شعر الهجاء في العصر العباسي
شعر الهجاء في العصر العباسي، سنقدمه لكم عبر موقع مقال maqall.net، حيث نقدم لكم في هذا المقال مجموعة مختارة من شعر الهجاء لأفضل الشعراء في العصر العباسي، حيث أن شعر الهجاء يعبر فيه الشاعر عن ما يشعر به من أحاسيس تجاه شخص معين، كما يعد الهجاء من أحد أغراض الشعر وهو يعد عكس المدح، ففي شعر الهجاء يعبر فيه الشاعر عن مده سخطه وكرهه لشخص معين.
محتويات المقال
شعر الهجاء في العصر العباسي
في العصر العباسي كتب العديد من الشعراء في شعر الهجاء تعبيرا عن ما بداخلهم من حقد أو اشمئزازه تجاه شخص معين أو قبيلة أخرى، إليكم من هنا شعر الهجاء في العصر العباسي:
قال عبد الصمد بن المعذل:
عذيري من أخ قد كان بيدي.
على من لابس السلطان عتبه.
وكان يذمهم في كل يوم.
يشي بالجهل والهذيان خطبه.
فلما أن أتته دريهمات.
من السلطان باع بهن ربَّه.
وغاب وخصيتاه كأكرتين.
وآب وخصيتاه كنصف دبه.
كسبت أبا الفضول لنا معابًا.
وعارًا قد شملت به وسبه.
ولم تر مالكاً أجدى عليه.
كما أجدى على النرسي شعبه.
هجاء دعبل الخزاعي
كما قال دعبل الخزاعي:
ألام عَلى بغضي لِما بَينَ حَيَّةٍ.
وَضَبعٍ وَتِمساحٍ تَغَشّاكَ مِن بَحرِ.
تحاكي نَعيماً زالَ في قبحِ وَجهِها.
وَصَفحَتها لَمّا بَدَت سَطوَة الدَهرِ.
هِيَ الضَرَبان في المَفاصِلِ خالِيًا.
وَشعبَة بِرسامٍ ضَمَمتَ إِلى النَحرِ.
إِذا سَفَرَت كانَت لِعَينَيكَ سخنَةً.
وَإِن برقِعَت فَالقَفر في غايَةِ القَفرِ.
وَإِن حَدَّثَت كانَت جَميعَ مَصائِبِ.
موَفَّرَةٍ تَأتي بِقاصِمَةِ الظَهرِ.
حَديثٌ كَقَلعِ الضِرسِ أَو نَتفَ شارِبٍ.
وَغنجٌ كَحَطمِ الأَنفِ عيلَ بِهِ صَبري.
وَتَفتَر عَن قلحٍ عَدِمت حَديثَها.
وَعَن جَبَلَي طَيٍّ وَعَن هَرَمي مِصرِ.
اقرأ أيضا: شعر عن البعد والشوق
شعر الهجاء في العصر العباسي مكتوب
شعر الهجاء يعني ذكر مساوئ شخص ما وعيوبه أو الاستهزاء به بشكل من السخرية والسخط عليه، وفي تلك الفقرة يمكنكم الاطلاع على شعر الهجاء في العصر العباسي مكتوب:
قال أيضا أبو دلامة:
إنَّ الخَليطَ أجَدَّ البَينَ فانتَجعوا.
يومَ الوَدَاعِ فما جَاؤوا ومَا رَتَعوا.
والله يعلَم أن كادَت لِبَينِهِم.
يومَ الفِراق حَصَاة القَلبِ تَنصَدِع.
عَجِبت مِن صِبيَتي يوماً وأمِّهِم.
أمِّ الدلامَةِ لمّا هَاجَها الجَزَع.
لا باركَ الله فيها مِن منَبِّهَةٍ.
هبَّت تلوم عِيَالي بَعدَما هَجَعوا.
ونَحن مشتَبِهوا الألوانِ أَوجهنَا.
سودٌ قِبَاحٌ وفي أسمائِنا شَنَع.
أذابَكَ الجوع مذ صَارَت عِيَالَتنَا.
على الخَلِيفَةِ مِنه الرِّي والشَّبَع.
لا والَّذي يا أمِيرَ المؤمِنينَ قَضَى.
لَكَ الخِلافَةَ في أسبَابِها الرَّفَع.
ما زِلت أخلِصها كَسبِي فَتَأكله.
دوني وَدونَ عِيالِي ثمَّ تَضطَجِع.
شَوهاء مَشنأةٌ في بَطنِها ثَجَلٌ.
وفي المَفَاصِلِ من أوصالها فَدَع.
