قصة جحا والحمار وابنه
قصة جحا والحمار وابنه، كان جحا إنسان خفيف الظل، حملت قصصه الكثير من الحكم والعبر ذات الدلالات الاجتماعية، ومن أكثر القصص الفكاهية التي تناولت سيرة جحا كانت قصته هو وابنه مع الحمار.
قصة جحا والحمار وابنه
كلام الناس
- وقصة جحا الذي ذهب في رحلة مع ابنه الفتى الصغير ومعهما دابة للسفر تعبر عن وسائل المواصلات في عصرهما وهو حمار.
- هي تعبير حقيقي عن نتيجة التعويل على كلام الناس ونقدهم أكثر من اقتناع الإنسان بفهمه وعقله الراشد وقدرته على الحكم على الأمور.
- فجحا حين انطلق مع نجله الصغير ممتطيان ظهر الحمار، ألقى بسمعة همهمات الناس ونميمتهم عنه وابنه.
- وكيف أنهما يفتقدان الرحمة والشفقة على هذا الحمار المسكين الذي يثقلان عليه باعتلائهما ظهره معا، فما كان منه إلا أن أنزل نجله وبقي هو منفرداً على ظهر الحمار.
- وعندما مر بأناس آخرين سمع جحا حديثهم عن كونه أب ظالم يركب وحده ونجله يكابد عناء السفر على قدميه.
- فنزل جحا وسمح لابنه بامتطاء الحمار بمفرده.
- للمرة الثالثة ينصت جحا لحديث الناس حين مر بمجموعة أخرى منهم وسمعهم يصفون نجله الابن الجاحد الذي يستريح راكبا على الحمار وأباه يمشى مرهقاً.
- واستجاب جحا كعادته لكلماتهم وأنزل نجله وسارا ثلاثتهم جحا والحمار وابنه، ليقابلهم بعض الأهالي ساخرين.
- وضاحكين من الأب وابنه الساذجين يسيرين وقد رزقهما الله دابة حمار يوفر عليهما عناء الطريق، مجنونان حرما من نعمة العقل.
- هكذا انتهى الحال بجحا وابنه في نظر الناس، وهكذا حال كل من يقدم كلام الناس على حسن تقديره لظروفه وقدراته.
اقرأ أيضا: قصص جحا والحمار للأطفال
رضا الناس ورضا الله
- الباحث عن رضا الناس كما في حال جحا في هذه القصة عليه أن يعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك.
- بينما لو وضع نصب عينيه البحث عن رضا الله في كل أمور حياته لأيقن أن رضا الله غاية لا تترك ففيها النجاة.
- وحسن السير في الحياة، كما أن بعض الناس من كثرة حرصهم على إرضاء الناس يقوم بتقليدهم وتتبع خطواتهم في الحسن والسيء.
- وقد نهى رسول الله صل الله عليه وسلم وهو يضع قواعد بناء شخصية الإنسان المسلم أن يكون إنساناً منقادا لا عقل له.
- وذلك في حديثه الذي رواه كلا من حذيفة بن اليمان وابن مسعود رضي الله عنهما بقوله لا تكونوا إِمَّعَةً.
- تقولون إنْ أحسَنَ الناسُ أحسنا، وإن ظلموا ظلَمْنا، ولكن وَطِّنوا أنفسَكم.
- إن أحسَن الناسُ أن تُحسِنوا، وإن أساؤوا أن لا تَظلِموا.
كما يمكنكم الاطلاع على: قصص اطفال قبل النوم مكتوبة
العبرة
كلام الناس وحكمهم على الأشياء والمواقف والأفعال يعبر عن عدد من الأمور تختلف من شخص لأخر:
- التجربة الشخصية والحياتية التي شكلت وجدان كل منهم وخبراته.
- الظرف الوقتي للواقعة والحادثة التي شاهدوها وعلقوا عليها.
- الظرف المكاني لموقع الحدث وما يحيط به من عوامل بيئية وحضريه وحتى ذهنية ونفسية واجتماعية.
- مظهر وهيئة الإنسان الذي وقع منه الفعل أو الحدث فغالب الناس تتأثر بالمظاهر.
- فحكمهم على الغنى ليس كحكمهم على الفقير وحكمهم على صاحب السلطة والسيادة لا يشبه حكمهم على المحكومين
- هكذا حكموا على قارون حين خرج عليهم بزينته وماله وذهبه فقالوا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون.
- وهكذا كان حكم الجاهلين من المصريين والعرب في الثلاثينات من القرن الماضي.
- حين ظهرت الإذاعة وأجهزة الراديو وحاولوا تحطيمها بحجة أن الحديد يتكلم.
- وأن هذه إحدى علامات الساعة فلو تركوا وغيرهم لهذا الفهم الضيق الذي لا يناسب العقائد السماوية.
- التي حثت على النظر والتفكر والتدبر في خلق الله، لما واصلت الدول تقدمها والعلوم تطورها.
- فكلام الناس لا يقدم ولا يؤخر إلا إذا حمل منطقا وفهما وانتهى بحل أو مقترح لحل.
- ولم يقتصر على نقد من أجل النقد أو كان مجرد نميمة للاستمتاع والترفيه ولو على حساب مصالح الناس وحاجاتهم.
كما يمكنكم التعرف على: قصص أطفال جديدة وجميلة
في نهاية رحلتنا عبر موقع مقال maqall.net لو واصل جحا وابنه طريقهما على ظهر حمارهما دون أن يلقوا بالا للأحاديث الجانبية للناس، يستريحان فترة ويريحان الحمار فترة أخرى لأنهيا رحلتهما دون عناء وبلغا مبتغاهم من تلك الرحلة في أقصر وقت.