مصادر القواعد الفقهية

مصادر القواعد الفقهية، من بين مبادئ العلوم الإسلامية التي ترتكز على أسس منهجية تخضع لأساسيات العلم الشرعي من خلال علماء وفقهاء بهذا النهج.

تلك المصادر التي يرى البعض تغيرها وعدم ثباتها والتي تستدعي أحكاما متجددة في ضوء الكتاب والسنة، وعدم إسناد هذا الأمر لجحفله من الجهال غير المنوطين بالعلوم الشرعية.

مصادر القواعد الفقهية

تتعدد مصادر القواعد الفقهية انطلاقا من ارتباطها بالوقائع والقضايا التي تستجد في المجتمع، وذلك من منظور عدم الإخلال بالأسس الفطرية للكون والإنسان، مع وجوب مراعاة واقعية تلك المستجدات، ومن بين تلك المصادر:

القواعد الفقهية من القرآن والسنة

  • هو أعلى مصادر الموثوقية والإسناد التي يعتمد عليها العلماء والفقهاء في استخراج الأحكام التي يبنى عليها عواقب الفعل، والتي جاءت ضمنية أو صريحة بالسنة والكتاب العزيز.
  • يتم ترجيح تلك المصادر الفقهية على كافة المصادر الأخرى التي تقوم على قاعدة الاجتهاد والنقل، والتي تأتي بمرتبة مغايرة لقاعدة الاستناد للنصوص القرآنية والنبوية.
  • القواعد الفقهية التي مصدرها الكتاب والسنة تناسب كل العصور بلا شك، حيث إنها تحمل أوجها عديدة يستصعب على البعض فهمه في حين يصل إليها آخرون.
    • فالتراجم الذاتية يجب أن تخضع للشمولية لضمان صلاحية الاعتداد والاعتماد على تلك النصوص.

كما يمكنكم التعرف على: القواعد الفقهية الخمس الكبري وفروعها

القواعد الفقهية المبنية على مبدأ الاجتهاد والإجماع

  • يعتمد هذا المبدأ على الاستناد لأقاويل العلماء الثقات فيما لم يرد به نص صريح أو ضمني، فالقاعدة الرئيسية تستند إلى مقولة “لا اجتهاد في نص”.
  • يعتد العلماء بالنسبة لمبدأ الاجتهاد على حكم القياس بأحكام الوقائع المشابهة مع تعديل وتغيير بعض بنودها وفقا لحالة الفعل أو الظرف المحدث.
  • فقاعدة الاجتهاد معمول بها بالفعل بشكل شرعي وقانوني والتي تخضع للمرونة التعديلية، وذلك بناء على مقتضيات وتوقيت ذلك الحدث.
  • يتم الاستناد إلى الرأي الجامع الذي يتشكل من قوام الآراء الفقهية والعلمية للوصول إلى حكم بين وواضح يعمل لصالح المجتمع والفرد في الأساس، سواء تعلق بزجر أو إثابة دون التفرقة أو التمييز على أساس اللون أو العرق أو الجنس.

اقرأ أيضا: القواعد الفقهية الكبرى

قواعد فقهيةٌ صاغها المجتهدون في مقام الاستدلال القياسي

وهي أي قاعدة فقه تم قولها بواسطة علماء الفقه المجتهدون بمقام الاستدالال القياسي الفقهي، فالتعليلات الخاصة بأحكام الفقة الاجتهادي أكبر المصادر وأعظمها لجعل هذه القواعد والأحكام قواعد مصاغة عندما تكون الآراء الفقهية مستقرة خاصة بعدما يهتم اتباعها بعدما تستقل المذاهب الخاصة بهم.

المقصود بالقواعد الفقهية

  • طهي دستور الأسانيد والأحكام التي ينضوي تحتها عدد من الأبواب والفروع المنهجية التي تنظم وتحكم وتبلور الأفعال، والتي يتم تطبيقها منعا لعشوائية الآراء أو التضليل في الأحكام.
  • حيث عرفها الإمام شهاب الدين القرافي بأنها القواعد والأصول الحاكمة لتخريج وتطبيق الشريعة الإسلامية، والتي ينحدر منها فروع مغايرة لتلك الأصول، أي القانون وروح القانون.