ذكّرتها بِكِتابِ اللهِ حرمَتنا.
ولم تكن بِكِتابِ اللهِ تَنتَفِع.
فاخرَنطَمَت ثمّ قالَت وهي مغضَبَةٌ.
أَأَنتَ تَتلو كِتابَ اللهِ يا لكَع.
اخرُج لِتَبغِ لنا مالاً ومَزرَعَةً.
كَمَا لِجِيرانِنا مَالٌ ومزدَرَع.
واخدَع خَلِيفَتَنَا عَنها بِمسألَةٍ.
إنّ الخَلِيفَةَ لِلسؤال يَنخَدِع.
قصيدة ابن الومي في هجاء السخرية
كما قال ابن الومي في هجاء السخرية:
وجه المغيرة كله أنف.
موف عليه كأنّه سقف.
رجل كوجه البغل طلعته.
ما ينقضي من قبحه الوصف.
من حيث ما تأتيه تبصره.
من أجل ذاك أمامه خلف.
حصن له من كل نائبة.
وعلى بنيه بعده وقف.
جفَتِ المدائح عن خلائقه.
ولقد يليق بوجهه القذف.
وقال أيضا الشاعر دعبل الخزاعي:
أسر المؤذن صالح وضيوفه.
أسر الكميّ هفا خلال الماقط.
بعثوا عليه بنيهم وبنانتهم.
من بين ناتفة وآخر سامط.
يتنازعون كأنَّهم قد أوثقوا.
فلقان أو هزموا كتائب ناعط.
نهشوه فانتزعت له أسنانهم.
وتهشمت أقفاؤهم بالحائط.
أفضل شعر الهجاء في العصر العباسي
يعتبر الهجاء من الفنون الأدبية التي لازمت فن المدح في العصر العباسي، وهو يعبر به الشاعر عما بداخله من كراهية لنسب أو شخص أو قبيلة أيضا، إليكم من هنا أفضل شعر الهجاء في العصر العباسي:
فَإِن يَأتِكم مِنّي هِجاءٌ فَإِنَّما.
حَباكم بِهِ مِنّي جَميل اِبن أَرقَما.
تَجَلَّلَ غَدرًا حَرمَلاءَ وَأَقلَعَت.
سَحائِبه لَمّا رَأى أَهلَ مَلهَما.
فَهَل لَكم فيها إِلَيَّ فَإِنَّني.
طَبيبٌ بِما أَعيا النِطاسِيَّ حِذيَما.
فَأخرِجَكم مِن ثَوبِ شَمطاءَ عارِكٍ.
مشَهَّرَةٍ بَلَّت أَسافِلَه دَما.
وَلَو كانَ جارٌ مِنكم في عَشيرَتي.
إِذاً لَرَأَوا لِلجارِ حَقّاً وَمَحرَما.
وَلَو كانَ حَولي مِن تَميمٍ عِصابَة.
لَما كانَ مالي فيكم متَقَسَّما.
أَلا تَتَّقونَ اللَهَ إِذ تَعلِفونَها.
رَضيخَ النَوى وَالعضِّ حَولاً مجَرَّما.
وَأَعجَبَكم فيها أَغَر مشَهَّرٌ.
تِلادٌ إِذا نامَ الرَبيض تَغَمغَما.
- أَطرَدتَني حَذَرَ الهِجاءِ وَلا.
وَاللاتِ وَالأَنصابِ لا تَئِل.
وَرَهَنتَني هِنداً وَعِرضَكَ في.
صحفٍ تَلوح كَأَنَّها خِلَل.
شَرُّ الملوكِ وَشَرها حَسَبًا.
في الناس مَن عَلِموا وَمَن جَهِلوا.
الغَدر وَالآفات شيمَته.
فافهَم فَعرقوبٌ لَه مَثَل.
بِئسَ الفحولَة حينَ جدَّتَهِم.
عَرك الرِهانِ وَبِئسَ ما يَخِلوا.
أَعني الخؤولَةَ وَالعمومَ فَهم.
كالطِبنِ لَيسَ لِبَيتِهِ حِوَل.
- هَجَوتَ صَريحَ الكاهِنَينِ وَفيكم.
لَهم نِعَمٌ كانَت مِنَ الدَهرِ ترتبا.
أولَئِكَ أَحرى لَو بَكَيتَ عَليهِم.
وَقَومكَ لَو أَدَّوا مِنَ الحَقِّ موجَبا.
مِنَ الشكرِ إِنَّ الشكرَ خَيرٌ مَغَبَّةً.
وَأَوفَق فِعلاً لِلَّذي كانَ أَصوَبا.
