قصص من حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قصص من حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجب أن يعلمها كل مسلم، وذلك حتى يأخذ منها العبر، حيث إن مواقف عمر بن الخطاب كثيرة في حياته، وهي عبارة عن مرجع لكل مسلم.
وله العديد من القصص التي تدرس في المناهج الإسلامية، ودعونا نعرض لكم مجموعة من قصص من حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السطور التالية.
محتويات المقال
قصة عمر بن الخطاب مع الصبي الجائع
إن المدينة قد اهتزت، والطرقات امتلأت بالوافدين من التجار والذين نزلوا المصلى.
كذلك عمت الأصوات المكان.
قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهما: هل لك أن نقوم بحراستهم اليوم من السرقة؟
حيث كانا يبيتان يصليان ويحرسان، وحينها كان عمر بن الخطاب قد سمع صوت لصبي يبكي.
وحينها قام بالتوجه إلى الصوت.
وقام بتوجيه الكلام للأم حينما كانت تحاول الهائه واسكاته وقال “اتقي الله وأحسني إلى صبيك”.
عاد عمر بن الخطاب إلى مكانه مرة أخرى، وعندها ارتفع صراخ الصبي من جديد.
فرجع إلى امه مرة أخرى وقال لها مثل ما سبق، وعاد مرة أخرى إلى مكانه.
عندما جاء آخر الليل كان عمر قد سمع صوت بكاء الصبي من جديد.
وذهب وقال لأم الصبي في ضيق أنه يراها أم سوء ولم يرى عيون الطفل تقر منذ الليلة.
ردت الأم على عمر في حزن، بأنه ضايقها في تلك الليلة.
ولكنها كانت تدربه على الفطام ولكنه يرفض.
كان رد عمر في دهشة وقال: ولم؟
جاء رد الأم ضعيف وقالت لأن عمر لا يفرض إلا للفطيم.
بعدها انصرف عمر وصلى الفجر، وحينما بدأ يقرأ غلبه البكاء، وحينما سلم قال: يا بؤسًا لعمر، قم قتل من أولاد المسلمين؟
ثم بعد ذلك أمر لكل مولود في الإسلام، وكتب بذلك في الأفاق.
وتُعد تلك القصة واحدة من قصص من حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والتي يمكن الاستفادة منها ومعرفة لين القلب بها.
شاهد أيضا: أبناء عمر بن الخطاب
قصة الأعرابي الذي يطوف بأمه
كانت أصوات الطائفين كانت قد ارتفعت في الأجواء، كانوا يعطرون البيت بالتهليل والتكبير.
واختلطت نبراتهم مع دمعهم.
اندفع وراء الأشخاص الهائمين في حب الله إعرابي مديد القامة، كما كان عريض المنكبين.
ومفتول العضلات، وريان الشباب.
كان يحمل الأعرابي أمه العجوز فوق كاهله، وكان يردد قائلًا: أنا مطيتها لا أن.. وغذا الركاب ذكرت لا أذكر وما حملتني وأرضعتني أكثر.. لبيك اللهم لبيك.
وفي ذلك الوقت كان يقف علي بن أبي طالب جانب البيت الحرام، وكان مع عمر بن الخطاب.
وعندما كانا يقومان بمراقبة الطائفين طلب منه أن يدخلا في الطواف لعل الرحمة تنزل وتشملهم.
انطلق علي بن طالب وعمر بن الخطاب يطوفان خلف الأعرابي.
وردد علي بن طالب: إن تبرها فالله أشكر.. يجزيك بالقيل الأكثر.
قصة عمر بن الخطاب مع العجوز العمياء
هناك قصص من حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتي تروي أنه يوجد بيت صغير يقع على أطراف المدينة توجد به امرأة عجوز عمياء.
ولا يوجد لها من الدنيا إلا شاه ولو، وحصير من الخوص كان قد أكل الزمان أطرافها.
إن عمر بن الخطاب كان يتعاهد هذه المرأة من الليل.
حيث كان يستسقي لها ويحاول أن يصلح حال منزلها، وظل على تلك العادة لفترة.
في أحد الأيام جاء عمر بن الخطاب إلى البيت، فوجد أن كل شيء مرتب.
وحينها أدرك أن هناك شخص غيره قد سبقه إليها، وتكرر ذلك الأمر لأكثر من مرة.
ففي أحد الأيام اختبأ عمر بن الخطاب في مكان قريب من البيت حتى يعرف من هو الشخص الذي يسبقه، وظل جالس مدة.
ظهر فجأة رجل يقترب من الباب وطرقه ثم دخل، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وكان حينها خليفة المسلمين.
خرج عمر ابن الخطاب من مكانه وقد وضحت له الأمر.
