ما حكم الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة؟
ما حكم الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة؟، الضريح هو القبر، لكن يتم بنائه بشكل مختلف عن القبر فإن الضريح له قبة تميزه، وكانت تُبنى القبور بجوار المساجد قديمًا ولا حرج في ذلك، وتم الاتفاق بين جميع العلماء والفقهاء بأن الصلاة في هذه المساجد مقبولة ولكنها تكون غير مستحبة.
محتويات المقال
تعريف الضريح
الضريح، هو القبر وسمي بذلك لأن من يدفن فيه يكون ذو قيمة وَقامة في العلم والدين، وتتميز الأضرحة في بنائها عن القبور بأن لها قبة عالية مرتفعة.
شاهد أيضًا: أحاديث عن الصلاة في الإسلام
تعريف المسجد
- المسجد وهو كل موضع يُسجد فيه للصلاة، أن الله سبحانه وتعالى قد جعل الأرض مسجدًا طهوراً.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا).
- وبناء على ذلك يمكن أخذ أي موضع للسجود، بشرط أن يكون المكان يتميز بالخصوصيّة والنظافة.
ما حكم الصلاة في المساجد التي بها ضريح؟
- تجوز الصلاة في المساجد التي بها أضرحة أي القبور شرطاً أن يكون المسجد بُني أولاً قبل بناء القبر.
- تم الاتفاق بين الأئمة والسلف بأن إقامة المساجد فوق الأضرحة حرام شرعاً.
- قال صلى الله عليه وسلم (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك).
- أما فيما يخص الصلاة في مساجد أولياء الله الصالحين فلا حرج فيها بل أنها مستحبة، وهذا ما جاء في كتاب الله والسنة النبوية.
الحُكم في حال كان الضريح داخل مكان الصلاة
- لا بأس من الصلاة في المسجد إذا كان الضريح بداخله، لكن الأمر يختلف إذا كان هذا الضريح في جهة القبلة.
- فإذا كان الضريح من جهة القبلة مع عدم وجود ساتر بينه وبين المُصلّين، فإن الصلاة تكون مقبولة وجائزة إلا أنها غير مستحبة.
- هناك قول علماء الحنفيّة والشافعيّة والمالكيّة فإن الصلاة مقبولة ولا كراهة فيها، ولكن هذا يتوقف على عدم وجود القبر مباشرة أمام المصلين.
- لكن إذا كان الأمر عكس ذلك أي أن القبر يقع بالفعل إمام المصلين فإن الصلاة مقبولة ولكنها مكروهة.
- قال الله تعالى (فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا).
المانعون للصلاة في المساجد التي بها أضرحة
- قد رأي الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه، أن الصلاة في المساجد التي بداخلها القبور حرام ولا تجوز شرعاً وباطلة.
- لكن إذا كان القبر يقع خارج المسجد ليس داخلة فإن الصلاة جائزة ولا كراهة في هذا.
- من الخطأ الربط بين تعظيم الصلاة ووجود هذا الضريح أو القبر.
- جاء في رأي ابن عثيمين عدم قبول وصحة الصلاة إذا كان هذا المسجد قد بُني على قبر.
- المقصود بذلك أنه إذا تم بناء القبر ثم بعد ذلك بُني المسجد فوق القبر فإن هذا يكون تعظيم وتجليل لصاحب القبر وهذا حرام شرعاً.
- أما إذا تم بناء هذا القبر بعد بناء المسجد ولكنه يقع جهة القبلة فإن الصلاة لا تجوز.
- بل ويجب على المُصلّي أن يغير موقعه بحيث ألا يكون القبر أمامه وهو يصلي.
حكم الصلاة في المسجد الذي حوله قبور
- نعم تجوز الصلاة في المساجد التي تقع حولها القبور من جميع الجهات.
- كانت تُبني القبور في ذاك الوقت من حول المسجد نتيجة لكثرة الحروب والفتن وكان يخرج الميت من المسجد ويدفن حول المسجد.
