قصة اهل الكهف والكلب
لقد اشتمل القرآن الكريم على ثلاث أنواع من القصص، وهي قصص الأنبياء السابقين مع أقوامهم، وبعض القصص الكبرى ذات المغزى العظيم كقصة ذو القرنين وقصة أصحاب الكهف.
والنوع الثالث هو الأحداث التي حدثت مع النبي محمد عليه السلام كغزوة بدر وغزوة حنين، حيث خصصنا هذا المقال للحديث عن قصة أهل الكهف والكلب.
محتويات المقال
قصة أهل الكهف والكلب
تعتبر قصة أصحاب الكهف من القصص التي لها بالغ الأثر في حياة المسلم الروحية والعقائدية، حيث تتلخص هذه القصة بما يلي:
- لقد وصف القرآن الكريم في بداية هذه القصة أصحاب الكهف بأنهم مجموعة من الشباب الذين امتلأ قلبهم بالإيمان حيث كان ذلك هو مطلبهم وغايتهم يقول الله تعالى (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى).
- ويُروى عن قصة أصحاب الكهف أنهم مجموعة من الفتية الموحدين الذين كانوا يعبدون الله وحده على دين المسيح عيسى بن مريم.
- تروي كتب السير أن هؤلاء الفتية كان يعيشون في مدينة أسمها فيلادلفيا أو قالو طرسوس، وكان يحكمها ملك اسمه دقنيوس يدين بالوثنية وعبادة الأصنام.
- كان هؤلاء الفتية يخفون دينهم الحقيقي ويعبدون الله سرًا، ولكن عندما شاع خبرهم ووصل إلى الملك، هربوا من المدينة خوفًا على أنفسهم.
- أما عن عددهم فقد أورد القرآن الكريم آيةً بذلك يقول ربنا عز وجل في سورة الكهف (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا).
- إن الاستدلال بهذه الآية دفع المفسرين للقول بأن عدد أصحاب الكهف ليس خمسة لأن ذلك رجمًا بالغيب، بل الأرجح هو أنهم سبعةٌ وثامنهم كلبهم.
شاهد من هنا: قصة أصحاب الكهف كاملة مكتوبة
لجوء الفتية إلى الكهف
سنقوم بإجمال قصة هروب الفتية إلى الكهف وذلك من خلال النقاط التالية:
- تقول الروايات أن أصحاب الكهف كانوا من أشراف القوم، حتى أن أحدهم كان المستشار الأول للملك دقنيوس.
- وقد كان الملك يلاحق كل من يخالف دينه ويتبع دين التوحيد، حيث يقوم بحرق المخالفين لدينه ويصلبهم على باب المدينة.
- وصل خبر هؤلاء الفتية إلى الملك، فقام باستدعائهم لكي يتثبت من الخبر، لكن الفتية أقروا بإيمانهم بدين عيسى بن مريم وترك عبادة الأصنام.
- أمهل الملك دقنيوس الفتية عدة أيام حتى يتركوا دينهم ويعودوا إلى دينه، حيث لم يشأ أن يقتلهم مباشرةً حتى لا يتبعهم الناس، فهم قواده ومستشاريه.
- خلال هذه المهلة خرج الملك من المدينة لبعض شأنه، فما كان من هؤلاء الفتية إلا أن هربوا إلى كهف في جبل قريب من المدينة أسمه جبل بنجلوس.
- قام الفتية بعبادة الله والدعاء له داخل الكهف، وكانوا يرسلون أحدهم ويدعى تمليخا ليستطلع لهم أخبار المدينة ويجلب لهم الطعام.
عودة الملك إلى المدينة
- عاد الملك دقنيوس إلى مدينة فيلادلفيا بعد أن قضى عمله، فقام بطلب الفتية لأن المهلة قد انتهت لكنه لم يجدهم، عندها طار صواب الملك فأرسل الجنود للبحث عنهم.
- حتى وصل إلى مسامع الملك أنهم في كهف جبل بنجلوس، عندها جهز فرقةً من الجند وخرج بنفسه نحو الكهف لكن الله تعالى حال بينه وبين دخول الكهف، عندها أمر الملك بسد مدخل الغار حتى يموتوا داخله، وبالتالي يكون الغار قبرهم.