أهم القواعد الفقهية

ومن بين تلك الثوابت التي تبنى عليها القواعد الفقهية مجموعة من الآليات المحددة لسلوك استخراج الأحكام، والتي يمكننا تأصيلها بتلك البنود النقطية:

قاعدة اليقين لا يزول بالشك

  • بند الحكم القائم في هذه الحالة يعتمد قاعدة أن اليقين لا يزول بالشك، وهي قاعدة فقهية يستند إليها في مجمل الأحكام المستخرجة.
    • والتي تقاس بقاعدة لا ضرر ولا ضرار التي أقرها الشرع وفقا للنصوص النبوية والقرآنية.
  • ويشتمل تطبيق تلك القاعدة المنهجية من حيث التنفيذ على أحكام الصلاة والتي يعتريها من نسيان وتشكك بعدد الركعات أو السجدات أو ما شابه.

قاعدة المشقة والتيسير

  • تعتمد تلك القاعدة على عدم التكليف مع عدم القدرة، وهنا يستلزم المرونة في الحكم التي تنطلق نحو التيسير مصداقا لقوله تعالى “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”.
  • فقاعدة المشقة إن تغلبت على التيسير فقدت روح وإدراك الطبيعة الإنسانية، فالأصل أن الدين جاء ليقوم النفس نحو المثالية، وهذا يدور في فلك التكريم.

قاعدة مقاصد الأمور

  • تلك القاعدة تبنى الثوابت الفقهية عليها من منطلق مقصد الشخص بهذا الفعل، أي أن النية التي تحرك الفعل تغير بالفعل من الحكم، والتي تتجلى بنسج خيوط الوقائع وتشابك التضاد فيها إن وجدت.
  • فتقرير المقاصد والنوايا لها دورا بارزا في شكل الأحكام ومناطتها الشرعية، ومن ثم لا تؤخذ الأمور على عواهنها في الأساس.

قاعدة العادة المحكمة

ويقصد بها أن العادة العامة المطبقة بالمجتمع من أحكام تنذر بأحكام متجانسة من قبل الشارع، ولا ينبغي الاعتماد على قرارات والنتائج المفصلية بالنسبة للحوادث النادرة أو غير الشائعة.

كما يمكنكم الاطلاع على: القواعد الفقهية الصغرى

قاعدة وجود إزالة الضرر

والمقصود بها أن التسبب في ضرر الغير بشكل مطلق غير جائز في الشرع، سواء كان الضرر في البداية أو النهاية، فمن الضرور إزالة الأضرار سواء قبل أو بعد الحدوث.

أنواع القواعد الفقهية

القواعد الفقهية تعتبر من الأسس والمبادئ التي يُستنبط منها الأحكام الشرعية في الفقه الإسلامي. وتتنوع القواعد الفقهية حسب مدى تطبيقها ونطاقها، ومن بين أنواع القواعد الفقهية:

  • القواعد العامة: تشمل القواعد التي يمكن تطبيقها على مسائل شرعية متعددة ومتنوعة، وتعبر عن مبادئ فقهية عامة تُستخدم في تفسير النصوص الشرعية واستنباط الأحكام.
  • القواعد الخاصة: تشمل القواعد التي تتعلق بمسائل محددة أو بأبواب معينة من أبواب الفقه، مثل القواعد المتعلقة بالمعاملات المالية أو الأحكام الزوجية وغيرها.
  • القواعد المشتملة على مسائل كثيرة ومن أبواب متعددة: تشمل القواعد التي تستند إلى مسائل متعددة ومتنوعة، وتُطبق في عدة مجالات من الفقه الإسلامي.
  • القواعد المشتملة على مسائل محددة أو معينة من أبواب الفقه: تشمل القواعد التي تتناول مسائل محددة ومعينة، وتُستخدم في تفسير هذه المسائل واستنباط الأحكام الشرعية المتعلقة بها.

