قصص عن أدب الحوار في الإسلام
قصص عن أدب الحوار في الإسلام، نتناول قصص عن أدب الحوار في الإسلام، حيث أن الحوار هو وسيلة التعامل والتواصل بين الأشخاص، وكذلك فإنه يعد طريقة الوصول إلى الغايات وبناءا عليه تقام البراهين والحجج، ومن خلاله يتم تبادل الآراء وإجراء المناقشات، وسوف نتعرف على العديد من القصص التي توضح ذلك عبر موقع مقال maqall.net.
محتويات المقال
قصص عن أدب الحوار في الإسلام
نتعرف على قصص عن أدب الحوار في الإسلام، لبعض الأنبياء -عليهم السلام- لكونهم أفضل الأشخاص التي تحاور الأمم بغرض إرشادهم لطريق الهداية والإيمان، وذلك خلال السطور التالية:
حوار إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- مع النمرود
- تحاور نبي الله إبراهيم مع النمرود حتى كان الحديث أشبه بوضع لجام على فاه النمرود.
- وقال الله -تعالى- بشأن الحوار: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاه اللَّـه الْملْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم رَبِّيَ الَّذِي يحْيِي وَيمِيت قَالَ أَنَا أحْيِي وَأمِيت قَالَ إِبْرَاهِيم فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّـه لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
- حيث ارشد إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- النمرود بخصوص الإيمان بالله -الواحد الأحد-، وانتهى الحوار على عدم وجود حجة النمرود وضعف موقفه لكونه كان يدعي الألوهية.
- كما اتسم الحوار بالهدوء، حيث أنه أظهر كذب وادعاء النمرود دون وجود البرهان الذي يثبت قوله.
حوار نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون
- لقد كان فرعون أطغى الرجال في زمانه، فحاوره نبي الله موسى -عليه السلام- بهدوء ولين، حتى يصل بالحوار مع فرعون لبر الأمان.
- حيث دعي سيدنا موسى فرعون للإيمان وعرض عليه معجزاته التي كانت سببا في إيمان السحرة من بني إسرائيل.
- وذكر في القرآن الآيات القرآنية بخصوص ذلك، وقال تعالى (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقولَا إِنَّا رَسول رَبِّ الْعَالَمِينَ* أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ).
قصة نبي الله موسى -عليه الصلاة والسلام- مع العبد الصالح الخضر
- قصت هذه القصة بسورة الكهف، فكان الحوار بينهما مثمر ومفيد وأيضا سيد الموقف.
- وقد أوضح الخضر خلال حواره مع نبي الله موسى -عليه السلام- أسباب ما أقبل عليه من أفعال، وكان سيدنا موسى يتحلى بالصبر في الحوار.
اقرأ أيضا: ثقافة الحوار في الإسلام
قصص من الحوار عن النبي صلى الله عليه وسلم
سيد الخلق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- خير مثال نعرضه في الحوار وآدابه، ونعرض قصة الشاب الذي استأذن النبي الكريم لفعل المحرمات ونتعرف عليها فيما يلي:
- لقد ذكر الإمام أحمد في مسنده: (إنَّ فَتًى شابًّا أتى النَّبيَّ -صَلَّى الله عليه وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ، ائْذَنْ لي بالزِّنا، فأقبَلَ القَوم عليه فزَجَروه وقالوا: مَهْ مَهْ! فقال: ادْنهْ، فدَنا منه قَريبًا، قال: فجَلَسَ، قال: أتحِبه لأمِّكَ؟ قال: لا واللهِ، جَعَلَني الله فِداءَكَ، قال: ولا النَّاس يحِبونَه لأمَّهاتِهم، قال: أفتحِبه لابنتِكَ؟ قال: لا واللهِ، يا رسولَ اللهِ، جَعَلَني الله فِداءَكَ، قال: ولا النَّاس يحِبونَه لبَناتِهم).
