علامات حسن وسوء الخاتمة

قد كتب الله على الإنسان الموت مهما عاش من سنين، فقد قال في سورة الزمر آية 30: “إنك ميت وإنهم ميتون”، وأخر ما يفعله الإنسان قبل أن يموت يسمى خاتمة يختم بها حياته.

وهذه الخاتمة إما أن تكون حسنة أو سيئة، وكلِ خاتمة تدل على مصير العبد يوم القيامة، وفي هذا الموضوع سنتحدث عن علامات حسن وسوء الخاتمة.

حسن وسوء الخاتمة

  • إن حسن الخاتمة أن يتجنب المرء فعل الذنوب قبل مفارقته للحياة، بعكس سوء الخاتمة التي تدل على فعل المرء للذنوب والمعاصي ثم يفارق الحياة مباشرة.
  • ويجب العلم أن حسن الخاتمة تحدث بتوفيق من الله عز وجل، ولا دخل للمرء فيها، فيمكن أن يُفتن المرء الصالح الفاعل للخيرات طيلة حياته في أخر لحظة، وذلك بأن يفعل ذنبًا واحدًا قبل خروج الروح من جسده، فتكون بذلك خاتمته سيئة.
  • وقد يوفق الله عز وجل إنسانًا كان يفعل للذنوب والمعاصي في حياته للتوبة والاستغفار قبل موته ويظل على الصلاح حتى يمون، فتكون بذلك خاتمته حسنة.
    • فروي عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال: “إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا استعمله، فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعملٍ صالحٍ قبل الموت”.

شاهد أيضا: علامات حسن الخاتمة على جسد الميت

علامات حسن وسوء الخاتمة

علامات حسن الخاتمة

  • أن يستطيع المرء التلفظ بالشهادة قبل مفارقته للحياة، والدليل على ذلك قول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: “من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة”.
  • خروج العرق من جبهة الرأس.
  • أن يموت المرء في نهار يوم الجمعة أو ليلتها.
  • أن يموت المرء شهيدًا في سبيل الله، ويعتقد البعض أن الموت مدافعًا عن وطنه فقط هو الشهيد، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ فهناك حالات حددها النبي الكريم للموت على الشهادة، وسنذكر هذه الحالات من خلال الحديث الشريف التالي:
    • “ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال إن شهداء أمتي إذًا لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد.
    • قال ابن مقسم: أشهد على أبيك في هذا الحديث أنه قال: والغريق شهيد وفي روايةٍ: قال عبيد الله بن مقسمٍ، أشهدُ على أخيك أنه زاد في هذا الحديث ومن غرق فهو شهيد وفي رواية زاد فيه والغرق شهيد” صحيح.
  • إذا مات المرء وهو يفعل فعل صالح.
  • ملاحظة أن الناس يثنون على المتوفي ووصفه بالاستقامة وحسن الخلاق.
  • إذا ماتت الأنثى وهي حاملًا لجنين أو في فترة نفاسها بسبب جنينها، وما يثبت ذلك قول النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن الموت شهيدًا: والنفساء يجرُّها ولدُها بسرره إلى الجنّة” صحيح، والمقصود من “سرر” أي الحبل السري الذي يقطعه الطبيب ليفصل الجنين عن أمه ليخرجه للحياة.
  • يجب العلم أن ظهور علامات حسن الخاتمة على المرء لا يدل على دخوله للجنة، ولكنها بمثابة البشرى لأهله فقط، كما أن عدم ظهور أي علامة من هذه العلامات لا يدل أنه من أصحاب النار، فالله عز وجل هو الوحيد بمصائر العباد.

قد يهمك: علامات حسن الخاتمة عند الغسل

علامات سوء الخاتمة

  • العجز عن قول “لا إله إلا الله محمد رسول الله” قبيل خروج الروح.
  • انحراف المرء عن فعل الخير مثلما كان يفعل طوال حياته، وفعله للذنوب والكبائر.
  • تمكن الشيطان من فتنة المرء المسلم عن الإسلام وإغواءه بوساوسه الكاذبة.
  • إفساد عقيدة المرء وضعف إيمانه بالله.

اخترنا لك: دعاء حسن الخاتمة

أسباب حسن الخاتمة

حسن الخاتمة هو الانتقال إلى الحياة الآخرة بحالة من الرضا والقبول من الله تعالى. ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى حسن الخاتمة:

  • التوبة الصادقة: التوبة الصادقة من الذنوب والمعاصي والعودة إلى طاعة الله تعالى تعد من أهم السبل لتحقيق حسن الخاتمة.
  • الإيمان والعمل الصالح: إيمان قوي يقود الشخص لاتباع الأوامر الشرعية واجتناب النواهي، وهذا يشمل الأداء الصحيح للعبادات وفعل الخيرات.
  • الاستغفار والدعاء: الاستغفار من الذنوب والدعاء لله بالثبات والتوفيق في الدنيا والآخرة يعتبر سبيلاً لتحقيق حسن الخاتمة.
  • الحسنات السابقة: تراكم الأعمال الصالحة والحسنات والجود والإحسان إلى الناس قد يكون سبباً في حسن الخاتمة.
  • الرضا بقضاء الله وقدره: قبول القضاء والقدر والرضا بما يقدره الله تعالى يجعل الشخص يعيش في سلام داخلي ويرتقي بروحه نحو الله.
  • حسن الخلق والأخلاق: الحفاظ على الخلق الحسن والأخلاق الرفيعة يجعل الشخص محبوباً وموقراً في نظر الناس ويؤدي إلى حسن الخاتمة.
  • الاستعداد للموت: الاستعداد الروحي والنفسي للموت والاستعداد للقاء الله تعالى وتحمل مسؤولية النفس وأعمالها.
  • الإحسان إلى الآخرين: مساعدة الناس وتقديم المساعدة والعون لهم والعمل على تخفيف مشقة الآخرين قد يكون سبباً في حسن الخاتمة.
  • المحافظة على الصلوات: أداء الصلوات في أوقاتها والاجتناب عن تركها، فهي ركن من أركان الإسلام ومن أسباب المحافظة على الطاعات.
  • الإخلاص والتوكل على الله: الإخلاص في العبادات والأعمال، والثقة الكاملة بالله والتوكل عليه في جميع الأمور.

