صلح الحديبية وفتح مكة
يتساءل الكثيرون حول صلح الحديبية وفتح مكة المكرمة، وصلح الحديبية كان عبارة عن هدنة بين المسلمين وبين قادة كفار قريش، وكانت في شهر نوفمبر “ذي القعدة”.
في السنة السادسة من الهجرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ينص الاتفاق أو الهدنة على إلزام الطرفين بعدم القتال أو القيام بمعارك ضد بعضهم البعض، وقد ظن المسلمين أن هذا الصلح لصالح الكفار.
محتويات المقال
معلومات عن صلح الحديبية
- وقع صلح الحديبية بين المسلمين وبين كفار قريش.
- تم الاتفاق على صلح الحديبية بالقرب من مكة في الشهر الحادي عشر “ذي القعدة”.
- كان صلح الحديبية عام 627 ميلاديًا وكان لصالح المسلمين.
- تم عقد هدنة بين المسلمين وكفار قريش بعدم تعرضهم لبعضهم البعض لمدة 10 سنوات.
- كان سبب الهدنة هو الاعتداء الذي حدث من بني بكر بن عبد مناة على بني خزاعة.
صلح الحديبية وفتح مكة
هناك الكثير من الأمور التي أدت إلى صلح الحديبية وفتح مكة المكرمة، وكان سبب الصلح هو تعدي بني بكر بن مناف على بني خزاعة، وصلح الحديبية وفتح مكة المكرمة كان لعدة أمور:
أسباب صلح الحديبية
كان صلح الحديبية بسبب رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أنه يطوف بالكعبة، كما كان المسلمين يرغبون في زيارة الكعبة الشريفة وبيت الله الحرام.
وقد اجتمع المسلمين عند رسول الله وأعربوا عن نيتهم في الدخول إلى مكة لقصد بيت الله وقضاء مناسك العمرة ليحلقوا رؤوسهم كما رأى رسول الله في منامه، وقد وافق رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهبوا إلى هناك.
خروج الرسول والمسلمين إلى مكة
بعد الاتفاق على الذهاب إلى مكة والتي كانت مقر كفار قريش أعداء الإسلام ورسول الله، ذهب الرسول ومعه الأنصار والأعراب من المسلمين، وكانوا حوالي 1500 شخصًا.
ولغياب رسول الله عن المدينة المنورة مع الصحابة قام بتعيين نميلة بن عبد الله خليفة لحين عودته من مكة، وقام رسول الله بالذهاب والإعراب عن نيته في الدخول إلى العمرة ولا نية له في الحرب مع قريش.
شاهد من هنا: متى كان صلح الحديبية وشروطه
استعداد قريش لقتال الرسول
ذهب رسول الله ومن معه من المسلمين وقد التقى بسفيان الكعبي، والذي أخبره أن قريش مستعدة للقتال، ولن يسمحوا له ولمن معه بالدخول إلى مكة.
وجاء خالد بن الوليد في المقدمة لمنع الرسول والمسلمين من الدخول إلى مكة، فقال لهم رسول الله أنه يريد الدخول بسلام دون حرب أو قتال، وقد سلك طريقًا آخر غير الطريق الذي يتواجد به كفار قريش.
إرسال الصحابي عثمان بن عفان لمساومة قريش
طلب رسول الله من عمرو بن الخطاب رضي الله عنه الذهاب لقريش للإعراب عن نيتهم في عدم القتال، ولكن اعتذر عمرو بن الخطاب رضي الله عنه من رسول الله.
وقال أنه يفضل إرسال شخصًا عزيزًا على قريش، فقام رسول الله بإرسال عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى كفار قريش.
لكي يعبر عن نيتهم في الدخول إلى الكعبة وأنهم لم يأتوا من أجل الحرب، وذهب عثمان بن عفان وأخبر قريشًا أن رسول الله يقول أنه جاء للعمار وليس للقتال.
ولكن احتبسه آل قريش وتأخر في العودة، وقلق رسول الله عليه خاصة أنه شاع بأن قريش قد قتلت عثمان بن عفان رضي الله عنه”.
بيعة الرضوان
بسبب الإشاعة التي ظهرت بأن عثمان قد قتل قرر رسول الله قتال قريش، وقد بايعه المسلمين على ذلك تحت شجرة سمرة.
حيث قام المسلمون بالاجتماع ومبايعة رسول الله على محاربة قريش وأنهم يفضلون الموت على الفرار، وسميت هذه المبايعة “بيعة الرضوان”.
وهذا لقول الله عز وجل” لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا”.
