قصة يوشع بن نون عليه السلام
لقد قصّ علينا القرآن الكريم العديد من قصص الأنبياء كي نتعرف سيرهم عليهم السلام مع أممهم وكيف كانت أحوالهم، ولعل قصة نبي الله موسى عليه السلام مع بني إسرائيل من أكثر القصص التي وردت في العديد من سور القرآن الكريم.
ولذلك سنقوم في هذا المقال بالحديث عن قصة يوشع بن نون عليه السلام وهو فتى موسى الذي ذهب معه للقاء الخضر.
محتويات المقال
من هو يوشع بن نون عليه السلام
يعود نسب يوشع بن نون إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام، فهو يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وهو أحد أنبياء بني إسرائيل.
ولقد ورد ذكره في القرآن الكريم مرةً واحدة وذلك في سورة الكهف عندما ذكر ربنا قصة نبي الله موسى مع الرجل الصالح (الخضر)، حيث قال (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ).
حيث أجمع جمهور المفسرين على أن فتى موسى الذي ذكر في هذه الآية هو نبي الله يوشع بن نون عليه السلام.
وقد أورد بعض المؤرخين أن نبي الله يوشع بن نون كان ابن أخت موسى عليه السلام.
شاهد أيضًا: قصة خيال علمي قصيرة عن مخلوقات فضائية
قصة يوشع بن نون عليه السلام
في معرض حديثنا عن قصة نبي الله يوشع بن نون سنقوم بتلخيص الحديث بالنقاط التالية:
- موت نبي الله موسى عليه السلام ونبوة يوشع عليه السلام: لقد اختلفت الروايات في شأن نبي الله يوشع بن نون.
- فمنهم من قال أن موسى عليه السلام.
- هو قد أعطى العهد ليوشع بن نون كي يتولى شأن بني إسرائيل من بعده.
- وأن يقسم أرض كنعان بين أسباط بني إسرائيل.
- والآراء الأخرى تقول أن موسى لم يعطي يوشع بن نون ولاية شؤون بني إسرائيل من بعده.
- ولكن الله بعث نبيه يوشع إلى بني إسرائيل بعد وفاة موسى عليه السلام.
- ولكن الأمر الذي أجمع عليه علماء السِّيرْ أن يوشع بن نون كان أحد النقباء الاثني عشر الذي عهد إليهم موسى عليه السلام أن يدبروا أمر أرض كنعان.
- كما أن يوشع هو من الذين شجعوا بني إسرائيل على دخول الأرض المقدسة.
- كما جاء في الآية الكريمة ( قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَٰلِبُونَ ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
- ولقد اتخذ موسى يوشع بن نون خادمًا له منذ صغره.
- وقد تربى يوشع بن نون في كنف موسى وقد وكله موسى بالكثير من شؤون بني إسرائيل أثناء حياته.
- فمنهم من قال أن موسى عليه السلام.
- فتح مدينة الجبارين: وقد اختلف الفقهاء والمفسرين عن النبي الذي فتحت أرض الجبارين على يده.
- فقد ذهب ابن عباس رضي الله عنه وعكرمة وقتادة والسدي أن الله تعالى.
- قد بعث يوشع بن نون من أجل أن يقوم بفتح أريحا وكانت تسمى أرض الجبارين.
- وذلك بعد أن توفي هارون وموسى عليهما السلام في فترة التيه.
تتمة قصة فتح مدينة الجبارين
حيث سنقوم بإجمال رأي ابن إسحاق في فتح أرض الجبارين بالنقاط التالية:
- يقول ابن إسحاق أن نبي الله موسى لم يمت في فترة التيه، وقد ذهب برفقة يوشع بن نون وفتح أرض الجبارين.
- كما أورد ابن إسحاق قصة نبي الله موسى مع بلعم بن باعور الذي كان يعرف اسم الله الأعظم.
- وكان ممن يعيش في أرض الجبارين.
- وعندما حاصر موسى ويوشع مدينة الجبارين من أجل فتحها.
- جاء أهل المدينة إلى بلعم وطلبوا منه أن يدعو على موسى.
- ومن معه لأنهم يريدون دخول المدينة وقتل أهلها.
- لكن بلعم رفض في البداية أن يدعو على موسى لكن قومه أصروا عليه.
- وعنما أراد أن يدعو على موسى كتم الله على فمه فلم يستطع أن ينطق.