- ثم استطرد القول نبينا الكريم وقال: (أفتحِبه لأختِكَ؟ قال: لا واللهِ، جَعَلَني الله فِداءَكَ، قال: ولا النَّاس يحِبونَه لأَخَواتِهم، قال: أفتحِبه لعَمَّتِكَ؟ قال: لا واللهِ، جَعَلَني الله فِداءَكَ، قال: ولا النَّاس يحِبونَه لعَمَّاتِهم، قال: أفتحِبه لخالتِكَ؟ قال: لا واللهِ، جَعَلَني الله فِداءَكَ، قال: ولا النَّاس يحِبونَه لخالاتِهم).
- واكمل الحوار نبي الله (قال: فوَضَعَ يدَه عليه وقال: اللَّهمَّ اغفِرْ ذَنبَه، وطَهِّرْ قَلبَه، وحَصِّنْ فَرْجَه، قال: فلمْ يَكنْ بعدَ ذلك الفَتى يَلتفِت إلى شيءٍ).
- فقد نتج عن حوار النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الشاب إقناع تام ونشر الخير وطريق الهداية، والامتناع عن فعل المعاصي وذلك ابتغاء مرضاة الله -عز وجل- ورسوله الكريم.
كما يمكنكم التعرف على: ثقافة التسامح
قصص من الحوار عند الصحابة الكرام
في إطار عرض قصص عن أدب الحوار في الإسلام، نتعرف على قصص الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-
حيث كان الصحابة -رضوان الله عليهم- أبرز الشخصيات التي تمتعت بأدب الحوار اقتداءا برسولنا الكريم، ونعرضها فيما يلي:
قصة حوار أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-
- حينما استمر الكفار في قتل المؤمنين من حفظة القرآن، وكان على رأسهم يوم اليمامة حيث قتل عدد كبير منهم، انتبه عمر بن الخطاب لذلك الأمر الذي يعد ضرر زاحف للأمة الإسلامية جميعها.
- لذا قد وجه حواره إلى أبي بكر بغرض جمع القرآن الكريم، وكان رد أبو بكر أنه لن يقبل على فعل ذلك الشيء لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يفعله.
- وعلى الرغم من ذلك فقد استمر عمر بن الخطاب بالحوار، والذي أثمر بالنهاية باقتناع أبا بكر، حيث أوضح له فوائد ومزايا ذلك الفعل الذي فرض ذاته، ولم ينتهي الحوار إلا بانشراح الخليفة لذلك الأمر.
حوار أبي سفيان -رضي الله عنه-
- حينما كان أبي سفيان يحاور هرقل عظيم الروم.
- خلال الحوار لم يقل أبى سفيان شيئا بالكذب على رسولنا الكريم، وذلك نظرا لأمانته خلال الحديث.
- وأثر الحوار بملك الروم كثيرا، وكاد أن يعلن إسلامه لكونه أصبح على علم بصدق نبوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلى الرغم من ذلك فقد منعه من الإسلام خوفه على ملكه وحكمه.
أصول وآداب الحوار في الإسلام
لابد من الالتزام بمجموعة من الآداب خلال الحوار، ونتعرف عليها فيما يلي:
- معرفة المسألة موضوع الحوار بشكل كامل.
- إلقاء الحوار من خلال الأدلة والبراهين.
- البعد عن اتباع الهوى.
- الالتزام بالإخلاص والتجرد خلال الحوار.
- تحديد نقاط الأصول وكذلك المراجع أثناء حدوث اختلاف.
- الامتناع عن المراء والجدال.
- يجب أن يكون الحوار ذو سلاسة ومتدرج بدءا من الأهم فالأقل أهمية.
- التزام بالهدوء أثناء الحوار.
- التحلي بالقول الحسن واتباع الكلمة الطيبة، والابتعاد عن أسلوب التحدي والإفحام.
- لابد من توافر أدب الانصات وحسن الاستماع وتحاشي المقاطعة.
- يجب أن يتمتع الحوار بالحلم والصبر، وأيضا الشفقة والرحمة بمن نحاوره.
كما يمكنكم الاطلاع على: موضوع تعبير عن حسن المعاملة مع الآخرين بالعناصر
بذلك نكون قد اسدلنا الستار حول بعض قصص عن أدب الحوار في الإسلام، ونتمنى أن ينال المقال إعجابكم، ونحن في انتظار تفاعلكم على المقال، ونود مشاركته عبر الصفحات المختلفة حتى تعم الفائدة.