بحث عن التوبة وشروطها مع المراجع
بحث عن التوبة وشروطها مع المراجع، موقع مقال mqaall-com يقدم لكم بحث عن التوبة وشروطها مع المراجع، حيث أنه في كثير من الأوقات يضعف الإنسان المُسلم، مما يجعله يقع في المحرمات، ولكن تجد الإشارة إلى أنه من رحمة الله تعالى بعباده، أنه قام بفتح باب التوبة فإن من تاب من بعد ارتكابه لذنبه إلى الله سبحانه وتعالى تاب عليه الله.
محتويات المقال
مقدمة بحث عن التوبة وشروطها مع المراجع
- في بحث عن التوبة وشروطها مع المراجع لابد أن تعرف أن التوبة التي أمر بها الله جل جلاله عباده المسلمين، هي التوبة النصوح، التي تم ذكرها في قوله تعالى《يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ).
- ومثلما يحتذي العبد المسلم بالرسول عليه الصلاة وأزكى السلام فكان يتوب إلى الله جل جلاله دائمًا، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه: 《واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً》.
- والجدير بالذكر، أن التوبة ليست مقتصرة على العبد المسلم الذي يرتكب المعاصي فقط، ولكنها تتخطى إلى العباد الغير مسلمين.
- ولكن إذا أراد أحد منهم أن يسلم، فيبدل الله سبحانه وتعالى سيئاته حسنات، قال _الله تعالى_: (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمً).
ومن هنا يمكنكم التعرف على: كيفية التعامل مع من وقع في الكبائر والتوبة منها
الحكمة من تشريع التوبة
- قام الله -عز وجل- بتشريع التوبة؛ ليوضح للإنسان مدى ضرورة التكليف وأهميته، وأنه شيء صحيح.
- فإن العبد المسلم يعيش بين مقاومة المعاصي، حمل مشقة الطاعة والعبادة.
- حيث كان يستطيع الله عز وجل أن يجعلنا ملائكة، لا نعصي ولا نخطئ.
- ولكن الله سبحانه خلق الإنسان على طبيعته، يعصي، ويتوب.
- كما أنه تم تشريع التوبة ليكون العبد متوسطًا بين التمرد.
- وعدم القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى.
- فإذا لم يكن يوجد توبة بعد ارتكاب المعصية، لكان الناس أصيبت بالقنوط.
- وقامت بالتعاون في المعاصي، لأن سواء ارتكب القليل من المعاصي أو الكثير، فكانت النتيجة ستكون واحدة.
شروط التوبة النصوح
حتى تكون توبتك توبة نصوح، وتُقبل عند الله، فيجب أن يتوافر بها الكثير من الشروط، وتوضح هذه الشروط في الآتي:-
- أن تكون التوبة خالصةً لله تعالى.
- لابد ظن أن تكون موافقةً لسنّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام.
- فقد كان يدعي عمر -رضي الله عنه- ربه بقوله: “اللهم اجعل عملي كله صالحًا.
- واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه شيئًا”.
- ليكون مقصده من التوبة هو تعظيم المسلم لخالقه، وأن يرجو منه ثوابه، وأن يخاف من الله وعقابه.
- امتناع العبد المسلم عن ارتكاب المعصية بعد توبته منها.
- وذلك في حال إذا كانت بعد فعل معصية، أمّا إذا كانت بعد ترك واجب؛ فوجب عليه الالتزام بالواجب.
- أن يشعر بالندم على ارتكاب المعاصي، ويتركها على الفور، ولا يعود لها فيما بعد أبدًا.
- الإصرار على عدم العودة إلى فعل المعاصي مرة أخر، وعلى العبد أن يقنع نفسه بهذا.
- القيام بعمل الطاعات بشكل دائم ومستمر ومنتظم.
- والابتعاد عن المحرمات حتى يأتيه الموت.
- يجب ألا يصمم العبد المسلم على ارتكاب المعاصي.
- حيث أن التصميم والإصرار: هو عزم القلب على المعصية، والرجوع إليه مرةً بعد مرة.
