قصة الأسد و الحطاب
الكثير من الحكايات تُدخل على أرواحنا البهجة والسرور، خِصيصًا وإن كانت تتميز بالأحداث المشوقة والتي دائمًا ننتظرها بشغف، لذلك سنقدم لكم الأحداث الأكثر تشويقًا ومغامرة في قصة الأسد والحطاب.
محتويات المقال
قصة الأسد والحطاب
- كان يا ما كان في سالف العصر والأوان، كان هناك غابة جميلة بأشجار مزهرة وفي هذه الغابة بدأت أحداث قصة الأسد والحطاب، الغابة أيضًا طيور بلابل تُغرد ليل نهار.
- وكان يحكم هذه الغابة أسد كبير ضخم البُنيان، وفي الغابة العديد والعديد من الحيوانات وكان هناك ذئب وغراب يلازمان الأسد ملك الغابة أينما راح وذهب.
- وكانا يمشيان معه في أي مكان يتوجه إليه ويأكلان الطعام الذي يتبقى من الفرائس التي يصطادها الأسد لأنهما كانا كسولين جدًا ويعتمدان على الأسد.
- في مكانٍ قريب جدًا من الغابة كانت يوجد قرية هادئة رائعة وأهلها متحابون وكان يعيش بها رجل طيب يعمل على جمع الحطب ويبيعه ليقتات منه.
- وفي يومٍ من الأيام قرر الذهاب إلى الغابة التي يعيش فيها الأسد وقد أخذ معه فأسه حتى يقطع به الأشجار الموجودة في غابة الأسد.
شاهد أيضًا: كتب كتاب من كليلة ودمنة
الحطاب والأسد
- وفي إحدى الأيام كان الحطاب مشغولًا جدًا في تقطيع الأشجار وفجأة سمع أصواتًا مزعجة وضجيجًا قويًا يأتي من وراء الأشجار.
- وبدأ يفكر من أين تأتي هذه الأصوات ولماذا، وماذا يحدث بالضبط.
- ذهب الحطاب ناحية مصدر الصوت، وبمجرد اقترابه من المكان الذي به هذا الضجيج فجأة ظهر له الأسد وهو ينظر للحطاب بنظرة المُستعد للانقضاض على فريسته.
- تفاجأ الحطاب بما رأى لكنه كان يتمتع بشدة الذكاء والفطنة ومن هنا تبدأ قصة الأسد والحطاب.
- فحيا الأسد بسرعة بالغة وقال له إنني سعيد جدًا برؤيتك يا جلالة الملك
- اندهش الأسد مما قاله الحطاب وقال له، أأنت سعيد لرؤيتي أأنت لست بخائف مني.
- فرد عليه الحطاب بذكائه، بل أنا أحترم جلالتك كثيرًا أيها الملك وكنت أتمنى دائما أن أراك وألتقي بك.
- هل تعلم أن زوجتي ماهرة جدًا في إعداد الطعام، وكنت أتمنى أن تتذوق طعامها.
- ما رأيك إن معي الكثير من الطعام الذي أعدته لي زوجتي فهل شاركتني إياه وتذوقت منه معي جلالتك.
- وعندما رأى الأسد الطعام الذي دعاه الحطاب لتناوله معه تفاجأ وقال له، ما هذا إنها خضروات.
- ألا تعلم أني لست نباتيًا ولا أستطيع تناول طعام آخر غير اللحوم.
- فرد عليه الحطاب وكله فخر وزهو قائلًا له، ولكن إذا تكرمت وتذوقت من طهي زوجته فسوف تتوقف عن تناول أية لحوم بعد الآن.
- ولأن الأسد كان جائعًا بشدة قَبِل على غير إرادته أن يتناول من طعام الحطاب.
- وبدأ الأسد يفكر في الذئب والغراب وفرح جدًا لأنهما لم يشاهداه وهو يتناول الخضروات وإلا كان زمانه أضحكتهم هذا اليوم.
- وبمجرد تذوقه هذه الخضروات المطبوخة حتى أُعجب بمذاقها اللذيذ، وعبّر عن إعجابه بالطعام للحطاب قائلًا له، لم أتذوق أبدًا طعامًا جيدًا كهذا الطعام من قبل.
- فابتسم الحطاب وقال له، أرجوك أن تقبل دعوتي وتشاركني طعامي كل يوم يا جلالة الملك.
- لكن لي رجاءً بسيط وهو ألا تجعل أي أحد يعرف أي شيء عن صداقتنا هذه، فأنا أريدك أن تأتي إلى هنا لتناول الطعام معي بمفردك.
الغراب والذئب
- ولاحظ الذئب والغراب الكسولين هذا التغيير الذي حدث في حياة الأسد، فقد توقف فجأة عن اصطياد الفرائس، وذلك سيؤدي إلى موتهما جوعًا إن توقف عن الصيد لبقية حياته.