وظل يحدث نفسه إعجابًا بالصديق رضي الله عنه وأرضاه، وظل يردد أنت لعمري.. أنت لعمري
قصة عمر بن الخطاب مع العجوز الشاعرة
كان هناك كوخ صغير يقع أقصى المدينة، وقام عمر بن الخطاب بالاقتراب من الكوخ.
ووجد عجوز تجلس تائهة في ثوب أسود في العتمة.
وقالت العجوز: صلاة الأبرار على محمد.. صلى عليك المصطفون الأخيار.. هل تجمعني وحبيبي الديار
كانت تلك الكلمات أثرت في عمر بن الخطاب وأهاجت الماضي في فؤاد عمر.
وحينها أخذ يتذكر أيام الخوالي، وبكت عيونه وقام بطرق الباب على العجوز.
فسألت العجوز: من هذا؟ وجاء الرد مع البكاء: عمر بن الخطاب.
ردت العجوز: ومالي ولعمر؟ وما يأتي بعمر في تلك الساعة؟
قال لها عمر: افتحي رحمك الله، فلا بأس عليك، وحينها فتحت الباب ودخل عمر.
طلب منها عمر أن تردد عليه الكلمات التي قالتها، فقامت بتكرارها.
ولما انتهت قال لها عمر اسألك أن تدخليني معكما.
حينها قالت العجوز وعمر فاغفر له يا غفار، فرضى عمر ورجع.
وتُعد تلك القصة واحدة من قصص من حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
اقرأ أيضا: من صفات عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عمر بن الخطاب والشاب الذي يتحدث من قبره
كان هناك شاب في المدينة، ارهفه الزهد، وغض الإهاب، كان يلزم المسجد حتى يسمع الحديث من الصحابة، وكان عمر بن الخطاب قد أعجب به.
كان لذلك الشاب أب شيخ كبير، وبمجرد أن يؤدي صلاة العشاء يذهب إليه.
وكان طريقه على باب امرأة، وكانت تلك الامرأة افتتنت به.
كذلك في إحدى الأيام مر بها وأخذت تغويه حتى تبعها.
فلما أخذ أن يدخل الشاب خلفها تذكر قول الله سبحانه وتعالى: “إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون” وحينها خر مغشيًا عليه وتم حمله إلى أبيه.
وظل الشاب مغشيًا عليه حتى ثلث الليل، وبعدما أفاق سأل أباه عم الذي حدث فأخبره.
سأله أبوه عن أي آية قرأ، وحينها خر مرة أخرى مغشيًا عليه.
وحينما اجتمع أهله لكي يحركونه وجدوه ميتًا، وحينها غسلوه وكفنوه ودفنوه في الليل.
وفي الصباح تم رفع الأمر إلى عمر بن الخطاب، وحينها ذهب إلى والد الشاب فقام بتعزيته.
ومن ثم قام وذهب إلى الشاب، وقال له “ولمن خاف مقام ربه جنتان”.
وأجابه صوت الشاب من القبر وقال “يا عمر قد أعطاها لي ربي في الجنة مرتين”.
شاهد من هنا: أقوال عمر بن الخطاب عن المرأة
قصة إسلام عمر بن الخطاب وهجرته
- كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد الناس عداءً للإسلام في بدايات دعوة النبي محمد ﷺ. ومع ذلك، تحول إلى أحد أعظم الشخصيات في الإسلام بعد أن دخل في الإسلام بقوة.
- هناك روايات متعددة عن إسلامه، ومن أشهرها أنه خرج يومًا ليقتل النبي ﷺ، لكن في طريقه، أخبره أحدهم أن أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد قد اعتنقا الإسلام. توجه عمر غاضبًا إلى بيت أخته، وعندما دخل وجدهم يقرؤون القرآن من صحيفة كان بها آيات من سورة طه.
- بعد مشادة مع أخته وزوجها، ونتيجة رؤية أثر الإيمان فيهم، طلب منهم عمر الصحيفة، وبعد أن قرأها رقّ قلبه ودخل الإيمان إلى قلبه.
- ذهب بعدها إلى النبي ﷺ وأعلن إسلامه، وكان ذلك لحظة فارقة في قوة المسلمين في مكة، حيث قال النبي ﷺ: “اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين” (إشارة لعمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام “أبو جهل”).
- أما عن هجرة عمر، فقد كانت علنية، وهو الشخص الوحيد الذي هاجر إلى المدينة المنورة بشكل معلن دون خوف.
- قال لأهل مكة عند الكعبة: “من أراد أن تثكله أمه، أو يُيَتِّمَ ولدَه، أو تُرَمَّلَ زوجته، فليلقني خلف هذا الوادي.” وهذا التصريح الجرئ كان يوضح شجاعته وقوة إيمانه، مما جعل أهل مكة يخافون مواجهته، فهاجر دون أن يعترضه أحد.
