ضغوطات العمل وكيفية التعامل معها
ضغوطات العمل هي الجهد الذي ينتج عن المهام الوظيفية التي يقوم بها الفرد في صورة استجابة عاطفية وجسدية ضارة، نظرًا لعدم توافق متطلبات الوظيفة مع قدرات العامل، وبالطبع هذا الجهد هام في تحفيز العامل، ولكنه ينتج عنه العديد من المشكلات الصحية طويلة الأجل.
ضغوطات العمل وكيفية التعامل معها
تحديد مصادر الضغوط
لابد من تحديد مصدر الضغوطات، لكي نستطيع معرفة طريقة التعامل معها، هذا المصدر قد يكون بيئة العمل أو زملاء العمل أو طبيعة العمل نفسه، وقد تكون المصادر مؤقته أو دائمة، وإليكم توضيح لعدد من المصادر الشائعة:
- الأعباء المفرطة في العمل.
- الأجر القليل.
- عدم حب العامل لعمله وشعوره أثناء العمل بالملل ودون مستواه.
- أن تكون الوظيفة محدودة ولا تتيح أي فرص للتقدم والتطور.
- انخفاض الدعم الاجتماعي.
- خوف العامل من الطرد.
- شعور العامل بأن ليس له رأي أو قرار داخل الوظيفة.
- ساعات العمل الإضافية.
- أن تمر الشركة بمجموعة تغييرات جذرية.
- الضغط المتواصل على العامل، وذلك لتحقيق مستويات مثالية أغلب الوقت.
- الإدارة التفصيلية التي تحد من مساحة العامل في العمل بحرية.
اقرأ أيضا: أسباب النجاح في العمل
البحث عن الدعم لدى العائلة والأصدقاء
- في أحيان كثيرة يمكننا التخفيف من الضغوطات من خلال مشاركة ما نشعر به من مشاعر سلبية مع شخص قريب، لذلك وجود عدد من الأصدقاء وأفراد من الأسرة داعمين من الأمور الضرورية جدًا في مواجهة الضغوطات والتوتر في كافة جوانب الحياة.
- في هذه الحالة الوسيلة التي نستخدمها لمواجهة ضغوطات العمل هي التحدث مع شخص عن المشكلات، ودون انتظار الحصول على حل لهذه المشكلة، بل الهدف هنا هو الحصول على الدعم والتعاطف من خلا الاستماع الجيد فقط للطرف الأخر.
وضع الحدود
- ينبغي على الفرد أن يحدد ما يُقبل وما لا يُقبل، ووضع حدود واضحة للكل، وذلك فيما يخص العلاقات في مكان العمل، هذا منعًا لتطفل الآخرين على مساحة الفرد الخاصة ووقته.
- فإن كان رئيس العمل وزملاؤه يواصلون مع الموظف فيما يتعلق بالعمل طوال اليوم وفي العطلات، بالضرورة هذا ينتج عنه قدر كبير من الضغوطات، لذلك على المرء أن يفصل بين الحياة الشخصية والمهنية بوضوح تام.
ممارسة الرياضة
- الرياضة وأي نشاط ينتج عنه زيادة معدلات ضربات القلب وزيادة في التعرق مثل (المشي، الركض) طريقة فعالة جدًا في تحسين المزاج، وشحن الطاقة، وزيادة التركيز، وتهدئة الأعصاب، واسترخاء الجسم، وتخفيف الضغوطات.
- لذلك يُفضل أن يجعلها المرء من ضمن روتينه اليومي، ويستحسن ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة، وعليه ينبغي وضع جدول لممارسة الرياضة بصورة يومية أو التسجيل في نادي.
الحصول على القدر الكافي من النوم
- قلة النوم هي إحدى الأسباب المؤدية لارتفاع الضغط، فقلة النوم توهن الفرد، وتضعف قدرته على مواجهة التحديات اليومية للعمل إلى جانب التأثير السلبي لقلة النوم على المزاج.
- ومن الجدير بالذكر أن عدد الساعات الموصي بها للنوم هي من 7 إلى 9 ساعات يوميًا، إلى جانب الالتزام بالنوم في وقت القيلولة لاستعادة النشاط مرة أخرى، ويُنصح الموظف بتجنب النوم لفترة طويلة في العطلة الأسبوعية.
الحرص على العادات الغذائية السليمة
- ينبغي علينا الالتزام بعادات غذائية سليمة مثل الكربوهيدرات المعقدة (معكرونة، خبز)، والأغذية التي تحتوي على مضادات أكسدة التي تساعد على تحسن المزاج (الشوكولاته، التوتر الأزرق)، والبروتينات التي تخلو من الدهن (الدجاج) لما في هذه الأطعمة من فوائد عظيمة.
- وعلينا تجنب الأطعمة المليئة بالدهون (اللحوم الحمراء، الحين) ينتج عنها الخمول، والأطعمة التي تحتوي على كريوهيدرات مكررة أو سكر، والمشروبات المحتوية على الكافيين (الصودا، القهوة) ينتج عنها الأرق.
كما يمكنكم التعرف على: عوامل النجاح وعادات العمل الناجح
تحديد الأولويات وتنظيم الوقت
- إنشاء جدول زمني متوازن: لابد من وضع جدول مضبوط لكافة المهام المنوط بها الفرد، وذلك للموازنة بين الحياة المهنية والاجتماعية والشخصية.
