قصص عن رحمة الله بخلقه
ما من مسلم إلا ويرجو ويتمنى رحمة الله عز وجل، فلا أحد يستطيع أن يعيش بسلام إلا برحمة الله تعالى له.
ورحمة الله عز وجل لا يعادلها رحمة إنسان، حتى دخلولنا الجنة لن يكون إلا برحمته، وهناك العديد من القصص التي تبين لنا رحمة الله سبحانه وتعالى بخلقه.
محتويات المقال
الرحمة
- هي صفة عظيمة، جعلها الله عز وجل في الإنسان وحتى الحيوان، ولولاها ما استمرت الحياة.
- فإن انعدمت هذه الرحمة أصبح الكون كله وكأنه غابة يأكل فيها القوي الضعيف، ولأن الله قوى جبار سبقت رحمته عذابه.
- فالله عز وجل أرحم بالعبد من الأم بولدها، وصفة الرحمة هي اسم من أسمائه، فرحمة الله سبحانه وتعالى قد وسعت كل شيء.
- وسوف يتبين ذلك في هذا المقال من خلال ذكر أكثر من قصة يظهر من خلالها رحمة الرحمن بعباده.
للتعرف على المزيد: دعاء اللهم إنك عفو كريم فاعفوا عنا
أسباب نيل رحمة الله عز وجل
التقوى
- على المسلم أن يتقي الله في كل خطواته، حتى ينال رحمة الله عز وجل له.
- فكيف له أن ينتظر رحمة من الله وهو يُصر علي المعصية؟ ويقول الله سبحانه وتعالي “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكَاة وَاَلَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ”.
- أما من يخالف أوامر الله ويعصيه، فلا ينتظر رحمته بل يترقب عذابه إما في الدنيا أو في الآخرة أو الاثنين معاً.
- وليس من العدل في شيء أن يخطئ الإنسان وينتظر رحمة ربه، فهو لا يخشى مكر ربه.
- قال حسن البصري “إن المؤمن جمع إيمان وخشية، والمنافق جمعا إساءة وأمن، واللهُ- عَزَّ وَجِلَ- يقول:” وَعِزَّتِي لا أَجْمَعُ على عَبدي خَوْفَيْنِ ولا أَجْمَعُ لهُ أَمْنَيْنِ، إذا أَمِنَنِي في الدنيا أَخَفْتُهُ يومَ القيامةِ، وإذا خَافَنِي في الدنيا أَمَّنَتْهُ يومَ القيامةِ “.
- لذلك على المسلم أن يحقق طاعة الله عز وجل حتى ينال رحمته ومعيّته.
- وفي الحديث” أُقَدِّم علَى اَلنَّبِيّ- صَلَّى اللهُ عليه وَسُلَّم- سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ اَلسَّبْي قدْ تَحْلِب ثَدْيَهَا تَسْقِي، إذَا وجَدَتْ صَبِيًّا في اَلسَّبْي أخَذَتْهُ، فألْصَقَتْهُ ببَطْنِهَا وأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا اَلنَّبِيّ- صَلَّى اللهُ عليه وَسُلَّم-: أَتَدْرُونَ هذِه طَارِحَةً ولَدَهَا في اَلنَّار، قُلْنَا: لَا، وهي تَقْدِرُ علَى أنْ لا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: لِلَّهِ أرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا “.
حسن الظن بالله عز وجل
- يقول الله في حديثه القدسي” أنا عند ظن عبدي بي أن ظن بي خيراً فخيراً، وأن ظن بي شراً فشراً “
- على العبد أن يحسن ظنه بخالقه، ويعلم أن الله من أسمائه الرحيم، فلا ييأس في الرجوع إليه حتى وإن كثرت ذنوبه، بل يتوب ويرجع لله ويحسن ظنه بالله وأنه يتقبله.
- كذلك إن حل به مصيبة أو أمر أحزنه، عليه أن يثق بأن الله جواره، وإن الله إذا كلّفه أعانه، وبرحمته سيكفيه وينجيه.
قصص عن رحمة الله بخلقه
- جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد أذنب كثيراً، وكان هذا الرجل قد اقترب عليه الموت.
- فإذ بالنبي صلى الله عليه وسلم يطمئنه ويثلج صدره ويبشره بسعة رحمة الله عز وجل.
- ففرح ذلك الرجل وذهب مكبراً ومهللاً.
- وهذا ما قد جاء في الحديث للألباني” أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئاً، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل لذلك من توبة؟ قال: فهل أسلمت؟ قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال: تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن، قال: وغدراتي وفجراني؟ فقال: نعم وغدراتك وفاجراتك، قال: الله أكبر فما زال يكبر حتى تواري.
