طلب الرقية من الآخرين وحكمها دينيًا
طلب الرقية من الآخرين وحكمها دينيًا، هو سؤال يتساءل عنه الكثير من المسلمين، حيث تكون هذه الرقية عند حدوث ضعفٍ أو مرض، كما أنها عبارة عن قراءة بعض آيات القرآن الكريم والأدعية المأثورة عن النبي- صلى الله عليه وسلم.
كما سنتعرف على ما هو الأفضل بين أن يرقي المسلم نفسه أم يطلب الرقية من مسلمٍ غيره، فتابعوا موقع مقال.
محتويات المقال
الرقية الشرعية
- الرقية الشرعية هي عبارة عن هديٍّ نبويٍّ يُسْتَنُّ به نظرًا لقيام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بفعلها.
- وكذلك لقيام الصَّحابة من بعده بفعلها، وهي عبارة عن أن يتوجه المسلم ويلجأ إلى الله- عز وجل- بأسمائه- تعالى- وصفاته الحسنى دون شريكٍ أو وسيطٍ.
- فكلًا من العين والحسد أمورٍ ثابتة وقوعها في القرآن الكريم، وفي سُنَّة نبينا- صلى الله عليه وسلم-.
- فمن القرآن الكريم، قال- تعالى-: «وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ»، [سورة القلم: 51].
- ومن السُنَّة النبوية، قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: ((الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا))، [صحيح مسلم: 2188].
- وعلى سبيل الأخذ بالأسباب، من أجل أن تقي نفسك من العين والحسد، فإنه يستحب دائمًا قراءة كلًّ من السور (ثلاث مرَّات): الصمد، والفلق، والناس (المعوذتين).
- وذلك عقب أدائك لصلاة الصبح وصلاة المغرب، ومن ثم التعوُّذ بكلمات الله التامّّات من شر ما خلق (ثلاث مرَّات) في كل صباح ومساء.
- بما في ذلك: اللباس، أو المتاع أو الجمال بشيءٍ ما، فتتمناه نفسه بشدة.
- ويفضل في ذلك الأمر ما علَّمنا إياه النبي- صلى الله عليه وسلم-، وهو قول:
- “بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله اللهم بارك له فيما أعطيته وارزقني خيراً منه”.
شاهد أيضًا: دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة
شروط الرقية الشرعية
بعد أن قمنا بتوضيح ماهية الرقية الشرعية، سنتدارك الآن إلى معرفة شروطها.
حيث تكون الرقية الشرعية رقية شرعية في حالة ما إذا اجتمعت فيها الأمور التالية:
- أن تكون الرقية الشرعية بكلام الله- عز وجل-، أو بصفاته أو بأسمائه- سبحانه وتعالى-، أو بالدعاء المأخوذ عن النبي- الله صلى الله عليه وسلم.
- كما أن تكون الرقية الشرعيّة باللغة العربية، وذلك ما قام شيخ الإسلام ابن تيمية باشتراطه.
- أيضًا أن يكون المسلم معتقدًا أن هذه الرقية الشرعية لا تؤثر عليه، ولا تنفعه إلا بإذن خالقه عز وجل.
حُكم طلب الرقية الشرعية من الآخرين
بالنسبة إلى حكم طلب الرقية الشرعية من الآخرين، فإن هذا الحُكم يكون على أمرين:
الأمر الأول
- وهو أن يقوم أحد المسلمين برقية مسلم آخر، دون أن يطلب هذا المسلم الآخر (المرقي) ذلك من الراقي، حيث إذا كان ذلك فلا بأس.
- وتعد الرقية الشرعية هذه جائزة لكلًّ من الراقي والمرقي، بل إنها تكون باب الإحسان المشروع.
الأمر الثاني
- أن يقوم أحد المسلمين بطلب الرقية من مسلمٍ آخر (أي يطلب منه أن يرقيه).
- فذلك الأمر من الأمور المكروهة، لأنها تنافي التوكل على المولى- عز وجل-.
- حيث أن من كمال التوكل على المولى- عز وجل- عدم قيام المسلم بسؤال أحد شيئًا، وإنما يسأل الله وحده- عز وجل.
تابع أيضًا: فضل دعاء عشرة ذي الحجة والأعمال المستحبة فيها
الرقية الشرعية المُسجلة
- فالإنترنت، أو المسجلة في الأقراص الصلبة، فإن ذلك الأمر لا يعد من باب طلب الرقية الشرعية من الآخرين.
- لذا فإن الاستماع إلى الرقية الشرعية المُسجلة جائزًا بإذن الله- تعالى-، وهي من الأمور التي تنفع سامعها.
- لكن، بالرغم من هذا، فإن أفضل شيءٍ في الرقية الشرعية، أن يقوم المسلم برقية نفسه بنفسه، أو أن يرقي غيره دون أن يطلب غيره ذلك.
- كما تعمل على طرد الشياطين من المنزل، فداوم على ذلك، هذا والله- عز وجل- أعلى وأعلم..
وقت الرقية الشرعية
- تعد الرقية الشرعية من اللجوء والدعاء وطلب الوسيلة والشفاء من المولى- عز وجل-، وباب الدعاء إلى المولى- عز وجل- مفتوحٌ دائمًا.
- وبالتالي فلا يوجد وقتٌ محددٌ من أجل طلب الشفاء، وعليه، فإن الرقية الشرعية تجوز في جميع الأوقات.
- كما لم يتقيد ورودها بالسنة النبوية في وقتٍ معينٍ دون آخرٍ.
قد يهمك: الدعاء الصحيح عند التشهد الأخير في الصلاة
فقد نكون بذلك قد أوضحنا أهم التفاصيل حول الرقية الشرعية، بما في ذلك تعريفها، وشروطها، وحكم طلبها من الآخرين، بالإضافة إلى معرفة حُكم سماعها مُسجلة.