قصة سلمان الفارسي
قصة سلمان الفارسي المعروف بلقب الباحث عن الحقيقة بها العديد من العبر والعظات، حيث مر سلمان الفارسي بالكثير من المواقف أثناء رحلته للبحث عن الدين الحق، وعبر موقع maqall.net، نقص تلك القصة المميزة لأحد الصحابة الأجلاء.
محتويات المقال
قصة سلمان الفارسي
ترجع أصول سلمان الفارسي إلى بلاد فارس، وبالتحديد من مدينة تسمى (رامهرمز)، ويقال أن تلك المدينة إحدى مدن أصبهان، وتبدأ قصة سلمان منذ الصغر كالآتي:
- كان في الأصل طفل لعائلة مجوسية تعبد النار، وكان اسمه (مابه بن بوخشان).
- في أحد الأيام طلب منه أبوه أن يحضر بعض الحطب حتى تظل النار مشتعلة.
- في أثناء ذهابه للبحث عن الحطب، مر في طريقه بكنيسة، ولفت انتباهه أصوات الصلاة الخارجة منها، فدخل الكنيسة وظل بها حتى غابت الشمس.
- كان سلمان منذ الصغر غير مقتنع بعبادة النار، فتعلق قلبه بالمسيحية، وسأل أهل الكنيسة عن مكان أصل هذا الدين، فأجابوه إنه بلاد الشام.
- عندما عرف أبوه بذلك قيده ومنعه الخروج، ولكنه استطاع التواصل مع أحد النصارى، وطلب منه أن يخبره إذا جاء وفد لهم من بلاد الشام.
- بالفعل عندما وصل أحد الوفود إلى الكنيسة، أخبروا سلمان، فكسر القيود وهرب وعاد مع هذا الوفد إلى الشام أثناء عودتهم.
- عمل سلمان في أحد الكنائس، وكان يقوم بخدمة أحد أساقفة الكنيسة.
- لكن هذا الأسقف كان سيء، فكان يطلب من الناس التصدق على الفقراء، ثم يقوم هو بأخذ المال له.
- عندما مات هذا الأسقف، وعينوا مكانه شخص جديد، كانت أخلاقه حسنة، وقبل وفاته، سأله سلمان قائلًا (بمن توصيني أن ألحق؟)، وبقى هكذا ينتقل من خدمة أسقف إلى آخر؛ حتى أخبره أحد الأساقفة أن هناك نبي سوف يبعث، ويكون خاتم الأنبياء.
شاهد أيضا: كم المدة التي قضاها عمر بن عبد العزيز في الخلافة الاسلامية
وصية أحد الرهبان لسلمان الفارسي
كما ذكرنا ظل سلمان يتنقل بين الأساقفة لخدمتهم، حتى أوصاه أحد الرهبان بما يلي:
- أوصاه بالذهاب إلى مكة، فسوف يبعث فيها نبي وسوف يكون خاتم الأنبياء.
- ذكر هذا الراهب بعض الصفات التي سوف يتسم بها هذا النبي، حتى يمكن لسلمان أن يعرفه وتلك الصفات هي:
- بين كتفيه خاتم النبوة.
- صادق أمين.
- يعطي الصدقات إلى أصحابها، ولا يأكل منها.
- يقبل الهدية، ويأكل منها.
- كما وصف الراهب المكان الذي سوف يبعث فيه خاتم الأنبياء، فقال له (أنها أرض بين حرتين بينهما نخل).
- كان سلمان لديه بعض الغنم والأبقار التي اشتراها نتيجة عمله في الكنيسة، وكان ينتظر الفرصة للسفر إلى أرض مكة، حتى يبحث عن النبي.
- جاء بعض الأفراد من التجار العرب، وطلب منهم أن يرافقهم في رحلتهم أثناء العودة إلى ديارهم، مقابل أن يعطيهم الأغنام والبقرات التي يملكها.
- غدر به التجار وأخذوا أبقاره وأغنامه وباعوه لرجل يهودي الديانة، فأخذه معه إلى المدينة.
- ظل سلمان يترقب ظهور النبي المنتظر، حتى جاء أحد الوافدين من مكة، وأخبر الناس في المدينة أن هناك رجلًا اسمه محمد ـ عليه أفضل الصلاة والسلام) يدعي النبوة ظهر في مكة، يدعو الناس لعبادة الله الواحد الأحد.
مقابلة سلمان الفارسي لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم
انتظر سلمان هذا اللقاء، حتى يرتاح قلبه الذي ظل باحثًا عن الحقيقة، حتى جاء أحد الأشخاص وأخبر بأن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام سوف يأتي إلى المدينة؛ وحينها جرت الأحداث كما يلي:
- عندما عرف سلمان بقدوم النبي أصابته رعشة من البرد والحمى.