- وعندما علم بلعم أن الله لن يمكنه من الدعاء على موسى أخذ يدبر المكائد.
- والحيل من أجل أن يوقع بموسى وبني إسرائيل.
- ولكنه فشل في ذلك وقد ذكر الله عزّ وجل بلعم في القرآن بقوله (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ).
- ويتابع ابن إسحاق في روايته أن موسى عليه السلام بعد أن حاصر أرض الجبارين أمر يوشع بن نون بالهجوم ودخول المدينة وقتل أهلها بسبب مكرهم وفسادهم.
- هاجم يوشع عليه السلام مدينة أريحا ودخلها.
- وبدأ بقتل أهلها وعندما حان وقت غياب الشمس ولم يكن بعد قد انتهى.
- دعا ربه أن يؤخر غياب الشمس حتى يفرغ من القتال فاستجاب له ربه.
- وحبست الشمس عن الغياب حتى فرغ نبي الله يوشع من أمر القوم الجبارين.
- ثم دخل موسى عليه السلام الأرض المقدسة وتوفي فيها ولم يُعرف مكان قبره.
اقرأ أيضا: قصة قصيرة عن الحب
فتح يوشع بن نون عليه السلام لبيت المقدس
من الأمور التي أجمع عليها المؤرخون أن فتح بيت المقدس ودخول بني إسرائيل مدينة القدس كانت في عهد نبي الله يوشع بن نون حيث يتلخص ذلك بما يلي:
- أورد ابن إسحاق وابن كثير في البداية والنهاية أنه لما أراد يوشع بن نون أن يفتح بيت المقدس جمع بني إسرائيل وجهز جيشة وعبر بهم نهر الأردن.
- بعد أن عبر بنو إسرائيل بيت المقدس بقيادة نبي الله توجهوا تلقاء بيت المقدس وضربوا حصارًا حول مدينة القدس دام حوالي ستة أشهر.
- لكن كانت أسوار المدينة شديدة المنعة فلم يستطع يوشع بن نون فتحها.
- دعا يوشع بن نون ربه أن يفتح عليه المدينة فألهمه الله بأن يقوم هو وجيشه بالتكبير ففعلوا.
- حيث كبروا ونفخوا بالأبواق فانهار سور مدينة القدس.
- ودخل يوشع عليه السلام وجيشه المدينة المقدسة وقتلوا حوالي اثني عشر ألف من أهلها وأخذوا الكثير من الغنائم.
- كما أن نبي الله يوشع فتح الله عليه مدينة القدس في يوم الجمعة.
- وعندما حان وقت غياب الشمس دعا يوشع ربه أن يحبس له الشمس حتى ينتهي من فتح المدينة فاستجاب له ربه فحبست له الشمس.
- لأنه في حال غابت الشمس سوف يبدأ ليل يوم السبت الذي يحرم فيه القتال عند بني إسرائيل.
متى حبست الشمس لنبي الله يوشع بن نون
مما لا خلاف به عند جمهور العلماء والمؤرخين أن النبي الذي حبس الله له الشمس هو يوشع بن نون عليه السلام.
وذلك وقوفًا عند حديث النبي عليه الصلاة والسلام فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه (أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ).
وقد أخذ ابن كثير بالحديث الشريف.
وقال في كتابه البداية والنهاية أن حبس الشمس لنبي الله يوشع كان أثناء فتح بيت المقدس.
لكن ابن إسحاق وغيره من المفسرين قالوا أن الشمس حبست ليوشع عليه السلام في أثناء فتحه لأرض الجبارين مدينة أريحا.
وفاة نبي الله يوشع بن نون
في ختام قصة يوشع بن نون عليه السلام علينا أن نعرف أن يوشع بن نون كان أحد أنبياء بني إسرائيل وقد بعثه الله بعد موسى عليه السلام.
وقد فتح الله عليه بيت المقدس، كما قسم بلاد الشام بين أسباط بني إسرائيل، عاش يوشع بن نون مئة وعشر سنين وتوفي عام 1353 ق.م.
شاهد من هنا: قصة النبي إلياس للأطفال
وبالتالي نكون قد أوردنا في هذا المقال قصة يوشع بن نون عليه السلام بشكلٍ مفصل، كما بينا آراء المحدثين والمفسرين في تفاصيل سيرة هذا النبي ومتى حبس الله له الشمس.