فَكنتَ كَمَن أَمسى يقَطِّع رَأسَه.
لِيَبلغَ عِزّاً كانَ فيهِ مرَكَّبا.
فَبَكِّ بَني هارونَ وَاِذكر فَعالَهم.
وَقَتلَهم لِلجوعِ إِذ كنتَ مجدِبا.
أَخَوّات أَذرِ الدَمعَ بِالدَمعِ وَاِبكِهِم.
وَأَعرِض عَنِ المَكروهِ مِنهم وَنَكِّبا.
فَإِنَّكَ لَو لاقَيتَهم في دِيارِهِم.
لَألفيتَ عَمّا قَد تَقول مُنَكِّبا.
سِراعٌ إِلى العَليا كِرامٌ لَدى الوَغى.
يقال لِباغي الخَيرِ أَهلاً وَمَرحَبا.
كما أدعوك للتعرف على: شعر عن فراق الحبيب نزار قباني
شعر الهجاء في العصر العباسي للمتنبي
كان المتنبي من أعظم شعراء العرب وأفصحهم لغويا، كما كتب المتنبي الكثير من القصائد في شتى الأغراض من رثاء ومدح هجاء أيضا، إليكم من هنا شعر الهجاء في العصر العباسي للمتنبي:
قِفَا تَرَيَا وَدْقي فهاتَا المخايِل، ولا تَخشَيا خلفاً لِما أنا قائِل.
رَماني خِساس النَّاسِ مِن صَائبِ استِهِ، وآخَرَ قطنٌ من يَديهِ الجَنَادِل.
ومِن جَاهلٍ بي وهوَ يَجهَل جَهلَه ويَجهَل عِلمي أنَّه بي جاهِل.
ويَجهَلُ أنِّي مالكَ الأرْضِ معسِرٌ وأنّي على ظَهرِ السِّماكَينِ رَاجِل.
تحَقِّر عِندي هِمَّتي كلَّ مطلَبٍ، ويَقصر في عَيني المَدى المتَطاوِل.
وما زِلت طَوْداً لا تَزول مَنَاكبي إلى أنْ بَدَتْ للضّيْمِ فيَّ زَلازِل.
فقَلْقَلت بالهَمِّ الذي قَلْقَلَ الحَشَا قَلاقِلَ عِيسٍ كلهنَّ قَلاقِل.
إذا اللّيْل وارَانَا أرَتْنا خِفافها بقَدحِ الحَصَى ما لا ترينا المَشاعِل.
كأنِّي مِنَ الوَجْناءِ في ظَهرِ مَوجَةٍ رَمَتْ بي بحاراً ما لَهنَّ سَواحِل.
يخَيَّل لي أنَّ البِلادَ مَسَامِعي وأنّيَ فيها ما تَقول العَواذِل.
وَمَنْ يَبغِ ما أبْغي مِنَ المَجْدِ والعلى تَسَاوَ المَحايي عِنْدَه وَالمَقاتِل.
ألا لَيسَتِ الحاجات إلَّا نفوسَكمْ ولَيسَ لَنا إلاّ السّيوفَ وَسائِل.
فَمَا وَرَدَتْ روحَ امرءٍ روحه له، ولا صَدَرَتْ عن باخِلٍ وهوَ باخِل.
غَثَاثَة عَيشي أنْ تَغَثّ كَرامَتي وَلَيسَ بغَثٍّ أنْ تَغَثّ المَآكل.
- أنا عَين المسَوَّدِ الجَحْجَاحِ هيَّجَتْني كِلابكمْ بالنباحِ.
أيكون الهجان غَيرَ هِجانٍ أمْ يكون الصراح غيرَ صراحِ.
جَهِلوني وإنْ عَمَرْت قليلاً نَسَبتْني لهمْ رؤوس الرِّماحِ.
شعر المتنبي في هجاء سوار الدليمي
قال المتنبي في هجاء سوار الدليمي:
بقِيَّة قَومٍ آذَنوا بِبَوارِ وأنْضاء أسفارٍ كَشَربِ عقارِ.
نَزلْنا على حكمِ الرِّياحِ بمَسجِدٍ علينا لها ثَوبَا حَصىً وغبارِ.
خَليليَّ ما هذا مناخاً لِمِثْلِنا فَشُدَّا عَليها وارْحَلا بنَهَارِ.
ولا تنكِرَا عَصفَ الرِّياحِ فإنَّها قِرَى كلّ ضَيْفٍ باتَ عِند سِوَار.
هجاء القاضي الذهبي وهو غير شمس الدين الذهبي صاحب سير الأعلام.