أسباب سوء الخاتمة

هنا بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى سوء الخاتمة:

  • المعصية المستمرة: الاستمرار في الخطايا والمعاصي دون التوبة والعودة إلى الله يؤدي إلى سوء الخاتمة.
  • الانغماس في الدنيا: إذا كان الشخص مهووسًا بالمال والشهوات ونسي أو تجاهل ذكر الله وعبادته، فقد يكون لديه خاتمة سيئة.
  • قلة الاستعداد: عدم التفكير في الآخرة وعدم الاستعداد الروحي للموت والحساب يمكن أن يؤدي إلى خاتمة سيئة.
  • الغفلة عن الدين: عدم التفكير في أحكام الدين وترك الصلاة والعبادات وعدم الاهتمام بالقيام بالأعمال الصالحة.
  • التأثر بالشهوات والشياطين: الاستجابة للشهوات الدنيوية والاستماع إلى وساوس الشيطان دون الالتفات إلى الحق والصواب.
  • التأخير في التوبة: تأجيل التوبة والعودة إلى الله إلى وقت لاحق دون معرفة متى سيأتي الموت وهو من الأسباب التي قد تؤدي إلى سوء الخاتمة.
  • الظلم والظلمات: ارتكاب الظلم وإيذاء الناس وعدم تقديم الحقوق لأصحابها قد يؤدي إلى سوء الخاتمة.
  • التعصب والكبرياء: التعصب الديني أو العرقي والكبرياء يمكن أن يؤديان إلى القسوة والظلم وبالتالي إلى سوء الخاتمة.
  • قتل الأرواح البريئة: القتل غير المبرر وخاصة قتل الأبرياء يعد من الذنوب الكبيرة التي تؤدي إلى سوء الخاتمة.
  • المياهرة بالمعصية: الاستهانة بالمعاصي والتفاخر بها والاستمرار فيها دون توبة يمكن أن يؤدي إلى سوء الخاتمة.

سكرات الموت

سكرات الموت هي الحالة التي يمر بها الإنسان عندما يقترب من الموت. خلال هذه الفترة، يمكن أن يحدث العديد من الأمور والتغيرات في الجسم والروح، ومنها:

  • ضعف الوعي والتخدير الطبيعي: يلاحظ الشخص في هذه المرحلة عدم القدرة على الاستجابة للمحيط بالشكل الطبيعي، ويبدو كمن يكون في حالة تخدير أو نوم عميق.
  • تغيرات في التنفس: قد يصبح التنفس غير منتظم وقد يتوقف لفترات قصيرة، مما يؤدي إلى تغيرات في لون الجلد والشفتين.
  • تغيرات في نبض القلب: يمكن أن يصبح نبض القلب غير منتظم أو ضعيفاً، مما يؤدي إلى فقدان الوعي تدريجياً.
  • تغيرات في درجة الحرارة: يمكن أن تحدث تقلبات في درجة حرارة الجسم، حيث قد ترتفع في بعض الأحيان وتنخفض في أخرى.
  • التعرض لرؤى أو تجارب خاصة: يمكن أن يشعر بعض الأشخاص المحتضرين برؤى أو تجارب خارجة عن العادة قبل وفاتهم.

بعد سكرات الموت، يحدث الوفاة الفعلية، حيث يتوقف القلب عن النبض ويتوقف التنفس. تعتبر هذه المرحلة النهائية في رحلة الإنسان في هذه الدنيا، ويبدأ بعدها الانتقال إلى الحياة الآخرة وما يليها من عمل الحساب والجزاء في الآخرة، بحسب ما يؤمن به الشخص وفقاً لدينه وعقيدته.

أسئلة شائعة حول حسن وسوء الخاتمة

ما هي الخاتمة الحسنة؟

الخاتمة الحسنة هي الحالة التي يموت فيها المؤمن وهو على طاعة الله ورضاه، وقد يكون مع ذكر الله وإخلاص العبادة والأعمال الصالحة.

ما هي علامات الخاتمة الحسنة؟

علامات الخاتمة الحسنة تشمل الهدوء والسكينة في الوجه، والنظر إلى السماء، والإطمئنان والراحة الداخلية.

ما هي الخاتمة السيئة؟

الخاتمة السيئة هي الحالة التي يموت فيها الإنسان وهو في معصية الله وعصيانه، قد يكون مع ذكر الذنوب والانقياد للشهوات.

ما هي علامات الخاتمة السيئة؟

علامات الخاتمة السيئة تشمل الضيق والتوتر في الوجه، والنظر إلى الأرض، والتعبير عن الندم والخوف والقلق.

ما الذي يؤثر في نوع الخاتمة؟

يؤثر في نوع الخاتمة الأعمال والتصرفات التي قام بها الإنسان خلال حياته، فإذا كانت الأعمال صالحة والقلب متوجهاً نحو الله، فمن الممكن أن تكون الخاتمة حسنة، وإذا كانت الأعمال سيئة والقلب منشغلاً بالدنيا ومعاصي الله، فمن الممكن أن تكون الخاتمة سيئة.

مقالات ذات صلة