مفهوم أداب الحوار وثقافة الإختلاف
مفهوم آداب الحوار وثقافة الاختلاف، يلجأ الإنسان للتواصل مع الآخرين من خلال الحوار، ويعرّف الحوار الحوار بأنه الجواب.
كما يتم تعريف مصطلح “الحوار” على أنه حوار بين شخصين أو أكثر حول موضوع معين للوصول إلى هدف محدد.
يمكنكم معرفة المزيد عن مفهوم آداب الحوار وثقافة الاختلاف من خلال مقالنا على موقع مقال.
محتويات المقال
مفهوم آداب الحوار وثقافة الاختلاف
يمكن تعريف الحوار على أنه فن الكلام والحوار، وهو شكل من أشكال الاتصال والتفاهم.
وطريقة للعلم والمعرفة، ومنهج للتوعية والثقافة في الحوار بين شخصين أو أكثر، لا يكون الهدف مجرد نقاش أو تبادل للآراء.
بل هو وسيلة للتواصل والثقة والتفاهم والتحدي والنمو والتنمية، كما يمكن تعريف الحوار على أنه نشاط عقلي لفظي، يقدم فيه المحاورون أدلة وحجج.
أيضًا توضح وجهة نظرهم مشكلة أو توضيح لمشكلة ما إنه نقاش تجريه الأطراف في الحوار بطريقة متوازنة ومتوازنة وحرة.
من خلال تبادل الأفكار والآراء بين المتحاورين، بهدف التعاون في معرفة الحقيقة.
أهمية الحوار تلبية حاجة الإنسان للتكامل والتواصل مع البيئة
وفي القرآن الكريم يوجد الكثير من النماذج التي تبين لنا ما هو الحوار، وبأنه يكون بين عدة أطراف، كالحوار الذي حدث بين الله والملائكة في موضوع خلْق الله لأدم.
كما جاء في سورة البقرة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” [البقرة: 30].
- وكذلك حوار الله وموسى – عليه السلام (بسم الله الرحمن الرحيم)
“وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ” [الأعراف: 143].
أنواع الحوار وتقسيماته
يتم تقسيم الحوار إلى نوعيين رئيسيين وهما:
النوع الأول للحوار
هو الحوار مع الآخر، وهو بين شخصين أو أكثر حول قضية، من أجل الوصول إلى الحقيقة، ومراعاة أخلاقيات الحوار المختلفة.
وبطريقة علمية دون الحاجة للوصول إلى النتيجة فورًا، يتميز هذا الشكل من أشكال الحوار.
أيضًا بتكرار استخدام الجمل من الإعجاب والإلهام والجمل، التي تحتوي على النظام والطلب.
كذلك الحوار مع الآخر قد يكون سلبياً أو إيجابياً، إذا كان الحوار يأخذ مسارًا عدائيًا أو عدائيًا.
فهو سلبي عديم الفائدة ما عدا الخلاف والعناد إذا كان الحوار هو إيصال رسالة، أو الوصول إلى حقيقة واقعة.
والأطراف ملتزمة باحترام وواقعية وقبول الآخر، فإنه حوار إيجابي يعزز الأمة.
اقرأ أيضًا: فن الحوار الناجح وأساسياته
النوع الثاني للحوار
هو الحوار مع الذات على هذا المستوى، سيتفاعل الشخص مع نفسه روحياً أو داخليًا، سرًا، دون أن يشارك الآخرون الأفكار التي تدور داخله.
فهو أشبه شخص يتحدث إلى شخص آخر، وهنا صوت داخلي يمثل الشخص نفسه هذا الحوار مهم للإنسان، إنه يقلل من الاضطراب، ويولد الانسجام والتوافق مع الشخص مع نفسه.
فائدة الحوار للمجتمع
يحقق الحوار العديد من الأشياء، بما في ذلك:
- المساهمة في وجود مجتمعات جيدة للحوار الذي يخلقه للناس، والقدرة على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم في بيئة آمنة.
- بناء المجتمعات من خلال الحوار الفعال، يتشارك أعضاء المجتمع الأفكار والمعلومات، ويبنونها ويعيدون بناءها، ويساهمون في تنمية المجتمع والأفراد.