إرسال قريش عروة بن مسعود لرسول الله
بعد قرار المسلمين بمحاربة قريش جاء إليهم خبر بعدم وفاة الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وعندما تأكد رسول الله من ذلك قرر عدم القتال مع قريش وعدم سفك الدماء.
وبعث عروة بن مسعود من قبل قريش لرسول الله، وأخبره أن قريش تريد القتال.
وأنهم لن يسمحوا له بالدخول، فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالرد عليه.
وقد تعجب عروة من محبة الصحابة لرسول الله.
اقرأ أيضًا: نتائج صلح الحديبية
عودة عروة بن مسعود إلى آل قريش
عاد عروة وهو متعجب من حب الصحابة لرسول الله.
وقال “يا معشر قريش إني قد جئت كسرى في ملكه، وقيصر في ملكه، والنجاشي في ملكه.
وإني والله ما رأيت ملكا في قومه قط مثل محمد في أصحابه.
وإنه عرض عليكم خطة رشد فتقبلوها وإني لكم ناصح”.
ولكن رفضت قريش ذلك الأمر، وقالوا لن نسمح له في هذا العام ولكن سوف نسمح له في عام آخر.
الصلح بين قريش والمسلمين
أرسلت قريش عددًا من الفرسان لقتل المسلمون والنيل منهم.
ولكن أسرهم المسلمين بقيادة محمد بن مسلمة.
وهرب قائدهم إلى قريش، وقد عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم.
لكي يؤكد إلى قريش رغبته في عدم القتال وحفاظًا منه على حرمة الشهر.
وحينما رأت قريش ذلك تأكدت من نية الرسول والمسلمين.
وأنهم لن يحاربوهم أو يقاتلوهم، فقاموا بإرسال سهيل بن عمرو للاتفاق على الصلح والبنود.
بنود صلح الحديبية
كانت بنود صلح الحديبية مكتوبة بين المسلمين وبين قريش، وقد وافق رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، على الرغم من عدم رضاء المسلمين عليها بشكل كامل، والبنود هي:
- وقف المعارك والغزوات بين المسلمين وبين قريش لمدة 10 أعوام.
- وقف الحروب والخيانة أو الاغتيال سواء من المسلمين أو من أهل قريش.
- إذا أتى أحد من قريش لرسول الله دون علمهم يرده رسول الله لهم.
- وإذا أتى أحد من المسلمين إلى قريش لن يقوموا برده إلى المسلمين.
- لجميع القبائل الحق في اختيار دينهم، سواء دخولهم في عهد المسلمين أو قريش.
- وجدير بالذكر أن بني خزاعة قد دخلت في عهد المسلمين، بينما دخل بنو بكر في عهد قريش.
- ألا يقوم المسلمين بالدخول إلى العمرة هذا العام ويعودوا في العام القادم.
- يجب على المسلمين ألا يحملوا معهم أي سلاح سوى السيف.
غدر قريش صلح الحديبية
قد نقضت قريش الصلح بسبب اتفاقهم مع بني بكر على قتال بني خزاعة أثناء انشغال المسلمين بالفتوحات والدعوة، وقد قتلوا حوالي 23 شخصًا.
وأرادت قريش تجديد الاتفاق وقامت بإرسال أبي سفيان ولكن رفض الرسول صلى الله عليه وسلم الصلح.
ولم يستجيب أحد لأبو سفيان حول إقناع رسول الله بقبول تجديد الصلح وعاد إلى قريش مرة أخرى.
فتح مكة المكرمة
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخطيط سرًا إلى مهاجمة الكفار وفتح مكة المكرمة.
وهذا بعد أن قامت قريش بنقض عهدها، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم خطة لغزو المشركين.
ولم يخبر أحد بها حتى لا يعرف كفار قريش، وتم فتح مكة في 20 رمضان في العام الثامن من الهجرة.
وانتصر المسلمين على قريش وانضمت مكة إلى الدولة الإسلامية.
شاهد أيضًا: بحث كامل عن أحداث وشروط صلح الحديبية
وفي خاتمة المقال نكون أوضحنا أسباب صلح الحديبية وفتح مكة المكرمة بعد نقض قريش الصلح والاتفاق مع المسلمين، والدروس المستفادة من قصة صلح الحديبية هو أن الكفار ليس لهم عهد.
وإن عهدوا عهدًا ينقضوه، كذلك قد أعز الله عز وجل الإسلام والمسلمين ونصرهم لفتح مكة، على الرغم من حزنهم وموافقتهم على صلح الحديبية برغم بنوده الظالمة لهم.