بحث عن الملك مينا كامل
بحث عن الملك مينا كامل، يعتبر الملك مينا أحد أبرز الملوك المؤسسة والمؤثرة في التاريخ المصري القديم، واختلف علماء الآثار في تحديد هوية الملك مينا إلا أن بعضهم نسب أصوله إلى الفرعون نارمر بينما البعض الأخر نسب أصوله الفرعون “حورعحا”، وآخرون رأوا أن الشخصيات الثلاث تعود إلى الملك مينا مؤسس الأسرة المصرية الفرعونية الأولى، ويعتبر الملك مينا هو أول من جلس على العرش في التاريخ.
محتويات المقال
مقدمة بحث عن الملك مينا كامل
الملك مينا “موحد القطرين” هو أول من استطاع أن يوحد القطرين وهما مملكتين الشمال والجنوب بالرغم من أن هناك محاولات أخرى من ملوك سابقين لتوحيد القطرين لكنها فشلت ولم تكتمل، ولهذا لقب بـ موحد القطرين بالإضافة إلى عدة ألقاب منها: ملك الأرضين، صاحب التاجين، نسر الجنوب، ثعبان الشمال، يعتبر الملك مينا هو مؤسس الأسرة الأولى الفرعونية.
شاهد أيضًا: حكم رائعة على لسان الملك سلمان بن عبد العزيز
تعريف اسم مينا
اسم مينا هو في الأصل يرجع إلى اسم “ميني” ولكن تم تحريف هذا الاسم إلى أن وصل إلى اسم مينا، ويعتبر هذا الاسم هو اسم من الأسماء المسيحية التي كان يلقب به العديد من القديسين في الماضي، وأما اسم “ميني” فهذه الكلم تعني يشيد أو يؤسس في اللغة المصرية، أما في اللغة القبطية المصرية فإنها تعني راسخ وثابت.
مينا أم نعرمر
- يعتقد الكثير من الباحثون أن نعرمر مينا شخص واحد، حيث كان لكثير من الفراعنة أكثر من اسم، ووفقاً قوائم الملوك القدماء التي تضم أسماء جميع الملوك منذ الأسرة الأولى حتى الملك “سيتي الأول”.
- ومن بين هذه القوائم لوحة “أبيدوس” وكذلك بردية “تورين” الموجودة بمتحف “تورين” بإيطاليا، واعتقد علماء الآثار في البداية أن مينا هو نعرمر ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن نعرمر ليس مينا، وإنما الملك نعرمر هو ملك حكم مصر في فترة قبل الأسرة الأولى مباشرة.
- وكما أثبتت الدراسات أن مينا هو ملك أخر جاء بعد نعرمر، ولقب مينا أيضاً باسم “حور عحا” واسم “عحا” يعني المحارب والذي نعرفه من خلال آثاره، فقد شيد في سقارة مقابر ضخمة من الطوب اللبن لنفسه ولأسرته.
مدة حكم الملك مينا
حكم الملك مينا البلاد لمدة 62 عاماً وكانت هذه الفترة مليئة بالانتصارات والإنجازات المختلفة له، فقد استطاع الملك مينا خلال هذه الفترة أن يحارب الأعداء وأن يحافظ على بقائهم بعيداً عن البلاد.
كما أنه استطاع أيضاً أن يحمي البلاد ويحافظ على حدودها من الغارات المختلفة من النوبيين والليبيين، وكان الشعب يعتبره بطل شجاع وحاكم عظيم استطاع خلال فترة إدارته للبلاد أن ينشر الأمن والسلام في جميع أنحاء البلاد.
أهم أعمال الملك مينا
- يعتبر الملك مينا هو مؤسس أول عاصمة لمصر الموحدة، وأختار لها مكاناً يرتبط بين الشمال والجنوب وعرفت هذه العاصمة فيما بعد باسم “منف”، وقد أحاطها بصور أبيض ولذلك سميت في هذا الوقت بمدينة الجدار الأبيض.
- ثم تم تغيير اسمها بعد ذلك إلى “منف”، وأقام الملك مينا في العاصمة “منف” أول حكومة مركزية قوية لمصر كلها من شمالها إلى جنوبها، واستطاعت هذه الحكومة تكوين جيش قوي لحماية البلاد وتأمين الحدود من غارات الأعداء الذين كانوا يطمعون كثيراً في خيرات البلاد.
- ويعتبر الملك مينا هو أول من قام بترويض نهر النيل، حيث أقام أول عمليات شق الطرق وإقامة الجسور على ضفاف النيل، وأغلق فرعاً للنيل حيث يصب الفيضان في المجرى الرئيسي لتسهيل النقل والملاحة.
شاهد أيضًا: بحث عن محمد علي باشا الكبير
تاريخ جدارية الملك مينا
- يعتبر الملك مينا هو من أوائل ملوك الأسرة الفرعونية الأولى، ولقد بدأ الملك مينا في استعمال الكتابة باللغة الهيروغليفية في جميع المعاملات التجارية، وبدأ أيضاً باستعمال الأحجار والصخور المختلفة في التشييد والبناء.
- وخلال عصر ما قبل الأسرات الفرعونية كانت الصلايات تستخدم عادة لطحن مستلزمات التجميل المختلفة ومن أهمها الكحل، الذي كان يستخدمه الفراعنة من أجل تجميل العيون وحمايتها من أشعة الشمس.
