ما حكم من أكل ناسياً في صيام التطوع؟
ما حكم من أكل ناسياً في صيام التطوع؟، إن الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، ولا يصح إسلام المرء دون أن يقيم هذا الركن، ويقوم المسلم بالصيام ليعين نفسه على تقوى الله، ويلجم جماح نفسه في ارتكاب الشهوات، ووعد الله تعالى الصائمين بأن لهم باب في الجنة اسمه الريان.
محتويات المقال
أركان الصيام
- لكل ركن من أركان الإسلام الخمسة عدة شروط يجب توافرها لكي تكون على الوجه الذي يحبه الله ورسوله، وللصيام شروط اختلف في عددها بين أئمة الإسلام الأربعة ولكن اتفق على شرطين أساسيين في الصوم.
- النية، ومحلها القلب وقد قال بعض الفقهاء بوجوب التلفظ بها، فيجب تبييت النية قبل الصيام المفروض، كصيام شهر رمضان، قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى).
- قال فقهاء المذهب الشافعي أنه يجب على الصائم أن يعقد نية الصيام قبل بزوغ الفجر وإن لم يفعل فصيامه باطل، ويجب عليه أن يجدد نية صيام شهر رمضان كل ليلة فلا يجوز نية واحدة للشهر كله لأن فيه عدة عبادات.
- اتفق فقهاء المذهب المالكي مع فقهاء المذهب الشافعي في أنه لابد من أن يبيت الصائم نيته قبل بزوغ الفجر، وزادوا عليهم في أنه يمكن أن يعقدها مع بزوغ الفجر أو قبله، واختلفوا معهم في أنه يمكن عقد نية واحدة لصيام شهر رمضان.
- الإمساك عن المفطرات، بداية من طلوع الفجر وحتى مغيب الشمس، وهي الأكل والشرب، ومعاشرة الازواج، وكل ما دخل جوف المسلم، حتى الدواء فإنه يعتبر مفطر، ولابد من انعقاد النية ليصح الصيام.
- المفطرات نوعان، المفطرات الحسية، ويقوم بها المسلم وهو يعي إبطال صومه، وهذه تبطل الصوم وتُذهب أجره، وهي مثل الأكل والشرب متعمدًا، ومعاشرة الازواج، والاستسقاء، والاستمناء.
- المفطرات المعنوية، وهي تُذهب أجر الصيام ولكنها لا تبطل الصوم مثل الغيبة والنميمة، رغم أنها محرمة على الدوام إلا أن من المفضل عدم قيام الصائم بها حتى لا تسبب في الفطر المعنوي له.
شاهد أيضًا: حكم الصيام للنساء بالتفصيل
أخلاق الصائم
- شرع الله الصيام للإنسان المسلم، ليهذب نفسه، ويلزمها، ويعينه الصوم على اتقاء الشهوات والقرب من الله وعمل الطاعات، لذلك على الإنسان المسلم أن يتحلى بأخلاق الصيام لكي ينال الأجر كاملًا.
- لا شك أن الحياة تسير دائمًا ولا تتوقف، لذلك لا يخلو يوم الصائم من بعض المنغصات عليه في صومه، ولكن عليه أن يتريث، وألا يغضب فالغضب يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وقد يتلفظ بما يفسد عليه صومه.
- الصيام مثل أي طاعة، لا يؤتيها الله إلا لمن يشاء من عباده، لذلك يجب على المسلم أن يقوم بحمد الله وشكره على أن أعانه على قيام فريضة الصوم، وعليه ذكر الله في النهار وفي الليل يقبل عليه بصلاة القيام والدعاء بالقبول.
- لكي ينال المسلم أجر الصيام، فعليه أن يعبد الله بكل الطاعات التي بوسعه إتيانها، وعليه ألا يغضب الله عز وجل فيقوم بفعل المنكرات بعد إفطاره.
- تعمل الطاعات على تليين النفس وكسر غرورها، وجعلها طائعة لله عز وجل، فيرق القلب وتتنزل عليه الرحمات والسكينة.
مبطلات الصوم
- لكي ينال المسلم أجر الصيام كاملًا فعليه تجنب المفطرات الحسية والمعنوية، وعليه تجنب مبطلات الصوم.
- جاء بالإجماع عن فقهاء الأمة وعن الصحابة أن الجماع يبطل الصوم، وعلى من قام بذلك إطعام ستين مسكيًنا ومن لم يستطيع فعليه بصيام شهرين متتابعين دون انقطاع.
- جاء بالإجماع عن فقهاء الأمة وعن الصحابة أن الأكل والشرب عمدا هو من مبطلات الصوم ومن فعل ذلك فعليه أن يتوقف عن الطعام باقي اليوم ويستغفر الله ثم يقضي يومًا آخر.
- الاستقاء، وهو أن يتعمد المرء إخراج ما في بطنه، أي تعمد القيء، وقد جاء بالإجماع إن هذا من مبطلات الصوم ويجب قضاء يومًا آخر، فإن لم يكن المسلم متعمدًا فليس عليه شيء.