- ومن هنا تظهر سماحة إسلامنا، ورحمة ربنا، على عكس ما عليه باقي الأديان.
- فالهندوس مثلا لكي يتطهروا من ذنوبهم يضعون أنفسهم تحت أقدام البقر.
نرشح لك أيضا: قصص الانبياء مبسطة للاطفال
قصة الأم وولدها
- بعض العارفين رأى في إحدى الطرق باب يفتح ويخرج منه صبي وهو يبكي ويستغيث.
- وأمه بالخلف تطرده وتغلق الباب في وجهه، ثم دخلت بيتها وتركته.
- فنظر الصبي حوله فلم يجد سوى بيته ملتجئا، وعندما رجع للبيت وجده مغلقاً.
- فإذ به يبكي ويضع خده على عتبة الباب حتى غلبه النوم.
- رأت الأم ابنها على هذا الحال، فبكت بشدة وضمته إليها بقوة وقالت: يا ولدي أين تذهب عني؟ من يؤويك سواي؟ ألم أقل لك لا تخالفني ولا تحملني بمعصيتك على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك، والشفقة عليك وإرادة الخير لك؟ فضمت ابنها ودخلت بيتها.
- هذه الرحمة التي بداخل قلب الأم لم توجد من عدم، بل قذفها الله -عز وجل- في قلبها لابنها.
- ومع كل هذا الحب والرحمة لابنها ألا إن الله سبحانه وتعالى أرحم بالعبد أكثر من الأم بولدها.
قصة توني
وهذه القصة قد حدثت بالفعل، وتبين الله -عز وجل- بخلقه:
- كان هناك امرأة وتدعى توني، وكان أبواها دينهم الإنجيل والمسيحية، يحملان في قلوبهم كثير من الحقد على الإسلام.
- ولدت توني في هذا الوضع السيئ المسموم، بدأت توني في طرح العديد من الأسئلة التي تشغل فكرها، ولكن لم يستطع أحد بالإجابة عنها.
- وبعد أن أصيبت بمرض السرطان، وبعد إجراء التحاليل أخبرها الأطباء بأنها قد أصيبت بسرطان المبيض.
- ذهب للكثير من الأطباء بلغ عددهم خمسة عشر طبيباً، وكان الجواب واحداً بأنها ستموت بعد أربع سنوات.
- وذلك أفضل احتمال إن لم يكن قبل هذا.
- حينها شعرت بأن الأرض قد ضاقت بها، ولكن لم تفكر بأن ترجع للرب المصلوب وتطلب منه الشفاء.
- وقالت كيف لي إن أرجع لرب لا أقتنع به ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه؟
- وفي يوم ذهبت إلى مكتبة بجوار بيتها آمله بأن تجد إجابة لأسألتها.
- فوقع بين يديها كتاباً به ترجمة القرآن الكريم وكان لعبد الله بن يوسف.
- فقرأته وشعرت بأنه يجيب على العديد من الأسئلة التي بخاطرها، وكان يناسب فطرتها بأن الله هو الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفُّوا أحد.
- وسريعاً توجهت لأقرب مسجد واعتنقت الدين الإسلامي، وبعد ثلاث سنوات قدّر الله -عز وجل- بأن الخلايا السرطانية أن تتدمر.
- وأنجبت توني وتفاجأ الأطباء بذلك، وعاشت خمسة عشر عاماً، وعندما تخلي أخوتها عن والديها المسنين كانت في خدمتهم.
- من هنا تظهر رحمة الله -عز وجل- بخلقه، وأنه سبحانه قادر على تغير الأحوال في طرفة عين.
- فمن رحمة الله بها ألهمها الصواب والرجوع عن المسيحية واعتناق الإسلام، وليس هذا فحسب، بل أثلج صدرها بشفائها وإنجابها.
- ولن تنتهي القصص التي تبين رحمته تبارك تعالى بخلقه فهناك العديد والعديد.
الدروس المستفادة من تلك القصص
- عدم القنوط من رحمة الله، لأنه والعياذ بالله من الكبائر.
- فعل الخيرات وترك المنكرات، حتى نربح برحمته سبحانه وتعالى.
- ألا يأمن المسلم مكر الله، فلا يبارزه بالمعاصي فيُحرم رحمته.
شاهد أيضا: قصص الأنبياء والرُّسل ومعجزاتهم
وفي نهاية مقالنا عن قصص رحمة الله بخلقه، نرجو من الله -عز وجل- أن يكون هذا المقال قد نال إعجابكم ونكون استطعنا إفادتكم.