- واتخذ الملك مينا قراراً باختيار الصلاية ليتم حفر وكتابة انتصاراته المتعددة عليها، لأنها كانت مصنوعة من الحجارة، ولأنه كان لا يستطيع الحفر على جدران المعابد حيث أنها كانت يتم بنائها في ذلك الوقت من الطوب اللبن.
- وتحتوي هذه الصلاحيات على وجهين وجه أمامي وأخر خلفي، ويحتوي على جزء به تجويف يستخدم في طحن الكحل، ولكن بعد ذلك أصبح وجه هذه الصلاية يستخدم في تدوين وتسجيل الأحداث الهامة والمميزة مثل تأسيس وافتتاح المدن وأيضاً الانتصارات والإنجازات الخاصة بالملوك.
مكان جدارية الملك مينا
تم العثور على جدارية الملك مينا “صلاية” بواسطة العالم البريطاني “كوبل” وبالتحديد خلال عام 1898 في منطقة “هيراكونبوليس” والتي تعرف اليوم باسم الكوم الأحمر وتقع في شمال إدفو في صعيد مصر، وتم صناعة هذه اللوحة أو الجدارية من حجر الشيست الأخضر، وتوجد هذه الصلاية حالياً في المتحف المصري بالقاهرة، وتعتبر من أهم و أثمن القطع الأثرية في المتحف.
زواج الملك مينا
- تزوج الملك مينا من الأميرة “نيت حتب” وهي كانت أميرة من الشمال وهو ملك من الجنوب وتزوجها تدعيماً للوحدة، و معنى اسم “نيت حتب” في المصرية القديمة “الربة نيت راضية” وكانت حامية إقليم الدلتا.
- وقد تزوجها بعد أن قام بإخضاع الأقاليم الشمالية لمصر تحت حكمه وقام بتوحيد القطرين، ولكي يجعل إحدى أميرات الشمال ملكة على مصر كلها وبذلك يضمن ولاء هذا القطر وقد أنجبت هذه الملكة ابناً وهو “حور عما” الذي أصبح فيما بعد ثاني ملوك الأسرة الأولي.
- وكانت الصور تظهر الملكة زوجة الملك مينا وفوق رأسها التاج الأحمر وهو تاج الشمال، وتقول الأسطورة القديمة أن هذه الملكة إحدى الربات الأربع الحاميات مع كلاً من إيزيس، ونفتيس، وسركت.
- وللملكة “نيت” نقش على الحجر الجيري في مقابر حلوان، كما شيد لها قبراً في “أبيدوس” وهو من أروع آثار تلك الفترة الفرعونية، وقد عثر داخل هذه المقبرة على مجموعة من القطع العاجية دون على كلاً منها مجموعة من الأرقام تحت رسم يمثل عقداً أو سواراً، وتلك القطع ملصقة على صناديق تضم قطعاً من الحلي وضعت بجوار جثمان الملكة.
وفاة الملك مينا
انتهز الملك مينا فرصة إحدى زياراته لمدينة منف لقضاء بعض الوقت في ممارسة هواياته المفضل لصيد الطيور والأسماك، وفي أحد الأيام اصطحب الملك بعض حرسه الخاص ونخبة من أصدقائه المقربين وخرج للصيد كعادته.
أغراهم كثرة الصيد وتوغلوا في الأحراش وابتعد الملك مينا عن رفاقه وأصبح وحيداً وهو يتبع أحد أفراس البحر المفترسة، وكان جسوراً وشجاعاً رغم كبر سنه فأخذ يقترب من الفريسة وفي يده رمحه محاولاً قتلها بضربة واحدة، فهجم عليه الفرس بوحشية وقتله وفي هذه اللحظة صرخ الملك صرخة مروعة فسمعها الحرس.
فأسرعوا يبحثون عن مكان الحادث ووصلوا للملك، ولكن بعد فوات الأوان ولكنهم قاموا بقتل فرس البحر، وتم نقل جثة الملك إلى قصره في منف حيث قام الكهنة بتحنيط الجثة وتكفينها.
ثم وضعوا الجثة في تابوت حجري ونقل في احتفال مهيب إلى إحدى السفن الراسية في الميناء التي أبحرت به إلى عاصمة الملك في الجنوب، ووصلت الجثة إلى المعبد.
اجتمع الشعب لتوديع الملك المحبوب، ثم نقلت الجثة في تابوتها الحجري إلى الجبانة بالقرب من العاصمة “أبيدوس”، حيث وضعت في القبر الذي أعده الملك لنفسه.
شاهد أيضًا: بحث عن الدولة العباسية وخلفائها
خاتمة بحث عن الملك مينا كامل
وفي نهاية رحلتنا مع بحث عن الملك مينا كامل، كنا قد قدمنا لكم بحث كامل عن الملك مينا، حياته وأهم إنجازاته، وكيف صار الملك ملئ الصدور والأبصار فقد حقق آمال المصريين في خلال فترة حكمه، وكان مثالاً للقيادة المخلص والمحبة لبلاده وشعبه حتى يتم تحقيق ما فيه مصلحة للبلاد والعباد.