حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حكم الاحتفال بالمولد النبوي، يجتمع الناس كل سنة للاحتفال بالمولد النبوي، ويعلنوا الفرح بيوم مجيء النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لمحبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي.
محتويات المقال
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
- تعددت الآراء حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي، حيث أن الاحتفال بالمولد النبوي له صورتين وهذا ما قام بتوضيحه أهل العلم.
- حيث توجد صورة ضد الاحتفال بإجماع العلماء، وهناك صورة أخرى اختلف في حكمها العلماء.
- فالصورة التي ضد الاحتفال: هي أن الاحتفال بالمولد النبوي هو أمر محرم وبدعة منكرة.
- وذلك لأنه لم يثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه احتفل بيوم مولده، ولا عن الصحابة، ولا عن التابعين.
- أما الصورة الذي اختلف العلماء على حكمها: هي أن يجتمع الناس في ذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- لكي يقوموا بقراءة القرآن الكريم ويستمعون إلى السيرة النبوية.
- ويقوموا بتناول الطعام ويصلون على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث أجاز بعض أهل العلم هذا النوع بالاحتفال بالمولد النبوي.
- ولكن خالفهم فريق آخر بكراهة هذه الاحتفالات، ولكن لكل فريق أقوال وأدلة سوف نتعرف عليها.
اقرأ أيضا: ما حكم الاحتفال بعيد الميلاد
مؤيدي الاحتفال بالمولد النبوي
- يوجد فريق من أهل العلم أجازوا الاحتفال بالمولد النبوي وقاموا بتأليف الكتب ليقوموا بتوضيح جواز الاحتفال بالمولد النبوي.
- ومن الكتب الذي قاموا بتأليفها أهل العلم، التنوير في مولد البشير النذير للإمام أبي الخطاب المعروف بأبن دحية، ومولد ابن كثير للإمام ابن كثير، ومولد العروس للإمام ابن الجوزي، والمورد الهني للمولد السني للإمام العراقي.
- وأيضا كتاب عرف التعريف بالمولد الشريف للإمام ابن الجذري، والفخر العلوي في المولد النبوي للإمام السخاوي، وغيرها من الكتب التي تبين رأي أهل العلم الذي أجازوا الاحتفال بالمولد النبوي.
- ويمكن أن نبين آراء بعض المتقدمين من أهل العلم ومنها
1- الإمام الحافظ ابن حجر
قال الإمام الحافظ ابن حجر أن المولد النبوي بدعة، وليس لها وجود في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن أجاز الإمام الحافظ ابن حجر بالاحتفال بالمولد النبوي حيث قال إنه بدعة حسنة، ولكن يجب تجنب المخالفات جميعها.
2- الإمام ابن عياد
قال الإمام ابن عياد أن المولد الذي يظهر لي، أنه من أعياد المسلمين وكل ما يفعل به هو وجود الفرح وإمتاع البصر والسمع، وأنه أمر مباح.
3- الإمام فتح الله البناني
- قال الإمام فتح الله البناني أن الاحتفال بالمولد النبوي من أحسن ما ابتدع في زمانه، والذي يحدث كل عام في اليوم الذي يوافق مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
- هو إظهار الزينة وينتشر الفرح والسرور بين الناس، حيث قال إن الاحتفال بالمولد النبوي هو تعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم، ويذكر الناس بشكر الله.
4- الإمام السيوطي
عندما سئل الإمام السيوطي عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي قال إن أصل الاحتفال هو اجتماع الناس لقراءة القرآن الكريم، وما حدث عند ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم من معجزات، وتناول الطعام، حيث أنها تعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم.
المؤيدين للاحتفال بالمولد النبوي من المعاصرين
يوجد الكثير من أهل العلم المعاصرين أجازوا الاحتفال بالمولد النبوي، ومن هذه الآراء:
1- الشيخ يوسف القرضاوي
- أجاز الشيخ يوسف القرضاوي الاحتفال بالمولد النبوي، عندما قام بتسليط الضوء على سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- وذكر أهم الأحداث الإسلامية في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- ومنها غزوة أحد، وغزوة بدر، والهجرة النبوية، والإسراء والمعراج، وغزوة الأحزاب، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم.
- حيث يجب على الناس تذكير نعم الله وهذا ما أمر الله تعالى به فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا*إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَ).
- حيث أكد الشيخ يوسف القرضاوي أن الاحتفال بالمولد النبوي أمرا مباح، ولكن إذا لم يشتمل على المخالفات الشرعية.
2- الشيخ عبد الله بن بيه
- قال الشيخ عبد الله بن بيه أنه يجوز الاحتفال بالمولد النبوي ولكن بشرط عدم فعل أي شيء مخالف للشرع أثناء الاحتفال.
- حيث قال أيضا إن الناس التي تحتفل بالمولد النبوي حبا للنبي صلى الله عليه وسلم فإنه مباح ونال الثواب.
- والناس التي لا تحتفل بالمولد النبوي خوفا بأن يقعوا في البدعة، فهو يجوز أيضا.