- وقد اشترط الله -جل جلاله- لقبول التوبة والمغفرة عدم التصميم على ارتكاب الذنب.
- حيث قال -عزّ وجلّ-: 《وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا على مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أولئك جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ》.
- أن تكون التوبة لها تأثير على سلوك العبد وأفعاله، وليست تكون مجرد قول باللسان ووجود نيتها في القلب
- التوقف عن فعل ما يفسد التوبة.
- كما يجب أن تكون التوبة في وقتها المحدد والمستحب، وليس بعد فوات أوانها، وإغلاق بابها، مثل التوبة عند شروق الشمس من الغرب، أو التوبة عند الموت.
وقت التوبة
- إن باب التوبة مفتوح يلجأ إليه العبد في أي وقت، بعد ارتكابه الذنب والضلال، كما أن القلب كلّما خشى الله واستشهد بعظمته جل وعلا تاب إليه.
- والجدير بالذكر أن وقت التوبة يبقى ويستمر حتى قبل أن تبلغ الروح الحلقوم، أو مثلما يطلق عليها “غرغرة”.
- لقول رسول الله الله أفضل الصلاة وأتم التسليم 《إنَّ اللهَ يقبلُ توبةَ العبدِ ما لم يغرغرُ》، كما يكون باب التوبة مفتوح إلى وقت طلوع الشمس من الغرب.
سبب عدم قبول توبة فرعون
- يقبل الله -عز وجل- من عباده التوبة برحمته، ولكن هذا القبول يبقى إلى وقت محدد، وهو رؤية الأحوال التي لا يُمكن الرجوع إلى الدُنيا بعدها، مثلما عندما يتأكد العبد من موته.
- كما حدث مع فرعون عندما أدركه الغرق، قال -عز وجل-:《وَلَيْسَتِ التَّوْبَة لِلَّذِينَ يَعْمَلونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا》.
أمور تعين على التوبة
هناك الكثير من الأمور التي تساعد المسلم على التوبة، والاستمرار بها، وتتمثل هذه الأمور في الآتي:
- الإخلاص في التوبة، وفي كافة الأعمال الأخرى.
- تجتهد في الإكثار من أعمال البر والخير.
- يخشى العبد ربه من قبح الذنب الذي ارتكبه، وأثره عليه في الدنيا والآخرة.
- يبتعد عن المكان الذي ارتكب به المعصية.
- يقوم العبد المسلم بإتلاف الأدوات المُحرّمة التي كان يستخدمها في المعصية، والتخلص من كُل شيءٍ يذكّره بها.
- الاجتهاد في البحث عن صحبةٍ صالحة؛ لتساعده وتدلّه على الخير.
- الابتعاد عن أصحاب السوء.
- المواظبة على تلاوة الآيات القرآنيّة التي يذكر فيها تخويف للعاصين.
- تذكّر العقوبة التي قد تصيب شخص ما بسبب معاصيه
- وإكثاره من ذكر الله تعالى وتسبيحه.
اقرأ أيضاً للتعرف على: دعاء التوبة مكتوب بخط كبير
كيفية التوبة النصوح
تكون التوبة النصوح بالعودة إلى الله -جل جلاله- من خلال ترك الأمور المحرمة، وأن يقوم العبد التائب بالواجبات التي كان يقصر في فعلها، أو يتركها فإن التوبة من أجل ترك الطاعات والواجبات أفضى من التوبة من فعل السيئات.
مشروعية التوبة وأنواعها
حكم التوبة أن التوبة نوعين ولكل نوعٍ حكم خاص به، ويتمثلا فيما يأتي:
التوبة الواجبة
- أي التوبة من القيام بفعل الأمور المحرمة، أو ترك المأكولات.
- ويكون هذا النوع من التوبة (واجب) على كافة المكلفين، باتفاق الأمة كما نقل القرطبي.
- وتكون هذه التوبة من كافة الذنوب، الصغائر والخسائر على حد سواء، كما يطلق عليها (توبة الأبرار المقتصدين).