- الذهاب للعمل مبكرًا بحوالي 10 إلى 15 دقيقة: الذهاب لمقر العمل بهدوء أفضل من الذهاب بسرعة، بسبب الخوف من التأخر عن العمل.
- جدول فترات الاستراحة: في حال العمل المتطلب لدرجة عالية من التركيز، ضرورة الحصول على فترات راحة بين الوقت والآخر.
- تحديد الأولويات: في حالة وجود عدد كبير من الأعمال التي يجب على الموظف إنجازها، فلابد أن يقوم بترتيبها وفق الأولويات والبدء بالعمل الهام ثم الأقل أهمية، أما محاولة إنجاز كل المهام في وقت واحد فهي محاولة فاشلة وعلى الأرجح لن تنجح.
- ومن الممكن أن يحدث توسيع للوقت على إنجاز المهام الثانوية، والأعمال الجديدة تؤدي للتسرع والتسرع يؤدي لكثرة الخطأ وبالتبعية هذا يؤثر سلبًا على العمل.
- وضع قائمة مهام: هذا أسلوب فعال جدًا في تنظيم الوقت وتحديد الأولويات، فتقوم هذه القائمة بتذكير العامل بما عليه فعله من مهام، فكل ما يقوم به الفرد هو كتابة المهمات التي ينبغي القيام بها في هذه القائمة.
حب العمل
- ينبغي على المرء أن يحب ما يعمل حتى يعمل ما يحب، فالحصول على وظيفة الأحلام هو أمر صعب المنال للكثيرين، لذلك يضطرون للعمل في وظائف لا يحبونها.
- فلا يوجد أبدًا عمل مبتزل أو مهين مادام في غير معصية الله سبحانه وتعالى، ومادام يهدف لخدمة المجتمع، فينبغي على المرء التركيز على النواحي التي يستمتع بها في عمله، حتى لو كان مجرد التحدث مع الزملاء.
عدم البحث عن الكمال
- من الصعب إنجاز كل شيء بمثالية، ومن الجيد أن يُلزم الفرد نفسه بمعايير مرتفعة وأن يسعى دائمًا لإتقان كل ما يفعله، وبالتالي هذا سيشعره بالرضا التام عن نفسه والتميز في عمله.
- ومن المؤكد أن العقلية الكمالية ستجعل الموظف يعيش تحت ضغط بصورة دائمة، حتى في حالة إنجاز المهام البسيطة، لذلك يُفضل أن يضع الفرد معايير مقبولة لإنجاز المهام، وأن يتقن العمل بقدر طاقته، وأن يبذل كل ما أوتي من جهد لكي تُنجز هذه المهام على الوجه الأكمل، وسوف يتحسن الأداء وتخف الضغوطات بصورة ملحوظة.
التحدث مع زملاء العمل الذين يعانون من الضغوطات
- عندما يعاني العامل من ضغوطات العمل فمن المؤكد أن بعض زملاؤه في العمل مصابون بالمعاناة ذاتها، بالتحدث معهم داخل مقر العمل أو خارجه.
- وهذا الحديث سيتيح لكلاهما دعمًا نفسيًا كبيرًا ومن ناحية أخرى يتعلم كل واحد من الأخر الكيفية التي يتعامل بها مع الضغوط، ومحاولة التوصل إلى مصادر هذه الضغوط وإن كانت مشتركة.
- ففي هذه الحالة سيكون من الحكمة التوجه لصاحب العمل والتحدث معه بصراحة لحل هذه المشكلات وعلاج مصادر هذه الضغوط أو على الأقل محاولة تخفيفها.
كن صريحًا مع صاحب العمل
- عندما يشتد الضغط على الموظف فعليه أن يصارح صاحب العمل بما يمر به من ضغوطات، وهذا في مصلحة صاحب العمل من ناحية عدم تأثر إنتاج الموظف، لما للضغوط من تأثير على ضعف الإنتاج والأداء.
- فإن كان مصدر الضغط ينتج عن بيئة العمل ذاتها، (زميل مزعج، مشاكل في الجدول الزمني، تنظيم المكتب الخاص بالموظف) فعلى صاحب العمل التدخل لمعالجة هذه الأمور.
تعلم قول كلمة لا
- يجب على الموظف أن يتعلم أن يعترض ويقول لا لكل من يستغل جهده وتفانيه في العمل لمصالح شخصية، وهذا بالضرورة ينتج عنه كم ضغوطات هائلة، هذا لا يقصد به أن يكون الموظف عنيد وغير متعاون بل عليه أن لا يكون ضعيف الشخصية، ولا يسمح بأن يُستغل.
- لكن ينبغي على الموظف أن لا يتردد إن طلب منه أحد الزملاء مساعدة وكانت في مقدوره واستطاعته، أما إن كان الطلب فوق استطاعته وخارج مسئولياته عليه أن يرفض وبكل أدب.
كما يمكنكم الاطلاع على: 9 معلومات عن كيفية تحمل ومواجهة ضغوط العمل
في ختام هذا المقال الذي تناولنا فيه موضوع ضغوطات العمل وكيفية التعامل معها، نود أن توجه نصيحة لكل من يشعر بهذه الضغوطات عدم تجاهلها، لكي لا تتراكم عليه، وبالطبع هذا سيضر بصحته ويؤثر على جميع جوانب حياته الشخصية والمهنية.