قصص قصيرة عن الصدق
يعد الصدق صفة محمودة وخلق حميد، وقد أمرنا الله تعالى ورسوله بالصدق، كما ذكر الله أهمية الصدق وجزاؤه في القرآن الكريم، ووعد الصادقين بالجنة، كما ذكر رسولنا محمد الكثير من القصص والأحاديث الشريفة التي تبين من خلالها أهمية الصدق وأن يكون الإنسان صادق في أقواله وأفعاله.
قصص قصيرة عن الصدق
قصة الراعي الكاذب
- في يوم من الأيام كان يعيش شاب يدعى سالم في قرية صغيرة، وكان يعمل راعي للأغنام، وذات مرة وهو ذاهب لرعي الأغنام في القرية فكر في عمل موقف مضحك مع أهل القرية، فاخترع حكاية كاذبة، وبدأ في تنفيذها، فوقف على التلة العالية ونادى بصراخ وقال (النجدة أتقذوني لقد أتى الذئب ليأكل الأغنام ويأكلني).
- فسمع أهل القرية الصراخ والكلام، وذهبوا مسرعين بأسلحتهم وعصيهم، وعندما وصلوا إليه في التلة كانت الصدمة حينما وجدوه يضحك بأعلى صوته، ولم يجدوا ذئب مطلقا في المكان، فسألوه لماذا فعلت ذلك.
- قال بضحك أنه كان يتسلى لأنه كان يشعر بالملل، غضب منه أهل القرية وعادوا لمنازلهم، وفي مرة أخرى تكرر هذا الأمر على أهل القرية وعادوا غاضبين منه جدا، فقرروا ألا يستجيبوا لندائه مها حدث بعد ذلك.
- بعد مرور عدة أيام على هذه الكذبة ظهر لسالم ثلاثة من الذئاب وكان معه الأغنام، شعر بالخطر الحقيقي، فما كان له إلا أن صعد على التلة ونادى بأعلى صوته أتقذوني الذئب سوف يأكلني ويأكل الأغنام، وعندما سمعه أهل القرية تجاهلوه تماما وظنوا أنه يتسلى، فلم يستجيبوا لندائه.
- فما كان إلا أن هجم الذئاب على قطيع الأغنام وأكلوا منهم ما استطاعوا، وبذلك خسر الراعي سالم أغنامه بسبب كذبته الأولى والثانية.
اقرأ أيضا: قصص أطفال مصورة عن الكرم
قصة الطفل الصغير والبحر
- كان طفل صغير يدعى عمر يعيش في منزل قريبا من البحر، وكان متقن السباحة، ولكنه كان يحب أن يفكر في مواقف يفعلها مع الناس بحيث يضحك حتى على حساب صدقه وأمانته مع الناس، فكان يسبح في البحر في مرة من المرات ونادى على الناس بأعلى صوته أتقذوني إني أغرق.
- فذهب الناس لإنقاذه ووجدوه يضحك ويسخر منهم ويقول لهم إني كنت أمزح معكم، كيف صدقتم أنني أغرق وأنا محترف في السباحة، وتكرر ذلك الأمر حتى عرف الناس أنه كاذب.
- وفي مرة من المرات ذهب ليسبح في البحر ولكن كان البحر هائجا وبه أمواج عالية، وهنا شعر عمر بالخطر وأحس أنه يريد مساعدة الناس فنادى عليهم أتقذوني، ولكن لم يستجيب أحد لندائه وظل يصرخ كثيرا حتى صدق الناس وشعروا أنه بالفعل يغرق.
- فذهبوا لإنقاذه وبالفعل كاد يغرق وقد ابتلع الكثير من الماء، وعرف حينئذ عاقبة الكذب وأن الصدق هو سبيل الراحة والنجاة في الحياة.
قصة دفتر الواجبات
- طلب المعلم من الطلاب أن يكتبوا الواجب المنزلي في المنزل وأن يأتوا به في الحصة القادمة، كان سامر مشغول بالحديث مع زميله حينما طلب المدرس ذلك، فلم ينتبه وبالتالي لم يكتب الواجب، وذهب إلى المدرسة بدون أن يكتب الواجب.
- لكنه سمع في الطابور زملائه يتحدثون عن الواجب المنزلي الذي طلبه منهم الأستاذ، فأخذ يفكر في طريقة ليحمي نفسه من عقاب المدرس، وفكر أن يكذب على المدرس ويخبره بأنه نسى دفتر الواجبات في المنزل، وبالفعل حينما أتى المدرس طلب من الطلاب أن يحضروا دفتر الواجب، فلم يحضره سامر.
