ما هو البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان
يعد البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان هو بحر إيجة والذي يمتلك ما يقرب من مائة جزيرة فيه، والتي دائمُا ما تُسبب العديد من النزاعات بحولها بين الدولة التركية والدولة اليونانية.
وفي هذا الموضوع سنتعرف على بحر إيجة الفاصل بين الدولتين المتجاورتين، وعلى النزاعات المختلفة بينهما على بعض الجزر التابعة للبحر منذ استقلال اليونان عن الدولة العثمانية إلى الان.
محتويات المقال
البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان ” بحر إيجة “
يقع بحر إيجة بين المنطقة الغربية والشمالية لليونان، وبين شرق الدولة التركية، جزيرة كريت للجنوب، والذي يبلغ مساحته مائة وتسعة وسبعون ألف كيلو متر، بعرض 320 كيلو متر وأكثر بأعرض أجزاءه، فيما يربط المضيق الواقع بالشاطئ الشمالي الشرقي مضيق الدردنيل بين بحر إيجة وبحر مرمرة.
شاهد أيضًا: أهم املاح البحر الميت واستخداماتها
جزر بحر إيجة
يتسم بحر إيجة بأنه شبه مغلقًا، ويمتلك البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان لما يقارب المائة جزيرة، والتي تنقسم إلى خمس أجزاء رئيسية، وهي:
- سبوردايس الشمالية.
- سيكلاديس.
- جزر المضايق.
- صاروخان.
- جزر منتشي(دوديكانيز).
الصراع اليوناني التركي على جزر بحر إيجة
يرجع النزاع بين تركيا واليونان على الجزر الإيجية لعام 1829م، عندما تمكنت الدولة اليونانية في الاستقلال عن العثمانيين، وحينها كانت جزر بحر إيجة الغربية المتمثلة في “سبورادس الشمالية، وسكلاديس، وجزيرة كريت) في ملك اليونان.
بينما كلًا من “جزر إيجة الشرقية، وجزر المضائق، وجزر صاروخان، وجزر منتشي” تحت سيطرة العثمانيين حتى وقت انتهاء الحرب العالمية الاولى.
وباشتعال الحرب بين الإيطاليين والعثمانيين بحرب طرابلس في الدولة الليبية بين عام 1911م، و1912م، فاحتلت ايطاليا جزر منتشي، ليوقع كلًا من تركيا وإيطاليا المعاهدة أوشي والتي ألزمت روما بتسليم الجزر للأتراك، ولكن لم يتم تسليمها فعليًا إلا بتوقيع المعاهدة “لوزان” عام 1923م.
وفي حرب البلقان التي ابتدأت عام 1912م حتى عام 1913م، قامت الدولة اليونانية بغزو جزر المضائق وجزر صاروخان عدا أجزاء منها، وبمعاهدة لندن بين الدولة التركية والصربية والبلغارية واليونانية والتي قد انعقدت يوم 30 مايو عام 1913م.
والتي تضمنت فيها المادة الرابعة على تخلي تركيا عن جزيرة كريت لليونان، والمادة الخامسة فيها على اعتراف تركيا بالسيادة النمساوية والمجرية والفرنسية والألمانية والانجليزية على الجزر التي قامت اليونان باحتلالها خلال الحرب.
وفي عام 1914م اجتمعت هذه الدول الكبرى التي شاركت بمعاهدة لندن لبحث ومناقشة المصير الخاص بهذه الجزر، والذي انتهى بالإبقاء على جزر جوكتش يادا، وجزر بوزكادا، وجزر كاستيلو ريتزو تحت السيادة التركية، لتُسيطر الدولة اليونانية على باقي الجزر.
وفي عام 1923م تم توقيع معاهدة لوزان، والتي عملت على رسم حدود جمهورية تركيا الحديثة والنهائية، لتمنحها ثلاثة من الجزر الواقعة في بحر إيجة، وهي جزيرة طفشان، وجزيرة جوكتش يادا، وجزيرة بوزكادا، كما أثبتت لوزان الملكية الإيطالية من جزر منتشي، ومنتحت الدولة اليونانية كافة الجزر المتبقية من بحر إيجة.
وفي خلال الحرب العالمية الثانية استطاعت الدولة الألمانية النازية من السيطرة على جميع الجزر وذلك عام 1941م، ليتمكن دول الحلفاء من طردها من هذه الجزر.
وفي عام 1947م تم توقيع معادة السلام بباريس، والتي ألزمت بعودة جميع الجزر التي كانت في ملكية اليونان قبل الحرب إليها، بالإضافة إلى جزر منتشي أيضًا، ولم يتبقى للأتراك إلا الثلاث جزر التي تقع بمضيق الدردنيل والتي نصت عليها اتفاقية لوزان.
