قصة قوم شعيب
قصة قوم شعيب من القصص التي تحمل فوائد وعبر، ومن خلالها نعلم كيف كان الفساد عند البشر، وكيف تعامل النبي شعيب معه، وقوم شعيب هم أصحاب الأيكة، وهم قوم مدين.
والأيكة تعني الشجر الملتف، وكانوا من الطاغين والمفسدين في الأرض، ولهذا بدأت دعوة شعيب عليه السلام كسائر الأنبياء والمرسلين بدعوة قومه ترك الأصنام وعبادة الله الواحد القهار.
محتويات المقال
قصة قوم شعيب
كانت دعوة سيدنا شعيب قائمة على عبادة الله الواحد القهار، وترك عبادة الأصنام، وتذكير قومه بنعم الله عليهم، وكذلك الآتي:
- فقام شعيب بتذكير قومه برزق الله لهم الذي من عليهم به من أولاد وأموال.
- وذكرهم بعاقبة الذين من قبلهم، ولكنهم أصروا على كفرهم وعنادهم.
- واستخدم في دعوته اللين والرفق والتودد، إلا أنهم أصروا على كفرهم.
- بل وأنهم قابلوا دعوته بالاستهزاء، والعناد، والسخرية، ورغم ذلك ظل شعيب يواصل دعوته، وظلوا في استكبارهم في الأرض.
شاهد أيضا: قصة موسى مع فرعون
من هو النبي شعيب؟
النبي شعيب عليه السلام من الأنبياء العرب، وبعثه الله إلى قوم مدين، وهم في شمال الجزيرة العربية، وفيما يلي أبرز المعلومات عن شعيب عليه السلام:
- كانت بعثته عليه السلام قبل بعثة موسى عليه السلام.
- فقد تم إرساله بعد هود، ولوط، وصالح، عليهم السلام.
- وكان يلقب سيدنا شعيب بخطيب الأنبياء، وذلك لأنه يتصف بالبلاغة والفصاحة، واتضح ذلك من خلال دعوة قومه للإيمان.
ماذا كانت تحمل دعوة سيدنا شعيب؟
دعا النبي شعيب عليه السلام قومه إلى توحيد الله عز وجل، ونبذ عبادة الأصنام، وليس ذلك فقط، بل دعوهم إلى الآتي:
- إقامة العدل، والقسط في الكيل والميزان.
- ودعاهم للمحافظة على حقوق الناس، وعدم التبخيس فيها.
- ودها قومه إلى تجنب الإفساد في الأرض، والمحبة والألفة فيما بينهم.
- وعدم قرض الدراهم وكسرها، فقد كانوا يفعلون ذلك من أجل نقص قدرها، وإفسادها، ويتعاملون بالصحاح منها ويبخسون في المقروضة.
- إلا أنهم لم يتوقفوا عن إفسادهم، وضلالهم، وأصروا على الكفر، فرحل عنهم هو ومن آمن معه إلى مكة، واستقروا فيها حتى توفاهم الله هناك.
ما المنهج الذي اتبعه شعيب في دعوته؟
سلك النبي شعيب عليه السلام في دعوته منهجًا قويمًا، واتضح ذلك من خلال الآتي:
- عرض سيدنا شعيب عليه السلام القضية الأساسية من دعوته، وهي التوحيد والعقيدة.
- قدم سيدنا شعيب الأدلة والشواهد الدالة على صدق دعوته إلى الله، وأن الله سبحانه وتعالى هو الواحد الأحد المستحق للعبادة والتوحيد.
- عامل سيدنا شعيب قومه بالرفق واللين، وصبر على توجيههم نحو الإصلاح، وتغيير مسار انحرافهم وفسادهم.
