قصة عبارة لا غالب إلا الله وسقوط الأندلس
قصة عبارة لا غالب إلا الله وسقوط الأندلس، موقع مقال دوت كوم maqall.net يحدثكم اليوم عنه، حيث تثير جدلا وتساؤلات كثيرة بين الناس.
فهم يبحثون كثيرا حتى يعرفون الحقيقة وماذا حدث، وما سبب قول وكتابة هذه العبارة، لذلك سنوضح كل المعلومات التي تخص هذا الموضوع في هذا المقال.
محتويات المقال
الحكم العربي في مدينة الأندلس
- قبل أن نتحدث عن قصة عبارة لا غالب إلا الله، يجب أن نتحدث عن الحكم العربي في مدينة الأندلس.
- الحكم العربي في مدينة الأندلس تحول إلى صراعات مدنية بين المدن وبعضهم البعض.
- تلك الصراعات كانت مبنية على خلافات سياسية حول السلطة والمال، ومع تلك الصراعات بدأت معالم الانهيار في المدينة منذ أن انتهى الحكم الأموي في مدينة الأندلس.
- الأوضاع السياسية في مدينة الأندلس وصلت إلى الهاوية، وهذا نتيجة القتال الداخلي الذي كان بين أفراد مدن الأندلس وبين ملوك وأمراء الطوائف الموجودة فيها.
- القرن الثالث عشر الميلادي، يعد أخر فترة حكم العرب المسلمون في مدينة الأندلس بطريقة مستقلة.
- عام 1245 ميلاديًا، أمير مدينة غرناطة وهو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن نصر من بني الأحمر، وقع معاهدة شهيرة جدا مع ملك مدينة قشتالة الملك فرناندو الثالث.
- وهذه المعاهدة كانت تنص على، “تبعية ورضوخ مملكة غرناطة لملك قشتالة”.
- وهذا النص يعني أن ملوك غرناطة سوف تُحكم باسم الملك فرناندو الثالث، وسوف يقومون بتنفيذ جميع أوامره.
- وأيضا من أهم بنود هذه المعاهدة، دفع جزية من أهل غرناطة إلى الملك فرناندو الثالث ملك قشتالة.
- وهذه الجزية كانت قيمتها مائة وخمسين ألف دينار ذهبي، ومدة هذه الجزية كانت كل عام تدفع.
- فهذه المعاهدة كانت تؤكد أن قوة العرب المسلمين في الأندلس سوف تنتهي.
اقرأ من هنا عن: سقوط الأندلس وفتح القسطنطينية
قصة عبارة لا غالب إلا الله وسقوط الأندلس
- جميع الروايات التاريخية اختلفت في توضيح السبب وراء عبارة لا غالب إلا الله.
- فكل واحدة منهم ذكرت بسبب مختلف عن الأخرى، لذلك فالأشخاص لا يعرفون حقيقة هذه العبارة، فكل واحد منهم يقول سبب غير الآخر.
- عبارة لا غالب إلا الله، منقوشة على جدران كثيرة وأسقف وأقواس قصر الحمراء، وفي عمائر كثيرة من مدينة غرناطة، وفي جميع أنحاء المدينة.
- الأشخاص يستطيعون مشاهدة هذه العبارة بشكل واضح جداً في هذه المدينة حتى أصبحت هذه العبارة رمز وشعار مدينة غرناطة.
- في احدى الروايات التاريخية قالت السبب في هذه العبارة، أن عندما عاد الأمير عبد الله بن الأحمر من غزوة إشبيلية إلى مدينة غرناطة.
- قام أهل غرناطة باستقباله بهتاف عالي وكانوا يرددون كلمة يا غالب أو الغالب، مما دفعوه أن يرد عليهم بعبارة لا غالب إلا الله.
- لكن توجد رواية أخرى ذكرت أن السبب في وجود تلك العبارة المنقوشة على جدران المدينة وفي القصر وفي جميع أنحاء وشوارع المدينة.
- أن أهل مدينة الأندلس بعد معرفتهم بأن دولتهم قد هزمت وعاجلا سوف تنتهي ويقوم الأسبان بطردهم من البلد، فقاموا بكتابة تلك العبارة.
سقوط دولة الأندلس
- الأندلس تعد من أزهى العصور التي مرت بها الدولة الإسلامية بشتى عصورها وأقطارها.
- مدينة الأندلس شهدت حضارات إسلامية كثيرة، وكان من خلفاء الحضارة الإسلامية القوي الحازم، مثل الداخل، والمنصور، والناصر، وغيرهم كثير.
- لكن عندما زادت قوة الأنصار وازدادت أعدادهم حتى يقاتلوا المسلمين بالتزامن مع ضعف بعض المسلمين.
