إرسال هود إلى قوم عاد
إرسال هود إلى قوم عاد بأمر من الله عز وجل ليحثهم على ترك عبادة الأوثان والتوجه إلى عبادة الله الواحد الأحد الذي لا شريك له، فما عرف عن قوم عاد أنهم ذو بنيان قوي وأجسام شديدة الصلابة وكان نبي الله يأمرهم بعبادة الله الذي وهبهم هذه القوة التي كانت لا تتواجد بباقي الأشخاص.
محتويات المقال
من هم قوم عاد
قوم عاد هم قوم سيدنا هود الذين سكنوا الأحقاف باليمن والمعروف حاليًا باسم جبل الرمل، حيث كانوا هؤلاء القوم في البداية يعبدون الله عز وجل.
لذا أكرمهم ومنحهم الكثير من القوة الجسدية والكثير من الأموال والخيرات حتى أصبحوا أصحاب خلافة الأرض.
هذا إلى جانب أن الله سبحانه وتعالى قد منحهم أيضًا الكثير من متاع الدنيا ليكون هذا اختبارًا لهم عندما يسألوا عن صاحب هذا الفضل هل سيرجعونه إلى الله عز وجل أم غير ذلك، وبالفعل أنكروا كل هذا الفضل ونسبوه إلى الأصنام واتجهوا إلى عبادتها.
شاهد أيضا: قصة هود عليه السلام
إرسال هود إلى قوم عاد
إن قصة إرسال هود إلى قوم عاد بدأت بعد أن أنكر القوم فضل الله عليهم فأرسله الله لهم ليدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد وكان الأمر كما يلي:
- بدأت بالفعل دعوة سيدنا هود إلى قومه لعبادة الله الذي لا شريك له وترك عبادة هذه الأحجار التي لا تقدم لهم أي منفعة.
- قال سيدنا هود لقوم عاد أيضًا أنهم ينبغي عليهم التوبة النصوحة والاستغفار لمحو الأخطاء التي ارتكبوها لكي يزيدهم الله خيرًا وعزة وقوة.
- يعرف عن قوم عاد كذلك أنهم أول من عبدوا الأصنام بعد قوم نوح لذا فإنهم لم يتقبلوا دعوة سيدنا هود وكذبوها وسخروا منه.
- لم يستسلم نبي الله هود لما قابله من رفض بل أنه بدأ في استخدام طريقة الخطاب باليين والصبر.
معجزة سيدنا هود مع قومه
هناك معجزة عاشها سيدنا هود عليه السلام بصحبة هؤلاء القوم الذين يمتلكون أجساد قوية، حيث تتمثل هذه المعجزة فيما يلي:
- أن نبي الله هود لم يتعرض لأي إيذاء من قومه على الرغم من أنه كان بمفرده وجميع من حوله كانوا أقوياء.
- أن النبي هود كان يسخر من أصنام قومه والتي تعد عبادتهم آنذاك وكان يحقر منها كثيرًا ويدعوهم لعبادة الله فقط ومع ذلك لم يتعرض لأي أذى بدني منهم.
- رأى العلماء أن ما عاشه نبي الله هود كان إعجازًا ومع ذلك لم ينزل عليه أي كتاب من الكتب السماوية الثلاثة.
- وقد جاء في كتاب الله الكريم في الآية رقم 66 من سورة الأعراف، قال تعالى” قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ”.
موقف الملأ من دعوة سيدنا هود
عادة ما يظهر الملأ بكافة القصص لأنهم يتدخلون في الأمر بصدد أنهم هم الأغنى والأقوى ولا يرون فقط إلا مصالحهم الخاصة على حساب مصالح باقي الأشخاص الآخرين، لذا فإنهم ينتقضون أي دعوة يرونها تخالف مصالحهم ولهذا فإنهم نقضوا دعوة نبي الله هود.
علاوة على أن الملأ يرون أنه ليس من الطبيعي أن يتولى أمورهم من هو أقل منهم مالًا وسلطة ويرفضون أن يطيعوا بشر مثلهم.
وهذا ما يسبب عادة الضرر وينشر الفساد بالمجتمع ويترتب عليه ظهور الطبقات المجتمعية العلوي والدنيا، لذا لاقى نبي الله هود الكثير من الصراعات أثناء نشر دعوته بين قوم عاد جميعهم.
اقرأ أيضا: بماذا أهلك الله قوم صالح
هلاك قوم عاد
إرسال هود إلى قوم عاد كان لمصلحتهم لأن جزاء من يكفر بالله عز وجل كبير وقد أدرك نبي الله هود أن عذاب هؤلاء القوم قادم مهما كانت قوتهم ومهما بلغت أموالهم فهذا أمر الله، وكان هلاكهم كالتالي:
- بدأ العذاب بعد أن رفض معظم قوم عاد دعوة النبي هود عليه السلام وكانت البداية أن السماء لم تعد تمطر وحل الجفاف على الأرض.
- عندما سأل القوم عن أسباب هذا الجفاف أخبرهم هود عليه السلام بأن ذلك غضب من الله عز وجل عليهم لكنهم كذبوه وسخروا منه.
- تعرضت بعد ذلك الأشجار إلى الاصفرار وتعرضت الزروع إلى الموت وبعدها ظهرت سحب بالسماء فظن قوم عاد أنها مؤشر لهطول الأمطار من جديد.
- لم يستمر هذا الأمر فقد تبدلت درجات الحرارة من الارتفاع إلى الانخفاض الشديد غير المحتمل وازدادت قوة الرياح حتى شعر كل شيء بالرعشة.
- استمرت الرياح لمدة سبع ليال وثمانية أيام حتى تعرضت أجساد قوم عاد إلى التمزق ولم يبقى أي شيء على حاله سوى نبي الله هود ومن صدقوا دعوته.
الدروس المستفادة من قصة قوم عاد
توجد الكثير من العبر والمواعظ التي يستطيع أي شخص الأخذ بها من قصة قوم عاد وموقفهم من دعوة النبي هود عليه السلام، وهذه الدروس تتمثل فيما يلي:
- التوكل دائمًا على الله سبحانه وتعالى حتى وإن كان الأمر صعب مثلما فعل نبي الله هود.
- اللجوء في أي وقت إلى الله عز وجل لطلب المساعدة.
- استخدام النعم التي أنعم الله على عباده بها بشكل سيء يسبب الهلاك لهذا الشخص مثلما فعل قوم عاد عندما استخدموا قوتهم بصورة عكسية.
- هناك حكمة من الله عز وجل في كافة الأمور حتى عندما يتأخر في استجابة الدعاء.
شاهد من هنا: بماذا دمر الله اهل عاد
إرسال هود إلى قوم عاد كان من شأنه التخلص من الكافرون ونصرة الإسلام لذا كان جزاء من رفض هذه الدعوة شديد ونجاة من وافقوا على دعوة سيدنا هود عليه السلام، وهذا ما تم توضيحه بشكل مفسر عبر موقع maqall.net.