- وتجدر الإشارة إلى أن، من يصر على ذنبه ولم يتوب إلى الله تعالى فإنه يكون قد ارتكب أمرًا محرمًا، وكان من الظالمين.
- قال عز وجل: 《وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ》.
التوبة المُستحبّة
التوبة من ترك الأُمور المُستحبّة مثل الطاعات والواجبات، وفعل الأُمور المكروهة، أو المحرمة.
آثار التوبة
هناك الكثير من الآثار للتوبة، وتتمثل في الآتي:
حقوق العباد
- أي التوبة عن ما كان فيه حقّ للعباد لا تكفي بالندم فقط، والتوقف عنها، أو عدم الرجوع إليها؛ ليتم إسقاط حقوق العباد؛ مثل السرقة أو الإساءة أو غيرها من الحقوق.
- إذ لابدّ للعبد التائب من إرجاع الحقوق إلى أصحابها، وهذا أثرٌ متّفقٌ عليه بين الفقهاء.
- حيث قال الإمام النووي: إذا كان الذنب متعلق بحقّ مالي كالغصب، يجب إبراء الذمة منه، وإذا كان العبد التائب غير مقتدر على ذلك فيجب عليه أن ينوي إرجاع الحق.
- أمّا إن كان الذنب متعلق بحق غير مالي كالقذف، فيجب عليه العودة به إلى المُستحقّ ويقوم بطلب العفو منه.
حقوق الله تعالى
- التوبة في الحقوق المتعلّقة بأمورٍ مالية مثل الزكاة والكفارة، لا تسقط بالتوبة فقط، ولكن يجب معها الأداء، أما إن كانت الحقوق غير مالية مثل الحرابة أي قطع الطريق.
- فتسقط بالتوبة مع وجوب إرجاع الحقوق إلى أصحابها، ولكنما الحدود غير المُحاربة على سبيل المثال: حد الزنا وشرب الخمر.
- فلا تسقط عند مذهب الحنفية والمشهور عند المالكية وبعض الشافعية ورواية عند الحنابلة؛ لأن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قام برجم ماعز والغامدية.
- وقطع يد من اعترف بأنه سرق، مع أنهم جاءوا وهم يريدون التوبة، واتجه بعض الشافعية وهي رواية عند الحنابلة وبعض المالكية أنّها ممكن تسقط بالتوبة.
- لقوله -عز وجل-: 《وَاَللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا》.
فضل التوبة
يوجد الكثير من الفضائل للتوبة وقد ذكرت في كتاب الله والسنة، والتي تتوضح في الآتي:
- إن التوبة توجب محبّة الله -سبحانه وتعالى، وفرحته بالعبد التائب.
- قال -جل جلاله-:《إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ.
- وأيضًا مثلما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: 《لَلَّهُ أشَدُّ فَرَحًا بتَوْبَةِ أحَدِكُمْ، مِن أحَدِكُمْ بضالَّتِهِ، إذا وجَدَها》.
- كما أن للتوبة سبب لدعاء الملائكة للعبد التائب لله، حيث قال -سبحانه-:《الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ》.
- والجدير بالذكر ان التوبة من أسباب تنزّل البركة والزيادة في القوّة، كما قال -عز وجل-:《وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ》.
- التوبة سبب كبير للخير، وهي سبب الفلاح والنجاح والفوز في الدُنيا والآخرة.
- تعد التوبة سبب في الرزق الواسع، والهناء في العيش.
- وكما تعد التوبة من سُنن الأنبياء، حيث قال سبحانه تعالى:《وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُمَتِّعكُم مَتاعًا حَسَنًا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤتِ كُلَّ ذي فَضلٍ فَضلَهُ وَإِن تَوَلَّوا فَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبيرٍ》.
كما أدعوك للتعرف على: دعاء التوبة من الكبائر إلى الله مكتوب
خاتمة بحث عن التوبة وشروطها مع المراجع
و بذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية بحث عن التوبة وشروطها مع المراجع، حيث أوضحنا ماهية التوبة وشروطها، وما فضائل التوبة علينا، وكيف يتقبلها الله منا.