- وكانت موقعة العقاب التي كانت بين دولة الموحدين والنصارى، كانت آخر موقعة بين المسلمين والنصارى في الأندلس.
- وانتهت هذه الموقعة بانتصار النصارى على المسلمين، مما أدى إلى سقوط مدينة الأندلس.
اقرأ أيضًا: 44 معلومة عن أسرار إنهيار وسقوط الأندلس
أسباب سقوط مدينة الأندلس
ليس من المنطق أن تسقط مدينة من غير أن يكون هناك الأسباب التي تؤدي إلى ذلك وهذه الأسباب هي:
أولا: الانحراف عن الشريعة الإسلامية الحنِفية
- قاموا الأشخاص بالابتعاد عن الشريعة الإسلامية وعدم تطبيق أوامرها، وحدودها، والابتعاد عن الأسس والقيم الأخلاقية والإنسانية الموجودة في الشريعة الإسلامية.
- بل قامَ الأمراء بالاقتراب من المغنين والمغنيات، وأيضا قاموا بتكريمهم، مما أدى ذلك إلى انتشار الغناء والخمر واللهو في المدينة.
ثانيا: الترف
- هذا السبب نتيجة للسبب الأول، لأن بعد أن انشغل الحكام والأمراء بالدنيا وشهواتها وملذاتها التي كان الدين الإسلامي يحزر منها.
- قاموا بالانصراف عن الجهاد في سبيل الله، وعدم المحافظة على الدين الإسلامي وأسسه وقواعده وعدم تطبيقها.
- فأدى ذلك إلى تفكك الدولة، لأن حال الأمراء وطبيعة حياتهم قد أثرت على الشعب، وأصبحت الدنيا هي حديثهم الأول والأخير.
ثالثا: موالاة أعداء المسلمين
- بعد أن سمحوا للأعداء أن يدخلوا البلد ويتولون مناصبها ويحكمون ويؤمرون بأهلها.
- أصبحت مدينة الأندلس مكان للأعداء والغرباء عنها وعن دينها، مما أدى إلى انهيار المدينة وسقوط أمرائها المسلمين.
- جميع الأسباب السابق ذكرها هي التي أدت إلى هزيمة المسلمين وضعفهم، وسقوط مدينة الأندلس، وأصبحت مكان للنصارى والخارجين عن الدين الإسلامي.
- لكن مع كل هذا ظلت عبارة لا غالب إلا الله تتردد على ألسنة الشعب المسلم في الأندلس.
- وسقوط مدينة الأندلس تعد إنذار للناس باقتراب الساعة.
الوضع في مدينة الأندلس بعد سقوطها
- بعد سقوط مدينة الأندلس أصبح الوضع فيها شبيه لأيام الجاهلية ودعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الناس للإسلام.
- فكانوا المسلمين يخفون إيمانهم عن الأشخاص، ويتظاهرون بأنهم غير مسلمين.
- لأن في هذا الوقت كانت ظهرت محاكم تسمى محاكم التفتيش، وكانت من مهامها قتل المسلمين واليهود.
- فبعد أن قاموا المسلمين بإكرام اليهود وعايشوهم، قاموا الصليبيين بإقامة حملات إبادة لهم لم يشهدها التاريخ حتى الآن.
- الصليبيين لم يكتفوا بقتل الأشخاص، بل قاموا بحرق ثمانين ألف كتاب، فلك أن تتخيل الوضع بعد حرق الكتب وانتشار الخراب والضياع.
- بالإضافة إلى أنهم لم يكتفوا بأن يظهر المسلمين نصرانيتهم ويخفون إيمانهم وإسلامهم.
- بل كانوا يقومون بتفتيش بيوتهم، وإذا وجدوا في بيت واحد منهم مصحف أو أي شيء يدل على أنهم مسلمين، كانوا يقومون بعدمه بأبشع الطرق.
- بالإضافة إلى أنهم قاموا باختراع أدوات للتعذيب قاسية جدا، وطرق شنيعة لتعذيب المسلم، مثل سحق العظام، وتحطيم الفك، وإدخال سيخ محمي في العين والجسد، وأيضا دفنهم أحياء تحت الأرض.
- هذا هو الوضع الحزين التي أصبحت مدينة الأندلس فيه بعد سقوطها.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: أسباب سقوط الأندلس ونتائجها
لقد انتهينا في هذا المقال من عرض قصة عبارة لا غالب إلا الله وسقوط الأندلس، بالإضافة إلى ذكر الحكم العربي في مدينة الأندلس، وذكرنا كيف سقطت الأندلس، والأسباب التي أدت إلى سقوطها، ونتمنى من الله أن نكون قد أفدناكم.