عودة أصحاب الكهف إلى الحياة من جديد
سنقوم بتلخيص استيقاظ أصحاب الكهف من رقادهم وانتشار خبرهم من خلال النقاط التالية:
- شعر هؤلاء الفتية الذين لجؤوا قبل وصول جنود الملك إليهم بنعسٍ شديد فخلدوا للنوم، بهد أن وضعوا الكلب عند باب الكهف كي يحرسهم.
- نام أصحاب الكهف ولكنهم لم يكونوا يعلمون أنهم سينامون ثلاث مئة وتسعة سنين.
- لقد حفت العناية الإلهية هؤلاء الفتية أثناء نومتهم، حيث لم يستطع جنود الملك الوصول إليهم، كما ضرب الله على آذانهم كي لا يستيقظوا.
- بالإضافة إلى أن الشمس كانت تميل عنهم ذات اليمين وذات الشمال، ولم تكن تأتيهم بصورة مباشرة، كما كانت أجسادهم تتقلب كي لا يصيبها العطب.
- مرت مئات السنين وتعاقب الملوك والأباطرة حتى اعتنق الإمبراطور قسطنطين الدين المسيحي، وأصبحت الديانة المسيحية هي ديانة الدولة الرومانية.
- ثم جاء الأمر الإلهي بعودة أصحاب الكهف إلى الحياة، وقد ظنوا أنهم قد ناموا يومًا أو بعض يوم.
- شعر الفتية بجوعٍ شديد فأرسلوا تمليخا كي يأتيهم بطعام، وطلبوا منه أن يحذر أن يراه جنود الملك.
- عند نزول تمليخا من الجبل شعر أن الدنيا حوله قد تغيرت ولكن لم يخطر على باله أنه قد مر على نومهم أكثر من ثلاث مئة سنة.
- وصل تمليخا إلى السوق وأراد أن يشتري الخبز ولكنه تفاجأ أن المسكوكة التي معه لم تعد تستخدم، حيث تجمع حوله الناس وذهبوا به إلى قاضي المدينة.
- سأله القاضي من أين جاء بالمسكوكة التي معه فقص عليه القصة، ولكنه لم يصدق قوله وذهب به إلى الحاكم.
- وصل تمليخا للحاكم وبعد أن سرد قصتهم بحذافيرها، عندها علم الحاكم أن الله قد أعاد الحياة إلى شهداء جبل أنجلوس.
اقرأ أيضا: كم سنة نام أهل الكهف؟
نهاية قصة أصحاب الكهف
- بعد أن أيقن الحاكم من صدق تمليخا طلب منه أن يعود لأصحابه، وهو سيتبعه بعد أن يدعو سكان المدينة لكي يشهدوا كيف عادت الحياه لأصحاب الكهف الذين تواترت قصة موتهم داخل الكهف منذ قرونٍ خلت، وعندما وصل تمليخا إلى أصحابه قص عليهم ما حدث.
- وكيف حفظ الله أجسادهم كي يكونوا آيةً خالدة لعظمة قدرة الله، ولكن أصحاب الكهف دعوا ربهم أن يميتهم، وعندما وصل الحاكم مع سكان المدينة وجدوا أصحاب الكهف قد ماتوا.
- عندها أمر الحاكم أن يعمّر على قبرهم مسجدًا كي يتم تخليد ذكراهم عبر العصور القادمة.
الدروس المستفادة من قصة أهل الكهف والكلب
يمكننا أن نأخذ العديد من الدروس والعبر من هذه القصة وهي:
- تُبين لنا قصة أصحاب الكهف أن القلب عندما يكون عامرًا بالإيمان الصادق بالله، فإن عناية الله ستشمله، ومن شملته عناية الله فلن يخزيه أبدًا.
- إن قصة أصحاب الكهف تشير إلى أن مشيئة الله ستتحقق ولو بعد حين، لذلك بعث الله أصحاب الكهف ليشهدوا تحقق وعد الله بانتصار دينه على عبادة الأوثان.
- كما أن هذه القصة تعتبر دليلًا قاطعا على يوم المعاد، وكيف يعيد الله تعالى الأرواح إلى الموتى كي يقوموا للحساب.
شاهد من هنا: قصة أصحاب القرية
وبالتالي نكون قد بينا من خلال هذا المقال قصة أهل الكهف والكلب كما تطرقنا إلى الدروس المستفادة من هذه القصة العظيمة، وعليه يمكنك عزيزي القارئ اعتماد موقع maqall.net في التعرف على هذا الموضوع بشكل أكبر.