- إذا دخل جوف الصائم أي شيء كمثل خرزة أو معدن أو مما لا يؤكل، فصيامه باطل وعليه أن يقضي يومًا سواء كان متعمد أو غير متعمد، وعلى هذا فإن التدخين يبطل الصوم.
- الحيض أو النفاس، إن حاضت المرأة المسلمة أثناء صومها فعليها أن تفطر طوال مدة حيضها وأن تقضيها بعد انتهاء الشهر، وهنا لا إثم عليها لأن الحيض خارج عن إرادتها.
مبطلات الصوم المختلف عليها
- الإغماء: اختلف أهل العلم على أن الإغماء يوجب بطلان الصيام وأجمع كثير منهم على بطلانه، لأن فيه ذهاب العقل ولو مؤقت، ومن شروط صحة الصيام أن يكون الصائم عاقلًا مدركًا.
- الجنون: اختلف أهل العلم على أن الجنون مبطل للصيام وأجمع كثير منهم على بطلانه، لأن المجنون لا يعقل وهذا من شروط صحة الصيام، وعلى هذا فإنه لا يجب على المجنون الصوم أو أي عبادة، لأنه لا يعقل ما يقول.
- الحجامة: وفيها اختلف الفقهاء اختلافًا كبيرًا، فقد قال الحنفية والمالكية والشافعية بجواز الحجامة خلال الصيام وقال الحنابلة ببطلانه، وهناك من قال بكارتها إن كانت سوف تؤدي إلى ضعف المسلم خلال الصيام.
صيام التطوع
- فرض الله على المسلمين الصيام في شهر رمضان، وما زاد على شهر رمضان على شهر رمضان فهو تطوع من المسلم يتقرب به إلى الله تعالى رجاء مغفرته وجنته.
- أجمع الفقهاء على مشروعية صيام التطوع واستدلوا عليه من السنة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم كل اثنين وخميس وثلاثة أيام من كل شهر عربي.
مفسدات صوم التطوع
- مفسدات صوم التطوع هي نفسها التي قد يفسد بها صوم المسلم للفريضة.
- لكن يزيد عليها ألا يشترط تبييت النية قبل طلوع الفجر، فيمكن للمسلم أن ينوي الصيام بعد الفجر ما دام لم يأكل ولم يشرب.
شاهد أيضًا: ما حكم الإفطار في صيام القضاء بغير عذر؟
أيام يستحب فيها صيام التطوع
- جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه من صام شهر رمضان ثم ست أيام من شهر شوال فكأنه صام الدهر كله.
- يعتبر صيام أول أيام شهر ذي الحجة من أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله.
- صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنة التي قبله.
- يصوم اليهود يوم العاشر من شهر المحرم لأنه اليوم الذي نجى فيه سيدنا موسى فقال النبي نحن أولى بموسى من اليهود فشرع في صيام يوم عاشوراء وزاد عليه يوم تاسوعاء لكي نختلف عن اليهود.
- شهر شعبان هو الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله لذلك يستحب صيام اغلبه.
- صيام يوم 13 و14 و15 من كل شهر عربي.
- صيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع.
حكم من أكل ناسياً في صيام التطوع
- اجتمع علماء الفتوى على أنه من أكل أو شرب وهو ناسي فصيامه صحيح ويجب عليه أن يتم صومه، سواء كان صومه فريضة أو تطوع.
- إلا المالكية، فقد خالفوهم وقالوا ببطلان صوم من أكل وشرب سواء كان عامدًا أو ناسي، ولو كان فريضة فعليه القضاء وإن كان تطوع فلا يجب عليه شيء.
الصيام عند اليهود
- فرض الصيام على الأمم السابقة كما فرض على المسلمين، وإنما جاء الإسلام متممًا لكل تلك الشرائع السابقة.
- لم يفرض على اليهود إلا صيام يوم واحد في السنة وهو صيام اليوم العاشر من الشهر السابع.
الصيام عند النصارى
- الصوم عند الكاثوليك هو الصوم الذي يسبق عيد الفصح، وهم لا يأكلون ولا يشربون وإذا أفطروا يفطرون عند مغيب الشمس ولا يبالغوا في إفطارهم.
- الصوم عند الأرثوذكس، وهم أكثر الفئات المسيحية صوما ويصومون اليوم السابق لعيد الفصح وعشرة أيام للسيدة مريم وأربعين يومًا للميلاد.
- لا توجد في عقيدة البروتستانت أي صوم مفروض وإنما كله صيام تطوع.
شاهد أيضًا: كيفية عمل تحليل سكر صائم
في نهاية رحلتنا مع ما حكم من أكل ناسياً في صيام التطوع؟، فإن الصيام هو مهذب النفس ومعلمها، فينبغي للمسلم أن يكثر منه، خاصة وأن الله قد وعد الصائمين بأن أجرهم بدون حساب، كما جاء في الحديث القدسي أن الله قال وإلا الصوم فإنه من أجازي به.