الهدوء النفسي والسلام الداخلي
الهدوء النفسي والسلام الداخلي، السكينة والسعادة هي منتهى أمل كلاً منا، فالحياة مملؤة بالمنغصات والمتاعب التي تمنع هذه السكينة، فما الحل لمواجهة هذه المنغصات؟، فالإنسان جسد وروح.
هنا تكمن المشكلة أننا نهتم بمد الجسد والجوارح باحتياجاته، ونهمل وننسي الروح، وهي لها طعامها أيضا كالجسد تماماً، فما غذاء الروح الذي إن نالته شعرت بالهدوء النفسي والسلام الداخلي.
محتويات المقال
نظريات ومدارس
- تذهب مدارس ونظريات معظمها أو كلها في الغرب أنه يجب على كل منا ممارسة الرياضات الروحية والنفسية.
- والتي تكون في سماع الموسيقى، أو الرسم، أو رياضة التأمل من خلال اليوجا.
- فالرياضة الروحية أيضا هي التي تتعامل مع الطاقة المكنونة في الكون، وتمد الجسد بهذه الطاقة الإيجابية، للتخلص من الضغوط النفسية.
- وبالتالي الوصول للهدوء النفسي والسلام الداخلي.
تابع أيضا: حيل تساعدك على الخروج من الحالة النفسية السيئة
ما هي الأشياء التي تعكر الهدوء النفسي والسلام الداخلي
- هناك الكثير من المنغصات التي تمر بنا في حياتنا، وتفقدنا الهدوء النفسي والسلام الداخلي، ويتولد لدينا إحساس بالتخبط.
- وكذلك عدم الرغبة بالقيام بأي شيء، فنفقد كل اهتماماتنا، وكنتيجة تصعب علينا حياتنا، ولذلك أسباب منها ما يلي:
- التعرض للمشاكل المتكررة بشكل يومي.
- الحقد، والكره، والحسد وكلها مشاعر تأكل الشخص داخلياً، وتولد لديه عدم القناعة بما لديه، وبأنه شخص مقهور، وذلك ليس صحيحاً.
- كثرة التعرض للضغوط النفسية، والقلق مما هو آت، في المستقبل.
- عدم النوم بشكل كافي من أكثر الأسباب المسببة لانعدام الهدوء النفسي.
- فرض حصار على حياتك ومشاكلك الشخصية، والانعزال عن الآخرين دون طلب المساعدة الخارجية.
- الابتعاد عن الله، وإهمال الجانب الروحي والعبادة، والغرق في الماديات، والحياة وذلك ما سوف سنتناوله بالتفصيل في وقت لاحق.
- شعور الشخص بأنه مضطهد، ونشأة الصراعات الوهمية مع الآخرين داخله.
العلامات التي توضح فقدان السلام الداخلي والهدوء النفسي
- هناك الكثير من الأعراض التي تظهر، وتعد دليلاً على أن هذا الشخص يعاني من افتقاد الهدوء النفسي، والسلام الداخلي.
- بل ويعاني من ضغوط مستمرة نذكر منها ما يلي:
- الشعور بالصداع المستمر، والذي لا يستجيب للمسكنات إلا قليلاً.
- التشتت، وعدم القدرة على التركيز.
- تناقص المهارات العقلية، وعدم التفكير السليم.
- ضعف الاستيعاب والاستنتاج.
- عدم القدرة على التعامل مع أبسط المشكلات.
- الإحساس بأن العقل متوقف، ويريد الاستسلام للسكون، وعدم العمل، على الرغم من وجود الكثير من المهمات المطلوب إنجازها.
أهمية الوصول إلى الهدوء النفسي والسلام الداخلي
- عند الوصول للهدوء النفسي، والسلام الداخلي، يظهر ذلك جلياً على باقي أجهزة الجسم.
- وتظهر الكثير من الجوانب الإيجابية، والفوائد نذكر منها الآتي:
أولاً جوانب نفسية
- تحسين مستويات السيرتونين داخل الدماغ، وهو الهرمون المسؤول عن الحالة المزاجية، وعندما يرتفع مستوى هذا الهرمون يحدث اعتدال للحالة المزاجية.
- زيادة القدرة الإبداعية للعقل على الابتكار في كافة المجالات اليومية.
- الحد من تطور الرهاب والخوف والقلق.
- الوصول إلى الاستقرار النفسي العاطفي.
- تكوين علاقات أفضل مع الآخرين، سواء في العمل، أو مع الأصدقاء، أو في محيط العائلة.
- المساعدة في تحسين إنتاج الفرد، وذلك راجع للهدوء النفسي، والسلام الداخلي.
- الوصول إلى درجة الاستماع إلى الغير، والاهتمام بالآخرين، ومشاكلهم.
- زيادة القدرة على الفهم والاستيعاب، وزيادة قدرات الذاكرة.
- الابتعاد شيئاً فشيئاً عن العادات غير السليمة.
- تخفيض مستويات الأرق والتوتر.
- الحد من تشوش التفكير.
- الوصول إلى حالة من النضج العاطفي والابتعاد عن التهور.
قد يهمك: مقدمة عن الصحة النفسية
جوانب تختص بوظائف الجسم
- يعمل على استقرار ضربات القلب، وانتظام التنفس.
- ضبط ضغط الدم المرتفع، وضبط معدلات الكوليسترول.
- يساهم في التعافي سريعاً بعد التدخلات الجراحية.
- المساهمة في تخفيض أعراض الأمراض المزمنة، كالحساسية، والروماتويد.
كيفية تحقيق الهدوء النفسي بالجانب الديني
- يمكن تحقيق الهدوء النفسي، والسلام الداخلي، من خلال التقرب من الله، والخشوع في العبادة.