- ويذهب إلى مكان ما يوميًا ويرفض بشدة أن يصطحب أحدٌ معه، وظلا يفكران طويلًا في هذه الحالة التي وصلا إليها بعد توقف الأسد عن توفير الطعام لهم.
- فقال الغراب الذئب، يجب أن نعرف السر وراء تغيير الأسد ونكون على علم بما يحدث من حولنا، يجب أن نراقب تحركات الأسد جيدًا لنتعرف على الأحداث الجارية.
- وبدأ الذئب والغراب في قصة الأسد والحطاب يراقبان الأسد، ويتبعونه على بعد ومن مسافة آمنة.
- وكانت المفاجأة أن شاهدا الأسد يأكل طعام يحضره إليه الحطاب.
- كما تعجب الغراب وقال للذئب، أهذا هو السر والسبب وراء توقف الأسد أن يصطاد الحيوانات.
- لذلك يجب علينا أن نعمل حيلة تنجح في إفساد صداقة الأسد مع الحطاب.
- حتى يعود مرة أخرى إلى الصيد، ونعود نحن أيضًا إلى الاعتماد عليه في توفير احتياجاتنا من الطعام.
شاهد أيضًا: قصة عزير والحمار للأطفال
في عرين الأسد
- عند حلول المساء ومع غروب الشمس رجع الأسد سعيدًا إلى عرينه وفي ذلك المساء كان الذئب والغراب في انتظار استقبله بالترحاب وقالا له.
- لماذا نسيت أصدقائك هكذا يا سيدي، نود أن يجتمع شملنا من جديد.
- حتى نذهب سويًا للصيد كما كنا من ذي قبل معًا.
- فأجابهم الأسد بحزم قائلًا، لا أريد الصيد مرة أخرى فقد توقفت للأبد عن تناول اللحوم.
- وهذا الفضل يرجع إلى صديقي الذي منذ أن التقيت به غيّر كثيرًا من جميع عاداتي القديمة.
- فأظهر الغراب الفرح والسرور وقال له، نريد أن نلتقي نحن أيضًا مع صديقك هذا.
في الغابة
- أشرقت الشمس على صوت البلابل فوق أشجارها تغني للطبيعة الخلابة في اليوم التالي.
- كما ذهب الحطاب كعادته كل يوم ليقطع الخشب من الأشجار وكان في انتظار صديقه الأسد.
- وفجأة سمع ضجيج من حوله وأصواتًا مرتفعة، ولأنه كان رجل دقيق الملاحظة وذكي جدًا.
- بدأ فورًا في التسلق على شجرة طويلة جدًا وقد استطاع من هذه المسافة أن يرى الأسد وهو يقترب للمكان الذي يتقابلان فيه.
- ولكنه لم يكن بمفرده مثل بقية الأيام الماضية بل كان معه الذئب والغراب.
- فأخذ يحدث نفسه قائلًا، في وجود الذئب والغراب لن تدوم صداقتي طويلًا مع الأسد.
الحطاب يتخلص من الأسد
- وعند وصول الأسد إلى مكان الحطاب نظر إليه وهو على الشجرة ودعاه قائلًا له.
- تعال أيها الرجل وانضم لصُحبتنا فإن الغراب والذئب صديقي منذ زمنٍ طويل وسيكونان صديقك أنت أيضًا.
- وقد كان الحطاب أخذ قراره بالتخلص من هذه الصداقة لأنها حتمًا سوف تقضي عليه فرد على الأسد قائلًا.
- إنك كنت نعم الصديق، ولكن قبل أن تكسر وعدك لي، ألم نتفق على ألا يعلم بصداقتنا هذه أحد، فما هذين وما يفعلان معك.
- وبما أنك قد كسرت وعدك يمكن لك أن تخون صداقتنا وتقتلني في أي وقت وبسببهما أيضًا.
- أما الآن فوداعًا أيها الملك ويجب عليك من هذه اللحظة أن تنسى صداقتنا، وفي هذه اللحظة انتهت قصة الأسد والحطاب.
- ومنذ ذلك الحين لم تجمع الصداقة مرة أخرى بين الحطاب والأسد بسبب خيانته للوعد.
شاهد أيضًا: قصص جحا والحمار للأطفال
الحكمة من القصة
- الحكمة في قصة الأسد والحطاب، لا تخلف وعدك مهما كان من المُغريات أمامك.
- لأنك ربما تخسر الشخص الذي كان سببًا في تغييرك للأفضل.
- فالفرصة العظيمة لا تأتي في حياتنا إلا مرة واحدة، فإن أضعتها يجب عليك نسيان تكرارها مرة أخرى.
وبذلك نكون قد وصلنا لنهاية قصتنا وخبرتنا المقُدمة في قصة الأسد والحطاب، ونتمنى لكم أن تكون قد نالت على استحسانكم، ودامت ابتسامتكم تملأ قلوبكم.