قصة الحمامة والثعلب ومالك الحزين
تعتبر القصص القصيرة عامةً، من ألطف الطرق لتوصيل الحكمة، وإبراز الأخلاق السامية، ولا غنى عنها قبل النوم للأطفال على وجه الخصوص، أيضا تمد الكبار بالحكمة والموعظة.
لذلك بحثنا عن أفضل القصص، واهتدينا إليها، في كتاب كليلة ودمنة، الذي يضم قصص خيالية شيّقة ورائعة، من ضمنها قصتنا التي سنقصُّها عليكم اليوم في مقالنا هذا، وسنحلل شخصياتها، لتعم الفائدة أكثر، وتستعينون بها لتقصّوها على صغاركم، قبل النوم.
محتويات المقال
قصة الحمامة والثعلب ومالك الحزين
- في أيام الربيع المزهرة، كان هناك حيوانات كثيرة، تعيش في حضن غابة كبيرة.
- تزينها الزهور الملوّنة، وأشجار النخيل العالية، وأشجار الفواكه الزاهية.
- والعصافير تحلق في السماء، في بداية الصباح، تزقزق، وتغرّد، وتجمع الحبوب والطعام لصغارها.
- كذلك الزرافة ذات الرقبة الطويلة، الشامخة، ترفع رأسها لتحصل على طعامها من ورق الشجر.
- كانت لولو القطة الصغيرة، صديقة الحيوانات، تجدها مفعمة بالحيوية والنشاط.
- كل هذا يبرز الجانب الجميل، المليء بالحب والعطاء في الغابة.
- من جانب آخر في الغابة، نجد الكثير من أشكال الذل والظلم بين الحيوانات.
- على سبيل المثال، كان على أحد أغصان شجرة النخيل، منزل من القش، مصنوع بطاقة من الحب والعطاء.
- تسكنه حمامة طيبة ومسكينة، تخاف على بيوضها، وفراخها، من الحيوانات المفترسة.
- لكن لم تسلم من مكر الثعلب وظلمه.
- ففي كل مرة تفقس فيها بيوضها، وتبدأ بتنفس هواء الحياة، تملؤها الفرحة والبهجة.
- يأتي إليها الذئب، ويأمرها أن ترمي له بفراخها الصغيرة، ليلتهمها ويستمتع بطعمها.
- ويتلفّظ بصيغة تهديد، إما أن ترميهم، وإما أن أتسلَّق النخلة، وألتهمك انت وفراخك معًا.
- يتملكها الخوف منه، لا سيما أنه مفترس، فتقوم برمي فراخها وهي حزينة، واحدة تلو الأخرى.
- كان مالك الحزين، يسير في الغابة ذات يوم، وهو مشهور بذكائه وحكمته.
- وجد الحمامة وحزنها يخيم عليها، تنظر إلى بيوضها المتبقية والحسرة تملؤها.
- سألها باستغراب: “لماذا تبكين أيتها الحمامة الجميلة؟”
- قالت له إنه الثعلب المكار، يهددني ويأخذ مني فراخي الصغيرة، في كل مرة تفقس بها.
- وإذا قمت بالرفض، يهددني بتسلق الشجرة والتهامي أيضا.
شاهد أيضا: قصة خيالية قصيرة جدًا
تابع قصة الحمامة والثعلب ومالك الحزين
- قال لها: “إذا جاءك الثعلب في المرة القادمة، قولي له لا، ولا تخافي، فليس بإمكانه التسلق على الشجرة.
- وبعد يومين، جاء الثعلب كعادته، يصرخ ويقول ارمي لي بفراخك الصغيرة أيتها الحمامة.
- فوجئ بردها وهي تقول: “لا أيها الثعلب المكار، افعل ما شئت، لن أرمي فراخي، ولم أعد أهابك.”
- توقع الثعلب، أن هناك من أخبرها بهذا الرد، ولما سألها قالت له: مالك الحزين.
- انصرف الثعلب ليبحث عن مالك الحزين، وهو يتوعّد له بأشد عقاب.
- ولما التقى به قال له: “أريد أن اسألك يا مالك في أمرٍ يشغل تفكيري.”
- كيف لك أن تتجنب رياح قوية تأتي نحو وجهك من جهة اليمين؟
- رد عليه مالك وقال: “أجعل وجهي يتجه الى جهة الشمال.”
- قال الثعلب: “وإذا أتتك رياح أخرى من جهة الشمال؟”.
- قال مالك الحزين: “ليس هناك إلّا أن أضعه تحت جناحي، وأحتمي به”.
- ضحك الثعلب ولمعت عيناه من شدة المكر وقال: “اذًا أريد أن أرى كيف تستطيع أن تضع وجهك تحت جناحك.
