حكم الحلف بالمصحف
حكم الحلف بالمصحف، موقع مقال maqall.net ينشره لكم، حيث أنه من الأسئلة التي يتساءل عنها الكثيرون للتكفير عما حدث منهم من حلف بغير الله وسوف نتحدث عن هذا في المقال التالي.
محتويات المقال
رأي المركز الأزهري في الحلف بالمصحف
- لقد تحدث المركز الأزهري العالمي للفتاوي الإلكترونية عن حكم الحلف بالمصحف ولو كان بآية واحدة من المصحف.
- حيث أكد أن الحلف به يعد يمين منعقد سوف يحاسب عليه الإنسان ويجب عليه قضاء كفارته عن رجع عن هذا القسم.
- كما قال المركز الأزهري إن جمهور العلماء من فقهاء الدين أكدوا أن الحلف بالمصحف يمين واجب على صاحبه.
- كذلك أكد الفقهاء أن الحلف ولو بآية من القرآن الكريم يعد قسم صحيح لأن القرآن هو كلام الله عز وجل.
- ومن هؤلاء الفقهاء مالك والشافعي وأبو عبيدة وقتادة ومسعود والحسن وأحمد وجميع الفقهاء بخلاف أبي حنيفة وأصحابه.
- وأكدوا كلامهم بناء على قول ابن قدامة (بأن الحلف بالقرآن أو بآية منه أو بكلام الله، منعقدة تجب الكفارة بالحنث فيها.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: هل يجوز الحلف بالمصحف
حكم الحلف بالمصحف في دار الإفتاء
- لقد رأت دار الإفتاء المصرية أن الحلف بالمصحف يعد يمين منعقد ولكن يعتمد على قصد القسم.
- فإن أقسم المسلم على المصحف ككلمات من الله عز وجل أو قصده الحلف بآيات الله ولو آية صغيرة يصبح حلف منعقد.
- بينما إن قصد الحلف بالمصحف كغلاف وأوراق فقط وليس بالقرآن المكتوب فيه فهذا لا يعد حلف منعقد.
- وقد اعتمدت دار الإفتاء في هذا الرأي على قول الشيخ زكريا الأنصاري شيخ الإسلام الكبير في كتابه أسنى المطالب حيث قال:
- (وَكَلَامِ اللهِ وَكِتَابِهِ وَقُرْآنِهِ يَمِينٌ) كذلك لو حلف بالعلم والقدرة.
- كما قال الشيخ زكريا أيضا (وَالْمُصْحَفِ، وَلَوْ أَطْلَقَ) بأن لم يقوم برد حرمته أو حرمة المكتوب فيه من آيات أو القرآن.
- وأكمل الشيخ زكريا قائلا (لأن المسلم إنما يقصد به القسم بالقرآن الكريم المكتوب من الله عز وجل.
- فكان هو المتبادر عند الإطلاق ولكن إن قصد بالحلف جلد الكتاب والرق فلا يعد يمين.
- وأكد مدير إدارة الفتوى الشفوية في دار الإفتاء المصري وهو الشيخ عويضة عثمان أن القسم بالمصحف كذبا.
- أو وضع اليد على المصحف والحلف به كذبا يعد إثم.
- ويؤدي هذا الكذب إلى غضب الله من القاسم وليس الغضب في الدنيا فقط وإنما في الآخرة أيضا.
- وأكد الشيخ عويضة أن الحلف بالمصحف كذبا يعد يمين غموس ومعناه أن هذا القسم سوف يجعل صاحبه ينغمس في نار جهنم.
- والحلف بالله على المصحف تغليظ اليمين أي تزيد من حجم اليمين وكذلك تزيد من الإثم الذي يقوم به الإنسان إن كان حلف كاذب.
- لهذا يجب ألا نضع كلام الله موضع الحلف وكذلك اسم الله تعالى لا نضعه في موضع الحلف حتى لا يحاسب عليه الإنسان وخاصة إن كان الحلف كاذب.
كفارة الحلف كذبا بالمصحف
- إن الحلف بالقرآن كذبا له كفارة واجبة وهي التوبة عما فعله الإنسان والاستغفار عنه وهو ما أكد عليه جميع الفقهاء في بعض المذاهب.
- ورأي بعض فقهاء العلم إن الإنسان الذي قام بالقسم بالمصحف كذبا عليه عتق رقبة كي يكفر عما فعل.
- أو يكون عليه أن يطعم عشرة من المساكين والمحتاجين من أوسط ما يطعم به هذا الإنسان أهل بيته.
- أو يقوم بكسوتهم وإن لم يستطيع فعل أي أمر من الثلاث أمور فعليه بالصيام لمدة ثلاثة أيام.