- خلاصة القول في ذلك الأمر أن بناء المقابر حول المساجد لا تمنع من الصلاة فيها.
- لكن قد حُرم بناء المسجد فوق القبر، أي أن يتخذ القبر مسجدًا.
- قال رسول الله (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
- نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بناء القبور داخل المساجد وبناء المساجد على القبور.
- أمر أن تُقام القبور بعيداً عن المساجد وألا يُصلى الناس بين القبور.
- قال علية أفضل الصلاة والسلام (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك).
قائمة من أضرحة مصر
- ضريح أبو مسلم.
- ضريح الشيخ أبو الطاهر بن عوف.
- ضريح الشيخ حسن العطار.
- ضريح الباب السابع.
- ضريح جمال الدين شيحة.
- ضريح عمرو بن العاص.
- مسجد السيدة فاطمة.
- مسجد السيدة زينب.
- مسجد السيدة عائشة.
- مسجد السيدة نفيسة.
- مسجد الإمام الحسين.
- مسجد أحمد البدوي.
شاهد أيضًا: ما هي احكام الصلاة في السفر؟
حكم زيارة القبور والضريح
- إن زيارة القبور سنة مؤكدة عن رسول الله، كان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بزيارة القبور.
- إن الهدف من زيارة القبور هو الدعاء والاستغفار للميت والدعاء له بالرحمة.
- زيارة القبور تذكر الإنسان بالموعظة وأن الدنيا فانية ولن يبقى إلا الله وحده لا شريك له.
- قال صلى الله عليه وسلّم لأصحابه (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة).
- عند زيارة القبر كان يُلقي التحية قائلا (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين).
- إذا زار البقيع قائلا صلى الله عليه وسلم (السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أتاكم ما توعدون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد هكذا يدعو لهم).
حكم زيارة النساء للقبور
- لقد ورد عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أنه قد لعن زائرات القبور.
- قال في ذلك ابن عباس رضي الله عنه (لعَن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زائراتِ القبورِ، والمتَّخذاتِ عليها المساجدَ والسُّرجَ).
- بناء على ذلك فإن زيارة القبور للنساء فعل مُحرم قد نُهى عنه.
- قد قيل في زيارة النساء للقبور أن فيها فتنة فقد يُفتن بهن الرجال، أو يُفتنن هُن بالرجال.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).
- هناك رأي آخر في هذا الأمر لعلماء الشافعية، وهو أن زيارة النساء للقبور غير مُحرمة.
- استدل علماء الشافعية بقول السيدة عائشة رضي الله عنها (إنَّ ربَّك يأمرُك أن تأتيَ أهلَ البقيعِ فتستغفرَ لهم، قالت كيف أقول لهم يا رسولَ اللهِ؟ قال: السّلامُ على أهلِ الدِّيارِ من المؤمنين والمسلمين، ويرحم اللهُ المُستقدمين منّا والمُستأخِرين، وإنّا إن شاء اللهُ بكم لَلاحقونَ).
- بالتالي إذا كانت زيارة القبور محرمة لكان صلى الله عليه وسلم أخبر أم المؤمنين بذلك وهذا هو رأي الشافعية.
- زيارة القبور عند الشافعية والحنابلة ليست مُحرمة، وقد روى عن حديث أنس بن مالك (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أتى على امرأةٍ تبكي على صبيٍّ لها، فقال لها اتِّقي اللهَ واصبِري)
- زيارة القبور عند الشافعية مباحة ليست حرام ولكنها مكروهة غير مستحبة.
- السبب في ذلك أن المرأة مخلوق ضعيف وقد تصاب بالخوف والهلع ولا تصبر على قضاء الله وتبدأ بالبكاء والصراخ.
شاهد أيضًا: معلومات دينية عن إقامة الصلاة
في نهاية رحلتنا مع ما حكم الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة؟، فإنه لا بأس من الصلاة في المساجد التي بها القبور مع وجود ساتر بين القبر والمُصلين إذا كان القبر في جهة القبلة، والمُحرم شرعاً هو بناء المساجد فوق القبور.