حكم الطلقة الأولى وقت الغضب
حكم الطلقة الأولى وقت الغضب، يعرف الطلاق في اللغة برفع القيد، أو فسخ عقد الزواج كله أو بعضه، وهو من الشريعة الإسلامية التي أحلها الله عز وجل، وأهم ما سنذكره في هذا المقال حكم الطلقة الأولى وقت الغضب.
محتويات المقال
حكم الطلقة الأولى وقت الغضب
- لا يقع الطلاق عند الغضب الشديد الذي يكون الزوج ليس لديه أي شعور بما يفعل أو يقول.
- قد جاء عن السيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا طلاق ولا عتاق في إغلاق)، وفسر العلماء الإغلاق في هذا الحديث هو الإكراه أو الغضب الشديد.
- شبه الغضبان في حالات الطلاق بالمجنون أو السكران لشدة غضبه.
شاهد أيضًا: ما لا تعرفه عن كفارة يمين الطلاق
حكم الطلقة الأولى وقت الغضب عند المذاهب الأربعة
- المذهب الأول فقد أجمع ابن تيمية وابن القيم على عدم وقوع الطلاق أثناء الغضب.
- المذهب الثاني اتفق علماء المذهب الثاني وهم المتأخرين من الحنفية مع رأي المذهب الأول، ولكن مع وضع شرط أن يكون الزوج في حالة مثل الجنون على غير حالته الطبيعية.
- استناداً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (رفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق).
- المذهب الثالث يرى مذهب الأمامية والظاهرية أن الطلاق في حالة الغضب الشديد يتوقف وقوعه على وجود نية الزوج للطلاق من عدمه، لما جاء في الحديث الشريف (إنما الأعمال بالنيات).
- المذهب الرابع رأى مذهب الشافعية والمالكية والحنابلة وقوع الطلاق إلا في حالة غضب الزوج بشدة، وغياب عقله بالكامل.
حالات الغضب عند الطلاق
- الحالة الأولى هي عدم شعور الزوج بما يفعله من شدة غضبه، فقد أجمع العلماء عدم وقوع هذا الطلاق.
- الحالة الثانية هو غضب الزوج غضبا شديدا، لكن يشعر بقليل مما يفعله، فلا يقع هذا الطلاق.
- الحالة الثالثة هو الطلاق أثناء الغضب العادي، في هذه الحالة يقع يمين الطلاق بإجماع العلماء.
كفارة الطلاق عند الغضب
- أجمع جمهور العلماء إن لم يكن للطلاق كفارة في حالة وقوع الطلاق شرعياً.
- في حالة طلاق الرجل للمرأة أثناء الغضب لكنه يعي ما يلفظ به، فيكون طلاقه واقع ولا يكن له كفارة.
- أما الحالة التي يوجد بها كفارة للطلاق هي حلف يمين الطلاق، وهي تَسري كما يِسري اليمين العادي، وهنا يسمى اليمين المعلق، وكفارة يمين الطلاق هي عتق رقبة.
الحالات التي لا يقع فيها الطلاق
- في حالة إجبار الزوج على تطليق زوجته بالتهديد أو غيرة، فإن الطلاق في هذه الحالة باطل.
- إذا قام الزوج بنطق لفظ الطلاق دون قصد، هنا لا يقع الطلاق.
- حالات الجنون أو تغيب عقل الزوج.
- الغضب الشديد الناتج عن عدم السيطرة على أفعال وأقوال الزوج.
- تناول الزوج الخمر أو المواد التي تؤدي الى تغييب العقل، فلا طلاق له أثناء تغيب عقله.
- إذا أصاب الزوج السحر الذي يجعله لا يعي ما يقوله أو يفعله، لكن في حالة إدراك ما يقول أثناء سحره فهنا يقع الطلاق.
أنواع الطلاق في الإسلام
- الطلاق السني وهو طلاق المرأة بعد الدخول بها ولكن ليست بوقت حيضها، ويجب أن تتم هذه الشروط:
- أن تكون المرأة في غير وقت حيضها، مع العلم وقوع الطلاق أثناء حيض المرأة لكن يكون الزوج قد اقترف ذنباً ويجب عليه الاستغفار.
- وقوع الطلاق في وقت لا تكون المرأة في حالة طهر جامعها فيه الرجل، يحمل الزوج ذنباً يجب عليه التوبة والاستغفار.
- الطلاق البدعي وهذا الطلاق يتفرع إلى جزأين وقوع الطلاق مع وجود إثم على الزوج في حالة تطابق الوقت الذي طلق فيه الزوج زوجته وقت حيضها، أو نفاسها، أو طهر جامعها فيه ولم تكن حاملاً.
- تعداد الطلاق مثل أنت طالق بالثلاثة، أو أنت طالق، طالق، طالق في ذات الوقت، في هذه الحالة تقع طلقة واحدة، ويأثم الزوج.
أحكام عدة المطلقة
- عدة المرأة الحامل قد ذكرها الله تعالى في قوله (وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ (أي أن فترة عدة الحامل تكون عند وضع جنينها، سواء كان الحمل في أوله أو أخره.
- عدة المرأة غير الحامل التي تحيض هي أن تحيض ثلاث حيضات تامة بعد الطلاق، سواء بعدت المدة بينهما أو قصرت.