وبعد فتح الخرائط البحرية الحديثة حدثت الصراعات بين دول الجوار لبجر إيجة ” تركيا واليونان”، وذلك للنزاع على المليكة الخاصة بجزر “شرق إيجة”.
وحول التحديد الخاص بالجرف القاري البحري الذي تمتلكه كلًا منهما، والذي تستغله الدولة التركية حاليًا في التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي بالشكل الغير شرعي، بالإضافة إلى المجال الجوي للطائرات الخاصة بكل من الدولتين، فضلًا عن الملف الخاص بتسليح الجزر.
ففي المعاهدة الفرنسية عملت أمريكا على الضغط الشديد حتى تُمرر المادة الرابعة عشر والتي تنص على نزع السلاح من مناطق السواحل التركية بجنوب بحر إيجة، وكانت تسعى أمريكا إلى كسب العثمانيين في السنوات التي تبعت الحرب العالمية الثانية لتكون لها حلفًا استراتيجيًا ضد الاتحاد السوفيتي.
وظل وضع نزع السلاح بالجزر هادئًا حتى ابريل عام 1968م، لتبدأ الدولة اليونانية في انتقال المعدات الحربية إليها وبخاصة مجموعة الجزر الشرقية، خوفًا من نشاط تركيا العسكري الذي بدأ يظهر في المنطقة، والنوايا السيئة باتجاه قبرص وبحر إيجة.
وقد تحققت مخاوف اليونان بعد غزو الاتراك للشمال القبرصي عام 1974م، لتعترف أثينا بتسليح الجزر للدفاع عن نفسها أمام التحرشات التركية، وخاصة بعدما أسست تركيا جيشها الرابع ببحر إيجة.
وظل الطيران التركي لا يتوقف عن دخول المسافة المسموح بدخولها وهي ستة أميال بحرية وفقًا للمعاهدة الفرنسية، وهو الموقف الذي بقيا مهددًا باندلاع الحروب في أي وقت.
ومن أبرز الخلافات التي حدثت بين الاتراك واليونانيين الموقف الذي حدث بيناير من عام 1996م، عندما اندلع الخلاف على الملكية لصخرة إيميا “كارداك” وهي الاصغر حجمًا من الجزيرة، والذي كاد أن ينتج عنه الحرب الشاملة بينهما، وتمكنت أمريكا من تهدئة الموقف بين العضوين بحلف الناتو.
وتمكنت وزيرة خارجية الولايات المتحدة حينها من الاستغلال الامثل للاجتماعات الخاصة بحلف الناتو في المدينة الاسبانية مدريد، والتي أدارت المحادثات بين وزراء خارجية الدولتين في 8 يونيو عام 1997م، لعقد المفاوضات بدلًا من اندلاع الحروب على الجزر.
وأثرت هذه المفاوضات بالإضافة إلى انضمام الدولة التركية بعضوية الاتحاد الاوروبي عام 1999م، في التغير الملموس في تقوية العلاقة بين تركيا واليونان ببداية الألفية عام 2000م.
فوقع كلًا منهما الاتفاقيات الخاصة بمكافحة الارهاب والجرائم المنظمة، والاتفاقيات السياحية، والتنموية، واتفاقيات حماية الاستثمار، والاتفاقيات التبادل الاقتصادي، بالإضافة للنقل البحري، فضلًا عن التعاون الجمركي، والتعاون في كافة المجالات الثقافية والتكنولوجية، ومجالات العلوم.
ولم يستمر التعاون الايجابي بين تركيا واليونان، فانتهى في عام 2012م، فأقدمت الدولة التركية بقيادة أردوغان بنشر العديد من خرائطها بجرائدها الحكومة الرسمية.
والتي كانت توضح التصور الخاص بالمناطق البحرية بغرب قبرص وبجزر إيجة الشرقية، وجزر رودس، وبجزيرة كاستيلوريزو، باعتبارها ضمن الحدود التركية، تواكب هذا مع ظهور الخريطة الخاصة بالميثاق الملي، والتي دخلت شمال سوريا والعراق ضمن الحدود التركية أيضًا.
مما ساعدت في ظهور النوايا العسكرية لتركيا للسيطرة على بعض الأراضي العربية واليونانية، مستغلة الفوضى السورية والعراقية، والوضع الاقتصادي السيء في اثينا لتنفيذ خطتها.
شاهد أيضًا: مرض حمى البحر الابيض المتوسط والزواج
وفي نهاية الموضوع الذي تعرفنا فيه على البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان بحر إيجة، عليكم فقط مشاركته في جميع وسائل التواصل الاجتماعي حتى تعمل الفائدة.