قصة عن كف الأذى من الهدى النبوي
وفي إطار حديثنا عن قصة عن كف الأذى من الهدى النبوي سنتحدث عن فضل هذه العبادة العظيمة حيث أن كف الأذى من الإيمان، فهو من العبادات الجليلة التي يؤجر عليها المسلم.
فقد نهت الشريعة الإسلامية عن أذى المسلم؛ وذلك لعظم حرمة المسلم، كما أن ينشر العداوة والبغضاء في المجتمع، فينبغي أن يسلم المسلمين من شر أفعالك ولسانك.
محتويات المقال
قصة عن كف الأذى من الهدى النبوي
توجد قصص عديدة توضح أهمية كف الأذى عن الطريق ومن القصص الموجودة في الهدى النبوي هي القصة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلًا غفر الله تعالى له ذنوبه وأدخله الجنة.
وذلك بسبب أنه كف الأذى عن الطريق من خلال إزاحته لغصن عن الطريق كان يسبب الأذى للمارة.
وقد ورد ذلك في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الرجل قد قام بقطع شجرة من الطريق كانت تؤذي الناس.
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَذَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ) (متفق عليه).
وفى رواية عند مسلم: (مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَالَ وَاللَّهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ).
وفى رواية أخرى عنده: (لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ).
اقرأ أيضا: قصة زواج الرسول من زينب
قصة فاطمة وإزالتها الأذى عن ظهر النبي صلى الله عليه وسلم
منذ أن أصبحت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في اللعن تكاثر عليه الأذى من الكفار والمنافقين رغم علمهم بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعوة.
وكان أبو جهل من أكثر الأشخاص ظلمًا للرسول حيث كان يفكر في كيفية أذاها، وكانت هناك جزور (البعير السمينة) قد تم نحرها.
وهي قريبة من النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ يدعوه قومه ليأخذ واحد منهم هذه الجذور فيضعها في كتف النبي صلى الله عليه وسلم.
وعندما سجد الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ عقبة بن أبي معيط هذه الجذور والسلا ووضعها بين كتفي النبي صلوات الله عليه، وبدأ أبو جهل والكفار يضحكون من ذلك، وقد روي ذلك عن عروة بن الزبير.
حيث قال «سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ، فَقَالَ: ﴿ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾.
وفي رواية بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، إِذْ جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ بِسَلَا جَزُورٍ، فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَخَذَتْهُ عَنْ ظَهْرِهِ، وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.
من الذي أزال القذارة عن ظهر النبي صلى الله عليه وسلم
عندما وضع عقبة السلا بين كتف النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي أخبر إنسان فاطمة رضي الله عنها فجاءت مسرعة وأزالت السلا عن ظهر النبي صلى الله عليه وسلم.
وذلك لما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “وَالنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سَاجِدٌ ما يَرْفَعُ رَأْسَهُ حتَّى انْطَلَقَ إنْسَانٌ فأخْبَرَ فَاطِمَةَ، فَجَاءَتْ وَهي جُوَيْرِيَةٌ، فَطَرَحَتْهُ عنْه، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عليهم تَشْتِمُهُمْ”.
شاهد أيضا: قصة الرحلة 19 ومثلث برمودا
الدروس المستفادة من قصة عن كف الأذى من الهدى النبوي
هناك بعض العبر والعظات التي تصل لنا من هذه القصص كما يلي:
- التقرب إلى الله عز وجل بإماطة الأذى حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الإيمانُ بضعٌ وسبعون شعبةً، أعلاها قولُ لا إله إلا اللهُ، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريقِ) (رواه مسلم).
- أن المحبة بين الناس تبني المجتمعات بينما العداوة وإيذاء الآخرين هو سبب هدم المجتمعات وتخلفها.
- احترام الشريعة الإسلامية للمسلم وتعظيم حرمته حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ، وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ).
- يعتبر كف الأذى من علامات الإسلام الصادقة فعن أبي ذر – رضي الله عنه – ولمَّا سُئل النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (أيُّ المسلمين خيرٌ؟” قال: «مَن سلم المسلمون من لسانه ويده).
- من يؤذي مسلمًا يتوعده الله سبحانه وتعالى بالمحاربة قعن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسول اللهِ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (إِنَّ اللهَ قال: مَن عَادَى لي وَلِيًّا فَقد آذَنتُه بِالحَرْب).
- إن أذية المسلمين من أسباب إفلاسك يوم القيامة فعن أبي هريرة أنَّ رسول اللهِ – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: (( «أتَدْرون ما المفلس»؟ )) قالوا: المفلس فينا من لا دِرْهم له ولا متاع، فقال: «إنَّ المفلس مِن أُمَّتِي يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكلَ مال هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإنْ فَنِيَت حسناتُه قبل أن يقضى ما عليه أُخِذ من خطاياهم، فطُرِحَت عليه، ثُمَّ طرح في النَّار).
شاهد من هنا: قصة الإيثار في معركة اليرموك
وبهذا نكون قد تحدثنا عن قصة عن كف الأذى من الهدى النبوي وذلك من خلال موقع maqall.net وقد وضحنا عظمة المسلم في الإسلام.
وعظم هذه العبادة وهي كف الأذى عن الناس، وكيفية حفظ المسلم والحفاظ عليه من أذى الطريق، وأذى اللسان فقد نهانا الله عز وجل عن أذية المسلمين وتتبع عورتهم.