- عدة المرأة المرضعة ولكن لا تحيض تستمر عدتها حين تحيض ثلاث حيضات، حتى إن طالت المدة الى عامين، وجاء هذا في قول الله تعالى (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ).
- عدة المرأة التي انقطع حيضها أما بسبب بلوغ سنها أو كانت امرأة شابة تكون عدتها ثلاث أشهر وجاء في قوله تعالى (وَاللائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ).
- عدة المرأة التي انقطع حيضها لسببً ما أي تم استئصال رحمها، فيجرى عليها حكم كبار السن وهي مدة ثلاث أشهر.
- عدة المرأة التي انقطع حيضها لسبب لا تعرفه هي عام كامل، وقد فسره بعض العلماء إن تسعة أشهر مدة الحمل والثلاث أشهر المتبقية هي مدة أشهر العدة.
شاهد أيضًا: تعريف الزواج بنية الطلاق
حكم طلاق الحامل
قال أحد العلماء أنه قد انتشر بين الناس عدم وقوع يمين الطلاق على المرأة الحامل، لكن هذا حكم ليس صحيح، فيمن الطلاق يقع على الحامل ولا يوجد أي خلاف في هذا الأمر، وعدتها تبدأ عند وضع حملها.
ما هي أسباب الطلاق
- اختيار الزوج زوجته بمقاييس لا تتناسب معه، وكذلك مع الزوجة، وأوصانا النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه فقال (تُنكحُ المرأةُ لأربعٍ لمالِها ولحسبِها ولجمالِها ولدينِها فاظفر بذاتِ الدِّينِ تربت يداك).
- بناء الزواج على إفراغ الشهوة الجسدية فقط، وعدم الالتفات إلى المودة والرحمة التي أوصانا بها الله سبحانه وتعالى.
- من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق هو أن يتدخل شخص آخر في أمورهم، ويعمل على إفساد العلاقة بينهما.
- عدم تأدية الحقوق والواجبات المفروضة تجاه زوجه، أو إهمال أحد الزوجين تجاه الآخر.
- الغضب هو أحد أسباب الطلاق، وهو عدم سيطرة الزوج على أعصابه.
- يصبح الزوج ليس له القدرة على تقبل أي فعل أو حديث من زوجته فطلقها، فقال الرسول في هذا (لا يَفْرَكُ أي: لا يَبْغَضُ مؤمنٌ مؤمنةً إن سَخِطَ منها خُلُقًا رَضِيَ.)
كيفية الرجعة بعد الطلقة الأولى
- الرجعة بالقول وهي بقول الزوج لزوجته أرجعتك أو ردتك الى عصمتي، فهذه الأقوال لا تحتاج الى وجود نية، أما إذا قال أنتِ عندي كما كنت أو ما يماثلها من أقوال فهنا يجب وجود نية مسبقة.
- الرجعة بالفعل لم يتفق رأي الفقهاء الأربعة في هذه الرجعة حيث قالوا
- الحنفية قد أجمعوا على صحة رجوع الزوجة لزوجها بالفعل في حالة الجماع أو مقدماته.
- الحنابلة قد رأوا أن الرجعة بالفعل تكون بالجماع فقط، ولا تصح دون ذلك.
- المالكية قالوا عند الرجوع بالفعل يشترط الجماع أو مقدماته مع وجود نية للرجوع.
- الشافعية قد أجمع جمهوره على أن يشترط وجود الرجعة بالقول قبل الفعل.
ما هي أحكام الطلاق؟
الطلاق الرجعي وهو مقدرة الزوج على رجوع زوجته قبل انتهاء وقت عدتها، والبينونة الصغرى هو إلقاء يمين الطلاق مرتين، وعدم رد الزوجة خلال وقت العدة وينطبق على هذا النوع بعض الأحكام وهي:
- رد الزوجة قبل وقت انتهاء عدتها بكتابة عقد ومهر جديدين.
- بعد مرور الثلاثة أشهر، يدخل الحكم في البينونة الكبرى.
- البينونة الكبرى وهو الطلقة الثالثة التي يجب على الزوجة في هذه الحالة أن تتزوج من رجلاً غير زوجها، وبعد طلاقها من هذا الرجل يكون لها القدرة في الرجوع الى زوجها السابق.
- طلاق القاضي وهو حكم يحكم به القاضي لوجود عدة أسباب منها اختفاء الزوج أو غيابه.
- الخلع يعني إرادة المرأة في طلب الطلاق، ولكن يشترط أن تتبرأ من حقوقها بالكامل، أو جزء من حقوقها، وهذا من حق المرأة المظلومة الغير قادرة على تحمل الحياة مع الزوج.
- طلاق كفاء النسب هو الطلاق الذي يحدث في حالة زواج امرأة عربية من رجل أعجمي، وعدم رضا أقرباء المرأة من أبناء عمومتها أو الأخوان على هذا الزواج.
شاهد أيضًا: أحكام الطلاق قبل الدخول وبعد الخلوة
في نهاية رحلتنا مع حكم الطلقة الأولى وقت الغضب، يجب على الزوج والزوجة الالتزام بما شرعه الله في أحكام الطلاق، وعلى الزوج أن يتقي الله في أهل بيته، وعلى الزوجة حفظ بيتها، ونرجو أن نكون قد ذكرنا كل ما هو مفيد في حكم الطلقة الأولى وقت الغضب.