قصة الأبرص والأقرع والأعمى
قصة الأبرص والأقرع والأعمى تعتبر هذه القصة من أهم القصص التي ذكرت في السنة النبوية الشريفة حيث ذكرها معلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم.
وذلك بهدف موعظة المسلمين، وإظهار أهمية الصبر، والعبرة منه، وكذلك توضح القصة جزاء الشخص الصابر، والنعم الكثير التي سوف ينعم الله عليه به، وهذا كل سوف يظهر من خلال ثلاثة قصص مختلفة.
محتويات المقال
قصة الأبرص والأقرع والأعمى
تتناول هذه القصة حكاية ثلاثة أشخاص مختلفين يعاني كل واحد منهم من مرضاً ما، حيث يوجد الأبرص، ويوجد الأقرع، والأعمى، ومعنا سوف نتابع أحداث هذه القصة المميزة والمليئة بالحكم، فيما يلي:
- كان ياما كان هناك ثلاثة أشخاص، كل شخص منهم كان يعاني من مشكلة ما.
- حيث كان الأبرص يعاني من مرض جلدي وهو البرص.
- والأقرع يعاني من مشكلة الصلع، والأعمى كان عاجزاً عن الرؤية.
- خلال أحد الأيام جاء الملك إلى هؤلاء الأشخاص الثلاثة.
- وسأل كل واحد منهم عن الشيء الذي يريده بشدة، ويتمنى حدوثه.
- كانت إجابة الأبرص على السؤال الذي وجهه الملك إليه هو أنه يتمنى من الله أن يرفع عنه البلاء ويعالجه من داء البرص.
- وأن يحظى بكم كبير من المال، ويعم عليه الخير.
- لذا ما كان من الملك إلا أنه قام ودعا الله سبحانه وتعالى بأن يرفع من على الأبرص المرض الذي يعاني منه.
- وعندما سأله عن الأموال التي يريد أن يمتلكها، قال الأبرص أنه يحب الإبل، لذا رزقه الله بما يحب وهو مئة من الإبل.
- عندما توجه الملك إلى الأقرع ليسأله عن ماذا يريد في هذه الحياة، كنت إجابة الأقرع بسيطة للغاية وهي أن يخلصه ربه من مشكلة القرع، وأن يبدأ شعره في النمو.
- سأله الملك مرة أخرى عن الأموال التي يحب أن يمتلكها فقال له الأقرع أنه يحب الأبقار، لذا نجد أن الله سبحانه وتعالى رزقه بالكثير من الأبقار.
- أخيراً توجه الملك إلى الشخص الأعمى وسأله نفس السؤال عن الأمنية التي يريدها.
- وكانت إجابة الشخص الأعمى أن يرجع الله سبحانه وتعالى إليه بصره مرة أخرى، لذا بالفعل تحققت أمنيته.
- عندما سأله الملك عن الأموال وماذا يريد في هذا الشأن كانت إجابته أنه يحب الأغنام.
- لذا فما كان من الله إلا أن يرزقه بعدد من الأغنام التي يمكن أن يرعاها.
شاهد أيضًا: قصة الأضحية للأطفال
نهاية قصة الأبرص والأقرع والأعمى
بعد المرحلة الأولى من القصة وهي تلك المرحلة التي يشفى فيها الأشخاص الثلاثة من علتهم، وبعد أن رزقهم الله سبحانه وتعالى بالأموال، يوجد تكملة لهذه القصة:
- بعد فترة من الزمن عاد الملك مرة أخرى إلى الأشخاص الثالثة وكان على نفس الهيئة القديم لهذا الشخص.
- ذهب الملك في البداية إلى الشخص الأبرص.
- وكانت هيئته مشابهة للغاية لهيئة الأبرص القديمة، أي رجل لديه مرض البرص، ويحتاج إلى المال.
- طلب الملك من الرجل الأبرص وهو في هذه الحالة بعض المال، أو عدد من الإبل.
- وذلك لأنه ضعيف، وفقير، وما كان من الأبرص إلا أن ينهر الشخص الأبرص الفقير، ولن يعطيه له شيء.
- بعدها ذهب الملك إلى الشخص التالي وهو الأقرع، وتنكر في شخص أقرع فقير وطلب منه بعض الأموال، أو الأبقار.
- وكان رد فعل الأقرع مماثل لرد فعل الأبرص، وهو الرفض.
- كانت آخر وجهة للملك هي الرجل الأعمى ذهب إليه متنكر في شخص أعمى وفقير.
- وطلب منه الأموال وبالفعل قد لبى الأعمى طلب السائل، وإعطائه ما أراد، وما يحتاج إليه.
- لذا كان مصير كل من الشخص الأبرص والأقرع هو عقاب من الله سبحانه وتعالى، حيث عاد إلى حالتهم السابقة بسبب دعوة الملك عليهم.
