قصة زيد بن حارثة مع الرسول
وفي سياق الحديث عن قصة زيد بن حارثة مع الرسول سنتعرف على الصحابي زيد بن حارثة من خلال موقع maqall.net الذي كان له مكانة كبيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان مولى للنبي.
قد تبناه الرسول قبل البعثة، ويعتبر زيد من أولى الموالي في الإسلام، وهو من بين الصحابة الوحيد الذي تم ذكره في القرآن الكريم.
محتويات المقال
قصة زيد بن حارثة مع الرسول
كان زيد بن حارثة مع أمه أثناء زيارتها إلى قومها فأغار مجموعة من الأعراب عليهم وأخذوا زيدًا وهو غلام وعرضوه للبيع في سوق عكاز.
ثم قام حكيم بن حزام بشرائه وباعه لعمته خديجة بثمن أربعمائة درهم، وعندما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة وهبت زيد له، وبعد عدة أيام تمكن مجموعة من أهله من التعرف عليه أثناء أداء الحج فقال لهم: أبلغوا أهلي.
فقالوا لأبيه عن مكانه، فخرج أبيه وعمه بفدائه وذهبوا للنبي صلى الله عليه وسلم، فوجدوه في المسجد فدخلوا إليه وطلبوا منه زيد بن حارثة مقابل الفداء.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ادعوه وأسالوه فإن أراد الذهاب معكم فهو لكم بدوم فداء، وعندما جاء زيد وسأله النبي عن هؤلاء الرجال قال له هذا أبي وعمي، فقال له أنا من قد علمت فاخترني أو اخترهما.
فاختار زيد النبي صلى الله عليه وسلم فكان يعتبره بمثابة الأب والعم له، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال: إن زيد ابني يرثني وأرثه، فلما شاهد أهله ذلك اطمأنت قلوبهم وانصرفوا، وظل اسمه زيد بن حارثة حتى جاء الله عز وجل بتحريم التبني في الإسلام.
شاهد من هنا: قصة زواج النبي من صفية
قصة زواج زيد بن حارثة
قد خطب النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش فهي بنت عمة النبي لزيد بن حارثة ولكنها رفضت ذلك وقالت أنا خيرًا منه نسبًا.
ولكن زيد مولى عند الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أنزل الله في كتابه 🙁 وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) (سورة الأحزاب الآية 36(.
ولكنها وافقت في نهاية الأمر طاعةً لله عز وجل ورسوله، وقد دام هذا الزواج سنة حتى وقع بينهم خلافات فاشتكى للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك باعتباره مولاه.
فأراد زيد أن يطلقها فقال له النبي أمسك عليك زوجك وأن يصبر عليها رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم عن طريق الوحي أن زيد سيطلقها.
ولكن خشي أن يقول الناس أنه تزوج امرأة ابنه.
وهذا الأمر غير مقبول في الجاهلية، فأنزل الله عتاب للنبي في قوله: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) (الأحزاب: 37).
فعاتب الله على النبي أنه خشي الناس والله أحق أن يخشاه، ويحاول أن يخفيه ما علمه من الله عز وجل أن زيد سيطلق زينب وسيتزوجها النبي تحريمًا للتبني.
فقد خطب النبي زينب بعد انتهاء عدتها، وأبطل الله التبني، وأصبح حلال للمسلمين أن يتزوجوا من زوجات أبنائهم بالتبني بعد موت الزوج أو حدوث الطلاق.
اقرأ أيضا: هل تعلم عن الرسول للإذاعة المدرسية
اعتقادات خاطئة عن قصة زيد بن حارثة مع الرسول
قال البعض أن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقول لزيد أمسك عليك زوجك وأنه كان يخفي رغبته فيها.
ولكن الرسول كان يخفي ما أطلعه عليه من زواجه من زينب وتطليق زيد لها ويتضح ذلك في قوله تعالى: (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) (الأحزاب: 37).
حيث أن الذي أظهره الله تعالى في آياته بعد ذلك هو زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش كما جاء في قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا).
والمقصود أيضًا من قول الله تعالى: (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخشى أن يخبر الناس بأنه سيتزوج امرأة ابنه كما أخبره الله عز وجل.
فلو كان النبي يريد أن يتزوج زينب رغبةً فيها لتزوج هو وهي بنت عمته، فلماذا يذهب ليخطبها لزيد؟!.
ولكن زواجه منها كان لحكمة عند الله وهي تحريم التبني؛ وذلك لقول الله تعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً).
الدروس المستفادة من قصة زيد بن حارثة مع الرسول
هناك بعض العبر والمواعظ من هذه القصة سوف نسردها خلال السطور التالية:
- التسليم بقضاء الله تعالى فقد تأتي النعم من المحن.
- الصبر على المحن فإن بعد العسر يسر.
- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأقواله.
- الاعتراف والامتنان لمن يقدم لنا خدمة.
- العلم بتحريم التبني في الإسلام.
- زيادة الإيمان بالله ورسوله والاستسلام لأوامره.
- عدم التمييز بين الغني والفقير، وبين الأسود و الأبيض، ولا بين السيد والعبد.
شاهد أيضا: سعد بن أبي وقاص
وبهذا نكون قد تحدثنا عن قصة زيد بن حارثة مع الرسول وكيف كان يحب الرسول زيد حتى أنه حزن على موته حزنًا شديدًا.
فقد كان زيد قريب من قلب النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قتل زيد في غزوة مؤتة وأصبح من شهداء الإسلام، فقد كان الأمير الأول لجيش المسلمين.