- الحوار هو وسيلة فعالة للتواصل مع أفراد الأسرة.
- عندما يكون الآباء محاورين جيدين مع أطفالهم، لديهم الفرصة، للتعلم عن الجوانب الإيجابية والسلبية لأنفسهم وأطفالهم
- لا يمكن تحقيق العدالة إلا بالاستماع إلى الأفراد، والاستماع إليهم، ومناقشة أي قضية أو مشكلة يتشاركون فيها.
- إن غياب الحوار الفعال يعني واقعًا ناقصًا وعدالة مشوهة.
قد يهمك: مفهوم الحوار وأهميته
أهمية الحوار في الحياة الأسرية
لا يمكن تعلم الخبرة ولا المشاركة إلا من خلال الحوار، مما سيؤثر بشكل إيجابي على تقدم المجتمعات وتقدمها.
وأهمية الحوار في الحياة الأسرية يوصي الدكتور جون جراي، بتقليل الحجج بين الزوجين، لأن الحجج تدمر الحياة العاطفية بينهما عادة.
وعندما يصبح النزاع نقاشًا، يصبح نقاشًا يؤثر سلبًا على سيكولوجية الطرفين، ويؤذي مشاعر بعضنا البعض فقط.
في المقابل، هناك طريقة أخرى لحل الخلافات بين الزوجين على أساس الحوار المتبادل بدلًا من الجدل وإصابة المشاعر.
فيجب على كلًا الجانبين وهو توضيح ما يريدونه، والتعبير عن مشاعرهم بهدوء، وذلك لأن الرجال والنساء مختلفون في طبيعتهم.
وفائدة الحوار في هذه الحالة هي فهم حقيقة المشاعر التي يقوم عليها النزاع، ثم فهمها وقبولها.
كما يشير الدكتور جون غراي إلى أنه يجب تجنب السلوك، الذي يدمر إمكانية الحوار، مثل:
- الشروع في الأعمال العدائية والانتقام.
- الانسحاب من المناقشة، وترك آثار غير مفيدة.
- يجب على الشخص اتخاذ حل وسط بين الاثنين.
- يمكن تجاوز المشاكل بين الزوجين بالحوار والاستماع إلى الجانب الآخر.
من الجدير بالذكر أن النساء على وجه الخصوص بحاجة، إلى أن يستمع لهن من قبل أزواجهن.
دون إقامة حواجز بين الأطراف أو توجيه الأحكام المتعجلة، بل بالأحرى حوار قائم على الاستماع والاستماع إلى الجانب الآخر.
ظن طه عبد الرحمن أن الحوار له مكان أساسي، في تطوير المعرفة الإنسانية والإدراك
الفرق بين الحوار والجدال
- الحوار قد ينقل المحاور إلى الجدل المذموم إذا تسربت إليه العصبية في الحوار والتشبث بالرأي بتعصب.
- ومن خلال هذا نستنتج أنه حوار بين طرفين، على سبيل المنازعة والتعصب للرأي الشخصي.
- والقرآن والسنة لم يأمرونا بالجدال وإنما أمرونا فقط بالمحاورة بالتي هي أحسن، والتي هدفها إيصال الحق إلى الخلق.
- الابتعاد عن الجدال الذي لا فائدة منه والذي نهانا عنه النبي – صلي الله عليه وسلم.
ما هي آداب الحوار
- استخدام الألفاظ الرقيقة، مع البعد عن تجريح الآخرين، بمجرد طرح فكرة تعارض فكرته.
- الابتعاد عن التعصب للفكرة أو للأمر الذي تدعو إليه، لأن هذا المحاور إن كان معه الحق.
- فلا بد أن يوصله إلى الآخرين بعيداً عن الأهواء الشخصية، وإنما هدفه يكون نشر الحق.
اخترنا لك: أنواع الحوار في اللغة العربية
كانت هذه نبذة مختصرة عن مفهوم آداب الحوار وثقافة الاختلاف، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان، وكرمه على بقية المخلوقات، ويميزها مع العقل والإرادة، وبذلك يفترق في الآخرة، ويجعل الرجل ذكرًا وإناثًا، ويستعملها في الأرض لمعماريها.