صبر سمية آل ياسر
سمية أم عمار هي واحدة من أشهر صحابيات الإسلام، وهي أول شهيدة به، زوجها مولاها أبي حذيفة من ياسر بن عمار، وكان حليفه، فولدت عمارًا وأُعتق من أبي حذيفه.
هداهم الله للإسلام وأظهروه، فلقوا فأشد أنواع العذاب للرجوع للوثنية فأبوا، وحتى الآن لانزال نقتبس دروسًا مستفادة من صبر سمية آل ياسر.
محتويات المقال
صبر سمية آل ياسر
سمية بنت خباط هي من أوائل المسلمين، ومن أشهر الصحابيات، سطرت أروع القصص في ثباتها أمام المشركين، وفيما يلي سنتحدث عن صبر سمية آل ياسر:
- كان آل ياسر عبيدًا في قريش قد منّ الله عليهم وهداهم للإسلام.
- وعندما عرفت قريش أذاقتهم أشد أنواع العذاب ليعودوا للوثنية، فكانوا أول أسرة تعذب لإسلامها في الجاهلية.
- وكان أسيادهم ينتظرون أن تشدد الشمس ثم يخرجونهم في وسط الصحراء، ويجلدونهم.
- وقال لهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذات يوم: “صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة”.
- أما سمية فقد قيد أبو جهل يداها وقدميها بالحبل ثم طعنها ببطنها بحربة أمام أهلها فماتت في السنة السابعة قبل الهجرة، وكانت أول شهيدة في الإسلام بعدما صبرت على العذاب وثبتها الله لتنال هذه المنزلة الرفيعة.
- وقال عنها جابر رضي الله عنه: “يقتلونها فتأبى إلا الإسلام”.
- ومات زوجها تحت تأثير العذاب، ومات عبد الله بن ياسر رميًا بالسهم.
- وقُتل أبو جهل بعدها في معركة بدر فقال سيدنا محمد لعمار بن ياسر: *قتل الله قاتل أمِّك”.
شاهد من هنا: قصة آل ياسر
عمار بن ياسر
عمار بن ياسر هو ابن سمية، وكان له مكانة في قلب نبي الله محمد، وشارك في كل الغزوات، وفيما يلي نبذة مختصرة عنه:
- عذب المشركون عمار بن ياسر بأشد أنواع العذاب فوضعوا صخرة كبيرة على صدره مرة، وأغرقوه مرة.
- وطالبوه بسب سيدنا محمد صلوات الله عليه، وأن يذكر بأن اللات والعزى خيرًا، ففعل، وتوقفوا عن تعذيبه.
- وذهب لسيدنا محمد ليخبره عما فعل نادمًا فقال له سيدنا محمد: “ما وراءك؟ قال: شر يا رسول اللّه، ما تُرِكت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير. قال: فكيف تجد قلبك؟ قال: مطمئناً بالإيمان، قال: فإن عادوا فعد”.
- وهناك غير واحد من العلماء ذكر بأن هذا الموقف سبب في نزول الآية التالية: “مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” والله أعلم.
- ساعد في بناء المسجد في قباء، وورد عن أبي سعيد الخدري قوله: “فَقالَ: كُنَّا نَنْقُلُ لَبِنَ المَسْجِدِ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَكانَ عَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَمَرَّ به النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وَمَسَحَ عن رَأْسِهِ الغُبَارَ، وَقالَ: وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إلى اللَّهِ، وَيَدْعُونَهُ إلى النَّارِ.
- استشهد في سنة سبعة وثلاثين هجريًا، وحمله علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوق صدره، وصلى عليه المسلمون، قم دفن في صفين بثيابه المليئة بالدماء، بعد أكثر من خمسين عامًا في خدمة الإسلام.
اقرأ أيضا: قصة سمية بنت الخياط للأطفال
أحاديث ذكرت في آل ياسر
سنذكر فيما يلي بعض الأحاديث التي ذكر فيها آل ياسر:
- “أوَّلُ من أظهَرَ إسلامَه سَبعةٌ: رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأبو بكرٍ، اوعَمَّارٌ، وأمُّه سُمَيَّةُ، وصُهَيبٌ، وبِلالٌ، والمِقْدادُ؛ فأمَّا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمنَعَه اللهُ بعَمِّه أبي طالِبٍ، وأمَّا أبو بكرٍ فمَنَعه اللهُ بقَومِه، وأمَّا سائِرُهم فأخَذَهم المشرِكونَ فألبَسوهم أدراعَ الحديدِ وصَهَروهم في الشَّمس.
- فما منهم إنسانٌ إلَّا وقد واتاهم على ما أرادوا إلَّا بلالٌ؛ فإنَّه هانت عليه نَفْسُه في اللهِ، وهان على قَوْمِه، فأعطَوه الوِلْدانَ وأخَذوا يَطوفون به شِعابَ مكَّةَ وهو يقولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ”. رواه عبد الله بن مسعود.
- قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: “وَكَانَتْ بَنُو مَخْزُومٍ يَخْرُجُونَ بِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَبِأَبِيهِ وَأُمِّهِ -وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ إِسْلَامٍ- إِذَا حَمِيَتِ الظَّهِيرَةُ يُعَذِّبُونَهُمْ بِرَمْضَاءِ مَكَّةَ، فَيَمُرُّ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ: فِيمَا بَلَغَنِي-: صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ، مَوْعِدُكُمُ الْجَنَّةُ”.
- وَرَوَى ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ بِسَنَدِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ أَبَا جَهْلٍ طَعَنَ بِحَرْبَةٍ فِي فَخِذِ سُمَيَّةَ أُمِّ عَمَّارٍ حَتَّى بَلَغَتْ فَرْجَهَا فَمَاتَتْ، فَقَالَ عَمَّارٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَ مِنَّا أَوْ بَلَغَ مِنْهَا الْعَذَابُ كُلَّ مَبْلَغٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَبْرًا أَبَا الْيَقْظَانِ، اللَّهُمَّ لَا تُعَذِّبْ أَحَدًا مِنْ آلِ يَاسِرٍ بِالنَّارِ”.
الدروس المستفادة من قصة آل ياسر
قصة آل ياسر وصبرهم على العذاب، وبشر سيدنا محمد لهم بالجنة مليئة بالدروس المستفادة، وفيما يلي بعضها:
- الصبر جزاؤه الجنة، وهو من أعظم الأعمال عند المولى.
- من صفات المؤمن الحق ثباته على مبدأه.
- الرجل والمرأة متساوون في القيام بالأعمال الدينية، وفي الأجر.
- الصبر، والتقوى والإيمان جزاؤهم الجنة، وإن أمة مؤمنة عند المولى أعظم من سيد مشرك.
- الظلم يورد أهله لعواقب وخيمة.
- الإسلام دين التضحيات، والعزة.
- الله شديد الرحمة والتيسير لعباده، فلا يؤاخذ الله من أكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان.
- الحث على التمسك بإيمانك مهما اشتدت الظروف وغلظت، والاستعانة بالله وحده.
شاهد أيضا: قصة آل ياسر للأطفال
سمية بنت خباط أو خياط هي أمة هداها الله للإسلام وأسرتها فعذبها المشركون بأشد ألوان العذاب رغم كبر سنها، وقتلوها أمام أسرتها لتصبح أول شهيدة في الإسلام.
بعدما كانت من أوائل من أظهروا إسلامهم، ومن خلال موقع maqall.net، سنتحدث عن صبر سمية آل باسر، وكيث صمدت أمام عذاب المشركين.