- وزعم ينقض عليه، وقبل أن يرفع مالك رأسه، كان الثعلب قد حطّمه، وجعله وجبة غداء دسمة.
- والتهمه بشراهة، ويقول: “أعطيت الحكمة للحمامة، وأنقذتها مني، ولم تنقذ نفسك ونسيت حكمتك.
تحليل شخصيات القصة
تحتوي قصة الحمامة، والثعلب، ومالك الحزين، على حقيقة أشخاص موجودين معنا، على هذه الكرة الأرضية الكبيرة، سنوضح تحليل الشخصيات كالآتي:
- الحمامة: هي حمامة ساذجة، وجبانة، استغل الذئب مكره؛ ليحصل على ما يريده منها.
- سيطر الخوف على حياتها، إذ اعتبرت أن تهديده آتٍ لا مفرّ منه، وباتت تقدم له يوميًا كل متطلّباته.
- ولمّا نصحها مالك الحزين، بأنه ليس هناك داعي للخوف، لاسيما أنه لا يملك جناحين للوصول إليكِ.
- وفعلًا بكل ثقة، رفضت طلب الثعلب، وأقرّت له عن مالك الحزين عندما سألها، وهنا استغلّ غبائها كالمرات السابقة.
- مثلت الحمامة الشخص الضعيف، الذي لا يفكر كيف يمكن أن يغير قدره، او يواجهه، أو حتى يتصدى له.
- شخصية الثعلب: يمثل الفئة من الناس، المستغلّين لكل شيء، في سبيل السرقة، والجشع.
- ولا يعتبرون لوجود المبادئ والاحترام، كل هدفهم هو تحقيق مصالحهم فقط.
- شخصية مالك الحزين: أطلقت عليه لقب الناصح المغفل، لأن سذاجته كانت أكبر من سذاجة الحمامة.
- استطاع الثعلب أن يمحي من أفكاره أي شكوك أو حذر، ونسيَ أن يكون ناصحًا لنفسه كما نصح غيره.
- كان ضحية غبائه وسذاجته، كمن يقدّم نصائح لغيره، ولا يطبق النصائح لنفسه.
شاهد أيضا: حواديت اطفال قبل النوم قصيرة
كتاب كليلة ودمنة
باعتبار قصة الحمامة والثعلب ومالك الحزين، واحدة من أروع قصص كتاب كليلة ودمنة، سوف نتحدث عن هذا الكتاب وقصصه:
- قام بترجمته الأديب الكبير ابن المقفع.
- يتكون الكتاب من مجموعة قصص، فيها حِكم وأهداف، رائعة وعميقة.
- يجتمع فيه 3 حضارات، (هندية، فارسية، عربية).
- تمت ترجمته في القرن الثاني في العصر العباسي.
- كان اسمه قبل الترجمة (الفصول الخمسة).
- يهدف إلى الإصلاح الاجتماعي، والأخلاقي، والتوجيه السياسي.
- معظم أبطال القصص هي حيوانات مفترسة، وأليفة، محتواه موجّه إلى الأشخاص عامةً.
قصص أخرى من كتاب كليلة ودمنة
قصص هذا المقال ممتعة، ومفيدة للصغار، وللكبار أيضا، ومن هذه القصص:
- الثعلب والطبل.
- القرد والنجّار.
- الرجل والذئب والقوس.
- القملة والبرغوث.
- القرود والطائر والرجل.
- التاجر المستودع حديدًا.
العبرة المستفادة من قصة الحمامة والثعلب ومالك الحزين
نستخلص من قصة الحمامة، والثعلب، ومالك الحزين، الكثير من العبر والدروس الإنسانية، في الحياة ومن أبرزها:
- أن نسعى دائمًا لحماية حقوقنا.
- لا ندع مجالًا للخوف والضعف، للسيطرة على قلوبنا.
- اجعل من نفسي شخصًا قويًّا، قادرًا على مواجهة التحديات.
- أجدّد قوتي إصراري دائمًا.
- انصح نفسي وأتبع الخطوات الصحيحة.
- انصح الناس، واستفيد بالنصيحة، وأطبقها على نفسي.
- الناصح بحاجة النصيحة أيضا.
- تحمل القصة موعظة بليغة، تغيرنا للأفضل، وتجعلنا على طريق الأخلاق الحميدة.
للتعرف على المزيد: قصص قصيرة خيالية وهادفة
وأخيرا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية مقالنا هذا عن قصة الحمامة والثعلب ومالك الحزين، كما شمل موضوعنا، تحليل شخصيات القصة، ومعلومات عامة عن كتاب كليلة ودمنة، نتمنى أن نكون قدمنا لكم نتائج مبهرة، وقصّة شيّقة.