غرق فرعون
أمر الله سيدنا موسى أن يذهب إلى فرعون ويدعوه إلى عبادة الله، ولكن فرعون رفض أن يؤمن ويتبعه، ولاحق سيدنا موسى وأتباعه بجيشه.
حتى أصبح البحر أمام سيدنا موسى وفرعون خلفه واليقين في الله في قلبه فشق الله له البحر وغرق فرعون، وفي موقع maqall.net سنذكر الدروس المستفادة من هذه القصة.
محتويات المقال
غرق فرعون
سنتحدث فيما يلي عن قصة غرق فرعون ونجاة سيدنا موسى وأتباعه:
- عندما ذهب سيدنا موسى لدعوة فرعون مع أخيه هارون لم يتبعه وأبى أن يؤمن.
- خرج سيدنا موسى ومن آمن معه ولحقه فرعون بجيشٍ حتى وصلوا أمام بحرٍ.
- وعندما وجد أتباع سيدنا موسى بأن البحر أمامهم وفرعون وجيشه خلفهم قالوا إنا لمدركون، فقال سيدنا موسى كلا إن معي ربي سيهدين.
- وجاء أمر الله أن يضرب سيدنا موسى بعصاه البحر فانفلق ونجا سيدنا موسى ومن تبعه.
- وعندما كان يلاحقه فرعون غرق، وفي أثناء غرقه قال: “لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل”.
- ولكن هذه التوبة لم تقبل لأن من شروط التوبة أن تكون في زمن المهلة والإمكان، ولكن إذا بلغت الروح الحلقوم ووصل إلى الغرغرة فلا تقبل كما قال سيدنا محمد: “إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر”.
- كما أنه قالها بعد نزول العذاب أي أنه قالها مضطرًا.
شاهد أيضا: قصة فرعون
أين غرق فرعون وجنوده؟
تعددت الأقوال حول مكان غرق فرعون وجنوده، وفيما يلي بعضها:
- غرق فرعون وجنوده في اليم كما قال الله تعالى: “فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40)”
- واليم هو البحر ويقال له إساف، وموقعه وراء مصر.
- وقيل بأنهم غرقوا في بحر يسمى قُلزُم.
- وكان سيدنا موسى مأمور بدعوة الناس في مصر، وعاش بها كما يقال إحدى عشر شهرًا.
- ويقال بأنهم أغرقوا في مكان عند بطن مريرة في ناحية القلزم.
- وقيل أنه نهر النيل.
- ويقول د.عبد الرحيم ريحان خبير الآثار، وعضو المجلس الأعلى للثقافة في لجنة التاريخ والآثار بأن أقرب نقطة مرئية موجودة عند رأس خليج السويس، وموقعها نقطة الشط الآن، والله أعلم.
نجاة بدن فرعون
سنتحدث في الآتي عن نجاة فرعون ببدنه بعد غرقه:
- نجا الله سبحانه وتعالى بدن فرعون بعد خروج روحه ليكون آية.
- قال ابن عباس وغيره: إنَّ بعض بنى إسرائيل شكّوا في موت فرعون، فأمر اللّه البحر أن يلقيه بجسده سوياً بلا روح، ليتحققوا من موته وهلاكه؛ ولهذا قال تعالى: «فاليوم ننجيك» أي لتكون لبنى إسرائيل دليلاً على موتك وهلاكك.
آيات قرآنية تحكي قصة سيدنا موسى وفرعون
ذكرت قصة سيدنا موسى وفرعون عدة مرات في القرآن، وفيما يلي آيات تحكيها من سورتي الشعراء ويونس:
- “فَلَمَّا تَرَٰٓءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ (62) فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقٖ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ (63) وَأَزۡلَفۡنَا ثَمَّ ٱلۡأٓخَرِينَ (64) وَأَنجَيۡنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓ أَجۡمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ” سورة الشعراء.
- وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتۡبَعَهُمۡ فِرۡعَوۡنُ وَجُنُودُهُۥ بَغۡيٗا وَعَدۡوًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَدۡرَكَهُ ٱلۡغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِيٓ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ (90) ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ (91) فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةٗۚ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَايَٰتِنَا لَغَٰفِلُونَ (92) سورة يونس.
اقرأ أيضا: قصة فرعون للأطفال
علاقة صيام عاشوراء بنجاة سيدنا موسى
هل هناك علاقة بين صيام عاشوراء ونجاة سيدنا موسى؟ هذا ما سنجيب عنه في الآتي:
- قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ واليَهُودُ تَصُومُ عَاشُورَاءَ، فَقالوا: هذا يَوْمٌ ظَهَرَ فيه مُوسَى علَى فِرْعَوْنَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحَابِهِ: أنتُمْ أحَقُّ بمُوسَى منهمْ فَصُومُوا.
- ونحن نصوم يوم عاشوراء لهذا السبب، وإتباعًا لسنة نبينا، وأملًا في ثوابه فقد قال سيدنا محمد في حديثٍ أخرجه مسلم: “صِيامُ عَرَفةَ يُكفِّرُ السَّنةَ والتي تَليها، وصيامُ عاشوراءَ يُكفِّرُ سَنةً”.
- ونصوم يوم تاسوعاء مخالفة لليهود فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم”.
الدروس المستفادة
قصة غرق فرعون مليئة بالدروس المستفادة التي ينبغي أن نتعلم منها، وفيما يلي سنذكر بعضها:
- قال ابن تيمية بأن تكرر قصة سيدنا موسى في القرآن المقصود بها هو أخذ العبرة والعظة، فقد كانت القصة بين طرفين أحدهما على الحق والآخر على الكفر.
- كما أن فرعون كان مستكبرًا في الأرض، وهذا تنذير وتحذير لمن يستكبر بأن عاقبته وخيمة كما كانت عاقبة فرعون الغرق في النهاية.
- كما تتجلى فيها إرادة الله النافذة على جميع خلقه، ومعجزة شق البحر فالله إذا أردت شيئًا أن يقول له كن فيكون.
- ويظهر فيها اليقين بالله ونتائجه المباركة.
- التوكل على الله.
- إذا دخل الإيمان قلب المؤمن واطمئن به فلا يخيفه شيئًا في الكون وهو في معية رب الكون، فلا يخشي إلا الله.
شاهد من هنا: أين غرق فرعون وجنوده
تكرر ذكر قصة سيدنا موسى وغرق فرعون في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، منها سورة يونس، وسورة الشعراء.
وعندما نتأمل فيها سنستخرج درر تطمئن قلبنا وتخبرنا عن جزاء اليقين بالله، وتحذرنا من الاستكبار كما فعل فرعون، وتحثنا على سرعة التوبة والرجوع إلى الله قبل خروج الروح.