خطبة قصيرة عن الموت
علمنا ديننا الإسلامي الحنيف أن الموت رحمة للعباد الصالحين، وحثنا أن نستوهب حياتنا الدنيا بطلب الموت، فالخوف من الموت لا يكون إلا في النفوس البعيدة عن الله.
حيث قال نبيا محمد صلى الله عليه وسلم ” بماذا تخيفون أمة تريد الموت”، في هذا المقال سوف نعرض خطبة قصيرة عن الموت كنوع من النوعية بديننا الحنيف.
محتويات المقال
مقدمة خطبة قصيرة عن الموت
بسم الله الرحمن الرحيم المحيي المميت الحي القيوم وبه نستعين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلام أما بعد.
عباد الرحمن إننا نسير في هذه الدنيا ونتقلب في دروبها غافلين حقيقة إيمانية مؤكدة وهي الموت.
فحن بحاجة إلى ساعة روحانية نستعيد فيها إيماننا وتقوى الله ونزيل فيها ذنوبنا وهمومنا.
نعمل فيها لأخرتنا ونستعد لمثوانا الأخير، فما العمر إلا لحظة، ومهما طالت بك الدنيا لابد من الفناء.
فلا مجال للهروب ولا شفاعة لأحد في الموت، لذا اعمل لأخرتك كأنك تموت غداً.
فلا أحد يعلم قد تكون هذه الساعة هي ساعتك الأخير في الدنيا.
شاهد أيضًا: مقدمة خطبة عن المولد النبوي
آيات قرآنية عن الموت
في إطار توضيح خطبة قصيرة عن الموت نعرض ما ذكره القرآن الكريم من آيات عن الموت، نذكرها لعل الذكرى تنفع المؤمنين، إليكم الآيات:
- قال الله تعالى في سورة آل عمران مؤكداً على حقيقة الموت (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)، وكذلك قوله عز وجل في سورة النساء (أينما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ).
- أوضح قول الله سبحانه وتعالى في سورة ق أن الكثير منا يغفل الموت، نسير في الدنيا متجاهلين حقيقة مثوانا الأخير (وجَاءتْ سَكْرَة الْمَوْتِ بِالْحَقّ ذَلِكَ مَا كنتَ مِنْه تَحِيد).
- لم يكتفي القرآن الكريم بذكر الموت، بل ذكر ما سوف نلاقيه بعده، حيث قسم الموتى إلى نوعين، نوع بشره بالجنة في سورة فصلت (َإِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَـامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكة أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِلْجَنَّةِ التي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)، والنوع الثاني ذكر جزاءهم في سورة الأنعام (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّـالِمُونَ في غَمَرَاتِ الْمَوْتِ والملائكة بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقّ وَكُنتُمْ عَنْ ءايَـاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ).
- أوضح القرآن الكريم حقيقة أخرى لا ندركها إلا بعد فوات الأوان وهي ندم بعد الموت على ما غفلنا عن فعله في الحياة، قال تعالى في سورة المؤمنون (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
اقرأ أيضًا: خطبة قصيرة عن بر الوالدين
أحاديث نبوية شريفة عن الموت
عند كتابة خطبة قصيرة عن الموت لابد من الاستشهاد بأقوال رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام، حيث ذكرت أحاديث كثيرة الموت، إليكم أبرز هذه الأحاديث:
- قال صلى الله عليه وسلم (اذكر الموتَ في صلاتِك، فإنَّ الرجلَ إذا ذكر الموتَ في صلاتِه لحري أن يحسنَ صلاتَه، وصلِّ صلاةَ رجلٍ لا يظن أنَّه يصلِّي صلاةً غيرَها، وإيَّاك وكل أمرٍ يعتذَر منه).
- رواه أنس بن مالك.
- كذلك قال نبيا محمد عليه الصلاة والسلام (اثنتانِ يكرهُهما ابنُ آدمَ: يكرَهُ الموتَ والموتُ خيرٌ له من الفتنةِ.
- ويكرَهُ قِلَّةَ المالِ وقِلَّةَ المالِ أقلُّ للحساب)، رواه محمود بن لبيد الأنصاري.
- كما قال سيدنا محمد صلى الله وسلم في حديثه عن الموت.
- (و أنَّ ابنَ آدمَ هرَبَ من رزقِهِ كما يهرَب من الموتِ، لأدْرَكَه رزْقه كما يدْرِكه الموت)، رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
- عن أبى هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- (لا يتمنَّى أحدكم الموتَ، إما محسِنًا فلعلَّه يَزداد، وإما مسيئًا فلعلَّه يَستَعتِب).