حكم الحلف بالمصحف بالتفصيل
- إن الحلف الواجب يكون بالله تعالى أو باسم من أسمائها الحسنى أو صفة من الصفات التي لقب الله عز وجل نفسه بها في كتابه.
- ولهذا نجد أن الحلف بالقرآن وهو كلام الله سبحانه وتعالى ويعد صفة من صفاته حلف واقع وجائز.
- وإن قام بالحلف بالمصحف وكان يقصد به كلام الله الموجود به.
- فهو حلف جائز بينما إن كان يقصد الحلف بالأوراق الموجودة به فقط فهو غير جائز.
- وغير جائز لأنه حلف بغير الله سبحانه وتعالى ويعد شرك يجب على الإنسان الرجوع عنه.
- وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا قائلا (مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ).
- لهذا نجد أنه من الأفضل ألا يقوم الإنسان بالحلف بالمصحف لأن المصحف كلام من الله عز وجل.
- أما من يقوم بوضع يده على المصحف أو يقوم بفتحه ووضع اليد عليه عند الحلف هذا أمر ليس بالقديم ولم يقم به أحد من الأولياء.
- إنما هو أمر محدث يقوم به بعض الناس ويكون غرضه تأكيد الحلف والتغليظ منه وحتى يتأكد من أمامه من صدق الحلف ولا يتخذه بأنه شخص كاذب.
- وتم تأكيد ذلك بناء على قول الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه حين تم سؤاله عن حكم الحلف بالمصحف.
- فأجاب أنه لا الحلف بغير الله سبحانه وتعالى غير جائز.
- ولكن الحلف بصفة من صفات الله عز وجل جائز ولهذا إن الحلف بالله سبحانه وتعالى يكفي ولا يحتاج الحلف بغيره.
- وأكد أنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة من بعده لمن يتم الحلف بالمصحف أو بأي شيء أخر غير الحلف بالله.
- ولم يحلفوا بالله مع المصحف أو غيره ولا حتى بعد قيامهم بتدوين المصحف.
ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: هل يجوز التراجع عن الحلف
رأي مجمع الفقه الإسلامي في حكم الحلف بالمصحف
- قد أكد المجمع الإسلامي على حكم الحلف بالمصحف بأنه إذا قام المسلم بالحلف بوضع يده على المصحف.
- أو التوراة أو الإنجيل أو غيرهما لا يعد قسم صحيح.
- كما أنه لا يجوز أن يقوم المسلم بوضع يده على التوراة والإنجيل عند الحلف لأن النسخ المتداولة منه هذه الأيام غير صحيحة ويوجد بها تحريف.
- وليست النسخ الأصلية التي أرسلها الله عز وجل على رسله الأكرمين.
- ولأننا نجد أن القرآن الكريم آخر النسخ الإلهية قد نسخت ما قبلها من الكتب.
- وأكد المجمع الإسلامي أنه عند حلف الإنسان اليمين ولم يقوم بوفاء القسم فأنه واجب عليه الكفارة.
حكم الحلف بالمصحف عند الغضب
- إن الإنسان عند الحلف بالله أو القرآن يكون قد انعقد يمينه وإن قام الإنسان بالحلف عند الغضب أيضا يكون حلف منعقد.
- وقد قال ابن قدامة في كتاب المُغني أنه (وكان قتادة يحلف بالمصحف، ولم يكره ذلك إمامنا، أي أحمد بن حنبل- وإسحاق، لأن الحالف بالمصحف إنما قصد الحلف بالمكتوب فيه وهو القرآن، فإنه بين دفتي المصحف بإجماع المسلمين).
تلخيص أراء العلماء في حكم الحلف بالمصحف
- أن القسم بغير الله أو بغير صفة من صفاته بما فيها كلامه في القرآن يكون شرك لأن فيه تعظيم خلاف الله سبحانه وتعالى.
- ومن الحلف الصادق أن يقول مثلا والله لأفعلن أو ورب الكعبة وعزة الله لأفعلن كذا والذي نفسي بيده وغيرها.
- لكن لا يجوز الحلف بغيره مثل والكعبة وجبريل أو الحلف بإحدى المخلوقات.
- وأكد النبي على ذلك قائلا (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).
- وأن الحلف كذبا يلزمه الكفارة التي تحدثنا عنها سابقا.
- لهذا على الإنسان عدم اللجوء إلى الحلف إلّا في غير ضرورة مثل تأكيد كلامه لمن يتحدث معه.
كما يمكنك التعرف على: الحلف بغير الله في القرآن
في نهاية مقال عن حكم الحلف بالمصحف نكون قد وضحنا رأي مختلف الفقهاء والعلماء في الحلف بغير اسم الله وكفارة الحلف كذبا.