قصة إسلام النجاشي

قصة إسلام النجاشي، من القصص النبوية العظيمة، والتي لها من الفوائد الكثير والكثير، والتي يجب على كل مسلم ومسلمة أن يكونوا على علم تام بها،  لذا سوف نستفيض في هذه القصة من أحداثها الرائعة، وعظاتها الجليلة من المصادر الدينية الموثوقة في هذا المقال.

من هو النجاشي؟

  • وقبل أن نسرد لكم قصة إسلام النجاشي، نعرف لكم أولاً صاحب هذه القصة العظيمة.
  • هو اطحمة بن أبحر النجاشي ملك الحبشة، واسمه بالعربية عطية، ولقب باسم النجاشي.
  • وهو أول من أسلم من ملوك العجم، وتوفي في حياة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وكان يعتنق المسيحية قبل إسلامه.

قصة إسلام النجاشي

  • فبعد إسلام حمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، جن جنون كبار كفار قريش.
  • فأخذت تضيق في الخناق على المسلمين، وأخذت تعذب كل من أسلم بكافة أنواع العذاب.
  • فأمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن يهاجروا إلى الحبشة، حيث بها ملك عادل لا يظلم عنده أحد كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
  • ويقصد بهذا الملك النجاشي، وكانت هذه هي الهجرة الثانية لهؤلاء الصحابة، وكانوا يأملون أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم معهم.
  • وكان عدد المهاجرين في هذه المرة 82 رجلاً، و18 امرأة.

كيف كان يعامل المسلمين في الحبشة؟

  • وذكر المهاجرين كيف كان يتم معاملتهم في أرض الحبشة، فقالوا عندما نزلنا أرض الحبشة وجدنا بها خير جار، وهو النجاشي.
  • فأمنهم على دينهم، وكانوا يعبدون الله دون أن يتعرض لهم أحد بأذى أو غيره.
  • فبلغت هذه المعاملة الحسنة إلى كفار قريش، وعزموا على أن يأتوا بهم ليعذبهم.

كما أدعوك للتعرف على: قصة زعفران حمار الزرد

مكر ودهاء كفار قريش

  • اجتمع كفار قريش وعزموا على أن يبعثوا رجلين من رجالهم إلى ملك الحبشة ليأتوا بهؤلاء المسلمين.
  • فوقع الاختيار على عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد، وفكروا بأن يقدموا أثمن الهدايا لملك الحبشة كرشوة له.
  • وذلك لكي يوافق على إرسالهم معهما، وبالفعل قد أحضروا أثمن الهدايا وأقيمها، ولم يتركوا أحد من كبار الحبشة إلا وقدموا له الهدايا.
  • من قساوسة، وبطاركة، وغيرهم وذلك ليتوسطوا برأيهم عند الملك النجاشي، وكانوا حريصين كل الحرص أن لا يجعلوا النجاشي يسمع للمسلمين.
  • وذلك خوفاً من أن يصدقهم، ويقتنع بدينهم.

لقاء عمارة وعمرو بالنجاشي

  • وبعد أن مهدوا الطريق لمقابلة النجاشي، وضمنوا رأي من حوله ذهبا عمرو والوليد بن عمارة لمقابلة النجاشي، وعرض الأمر عليه.
  • وعندما دخلا عليه سجدا له، وقدموا هداياهم الثمينة إليه، وقالا له أيها الملك إن لنا بعض الأشخاص تركوا ديننا، وهم أيضاً لا يعتنقون دينك.
  • جاءوا إلى الحبشة بدين جديد ابتدعوه، وأنه قد طلب منا أقاربهم، وعشائرهم، وكبار قريش أن نأتي بهم من عندك.
  • وذلك ليردوهم عما ابتدعوه من دين جديد، فصدق البطاركة على كلامهم وأشاروا إليه أن يردهما معهما.
  • فقال النجاشي أين هم؟ فقالوا إنهم في أرضك، فغضب وقال والله لا أسلمهم أنهم استنجدوا بي وبأرضي، وأختاروني عن غيري.
  • فلن أسلمهم حتى أسألهم، وطلب مقابلته لسؤالهم، ووقع ما كانا لا يريده الوليد وعمرو وهو مقابلة جعفر وأصحابه.