قصة جهاد عمر مع النبيّ ﷺ
شارك عمر بن الخطاب في العديد من الغزوات والمعارك مع النبي ﷺ، وكان معروفًا بشجاعته وصلابته في القتال وقوة موقفه في الدين. من أشهر مواقفه في الجهاد:
- غزوة بدر: كان عمر بن الخطاب من أبرز القادة في هذه الغزوة، وشارك بقوة في القتال ضد المشركين. وكان من الصحابة الذين أبدوا رغبة كبيرة في الدفاع عن الإسلام، وكان له دور بارز في قيادة المسلمين في الغزوة.
- غزوة أحد: شارك عمر أيضًا في هذه الغزوة، وعلى الرغم من أنها انتهت بخسارة للمسلمين، إلا أن عمر ظل ثابتًا في المعركة وحافظ على دوره القيادي.
- صلح الحديبية: كان لعمر موقفًا صارمًا أثناء المفاوضات مع قريش، حيث كان يشعر بعدم الرضا عن شروط الصلح التي بدت غير عادلة للمسلمين. إلا أنه تقبل القرار بعد أن أوضح له النبي ﷺ الحكمة من وراء هذا الاتفاق.
قصص عمر في خلافة أبي بكر الصديق
بعد وفاة النبي ﷺ، كان لعمر بن الخطاب دور بارز في مساعدة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في إدارة شؤون الدولة الإسلامية. ومن أبرز القصص في هذه الفترة:
- مبايعة أبي بكر: كان لعمر دور كبير في اختيار أبي بكر كخليفة للمسلمين بعد وفاة النبي ﷺ، حيث قام بالدعوة لمبايعته في سقيفة بني ساعدة بعد جدال بين المهاجرين والأنصار.
- حروب الردة: بعد وفاة النبي، ارتدت بعض القبائل عن الإسلام ورفضت دفع الزكاة. أيد عمر أبا بكر في قراره بمقاتلة المرتدين، وكان له دور كبير في دعم القيادة وتنظيم الجيوش.
- جمع القرآن: عندما استشهد العديد من القراء والحفاظ في معركة اليمامة، أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد، حرصًا على الحفاظ على النص القرآني من الضياع.
قصة عمر بن الخطاب مع طاعون عمواس
- حدث طاعون عمواس في بلاد الشام في عهد خلافة عمر بن الخطاب، وكان من الأوبئة التي ضربت جيوش المسلمين هناك وأدت إلى وفاة الكثير من الصحابة والجنود.
- عندما سمع عمر بالخبر، قرر الذهاب إلى الشام بنفسه لمتابعة الأمر عن قرب. وعندما وصل إلى منطقة قريبة من الشام، خرج إليه القادة المسلمون مثل أبو عبيدة بن الجراح وغيرهم، ونصحوه بعدم دخول المدينة بسبب تفشي الوباء.
- تردد عمر في البداية، ثم استشار الصحابة الحاضرين. فأخبره عبد الرحمن بن عوف عن حديث النبي ﷺ الذي قال فيه: “إذا سمعتم به (الطاعون) بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع وأنتم بها فلا تخرجوا منها.” بناءً على هذا الحديث، قرر عمر العودة إلى المدينة دون دخول الشام.
- كانت قرارات عمر حاسمة وحكيمة، حيث تمكن من الحفاظ على حياة العديد من المسلمين من خلال تنفيذ السنة النبوية في التعامل مع الأوبئة.
قصة عمر مع الحطيئة والزبرقان
- كانت هناك قصة مشهورة بين عمر بن الخطاب والحطيئة، وهو شاعر معروف في العصر الجاهلي والإسلامي.
- كان الحطيئة قد هجى الزبرقان بن بدر، وهو سيد من سادات العرب، بقصيدة أثارت الكثير من الجدل، مما دفع الزبرقان لشكوى الحطيئة إلى عمر بن الخطاب.
- عندما سمع عمر الهجاء، أدرك أن الهجاء لم يكن قاسيًا ولكنه كان محرجًا بدرجة تكفي لإهانة الزبرقان.
- قرر عمر أن يضع الحطيئة في السجن لحماية كرامة المسلمين ومنع الفتنة. بعد فترة، أرسل الحطيئة قصيدة إلى عمر يستعطفه فيها للإفراج عنه ويشكو حاله في السجن. فقال في أحد أبياته المشهورة: “ماذا تقول لأفراخ بذي مرخٍ زغب الحواصل لا ماءٌ ولا شجرُ”
- عطف عمر عليه وأمر بإطلاق سراحه بعد أن تعهد الحطيئة بالتوقف عن هجاء الناس.