لمَّا نسِبتَ فكنتَ ابناً لغَيرِ أبٍ ثمَّ اختبِرْتَ فلمْ تَرْجِعْ إلى أدَبِ.
سمِّيتَ بالذَّهَبيِّ اليومَ تَسميَةً مشتَقَّةً مِن ذَهابِ العَقلِ لا الذَّهَبِ.
ملَقَّبٌ بكَ مَا لقِّبْتَ وَيْكَ بهِ يا أيّها اللَّقَب الملقَى على اللَّقَبِ.
شعر الهجاء في العصر العباسي لابن الرومي
يعتبر ابن الرومي من أفضل شعراء العصر العباسي وله العديد من المؤلفات والقصائد الشعرية في جميع الأغراض الشعرية وفي هذا المقال سنوضح لكم بعض من قصائد ابن الرومي في غرض الهجاء:
يا سيداً لم تزلْ فروعٌ من رأيه تحتها أصول.
أمثل عمروٍ يَسوم مثلي خسفاً وأيامه تطو.
أمثل عمروٍ يهين مثلي عمداً ولا تنتَضَى النصول.
ألا يرى منك لي امتعاضاً كالسيف فيه الردى يجول.
يا عمرو سالتْ بك السيول لأمّك الويل والهبول.
وجهك يا عمرو فيه طول وفي وجوه الكلاب طول.
فأين منك الحياء قل لي يا كلب والكلب لا يقول.
والكلب من شأنه التعدّي والكلب من شأنه الغلول.
مقابح الكلب فيك طرّاً يزول عنها ولا تزول.
وفيه أشياء صالحاتٌ حَماكَها الله والرسول.
فيه هريرٌ وفيه نبحٌ وحظه الذل والخمول.
والكلب وافٍ وفيك غدرٌ ففيك عن قدْره سفول.
وقد يحامي عن المواشي وما تحامي ولا تصول.
وأنت من أهلِ بيْتِ سوءٍ قصتهم قصةٌ تطول.
وجوههم للورى عِظات لكن أقفاءهم طبول.
نستغفرُ الله قد فعلنا ما يفعل المائق الجهول.
ما إن سألناك ما سألنا إلا كما تسْأَل الطّلول.
صَمْتٌ وعيبٌ فلا خطابٌ ولا كتابٌ ولا رسول.
إن كنت حقاً من الندامى فمنْ ندامى الملوك غول.
وجهٌ طويلٌ يسيل فوه أحسن منه حِرٌ يبول.
- يا واحدَ الناس في الآلاءِ والمننِ والمستجار به من نَوْبِة الزمنِ.
وابنَ الذين بَنَوْا آساس دولتهم على النبوةِ والقرآنِ والسّننِ.
أشدّ ما بيَ مِنْ شَكْوٍ ومن ألمٍ فَقْدي جَنَى مقلتِي من وجهِكَ الحَسَنِ.
وفوت ما كنتَ تلقيه إلى أذني من فَضْلِ علم يجَلَّى عنه باللَّسنِ.
ومن بدائع ظَرفٍ ذاتِ أَوْشيةٍ تَدقّ عن أن تراها أعين الفطنِ.
كتبتَ طولاً بأبياتٍ وجَدْت بها خِفَّاً وقد كنتُ في ثِقْلٍ مِنَ المِحَنِ.
وكيف أشكُر لطْفاً ساقَ عافيةً هيهاتَ ليس لذاك اللّطْفِ من ثمنِ.
وقبل ذلك بِرٌّ منكَ آنسني حتى سلوْت عن الخُلان والوطنِ.
أعجِبْ بِبرٍّ تعلمت العقوقَ به فما أحِنّ إلى إلفٍ ولا سكنِ.
يا زينةَ الدين والدنيا إذا احتفلا وأظهرا ما أعدَّاه مِنَ الزِّيَنِ.
يا مَنْ يرى حاسدوُه أنَّ تَرْكَهم حسنَ الثناءِ عليه أعظم الغبنِ.
نعْماك عنديَ في مثواه مُعتَقَدٌ والشكر عندك في مثواه مرتهن.
كما يمكنكم الاطلاع على: شعر عن حب الوطن للمتنبي
وإلى هنا كون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا بعنوان شعر الهجاء في العصر العباسي، نتمنى أن نكون أمتعناكم وقدمنا لكم مجموعة جميلة ومختارة من أفضل القصائد في غرض الهجاء.
وقدمنا أيضا لكم باقة م أفضل القصائد الشعرية التي كتبها أفصح شعراء العصر العباسي في غرض الهجاء، ومن أشهر شعراء العصر العباسي الشاعر ابن الرومي والمتنبي أيضا.