- كما ذكر عن النبي محمد صلى الله عليه فيما معناه (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم مرَّ عليه جنازةٍ.
- فقال: مستريحٌ ومستراحٌ منه، فقالوا: يا رسولَ اللهِ مَن المستريحُ والمستراحُ منه؟.
- فقال: العبدُ المؤمنُ يستريحُ مِن نصَبِ الدُّنيا وأذاها إلى رحمةِ اللهِ والمستراحُ منه العبدُ الفاجرُ يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشَّجرُ والدَّوابُّ).
ماذا أفعل استعداداً للموت
كثيرا ما يتردد علينا هذا السؤال، لذا ونحن بصدد الحديث عن خطبة قصيرة عن الموت، سوف نوضح أفضل ما يمكن الاستعداد به لمواجهة الموت:
- إقامة الفرائض: تعتبر من أهم ما يمكن الاستعداد به للموت هو إقامة الفرائض في أوقاتها.
- فهي أداء من أهم أدوات التقرب من الله سبحانه وتعالى، فهي الضمان على التزامك بعهد الله.
- التوبة: اعلم دائماً أن باب التوبة مفتوح أمامك مهما فعلت من معاصي وذنوب.
- والله يتقبلك ولو بلغت ذنوبك عنان السماء، احرص على طلب العفو منه سبحانه.
- وأن تكون توبتك نصوحه لوجه الله.
- تذكر الموت: قال صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف (أكثِروا ذِكْرَ هاذمِ اللَّذاتِ الموتِ).
- حيث أن تذكرك لنهايتك تمنعك من ارتكاب المعاصي.
- لذا احرص دائما على تذكر الموت، ولكن ليس بشكل تشاؤمي.
- بل تذكر أننا جميعاً راحلين لمكان أفضل
- احسن الظن بالله: لابد من تعزيز إيمانك برحمة الله سبحانه وتعالى، ولا تدخل الشيطان في ظنك به.
- ولكن تذكر دائماً أن الله لم يخلقنا للشقاء أو العذاب.
- فالله هو الرحمن الرحيم، قال صلى الله عليه وسلم في رواية عن الله.
- (أنا عندَ ظنِّ عبدي بي فلْيظُنَّ بي ما شاء)، لذا احرص على أن يكون ظنك بالله كل ما هو خير.
- تطهير القلب: يعتبر أول خطوات الاستعداد هو تطهير القلب، فبهذا القلب تخلص في العبادات.
- تطلب التوبة وتحسن الظن بالله، لذا اسعي دائما على تطهير قلبك من الحقد.
- وكل أمور الشر الصادرة عنه، اجعله مرشدك إلى طريق الخير وأسأل الله أن يثبته على الخير.
- قال تعالى في سورة آل عمران (رَبَّنَا لَا تزِغْ قلوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدنْكَ رَحْمَةً).
ختام خطبة قصيرة عن الموت
في ختام خطبتنا عن الموت، اعلموا أن تذكر الموت لا يعنى العيش في خوف وقلق.
بل هو دافع للعمل الصالح، فأنت بمعرفة حقيقتك الفانية سوف تسعى إلى لحسن الخاتمة.
فنحن جميعا نسأل الله تعالى أن يحسن خاتمتنا، وأن يخفف علينا سكرات الموت.
وأن يتقبلنا في رحمته التي وسعت كل شيء، وأن يلهمنا ذكره في أوقات الغفلة.
وأن يرزقنا توبة صادقة قبل الموت وشفاعته يوم الحساب.
عباد الرحمن: كفي بالموت موعظة، اعملوا أن الموت هو بداية الحقيقة.
وأن القبور هي أول منازل الأخرة، فاعمل جاهدا أن يكون منزلك من مقاعد الجنة وليس من مقعداً في النار.
حيث قال صلى الله عليه وسلم (إن القبرَ أولُ منازل الآخرة، فإنْ نجا منه فما بعده أيسر منه.
وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه)، وفي حديث أخر قال صلى الله عليه وسلم: (ما رأيت منظرا قطُّ إلا القبرُ أفظعُ منه).
شاهد من هنا: خطبة قصيرة عن التقوى
في نهاية مقالنا عن خطبة قصيرة عن الموت، نود أن نكون قدمنا معلومات وافية خاصة بهذه الخطبة، وقومنا بذكر آيات من القرآن الكريم وأحاديث من السنة النبوية تصلح للاستشهاد بها في الخطبة.