حكم تربية الحمام شرعًا
حكم تربية الحمام شرعًا، إن الدين الإسلامي دين رحمة فقد أظهر الاهتمام بجميع الحيوانات، بل يأتي بمجموعة من الأحكام الخاصة بهم وبالطبع من بينهم الحكم الخاص بتربية الحمام، لذلك يجب على الشخص الذي يريد أن يتعامل مع الحيوانات مهما كان نوع التعامل أن يحرص على اتباع ما يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية والابتعاد عما حرمته أو نهت عنه.
محتويات المقال
الحمام
- الحمام هو نوع من الطيور التي يتم تربيتها في المنزل بهدف الحصول على الطعام، أو الحصول على المال من أجل التجارة فيها وبيعها، حيث يعتبر من أنواع الأطعمة مرتفعة الثمن.
- ويعتبر الحمام من الطيور التي تطير لمسافات بعيده، ولكن يمكن تربيتها في المنزل بعدد من القواعد يجعله يستمر في المنزل ولا يخرج.
شاهد أيضًا: مخاطر أكل الحمام المصاب بالجدري
حكم تربية الحمام
- إن الحمام واحد من الحيوانات التي كان لها نصيب من الأحكام الخاصة بالشرع فيما يخص القيام بتربيتها، حيث كانت العادات قديمًا بالنسبة للعديد من الناس الاهتمام باقتناء الحمام والحرص على تربيته.
- وفي بعض الأحيان يقوم بعض الناس أيضًا بتربية الحمام من أجل الربح منه بالبيع والشراء، أو من أجل الاستفادة منه في الطعام وغير ذلك أيضًا، لذلك يكون هناك الكثير من الأشخاص الذين يتساءلون عن الحكم الخاص بتربية الحمام.
- لم يأتي حديث شرعي واضح وصريح في قرآن الله المجيد والسنة النبوية الشريفة بالإشارة إلى الحكم الخاص بتربية الحمام سواء بإباحة أو منع تربية الحمام.
- لذلك فإن الحكم الخاص بتربية الحمام يظهر فيما قد أتي به الأصل في كافة الأمور التي لم يتم ورود حديث شرعي فيها وهذا الأصل هو الإباحة.
- ويكون حكم تربية الحمام مباح وجائز في حالة ما إذا كان الغرض والهدف من هذه التربية الاستئناس بها والفرحة من تواجدها داخل البيت.
- أو كان الغرض من تربية الحمام هو الاستفادة منها للأكل، أو بغرض تحقيق الاستفادة من ما تقوم بإنتاجه.
بعض أحكام تربية الحمام
- ولكن في حالة ما إذا كانت تربية الحمام ينتج عنها أي أذى سواء كان عام أو حتى خاص، ففي هذه الحالة تكون تربية الحمام ممنوعة ومحرمة، وذلك لثبوت وقوع الضرر على الغير.
- وذلك إعمالًا بالقاعدة الفقهية التي تقول وتؤكد على ” لا ضرر ولا ضرار” فلا يجب على الإنسان أن يقوم بإلحاق الضرر والأذى بغيره.
- ومن الأمور التي تسبب الضرر والأذى للغير هي المجاورة على مزرعات الغير فتأكل منه أو تتسبب في تلفها، أو القيام على جذب حمام الآخرين، ويسيطر عليها ويأخذها قوة دون وجه حق.
- إن تربية الحمام لا تختلف عن تربية أي حيوان آخر، حيث أن الحمام في أصله يميل إلى التحلق، ولكن الإنسان عندما يقوم بتربيته فهو يعمل بذلك على حبسه، ولذلك لابد من القيام بتوفير الطعام والشراب له.
- والفرق ما بين الحمام والحيوانات الأخرى أن الحمام من أنواع الحيوانات الداجنة أي تلك الحيوانات التي تحصل على طعامها من المكان الذي تقيم وتتواجد فيه.
- وبالنسبة للحمام فهو طائر يريد أن يحلق ويطير، وتربية الإنسان له يكون قد أخذ منه حريته، فالأفضل أن يجعله يحلق ويطير ويأخذ طعامه من الخارج.
- ومن الضروري على الأشخاص الذين يقومون بتربية الحمام أن لا يقوموا بحبسه، ولو قاموا بحبسه فيجب ألا يكون طوال الوقت حتى لا يقيد حريته.
حكم تربية الحمام شرعًا
هناك مجموعة من الأمور التي قد تطرق إليها الفقهاء ووضع مجموعة من الأحكام الخاصة بها في عملية القيام بتربية الحمام، ومن أهم هذه الأمور ما يلي:
- حيث قد قال ابن قدامة المقدسي ” واللاعب بالحمام يطيرها لا شهادة له، لأنه سفاهة ودناءة وقلة مروءة، ويتضمن أذى الجيران بطيره، وإشرافه على دورهم، ورميه إياها بالحجارة”.
- وفي هذا الصدد ما قاله السرخسي صاحب المبسوط ” فأما إذا كان يمسك الحمام في بيته يستأنس بها ولا يطيرها عادة، فهو عدل مقبول الشهادة، لأن إمساك الحمام في البيوت مباح، ألا ترى أن الناس يتخذون بروج الحمامات ولم يمنع من ذلك أحد”.
