوب على الإنسان؟
- إن الزواج من الأمور التي كتبها الله تعالى في اللوح المحفوظ.
- وهناك أدلة كثيرة في القرآن الكريم تدل على ذلك.
- حيث قال الله تعالى في سورة الحج: “أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ” صدق الله العظيم [الحج: 70].
- وعلاوة على ذلك سنجد في سورة يس قوله تعالى: “وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ” صدق الله العظيم [يس 12].
- كما نجد أيضًا في شورة التوبة قوله تعالى: “قُل لَن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا” صدق الله العظيم [التوبة:51].
- بالإضافة إلى قوله تعالى عن دعاء سيدنا موسى عليه السلام في سورة الأعراف “وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً” صدق الله العظيم [الأعراف: 156].
للتعرف على المزيد: دعاء لتيسير الزواج بإذن الله تعالى مكتوب
الأدلة النبوية عن القدر والمكتوب
- إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يدع أمرًا إلا وتحدث فيه وفسره لنا.
- وهناك كثير من الأدلة النبوية في الأحاديث الشريفة التي تحدثت عن ذلك.
- وعلى سبيل المثال سنجد عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة” قال: “وعرشه على الماء” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم.
- بالإضافة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم “ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار، إلا وقد كتبت شقية أو سعيدة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. صحيح مسلم.
- وبناءً على ذلك فإن كل أمر يحدث للإنسان فهو بيد الله تعالى ومن أهم هذه الأمور هو الزواج.
علاقة الزواج بالقدر
- إن الزواج أمر من الأمور الهامة التي كتبها الله تعالى للإنسان في اللوح المحفوظ.
- ونتيجة لذلك فإن الزواج من الأمور التي حددها الله للإنسان في وقت محدد لا يمكن تقديمه أو تأخيره.
- وهذا لا يعني عدم السعي أو عدم الدعاء.
- ولكن من الضروري أن يتم الأخذ بالأسباب والبحث في الأمر.
- وسؤال الله باستمرار واستخارته قبل أخذ أي خطوة في أمر الزواج.
- وقد أمرنا الله تعالى بالأخذ بالأسباب للوصول إلى الأقدار هو من أفضل درجات الإيمان.
- وعلى الجانب الآخر إنه من المعروف أن الدعاء يغير القدر.
- والسؤال هنا هل هذا الأمر ينطبق أيضًا على أمر الزواج.
- والإجابة هي نعم إن الدعاء من الأمور الجليلة التي تجلب الرزق وهو من أعظم درجات الأخذ بالأسباب الذي يؤدي إلى التوفيق من الله سبحانه وتعالى.
- والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ولا يرد القدر إلا الدعاء” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- والسؤال هنا كيف يتغير القدر وهو في اللوح المحفوظ وما المقصود بالآية الكريمة في سورة الرعد في قوله تعالى “يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ” صدق الله العظيم [الرعد: 39].
- وما المقصود بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سرَّه أن يبسط له في رزقه.
- وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وبناءً على ذلك يصح لنا أن نقول إن القدر ينقسم إلى نوعين ألا وهما القدر المثبت أو القدر المطلق والنوع الثاني هو القدر المعلق أو القدر المقيد.
- فأما النوع الأول وهو القدر المطلق أو المثبت فهو القدر الثابت الذي كتب في اللوح المحفوظ وهو الذي لا يتغير أبدًا.
- أما بالنسبة للنوع الثاني فهو القدر المعلق أو القدر المقيد وقد تم تدوين هذا القدر في كتب الملائكة وليست في اللوح المحفوظ.
- وهذا النوع من القدر الذي يمكن تغييره أو محوه أو تثبيته.
- وعلى سبيل المثال إن القدر المثبت أو القدر المطلق مثل العمر أو الأجل.
- أما القدر المعلق أو المقيد فهو مثل الرزق أو الزواج.
- وهذا النوع يمكن تغييره أو تبديله بالدعاء والسعي وأعمال الإنسان.
تابع علاقة الزواج بالقدر
- وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال: (والأجل أجلان: أجل مطلق يعلمه الله، وأجل مقيد).
- وهذا يوضح معنى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “من سرَّه أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- هذا هو القدر المعلق الذي أمر الله الملائكة بكتابته وعندما يصل رحمه يزيد الله في رزقه.
- وهذا الرزق يشمل الأموال والزواج والأولاد وكل رزق يأتي للإنسان.
- ولكن الملائكة نفسها التي كتبت ذلك لا تعلم ما سيحدث وهل سيدعو الإنسان أو يصل رحمه ويتم زيادة رزقه أم لن يحدث ذلك.
- ولكن الله سبحانه وتعالى قد حدد القدر المثبت في اللوح المحفوظ مثل الأجل.
- حيث إنه إذا جاء أجل الإنسان لا يمكن تقديمه أو تأخيره.
- والرزق المعلق أيضًا يمكن تقسية إلى نوعين.
- النوع الأول نوع ثابت قد كتبه الله للإنسان وحدده.
- والنوع الثاني ما أملاه الله تعالى على الملائكة ليكتبوه وهذا يزيد وينقص وفق الأخذ بالأسباب والدعاء لله تعالى.
نرشح لك أيضا: دعاء الزواج المستجاب مجرب مكتوب
وبذلك نكون قد انتهينا من المقال وقد أجبنا عن بعض الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين حول القدر والمكتوب.
كما أوضحنا أن الزوج نوع من أنواع الرزق المكتوب للإنسان.
نتمنى أن يعجبكم المقال ويفيدكم وندعو الله أن يكتب لنا ولكم خير الأقدار وسعة في أرزاقنا.
كما نرجو من حضراتكم نشر هذا المقال على مواقع التواصل الاجتماعي ليستفيد به الجميع ويكون بمثابة دعوة عامة لطلب الرزق والأخذ بالأسباب والدعاء بصفة مستمرة.