قصة أهل كهف
سنتحدث عن قصة أهل كهف من خلال موقع maqall.net والتي تعتبر من القصص التي تذكر حوادث كبرى وهي فرار الفتية من قومهم الذين كانوا يعبدون الأوثان خوفًا على أنفسهم من الفتنة والذين ورد ذكرهم في سورة الكهف تاليًا.
محتويات المقال
قصة أهل كهف
قصة أهل الكهف هي من القصص العظيمة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى:(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)[الكهف: 9-10].
شاهد أيضا: قصة يوشع بن نون عليه السلام
من هم أصحاب الكهف؟
أصحاب الكهف هم مجموعة من الشباب كانوا في عصر الملك دقيوس، ويقال أيضًا دقيانوس، حيث أن هؤلاء الفتية رفضوا ملة قومهم.
وأرادوا عبادة الله الواحد الأحد، فقام قومهم بـ مضايقتهم؛ وذلك لأن الفتية كانوا يدعونهم إلى عبادة الله عز وجل.
حتى تعاهد قومهم على أن يقتلوهم لو استمروا على اعتقادهم؛ الأمر الذي جعلهم يفرون إلى الكهف، ولكن عندما دخلوا هذا الكهف ناموا لفترة طويلة.
ولقد لبثوا في هذا الكهف ثلاثمائة وتسع سنين، حيث ضرب الله عز وجل على آذانهم طوال هذه السنين ثم بعثهم وظلوا يتساءلون عن مدة نومهم في الكهف.
كما ورد في القرآن الكريم ﴿ وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا﴾ (الكهف:19).
وسرعان ما تخطوا مرحلة الدهشة فهذا الأمر غير مهم، لكن المهم هو كيف يتدبرون أمورهم لشراء احتياجاتهم.
فأخرجوا النقود وطلبوا من أحدهم أن يذهب متخفي إلى المدينة ليشتري لهم الطعام، ثم يعود بدون أن يشعر به أحد.
لأن ذلك سوف يعرضهم للخطر إن علم جنود الملك بأمرهم فسوف يجبروهم على الشرك أو يأذونهم حتى الموت.
ماذا وجد الرجل المؤمن عندما ذهب إلى القرية؟
عندما ذهب أحد رجال الكهف إلى القرية وجد أنها لم تكن على سابق عهدها، فقد تغير فيها كل شيء، تغيرت الأماكن، وتغير الناس.
كما تغيرت العملة والبضائع، حتى اندهش الرجل كيف حدث ذلك في يوم وليلة، وقد كشف أهل القرية دهشة هذا الرجل، واستغربوا ثيابه والنقود التي يحملها.
فتحدثوا معه وعرف منهم أن الملك الظالم قد هلك وتولى مكانه رجل صالح، وأن أهل المدينة في أمان الآن.
لقد فرح الناس بأمر هؤلاء الشباب المؤمنين، فهم أول من آمنوا في هذه القرية، وقد هاجروا قومهم وأهليهم حتى لا يفتنوا في دينهم.
لهذا فمن حق أهل القرية أن تفرح بعودتهم وقصتهم، وقد ذهبوا إلى الكهف لرؤيتهم، وعندما ثبتت معجزة هؤلاء الفتية، وبعدما ترسخ لدى أهل القرية قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى وذلك بمشاهدة مثال واقعي أمامهم، لقد أخذ الله تعالى أرواح هؤلاء الفتية.
واختلف آراء أهل القرية فمنهم من كان يريد إقامة بناء على كهفهم، ومنهم من كان يريد بناء مسجد، واستقروا على الرأي الثاني.
اقرأ أيضا: من هم أهل الكهف
عناية الله بهؤلاء الفتية في الكهف
لقد ألقى الله عز وجل النوم على هؤلاء الفتية ففي النوم راحة للأبدان وطمأنينة للقلوب، كما أن الله تعالى جعل الشمس تميل عن كهفهم يمينًا عند خروجها.
وشمالًا عند غروبها حتى لا تتأذى أجسامهم بها فتفسد، كما ذكر الله ذلك في قوله: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ الله)(الكهف: 17).
كما حفظهم الله تعالى بأن جعل أعينهم مفتوحة، وجعلهم يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال؛ وذلك تقلبهم هذا يحفظ أجسادهم من التآكل والتعفن.
كما جعل الله سبحانه وتعالى على باب الكهف كلبًا يحرسهم ولم يدخل هذا الكلب معهم لأن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب أو صورة؛ ولهذا ظل هذا الكلب في الخارج.
الدروس المستفادة من قصة أهل الكهف
هناك بعض الفوائد الحسنة التي دلت عليها هذه القصة سنذكرها خلال النقاط التالية:
- قدرة الله سبحانه وتعالى على إحياء الموتى، وإماتة الأحياء، وهذا من دلائل التوحيد، فهو لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض.
- حماية النفس من الفتن والفرار بها، ودعوة الله سبحانه وتعالى بالحماية مثلما فعل أهل الكهف عندما فروا للحفاظ على دينهم تاركين الدنيا خلفهم.
- التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء في جميع الأمور الصغيرة والكبيرة فهو القادر سبحانه وتعالى على فعل كل شيء.
- كما أن الدعاء يحقق اليقين والتوكل على الله سبحانه وتعالى.
- قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وذلك لما فيها من فضل عظيم كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”.
- التمسك بالصحبة الصالحة التي تعين على طاعة الله عز وجل.
شاهد من هنا: قصة أصحاب الكهف كاملة مكتوبة
إن قصة أهل كهف هي قصة مليئة بالعبر والعظات وليس حكاية دون غاية ونظرًا لأهمية سورة الكهف شُرع لنا قراءتها كل أسبوع.
وذلك لمعرفة حال أهل الإيمان وكيف تمسكوا بدينهم وفروا للنجاة من فتنة قومهم وكيف نجحوا في اختبار الله سبحانه وتعالى لهم؛ لهذا علينا الدعاء والتضرع لله تعالى لوقاية أنفسنا من الفتن.