جزاء قوم عاد
جزاء قوم عاد نعرفه في مقال اليوم على موقع maqall.net، حيث يعود أصلهم إلى جنوب الجزيرة العربية، وبالتحديد في الربع الخالي الموجود بينها وبين مدينة حضرموت في اليمن.
والدليل على وقعها في هذا المكان وجود آثار قديمة تشير إلى وجود قصور شاهقة هناك عرفت بها هذه الحضارة.
محتويات المقال
جزاء قوم عاد
سيدنا هود هو رسول قوم عاد الذي أخبرهم برسالة التوحيد لله عز وجل، ولكن كالعادة أعرضوا ولم يستمعوا إلى دعوته من باب الاستكبار، وفيما يلي تفاصيل القصة:
- أنذر سيدنا هود قومه بعقاب من الله -تعالى- بسبب سخطه، وأخبرهم أن الله سيعذبهم إذا لم يؤمنوا وسيستخلف قوماً غيرهم.
- بالرغم من أنه كرر نصحه لهم إلا أنهم كانوا دائماً يقومون بصده، بل كانوا متعجبين من أمره ومدى إصراره على الدعوة التي يروا فيها احتقاراً لهم ولآبائهم.
- بإصرار عاد على هذا الوضع أنذرهم سيدنا هود بنزول عذاب من عند الله، ولكنهم قالوا إنهم لن يتركوا آلهتهم بسبب دعوته وقوله.
- نزل سخط الله عليهم، وعذابه الأليم كان من نصيبهم حيث بدأ بحبس المطر عنهم وخلال هذه الفترة كان سيدنا هود يحاول معهم ويقول لهم بأن الله سيرحمهم وسينزل بغيثه عليهم إذا طاعوا أمره وقبلوا دعوته ووحدوا عبادة الله.
- استمرت عاد في تمردها وعصيانها بالرغم من البلاء، وبعدها مرت سحاب سوداء اللون، ظنوا أن فيها خير، وأن السماء ستمطر، ولكن كان هذا الاعتقاد خاطئ، حيث ظهر بعد ذلك رياح شديدة استمرت لمدة سبع ليالي وثمانية أيام.
- تسببت الرياح في هلاكهم وأبادتهم حتى تحولت أجسامهم إلى ما يشبه أعجاز النخل، وبهذا يكون هلك كل من أستكبر ورفض التصديق والتوحيد بعبادة الله الواحد الأحد.
- نجا كل من آمن وهذا يظهر من قول الله -تعالى- في سورة هود: (وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ* وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ).
شاهد أيضا: قصة قوم عاد وكيف كان هلاكهم؟
التعريف بقوم عاد
قوم عاد وصفوا في كتاب الله العزيز بعدة سمات، وفيما يلي نتعرف على أبرزها:
- كانوا ذو قوة ومكانة عالية بين الأقوام الأخرى.
- لديهم القدرة على نحت بيوت في الصخر وهذا يدل أكثر على قوتهم وقدرتهم البدنية الفريدة، وذلك لأن البشر لا يستطيعوا حالياً بناء القصور إلا بمساعدة آلات ضخمة.
- أنعم الله -سبحانه وتعالى- عليهم بالكثير من النعم.
- عُرف عنهم الكبر والجحود حيث قال الله عز وجل فيم في كتابه العزيز: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون).
اقرأ أيضا: قوم عاد والإهرامات
دعوة هود لقومه
الله عز وجل لا يهلك أمة أو قرية أو قوم بدون أن يبعث لهم رسول يدعوهم إلى الحق، وكان لقوم عاد نبي الله هود عليه السلام الذي كان يدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد والتوقف عن عبادة الأصنام التي لا تثمر ولا تغني من جوع، وفيما يلي المزيد:
- أكبر مشاكل قوم عاد هي أنهم كان بهم كبر قوي حيث رفضوا الاستسلام والتيقن بأن الله سبحانه وتعالى هو المسؤول عن النعم التي ينعمون بها، ورفضوا تصديق أن العطايا من عند الله سبحانه وتعالى وحده.
- سيطر عليهم الكبر بما لديهم من قدرة على الصناعة، والنحت، وبناء القصور والبيوت الضخمة، وعلاوة على ذلك استكبروا عن كل حق جاء لله في دينه.
- قال الله سبحانه وتعالى عن عذبهم بالرياح الشديدة في كتابه العزيز (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ* فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ).
- تحولت مدينة عاد بعد العذاب إلى رماد لا يستطيع أن يرى المرء منها شيء.
دروس وعِبَر من قصّة قوم عاد
يوجد الكثير من العبر والدروس المستفادة من قصّة قوم عاد، ورسولهم هود عليه السلام، وفيما يلي نتعرف على أبرزها:
- ضرورة التوكل على الله سبحانه وتعالى والحكمة من الالتجاء إليه، فهذا عين ما قام به نبي الله هود عليه السلام بعد أن رأى من قومه التكذيب والعداء، حيث لم يكن به طاقة لهم بعد الآن ولهذا فوض أمره لله.
- الله لا يهمل الظالمين أبداً فبالرغم من نمو وازدهار حضارة قوم عاد إلا أن الله كان في النهاية لهم بالمرصاد، وأخذهم أخذ عزيز قادر.
- قد يتأخر نصر الله عز وجل، ولكنه يظل مؤيد للمؤمنين والصالحين، وهذا التأخر يوجد ورائه حكمه يمكن أن تكون غير معروفة لنا الآن، ولكن هذا لا ينفي وجودها.
- النصر لا يأتي إلا بعد الصبر والتأنّي، وذلك لأن هناك قاعدة قرآنية تنص على أن العسر غالباً يسبق اليسر.
- طلب النصر والعون من الله سبحانه وتعالى يجب أن يكون هو النهج الدائم للصالحين والمرسلين.
شاهد من هنا: من هم قوم عاد وثمود
جزاء قوم عاد على الطغيان والكفر كان عظيم للغاية، حيث لم تنفعهم قصورهم الضخمة والشاهقة، ولم تنفعهم مدنهم العظيمة.
ولم تدل الآثار التي تُركت خلفهم إلا على كفرهم وعذاب ربنا لهم، وعدم حمدهم الله على النعم التي سخرها لهم من قدرة على النحت في الصخر وغير ذلك.