- عندما وصل النبي عليه أفضل الصلاة والسلام إلى المجلس لملاقاة أصحابه في قباء، كان معه بعض التمر للفقراء.
- لاحظ سلمان العلامات التي أخبره بها الراهب وهي:
- أن النبي لم يأكل من تلك التمرات التي يوزعها على الفقراء، فكانت تلك هي العلامة الأولى.
- رجع إليه سلمان وأعطاه واحدة من التمر وقال للنبي هذه هدية لك، فأكلها عليه أفضل الصلاة والسلام، وبذلك تحققت العلامة الثانية.
- ظل سلمان يتبع النبي ويراقبه في كل ما يفعل؛ ما يجد منه إلا حسن الخلق والصدق والأمانة.
- تبع سلمان النبي في أحد الجنائز، وعندما رآه النبي، عرف ما يريد، فكشف له المصطفى عن خاتم النبوة، وإذا بسلمان يبكي ويقبله من شدة الفرح.
اقرأ أيضا: ما لا تعرفه عن سلمان الفارسي
تحرير سلمان من الرق
قصة سلمان الفارسي بها الكثير من الأحداث الرائعة والمشوقة، كما بها الكثير من البركات، فلقد علمنا أن سلمان كان عبدًا لرجل يهودي، وقد شجعه النبي على تحرير نفسه من تلك العبودية فكان ما يلي:
- ذهب سلمان إلى سيده يطلب منه أن يكاتبه على عتقه.
- فوافق وكاتبه إنه سوف يعتقه إذا غرس له300 من صغار النخل، وذكر بعض العلماء أنه طلب 500 من صغار النخل.
- كما طالبه بأربعين أوقية من الذهب.
- أخبر سلمان النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، بتلك المكاتبة، فطلب النبي من الصحابة أن يساعدوا سلمان في غرس النخل.
- كان النبي عليه صلوات الله وسلامه يغرس بيده الشريفة النخل، ويقول سلمان أن النخل الذي غرسه النبي بيده لم تمت منه ولا واحدة.
- أما عن الأربعين أوقية التي كان عليه دفعها لليهودي، فقد أتى رجل وأعطاه ما في حجم بيضة الدجاج ذهبا، فأخذها منه سلمان وذهب إلى السوق لبيعها، وبذلك استطاع توفير أربعين أوقية من الذهب، واستطاع تحرير نفسه.
دور سلمان المهم في غزوة الخندق
لم يشارك سلمان في غزوة بدر وأحد؛ لأنه كان في تلك الفترة عبدًا للرجل اليهودي، ولكن في غزوة الخندق كان سبب في نصر المسلمين، حيث:
- عندما علم سلمان أن جيش الكفار على مقربة ويستعدون لغزو المسلمين وقدومهم إلى المدينة.
- أشار سلمان على النبي بأن يحفر خندق، وقد كانت تلك الفكرة جديدة على العرب، ولم يكونوا على علم بها، فهي متبعة في غزوات بلاد فارس.
- اقتنع النبي بتلك الفكرة ورحب بها، وبدأ المسلمين بحفر الخندق في الجهة الشمالية، حتى لا يمكن للمشركين الدخول من تلك الجهة.
الدروس المستفادة من قصة سلمان الفارسي
تلك القصة الرائعة من قصص الصحابة الكرام والتي بها العديد من العبر والعظات المفيدة لنا وهي:
- إن الله ميز الإنسان وزينه بالعقل، الذي يجب إعماله في كل شيء.
- عدم اتباع الأحاديث دون الاجتهاد في البحث عن الحقيقة، وإعمال العقل في ذلك، فلم يؤمن سلمان حتى تأكد من صحة ما يتبعه.
- السفر لطلب العلم والبحث عن الحقيقة من الأمور الحسنة والمستحبة عند الله عز وجل.
- عدم الحكم على الدين بسبب أخطاء شخص ما، فعندما عمل لدى الأسقف سيء الخلق، لم يترك المسيحية، ولم يربط أفعال هذا الأسقف بالدين، بل ظل صابرًا.
- العمل والاجتهاد للوصول إلى الحق من أطيب الأعمال التي ترضي الله عز وجل.
- التكاتف ومساعدة الأخوة المسلمين لبعضهم البعض.
شاهد من هنا: قصة حذيفة بن اليمان
قصة سلمان الفارسي من القصص التي توضح أيضًا سماحة ديننا، فعندما كان سلمان عبدًا للرجل اليهودي.
أعطاه سلمان ما طلب حتى يتم عتقه رغم المغالة في تلك الطلبات، وجديرًا بالذكر أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أخبر سلمان أنه من أحب الصحابة إلى قلبه، وأن الجنة تشتاق له.