- وفي الآداب الشرعية التي قد قيلت في هذا الصدد ايضا الخاص بتربية الحمام، يكون مكروه اتخاذ وتربية طيور لديها القدرة على الطيران وتذهب إلى زروع الناس فيأكل منها.
- ويكون ما تقوم هذه الطيور بإنتاجه من فراخ وبيض مكروه أيضًا، لكن الطيور التي تتخذ للقيام بتبليغ ونقل الأخبار لا تكون تربيتها مكروهة.
رأي أئمة العلم في تربية الحمام
- قال المروذي قد قلت لأبي عبد اللَّه: ” ما تقول في طير أنثى جاءت إلى قوم فتزوج عندهم وفرخت، لمن الفراخ؟ قال، يتبعون الأم وأظن أني سمعته يقول في الحمام الذي يرعى الصحراء، أكره أكل فراخها، وكره أن ترعى في الصحراء، وقال، تأكل طعام الناس”.
- قال حرب ” سمعت أحمد قال، لا بأس أن يتخذ الرجل الطير في منزله إذا كانت مقصوصة ليستأنس بها، فإن تلهي بها فإني أكرهه، قلت لأحمد، إن اتخذ قطيعًا من الحمام تطير؟ فكره ذلك كراهة شديدة، ولم يرخص فيه إذا كانت تطير وذلك أنها تأكل أموال الناس وزروعهم”.
وجود طيور الحمام في البيت
- في حالة وجود طيور الحمام في البيت لابد أن يلتزم المسلم بالضوابط حتى يصبح تربيته حلال ومنها.
- وهناك مجموعة من الضوابط والشروط اللازمة حتى تكون عملية تربية الحمام مباحة وجائزة ولا تتغير إلى الحرمة والكراهة.
شاهد أيضًا: ما هو الطعام الذي يجعل الحمام يبيض بسرعة ؟
أهم الضوابط والشروط لتربية الحمام
ومن أهم الضوابط والشروط التي قد قام العلماء بوضعها فيما يتعلق بتربية الحمام ما يلي:
- ضرورة ألا تؤدي تربية الحمام والاستمتاع باللعب واللهو معه إلى الانشغال به وعدم القيام بقضاء الفرائض والواجبات الشرعية الأخرى.
- وإضاعة الحقوق الشرعية بسبب كثرة الجلوس لمشاهدة الحمام والاستمتاع به والتي تتمثل في حق الوالدين والزوجة والأبناء.
- الانتباه والمراعاة على عدم النظر على بيوت الجيران، ففي حالة ما إذا أدت تربية الحمام واقتنائه إلى إلقاء النظرات في بيوت الآخرين وتتبع عوراتهم، فأصبحت تلك التربية محرمة شرعا.
- في حالة ما إذا كانت تربية الحمام الغرض من ورائها هو جذب حمام الأخرين عن عمد وسرقة، مربي الحمام في هذه الحالة يقوم بإغراء الحمام حتى يأتي إليه، وفي هذه الحالة تكون تربية الحمام محرمة شرعًا.
- يجب من تربية الحمام عدم التسبب في تواجد أي ضرر أو أذى للآخرين، ويظهر ذلك الأذى من خلال القيام برمي الحجارة عليهم أو حتى ترك الحمام عن عمد يأكل من زروعهم ويعمل على إفساد المحاصيل الخاصة بهم.
تربية الحمام وقبول الشهادة
- إن شهادة الشخص الذي يقوم بتربية الحمام تتعلق وترتبط بالحكم الخاص تربية الحمام، ففي حالة ما إذا كان الغرض والهدف من وراء تربية الحمام الاستمتاع أو التجارة، فتكون هذه التربية مباحة، وفي هذه الحالة يتم قبول الشهادة.
- ولكن في حالة ما إذا كان الغرض والهدف من وراء تربية الحمام من الأمور المحظورة شرعًا، فتكون هذه التربية محرمة، وفي هذه الحالة لا يتم قبول شهادة صاحب الحمام ومربيه ولا يتم الاعتراف بها في المحكمة.
رأي العلماء في تربية الحمام
- وقد قام عدد كبير من العلماء بالبحث في هذا الشأن، وقد أتت أقوالهم على النحو التالي:
- السرخسي: “لا يتم قبول شهادة الشخص الذي يقوم بتربية الحمام إذا كان في غفلة وانشغال به عن أمور دينه، أو كان يتخذ من تربية الحمام طريقة حتى يقوم من خلالها بإلقاء النظر داخل البيوت وهذا من الفسق الذي لا تقبل به شهادة الشاهد، أما عدم اشتماله على ذلك فلا بأس بشهادته.
- ابن قدامة: “إن الشهادة الخاصة بالشخص الذي يقوم بتربية الحمام لهدف مباح يتم الاعتراف بها وقبولها، إذا لم يطيرها ويتسبب في حدوث أذى الجيران، وقد كان شُريح القاضي لا يقوم بقبول شهادة صاحب الحمام ويعتبر ذلك من خوارم المروءة.
- ابن القيم: “على الحاكم أن يقوم بمنع اللهو بالحمام الذي يؤدي إلى الإشراف وإلقاء النظرات على بيوت الأخرين ومن ثم القيام بتتبع عوراتهم.
شاهد أيضًا: مدة فقس بيض الحمام بالفقاسة
في نهاية مقالنا عن حكم تربية الحمام شرعًا، نكون قد قدمنا معلومات عن هذا الموضوع، ونتمنى أن ينال إعجابكم.