أهم كتب القواعد الفقهية على المذاهب الأربعة

هناك العديد من الكتب التي تتناول القواعد الفقهية على المذاهب الأربعة في الإسلام، وتُعتبر مراجع هامة في هذا المجال. من بين أهم هذه الكتب:

  • “الفروق الواضحة في أصول الفقه” لابن نجيم الحنبلي: يُعتبر هذا الكتاب من أهم المراجع في أصول الفقه على المذهب الحنبلي، وقد جمع فيه المؤلف الفروق الواضحة بين المسائل الفقهية وأصولها.
  • “المستصفى في أصول الفقه” للإمام الشاطبي: يُعتبر هذا الكتاب من أبرز المراجع في أصول الفقه على المذهب المالكي، حيث جمع الشاطبي فيه أصول الفقه وقواعد التفسير والاجتهاد.
  • “الموافقات في أصول الشريعة” للإمام الجويني: يُعتبر هذا الكتاب من أهم المراجع في أصول الفقه على المذهب الشافعي، حيث جمع الجويني فيه الموافقات بين مذاهب الفقه وأصولها.
  • “القواعد الفقهية” للإمام الغزالي: يعتبر هذا الكتاب من المراجع الشهيرة في أصول الفقه على المذهب الحنفي، حيث عرض الغزالي فيه القواعد الفقهية وأصول التفسير والاجتهاد.

أهمية القواعد الفقهية

القواعد الفقهية تُعتبر من الأدوات الأساسية في فهم وتطبيق الشريعة الإسلامية، ولها أهمية كبيرة لعدة أسباب:

  • تسهيل فهم الشريعة: تُعتبر القواعد الفقهية أداة تسهل فهم الشريعة الإسلامية، حيث تُعطي إطارًا منطقيًا ومنهجيًا لفهم الأحكام الشرعية وتطبيقها في الحياة اليومية.
  • توجيه الاجتهاد الشرعي: تساعد القواعد الفقهية في توجيه الاجتهاد الشرعي واتخاذ القرارات الفقهية، حيث توفر مبادئ وضوابط للمجتهدين في استنباط الأحكام الشرعية في ضوء النصوص الدينية.
  • تحديد الأحكام في المسائل الجديدة: تُستخدم القواعد الفقهية لتحديد الأحكام في المسائل الجديدة التي لم ترد في النصوص الشرعية بشكل مباشر، وهذا يُسهم في تطبيق الشريعة في مختلف جوانب الحياة.
  • توضيح المسائل الفقهية المختلفة: تُساعد القواعد الفقهية في توضيح المسائل الفقهية المختلفة وحل الخلافات الفقهية، حيث تُعطي معايير للتمييز بين الأقوال المتعارضة واختيار الأرجح منها.
  • توجيه الفتاوى الشرعية: تُستخدم القواعد الفقهية في توجيه الفتاوى الشرعية وإصدار الأحكام الفقهية، حيث تُعتبر مرجعًا مهمًا للعلماء والمجتهدين في استنباط الأحكام واتخاذ القرارات الدينية.

أسئلة شائعة حول مصادر القواعد الفقهية

ما هي المصادر الرئيسية للقواعد الفقهية في الإسلام؟

المصادر الرئيسية للقواعد الفقهية هي القرآن الكريم والسنة النبوية، بالإضافة إلى الإجماع والقياس.

ما هو دور القرآن الكريم في تشكيل القواعد الفقهية؟

يعتبر القرآن الكريم المصدر الرئيسي والأساسي للقواعد الفقهية، حيث يحتوي على الأحكام الشرعية والتوجيهات الإلهية التي تشكل قاعدة للتشريع الإسلامي.

ما هو مفهوم السنة النبوية وكيف تؤثر على القواعد الفقهية؟

السنة النبوية هي سلوك النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتعتبر مصدرًا مهمًا للفقه الإسلامي بجانب القرآن الكريم، حيث توضح السنة تطبيق القرآن الكريم في الحياة اليومية.

ما هو الإجماع في الفقه الإسلامي وكيف يُؤثر على القواعد الفقهية؟

الإجماع يعني اتفاق علماء المسلمين على أمر معين، وهو مصدر للقواعد الفقهية يعتمد عليه في تحديد الأحكام الشرعية في المسائل التي لم يأت بها القرآن أو السنة بشكل مباشر.

ما هو القياس ودوره في تشكيل القواعد الفقهية؟

القياس هو تطبيق حكم شرعي مأخوذ من القرآن أو السنة على حالة مشابهة، ويُستخدم القياس لتحديد الأحكام في المسائل الجديدة التي لم تُشرع في النصوص الدينية مباشرة.

مقالات ذات صلة