فأي ما كانت المعاناة يمكنك أن تستودعه لدي الله، وتطلب من الله بخشوع، وتوسل، أن ينجيك مما أنت فيه.
والعجيب أننا كمسلمين وكعرب لدينا جميعاً أسباب السكينة والهدوء والصفاء النفسي وهو القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.
يقول الله سبحانه: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) (سورة النحل) 97.
فأخبر الله تعالى، ووعد في جميع الأديان السماوية.
أن من جمع بين الإيمان بالله والعمل الصالح بالحياة الطيبة في الدنيا وفي الأخرة فيحييه حياة طيبة.
فكل هذه أسباب للسرور والابتهاج وهي أسباب لدفع القلق والهم والحزن.
أهم أسباب الهدوء النفسي والسلام الداخلي
الصبر والاحتساب واليقين
- قال الله تعالى: (وخلقنا الإنسان في كبد).
- فالحياة هي دار مشقة وابتلاء، والصبر على هذه الابتلاءات، من أهم الأوامر التي حثنا الشرع عليها وأمرنا بها سيدنا محمد.
- واحتساب الأجر والثواب عند الله
- سبحانه وتعالى.
- فمجرد العلم أن إصابتنا بالبلاء، واحتسابنا عليه، وعلمنا أن هذا الصبر لن يضيع سدى.
- وإننا مأجورين عليه عند الله، فإن هذا كفيل برفع كثيراً مما تسببه هذه المصائب من ضغوط نفسية على الإنسان.
الشعور بنعم الله التي لا تعد ولا تحصى
- ومن أهم أسباب السكينة النفسية التي يشعر بها الإنسان مع نفسه هو أن يُحدث نفسه بنعم الله عليه الظاهرة والباطنة.
- فإن معرفتها، والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم، ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها.
- حتى ولو كان العبد في حالة فقر، أو مرض، أو غيرهما من أنواع البلايا.
- فإنه إذا قارن بين نعم الله عليه التي لا يحصى لها عدداً ولا حساباً وبين ما أصابه من مكروه.
- لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة تذكر.
- ومن أنفع الأشياء ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال:
- (أنظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أقدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم).
- رواه البخاري ومسلم.
- فإن الإنسان إذا نظر إلى ما هو دونه من النعم ولم ينظر إلى من هو فوقه من النعم.
- بل وإذا نظر الإنسان إلى من هو أشد ابتلاءً منه، ولم ينظر إلى من هو أقل ابتلاء منه.
- لوجد أن الله قد فضله على كثيراً ممن ابتلى به عباده المؤمنين.
- وفي هذا تخفيفاً شديداً من الله فضع في كفة ما أصابك من مصائب.
- وضع في الكفة الأخرى إن استطعت، النعم التي أنعمها الله عليك.
- فلن تجد بينهما أي مقارنة تذكر، فإن النعم لا تعد ولا تحصى، أما المكدرات والمنكدات فتعد على أصابع اليد الواحدة.
- وكلما طال تأمل العبد بنعم الله الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، رأى أن ربه قد أعطاه خيراً كثيراً.
- ودفع عنه شروراً متعددة، ولا شك أن هذا يدفع الهموم والغموم، ويوجب الفرحة والسرور.
الأخذ بالأسباب
- ومن الأسباب الموجبة للهدوء النفسي، والسلام الداخلي، وإزالة الهم والغم، والسعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم، وتحصيل السرور.
- نسيان ما مضى عليه من المكاره والأحزان التي لا يمكنه ردها، ومعرفة أن انشغال فكره بها من باب العبث والمحال.
- وأن ذلك حماقة وجنون، لذلك عليه مجاهدة قلبه عن التفكر فيها.
- وكذلك عدم القلق مما هو آت، ويتوهم من فقر، أو خوف، أو غيرهما من المكاره، التي يتخيلها في مستقبل حياته.
- فيعلم أن الأمور المستقبلية مجهولة، وما يقع فيها من خير، أو شر، أو آمال وآلام، بيد الله وحده سبحانه.
- وليس بيد العباد منها شيء، إلا السعي في تحصيل خيراتها، ودفع مضارها.
- وعلى الإنسان أن يعلم أنه إذا صرف فكره عن قلقه من مستقبله، وأتكل على ربه في إصلاحه، فإن الله لن يتركه.
- عندها يطمئن قلبه، وتصلح أحواله ومن أنفع ما يكون عند الكدر هو الدعاء.
سلاح الدعاء
- والدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري.
- وأصلح دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير.
- والموت راحة لي من كل شر.
- وكذلك قوله: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت).
- فإن استمرار الإنسان على الدعاء هو في حد ذاته طاقة إيجابية يستمدها من الدعاء.
- ومجرد تعلق قلبه بالدعاء، وبربه سبحانه يجعله يظن بحدوث الخير، وكما قال ابن مسعود:
- (والله الذي لا إله غيره ما ظن عبداً بربه ظناً إلا جعله ربه حقاً).
- فالأمل والتوسم في الله بأن الخير سوف يحدث بإذن الله، هو كفيل بمد الإنسان بالطاقة الإيجابية.
- التي تطرد الهم والغم، وتحقق الهدوء النفسي، والسلام الداخلي.
- وكذلك تطرد الهموم، وتجلب السكينة والسعادة، والتفاؤل والإشراق لغدً أجمل.
اخترنا لك أيضا: السلام الداخلي والتصالح مع الذات
وفي نهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن الهدوء النفسي، والسلام الداخلي، وتناولنا أسبابهم، وكذلك تطرقنا إلى كيفية علاجهم من جانب ديني بالإضافة إلى أهمية الشعور بالسلام الداخلي والهدوء النفسي.
فنتمنى أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف، ونرجو منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.