اقرأ أيضا: أهمية رواية قصص الأنبياء للأطفال
التعريف بقوم شعيب
كانوا يعرفون بأهل مدين وأهل أصحاب الأيكة، وهم من قرية مدين، وهي قرية صغيرة تتمتع بمناخ رائع، وزراعة مزدهرة، وفيما يلي تفاصيل عنهم:
- كانوا وثنيين، ويعبدون الأصنام، ويرون أن عبادتهم لها هي من ترزقهم، وتبارك لهم عيشتهم.
- وكانوا يغشون في المعاملات التجارية من بيع وشراء، ويطففون الميزان.
- وعندما أتى النبي شعيب برسالته آمن معه ضعفاء القوم، ولكن كبار القوم ظلوا على كفرهم.
- بل أنهم كانوا يضايقون شعيبًا والذين آمنوا معه ويحاولون أذيتهم ومحاولة عودتهم لعبادة الوثنية، وهددوه بإخراجه من قريتهم وقتله، وأتهموه بالسحر.
- وكانوا يفعلون الكثير من الأشياء المشينة، مثل إخافة المارة، وقطع السبل على الناس.
عقاب فساد قوم شعيب
أنزل الله عقابه على قوم شعيب بعد أن تمادوا في الطغيان، وإلحاق الأذى بالناس، وذلك بتبخيس المكيال والميزان، وأفعال أخرى منها الآتي:
- لم يستجيبوا لدعوة شعيب التي أرسلها الله إليهم، فسلط الله عليهم يوم من العذاب، وعرف بيوم الظلة.
- فكان يوم الظلة هو حر شديد وصل إلى بيوتهم، فخرجوا منها، ورأوا سحابة ذهبوا ليستظلوا بها، ويتجمعوا تحتها.
- وأنزل الله عليهم نارًا فلم يبقى منهم أحد، وهذا عقاب ومصير المشركين، والمستهزئين بدين الله.
- ولم يحزن شعيب على قومه، لأنه قام برسالته على أتم وجه، ولكن لم يستجيبوا له ولدعوته واستكبروا وازدادوا كفرًا.
الدروس المستفادة من قصة النبي شعيب
يجب أن يتعلم الأطفال والأجيال الدروس المستفادة من قصة قوم شعيب، والتي من أهمها ما يلي:
- من يبخس في الكيل والميزان ويغش في معاملاته فإنه سيلحق به العذاب في الدنيا والآخرة، ويستحق الويل من الله عز وجل.
- الدين الإسلامي قائم ومستمر، ولا يقف على من ينكره أو يستهزأ به، فالله خير حافظًا، وخير حامي للدين.
- العدل والإحسان أساس العبادات، وأعظم أسباب الفوز بالجنة.
- دفع الفساد قدر الإمكان.
- اتباع أسلوب حسن في مخاطبة الناس، وأن يكون الأسلوب مليء بالتودد والرحمة حتى يكون هناك قبول واستجابة.
- عاقبة المكذبين للرسل هي الهلاك والدمار.
- نقص المكاييل والموازين من كبائر الذنوب، ومن بخس الناس أموالهم طمعًا في زيادة ماله عوقب بنقصه، وكان من ضمن زوال الخير.
- على الداعية أن يتمم دعوته، ويتمنها منذ أول مبادرة له، وإلى جانب دعوته عليه تحصيل المصالح وتكميلها، ومراعاة المصالح العامة للناس.
- وعلى العبد أن يتكون على الله سائلًا التوفيق منه.
- والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأن الإسلام يجب ما قبله.
شاهد من هنا: قصة شعيب عليه السلام
جديرًا بالذكر، أنه من خلال موقعنا maqall.net نكون قد تعلمنا قصة قوم شعيب، والذي أرسل بدعوة التوحيد، والتبشير بالجنة.
والتنذير من النار، فآمن بعضًا من قومه، وكفر الأغلبية، فما كان من الله عز وجل إلا أن ألحق بهم العذاب، ونجى شعيبًا ومن آمن معه، وفازوا بالنجاة في الدنيا، والجنة في الآخرة بأمر الله.