كما يمكنكم الاطلاع على: قصة عيسى عليه السلام

جعفر والنجاشي

  • وعندما علم الصحابة المهاجرين بأمر مقابلتهم للنجاشي، اتفقوا فيما بينهم أن من يتحدث عنهم هو جعفر بن عبد المطلب.
  • وذلك لفصاحته، وبلاغته، وعلمه بكامل الدين فدخل جعفر وأصحابه إلى النجاشي وألقى السلام.
  • فتعجبوا أنهم لم يسجدوا له، فرد أنهم لا يسجدون إلا لله عز وجل، فسألهم النجاشي عن الدين الجديد الذي يتبعوه.
  • فأخذ جعفر رضي الله عنه، يسرد له فضائل هذا الدين الإسلامي الحنيف، الذي جاء بجميع الآداب والأخلاق.
  • فقال كنا نأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف.
  • فبعث الله رسولاً منا نعرف نسبه، وأمانته، وصدقه، ودعانا لعبادة الله، وإقامة الصلاة والزكاة، وذكر له جل آداب الإسلام.
  • من صدق، وأمانة، وغيرها، وأمرنا بترك المنكرات فصدقناه، وعبدنا الله الواحد الأحد، وحرمنا ما حرمه الله علينا.
  • وأخذ يقول إن قومهم يعذبونهم، ويضيقون عليهم ليردوهم عن هذا الدين العظيم، ويرجعهم لعبادة الأوثان.
  • وأن الرسول صلى الله عليه هو من أمرنا بالاستجداء بك لأنك عادل، لا يظلم عندك أحد.

قراءة شيء من القرآن على النجاشي

  • وبعد ذلك سأل النجاشي جعفر، أمعك شيء مما جاء به؟ فقال نعم، ووفقه الله ثانية كما وفقه من قبل وأخذ يقرأ عليه أوائل سورة مريم.
  • {بسم الله الرحمن الرحيم، كهيعص ذكر رحمة ربك عبده زكريا، إذ نادى ربه نداء خفيا، قال رب إني وهن العظم مني، واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا.
    • وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا، فهب لي من لدنك وليا، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا.
    • يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا، قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا.
    • قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا…}
  • فبكى النجاشي ومن حوله ثم قال هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة.
  • وتوجه النجاشي إلى الوليد بن عمارة، وعمرو بن العاص، وسألهم إذا كانوا عبيدا عندهم، أو عليهم دين، فأجابوا بالنفي، فرفض أن يسلمهم لهما، وأمر أن ترد إليهم هداياهم.

كيف أسلم النجاشي؟

  • لم يستسلم كلا من عمرو والوليد، وعزما أن يوقعوا بين النجاشي والمهاجرين.
  • فقالا له أنهم يقولون إن عيسى عبدا، فدعاهم النجاشي، يسألهم عن قولهم وقول الله تعالى في عيسى.
  • فقال جعفر أن عيسى عليه السلام هو روح الله وكلمته أخرجه الله تعالى من مريم الطاهرة العذراء.
  • فقال النجاشي لمن حوله أن قوله في عيسى يطابق ما نعرفه نحن عنه، ولم يزد شيئا، ثم نطق الشهادتين.
  • وهذه هي قصة إسلام النجاشي، كما وردت إلينا من السنة النبوية الشريفة.

نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للنجاشي

  • وقد نعى النبي محمد صلى الله عليه وسلم النجاشي، في يوم وفاته، فقال (مات اليوم رجل صالح، فقوموا فصلوا على أخيكم النجاشي).
  • ثم خرج بهم إلى المصلى، فصف بهم وكبر 4 تكبيرات، وذلك في العام التاسع من الهجرة على الراجح.

اقرأ أيضا: قصة زواج النبي من صفية

وبذلك نكون قد وصلنا عبر موقع مقال maqall.net إلى نهاية حديثنا عن موضوع قصة إسلام النجاشي، وذكرنا كافة جوانب القصة كما جاءت إلينا من السنة النبوية الشريفة، نرجو أن نكون قد وفقنا في هذا المقال، وأن يكون قد أجاب على بحثكم.

مقالات ذات صلة