رأي دار الإفتاء المصرية في الاحتفال بالمولد النبوي
- عندما سألوا الناس دار الإفتاء المصرية عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي، فأجازوا الاحتفال، وأن الاحتفال به من أفضل الأعمال لأنها تعبر عن مدى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أيضا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين لأنه يوم ولد فيه، فهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم سن للأمة الشكر على ميلاده.
- لما ورد عن أبي قتادة الحارث بن ربعي أنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم -: (سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ)
- حيث قال أيضا انه لا يجب أن نقول بأن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة.
- لأن البدع هو من يخالف القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث كانوا الصحابة يحتفلون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كما يمكنكم التعرف على: حكم التهنئة بالمولد النبوي
الأدلة على جواز الاحتفال بالمولد النبوي
الدليل الأول
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحتفل بيوم ميلاده، حيث كان يصوم يوم الاثنين، فهذا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يهتم بهذا اليوم فعلينا الاهتمام أيضا بهذا اليوم بفعل عبادة معينة مثلا الصوم، ولكن مع عدم مخالفة للشرع.
الدليل الثاني
- يعتبر يوم المولد النبوي الشريف يوم فرح وسرور وهذا يعتبر أمر عظيم.
- حيث أعتق أبو لهب الجارية التي ذهبت له وأخبرته عن مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- مصداقا لما ورد عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: (قالَ عُرْوَةُ، وثُوَيْبَةُ مَوْلَاةٌ لأبِي لَهَبٍ: كانَ أبو لَهَبٍ أعْتَقَهَا، فأرْضَعَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ أبو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أهْلِهِ بشَرِّ حِيبَةٍ، قالَ له: مَاذَا لَقِيتَ؟ قالَ أبو لَهَبٍ: لَمْ ألْقَ بَعْدَكُمْ غيرَ أنِّي سُقِيتُ في هذِه بعَتَاقَتي ثُوَيْبَةَ).
الدليل الثالث
- أمرنا الله تعالى في القران الكريم بالفرح، قال (قُل بِفَضلِ اللَّـهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ).
- قال الله تعالى -: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، فهذا يعتبر من أعظم الرحمات بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- فيجب أن نفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، كل وقت وخاصة في يوم الاثنين، وأيضا في كل شهر ربيع الأول من كل عام.
الدليل الرابع
- يجب علينا تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى كما أمرنا، قال الله تعالى (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).
- فيجب أن نوضع أن الاحتفال بالمولد النبوي من شعائر الله سبحانه وتعالى.
المعارضون للاحتفال بالمولد النبوي
1- المانعون من المتقدمين
- يوجد عدد من العلماء المتقدمين يروا عدم الاحتفال بالمولد النبوي وأنه لا يجوز الاحتفال به.
- ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية، وأيضا الإمام الفاكهي حيث رأى إن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة.
- حيث أنه لم يجد في الكتاب وفي السنة أثرا للاحتفال بالمولد النبوي.
2- المانعون من المعاصرين
يوجد أيضا عددا من العلماء المعاصرين يرون عدم الاحتفال بالمولد النبوي، ومنهم ابن باز:
- عندما سئل ابن باز عن ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي، قال إنه بدعة ولا يجوز الاحتفال به.
- ولا يوجد دليل على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بيوم مولده، ولا فعل الخلفاء الراشدين ولا الصحابة ذلك.
رأي محمد بن صالح العثيمين
- قال الشيخ ابن عثيمين أن لا يوجد اصل في الدين على الاحتفال بالمولد النبوي.
- وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر به، فقال إنه بدعة ولا يجوز الاحتفال به.
- وأن الناس التي تحتفل بالمولد النبوي ابتدعوا طريقة جديدة للتقرب من الله وهذا لا يجوز.
- حيث أن في عصر الصحابة لم يوجد أحد يحتفل بالمولد النبوي، ولا من جاء من بعدهم من العلماء.
- وأن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة، وإن الذي ابتدعوه هم الفاطميين.
- وأنهم ابتدعوا أيضا بعض الاحتفالات مثل، مولد علي وفاطمة، المولد النبوي الشريف، والحسن والحسين وكل هذه الاحتفالات بدعة.
- جاءوا بعد ذلك الصوفية وقاموا بإحياء المولد النبوي الشريف، حيث تعتبر الصوفية من أكثر المذاهب الإسلامية اهتماماً بإحياء المولد النبوي.
معنى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
- يرى العلماء المؤيدين للاحتفال بالمولد النبوي أن في يوم احتفال المولد النبوي، يقوموا الناس بقراءة القرآن الكريم
- ويستمعون إلى السيرة النبوية، وأن الحفل يشتمل موعظة من أحد العلماء.
- يجب أن نقول إن العلماء اختلفوا عن الاحتفال بالمولد النبوي، منهم المعارضين ومنهم الذين أجازوا الاحتفال به.
- ولكن الاحتفال بالمولد النبوي وانتشار الفرح والسرور أمرا محبا بشرط عدم مخالفة الشرع.
- وهو دليل على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما يمكنكم الاطلاع على: حكم الاحتفال بعيد الحب في الإسلام
وفي نهاية مقال حكم الاحتفال بالمولد النبوي، يجب أن نتذكر أن الله كرم أيام مواليد الأنبياء جميعا فقال الله سبحانه وتعالى ﴿وسَلَامٌ عليه يَومَ وُلِدَ﴾.