قصة صاحب الجنتين
قصة صاحب الجنتين، هذه القصة من القصص القرآني العظيم، بها من العظات والعبر التي لا تعد ولا تحصى، والتي يجب على كل مسلم أن يكون ملم بكافة تفاصيلها.
لذا سوف نوضح لكم تفاصيل هذه القصة العظيمة في هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net، كما سردها لنا القرآن الكريم، وشرحها لنا كبار علماء الدين.
محتويات المقال
قصة صاحب الجنتين
- هذه القصة من القصص القرآني الواردة في سورة الكهف وهي إحدى السور المكية التي نزلت جملة واحدة.
- وبلغ عدد 110 آية، وترتيبها في المصحف الشريف هي الثامنة عشر.
- وقد احتوت على عدة قصص قرآنيه قصة أهل الكهف، وقصة اليوم، قصة صاحب الجنتين.
بداية قصة صاحب الجنتين
- تدور أحداث هذه القصة حول نموذجين واضحين من النفس البشرية، بين الشخص المغترب ماله، وأملاكه، وبين شخص واثقا بالله طامعا فيما عنده.
- وورد ذلك في قوله تعالى (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا*كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا) سورة الكهف.
اقرأ أيضا: قصة الفصول الأربعة
صاحب الجنتين
- وصاحب الجنتين هو رجل أوتي من المال والأولاد الكثير، فكان لديه جنتين أو بستانين.
- وكانا هاتين البستانين مليئان بالأشجار والزرع، ونخيل أيضاً، وزيد على ذلك أن الله تعالى قد فجر له نهرا بينهما.
- فأثمر جميع ما في البساتين بثمار يانعة وجميلة، فظن أن هذه النعمة باقية لا تنفذ أبدا.
- وظن أنه امتلك كل شيء، فأخذ في التكبر والغرور، والبطر على نعم الله عليه.
- فأخذ يغتر على صاحبه المؤمن ويستهزأ منه، ومن إيمانه بالله العلي الكبير، كما ذكر القرآن الكريم في قوله تعالى: ( وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا )[5].
رد الرجل المؤمن عليه
- وقيل إنهما شريكين أو أخوين كانا يملكان نفس المال واقتسموها بينهم، فالأول قام بشراء أرض وغيره.
- والثاني أنفق جميع ماله في سبيل الله تعالى، حتى افتقر مما جعل صاحب الجنتين يسخر منه ومن حاله.
- ولكن كان قلبه مليء بالإيمان بالله تعالى واليقين أن الله لن يضيع عمله هباء، ولكن الآخر أخذ يسخر، ويزيد من كلمات الكفر بالله تعالى، كما ورد في القرآن الكريم، ( وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا*وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ ردِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا منْقَلَبًا)[6][4].
- ولكن صاحبه المؤمن ما اهتز لحظة، وأخذ يذكره بالله تعالى، ونعمه وفضله، فيقول تعالى (قال لَهُ صَاحِبُهُ وَهوَ يحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ ترَابٍ ثمَّ مِنْ نطْفَةٍ ثمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا)[7].
- وتكمل الآيات ذاكرة مزيد من أخلاق هذا الرجل الصالح، فيقول تعالى: ( لَكِنَّا هوَ اللهُ رَبِّي وَلَا أشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا*وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قوَّةَ إِلَّا بِالله إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا)[8]).
- وقلبه موقنا أن الله تعالى سوف يعوضه عن كل ذلك، فيقول تعالى: ( فَعَسَى رَبِّي أَنْ يؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيرْسِلَ عَلَيْهَا حسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا* أَوْ يصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا)[9]
مصير الغرور
- وفجأة وبعد تكبر صاحب الجنتين، وعلوه واستنكاره للبعث وقدرة الله تعالى يحدث ما لا يتوقعه.
- فيقول الله تعالى واصفا ذلك:
- ( وَأحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا*وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ منْتَصِرًا).[10]
كما أدعوك للتعرف على: قصة بنت الغول
حريق الجنتين
- وعندما دخل جنته، وجد النار قد دمرت كل شيء فيها وضاع ماله وكل ما كان يتكبر به على غيره.
- وندم أشد الندم على تكبره وشركة الدفين في قلبه، فهو لم ينطق كلمة الكفر، لكنه ظن أن هناك ما هو أهم من الإيمان بالله تعالى.
- وتنتهي بذلك قصة صاحب الجنتين لتعطي لنا أنبل القيم وتضرب مثال رائع في الإيمان بالله تعالى.
المستفاد من قصة صاحب الجنتين
- أن الإيمان بالله تعالى هو أقوى الأسلحة التي يمكن أن يتسلح بها الإنسان.
- كما أن الغرور والتكبر من أسوء الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان.
- أن مهما على الظالم وتكبر، ستكون عاقبته السوء والخزي على ما فعله.
- أن صنع المعروف لا يضيع أبدا.
- اختيار الصديق الصالح الذي يأخذ بيدك إلى الطريق الصحيح.
- أن الله وحده هو الرزاق والمانع.
- كذلك أن جميع ما يملك الإنسان هو ملك لله الواحد الأحد.
- أن الأعمال الصالحة هي فقط الباقية للإنسان مهما امتلك.
- أيضا أن الله تعالى قد يعطيك النوع ليختبر إيمانك، أتكفر أم نشكر.
- وحقيقة الأمر أن مهما كتبنا من فوائد هذه القصة العظيمة لن ينتهي حديثنا فهي كلها فوائد لمن يتدبر.
كما يمكنكم الاطلاع على: قصة الفيل والنملة
وبذلك نكون قد انتهينا من حديثنا عن موضوع قصة صاحب الجنتين، وذكرنا كافة تفاصيل القصة وجوانبها وكل ما يتعلق بها، نرجو أن نكون قد وفقنا في هذا المقال، وأن يكون قد أجاب على بحثكم.