- وأخبر المدرس بأنه حل الواجب كاملا ولكنه نسى الدفتر في المنزل، فلم يعاقبه المدرس ولكنه أكد عليه أن ينتبه بعد ذلك لدفاتره، وفرح سامر بأن كذبته دخلت على معلمه، ولكن حينما طلب المعلم إخراج الكتاب وقعت شنطة سامر وهي مفتوحة وتبعثرت منها الكتب وأخذ أصدقائه يساعدوه في لمها.
- وحينئذ لمح الأصدقاء والمعلم كراسة الواجب، وأدرك المعلم بأنه كان يكذب فأخذ يوبخه لكذبته ولعدم كتابته الواجب، وهنا بكى سامر وأدرك أنه لو كان قال الصدق من البداية لكان نجا من توبيخ المعلم بهذه الطريقة القاسية، وكان من الممكن أن يسامحه المعلم للمرة الأولى.
قصة أحمد وزجاجة العصير
- كان أحمد طفل يساعد أمه ويسمع كلامها حينما تطلب منه شيء، وقد علمته الصدق وأهميته وأنه لا يجب أن يكذب مهما كان الأمر، لأن الكذب يؤدي إلى النار، وفي مرة من المرات طلبت أم أحمد منه أن يذهب إلى محل البقالة لشراء زجاجة من العصير.
- ولكنها أكدت عليه بألا يلعب في الطريق حتى لا تقع الزجاجة منه وتنكسر، وذهب أحمد لشراء العصير ولكنه وجد أطفال يلعبون الكرة وكانوا يضحكون ويمرحون، فنسى كلام أمه وأخذ يلعب وترك زجاجة العصير في ركن من الأركان، وفي أثناء اللعب اصطدمت الكرة بزجاجة العصير فكسرتها وانسكب العصير على الأرض، وهنا بكى أحمد وكان خائف من مواجهة أمه.
- وتجمع حوله أصدقائه واقترحوا عليه أن يكذب عليها وأن يخبرها بأن لص سرق منه المال وهرب سريعا، وبالتالي فهو لم يستطيع شراء الزجاجة من البداية، وأخبروه أنه بذلك لا يمكن أن تعاقبه أمه، ولكن أحمد تذكر كلمات أمه عن الصدق وأهميته.
- فذهب لأمه وتأسف لها بأنه نسى كلامها ولعب فانكسرت الزجاجة، وحينما أدركت أنه قال الصدق عفت عنه، ونبهته بألا يلعب مرة ثانية أثناء شراء العصير.
كما أدعوك للتعرف على: قصص أبطال المسلمين
قصة الأعرابي في عهد رسول الله
- كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعوا الناس للإسلام، وفي أثناء دعوته أسلم رجل أعرابي ووعد النبي بأنه سوف يشارك معه في غزواته ضد الكفار، وحينما أعلن النبي عن الغزوة وموعدها قال الأعرابي أنه سوف يشارك سيدنا محمد وأصحابه في هذه الغزوة.
- وبالفعل كان يشارك في غزوات النبي، وعندما كانت الغزوة تنتهي كان يقوم النبي بتوزيع الغنائم علي الذين اشتركوا في الغزوة وفازوا فيها.
- وفي مرة حينما عاد الرسول من الغزوة وبدأ بتوزيع الغنائم أرسل للأعرابي حتى يأخذ نصيبه من الغنائم، ولكن الأعرابي أخبر النبي الصدق وأنه لم يشارك في هذه الغزوة الأخيرة وكان يخاف أن يقتل، وكان يرغب في الحصول على الغنائم.
- ورفض أخذ الغنيمة من النبي، لأنه ندم على كذبه وأنه كان من الممكن أن ينال الشهادة وهذه أعظم فرصة، فقال له النبي إن تكن صادق فالله يصدقك ويحقق لك ما تتمناه، وبعدها حينما أتت غزوة أخرى قرر الأعرابي أن ينل الشهادة في سبيل الله وبالفعل خرج للجهاد ومات في سبيل الله، ونظرا إلى أنه صادق فقد منحه الله الشهادة والجنة.
كما يمكنكم الاطلاع على: قصص أطفال مصورة عن الأمانة
بذلك نكون تحدثنا وذكرنا قصص قصيرة عن الصدق وأهميته، حيث أن الكذب يؤدي بالإنسان إلى الهلاك في الدنيا والآخرة، كما أن الصدق ينجي الإنسان من أي شر كان من الممكن أن يحدث له، كما أن الصدق طريق الجنة ونعيمها.