- أما الشخص الآخر الأعمى جزاه الله عن فعله خير.
- حيث كان شاكر للنعمة التي أنعم الله عليها بها، لذا ظل الأعمى منعماً بنعم الله عليه مدى حياته.
فوائد من قصة الأقرع والأبرص والأعمى
قصة الأقرع، والأبرص، والأعمى من أجمل القصص المليئة بالحكم والمواعظ، وعلى هذا يجب استخراج هذه الحكم، والمواعظ من هذه القصص، وفيما يلي نذكر أهم هذه الدروس:
- الصبر على الابتلاء تعتبر صفة الصبر من أجمل الصفات التي يمكن أن يتحلى بها أي شخص في الحياة.
- لذا فإن الصبر هو أفضل سلاح لدى جميع المؤمنين عندما يبتلون بأي مرض أو أي بلاء.
- جزاء الصبر كبير وعظيم عند الله سبحانه وتعالى في الدنيا والأخيرة، حيث عندما يحسن الشخص التعامل مع همه، وتعبه، وحزنه.
- وجميع ابتلاءاته، يكون له خير جزاء من الله عز وجل.
- شكر النعم، والعمل على الحفاظ عليها عن طريق العمل الصالح يعتبر أفضل شيء يمكن أن يقوم به الإنسان.
- حيث كلما كان الشخص شاكراً لجميع نعم الله عليه، كلما زادت هذه النعمة.
- العكس صحيح أيضاً كلما كان الشخص جاحد وغير مقدر للنعمة، كلما كان عقاب الله له عسير.
- وذلك بسبب غضب وسخط ربنا عليه، بسبب عدم شكره للنعمة.
- التحدث بالنعمة وذكره كلما جاءت فرصة، حيث يعتبر الحديث عن النعم شكل من أشكال شكر الله على النعمة.
- وذلك لأن الشخص لم ينكره، ولم ينسب الفرد الفضل لنفسه.
- إنكار النعمة يعتبر من أهم الصفات السلبية التي يمكن أن تصيب الإنسان، وهي الشيء السيئ الذي أصاب كل من الأبرص والأقرع.
- حيث قاموا بنهر السائل الذي أراد مساعدتهم.
اقرأ أيضًا: قصة النبي هود للأطفال
أين وردت قصة الأبرص والأقرع والأعمى؟ ومن رواها؟
جاءت قصة كل من الأبرص والأقرع والأعمى في كتاب صحيح البخاري، وكذلك صحيح مسلم.
حيث قام سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه بروايتها عن رسول الله ومعلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان الرسول يتحدث مع أصحابه.
أن كان هناك ثلاثة أشخاص من بني إسرائيل يعانون من المرض والفقر، وكان كل واحد منهم يعاني من مرض مختلف عن الآخر.
تكمن الفكرة في هذه القصة في أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يرى كيف سيرد الثالث أشخاص على اختبار الله لهم عندما أرسل لهم ملك.
يسأل عن أمنيتهم، ومع تداول الأحداث يأتي فرج الله عليهم، وكذلك بمرور الأحداث يأتي ابتلاء الله لناكر النعم منهم.
ماذا نتعلم من قصة الأبرص والأقرع والأعمى؟
فيما يأتي نذكر تلخيص لأهم النقاط الأساسية التي يمكن أن نخرج بها من قصة الأبرص، والأقرع، والأعمى، ومنها نذكر ما يلي:
- التغيير يعتبر هو الشيء الوحيد الثابت في هذا الكون.
- وذلك لأنه سنّة من سنن الله الكونية، لذا فإن على الشخص العاقل أن يفطن هذه السنة.
- حيث يجب على الشخص أن يعي أنه إذا كان في نقمة، فلا داعي لليأس وذلك لأن الفرج قريب.
- وإذا كان العكس أي في نعمة فإنه يجب أن يعرف أن دوام النعمة من الأمور المحالة.
- يجب أن يتجنب الشخص الكفران بنعم الله عليه، ويجب ألا يجحد بكون الفضل الأول والأخير من الله سبحانه وتعالى.
- يجب أن يتجنب كذلك البخل في العطاء، وذلك لأن البخل سبب من أسباب زوال النعم.
- يفضل أن يشكر العبد الله سبحانه وتعالى على النعم التي يمتلكها.
- ويفضل أن يعترف بأنّها من الله سبحانه.
- ويجب أن يعرف أن البذل منها في سبيل الله ولوجه الله يعتبر السبب الأساسي وراء دوامها.
شاهد من هنا: قصة مؤمن آل ياسين
قصة الأبرص والأقرع والأعمى هي قصة جميلة تحمل العديد من المعاني الحسنة، والمواعظ، وذكرت في التراث الإسلامي القديم، وبالتحديد في السنة النبوية الشريفة، حيث جاء ذكر هذه القصة في صحيح البخاري وكذلك مسلم.