قصة قتل طالوت وجالوت في الاسلام
قصة قتل طالوت وجالوت في الإسلام، ذكر القرآن الكريم العديد من قصص الأولين وتناول الكثير من الأحداث التي دارت بين أنبياء الله وبين قومهم في مواضع كثيرة من القرآن، وذلك ليحتذي المؤمنين بما يقربهم من الله وأتباع ما جاء به أنبياء الله ويتجنبوا الوقوع في العصيان أو مخالفة أوامر الله.
ولقد من الله على جميع الأمم بإرساله نبي في كل أمة ليخرج أهلها من الظلمات إلى النور وكي لا يكون للناس حجة يوم القيامة بعدم إيمانه بوحدانية الله وربوبيته، وقد ذكر الله جل جلاله في القرآن الكريم أحداث كثيرة دارت في بني إسرائيل في مواضع كثيرة من القرآن.
وذلك لكثرة عدد الأنبياء الذين بعثوا إليهم حيث كان كلما مات نبي أو قتل أرسل الله إليهم غيره، ومن ضمن الأحداث التي دارت بين بني إسرائيل قصة قتل طالوت لجالوت وقد تناولها القرآن تفصيلا في سورة البقرة.
محتويات المقال
بداية قصة قتل طالوت وجالوت في الإسلام
- بعد وصول بني إسرائيل إلى فلسطين واستقرارهم بها بدأت القبائل والأمم المجاورة بشن هجمات.
- وغارات على بني إسرائيل كأهل فلسطين ومدين، وكثرت المعارك فمرة غالبين ومغلوبين.
- حتى سلط الله عليهم قومًا جبارين أخرجوهم من ديارهم واستولوا على بلادهم.
- وجاء على لسان نبيهم بعد أن طلبوا منه أن يجعل لهم ملك يقودهم أنه يخشى إذا كتب عليهم القتال ألا يقاتلوا.
- فقالوا لم لا نقاتل وقد أخرجنا من ديارنا وقد وضح القرآن هذا الحديث تفصيلًا في سورة البقرة.
شاهد أيضًا: من هو سيد الخزرج في الاسلام
طالوت وجالوت في الإسلام
- ذكر طالوت في القرآن بهذا الاسم لكن عرف في العبرية باسم شاؤول، ولم يكن طالوت نبي أو مرسل.
- إنما كان أول ملك حكم بني إسرائيل وقد كانت فترة حكمه ما بين عام 1020 إلى 1000 قبل الميلاد.
- وكان أول ملك يختاره الله لبنى إسرائيل، وذلك حينما طلبوا بني إسرائيل من نبيهم في هذا الوقت صموئيل أن يجعل لهم ملك يقود جيشهم في الحرب ضد الطاغية جالوت.
- وبالفعل رشح لهم طالوت وهذا ليس تقليل من شأن نبيهم فكل ميسر لما خلق الله ومنصب الحكم يحتاج إلى سمات معينة ليكون هو الملك.
- ولكن بني إسرائيل كعادتهم اعترضوا على طالوت كملك معللين رفضهم بأنه أقل منهم في النسب والعرقز
- كما أنه ليس من الأثرياء فكيف يكون هو ملكهم.
- فأخبرهم نبيهم بأن الله هو من اختار طالوت ليكون ملك عليهم وميزه بالعلم والبنية الجسدية.
- وهو ما يحتاجه الملك ليملك زمام الأمور بالعقل والقوة معًا.
- ولكي تهدأ نفوس بني إسرائيل ويطمئنوا أرسل الله لهم آية تؤكد بأن طالوت اختيار الله لهم.
- وكانت تلك الآية أن يأتي لهم التابوت وهو صندوق كان يوجد بعض صحائف التوراة.
- وكان قد أخذه جالوت منهم في أحد المعارك بينهم وكانت بني إسرائيل تعتز به.
- وذلك لأن موسى عليه السلام كان يستخدمه أثناء القتال لتسكن وتثبت نفوس بني إسرائيل ويقاتلون ولا يفرون من المعركة.
- وبالفعل أرسل الله التابوت تحمله الملائكة كما يوجد به بعض من آثار سيدنا موسى وهارون وبعض ثياب سيدنا موسى ووضع بين يدي طالوت وبني إسرائيل ينظرون.
استعداد طالوت وتجهيز الجيش
- بدأ طالوت في تجهيز جيش كبير وكانت أعداده غفيرة حيث وصل عدد الجنود إلى ثمانين ألف جندي من أشد الشباب في بني إسرائيل.
خروج الجيش للقتال
- خرج الجيش من فلسطين بأعداده الغفيرة حتى وصل إلى أرض جرداء مقفرة فأصابهم حر شديد وعطش أشد.
- فبدأ الله يميز صادق الإيمان من غيره بابتلائهم بنهر (نهر الشريعة الممتد في المنطقة ما بين فلسطين والأردن).
- وأخبرهم ملكهم طالوت أن من شرب من النهر إلا من اخذ رشفة صغيرة لا يصاحبه، وأراد بذلك أن يختبر قوة تحمله وإرادتهم ومدى طاعتهم له.
- ولكن شرب منه معظم الجيش حيث وصل عدد الذين شربوا إلى ستة وسبعون ألفا ولم يستطع غير أربعة آلاف فقط لم يشربوا منه.
- ثم أكملوا المسيرة حتى تقابل الجيشين لكن الذين صبروا على العطش اعتراهم الخوف حينما رأوا الطاغية جالوت وكثرة أعداد جنوده وقالوا إنهم لن يستطيعوا مواجهة طاغوت وجنوده فلا قدرة لنا عليه فأعدادنا قليلة وأعدادهم كثيرة جدًا.
- فلا نستطيع أن ننتصر عليهم، ولكن كان منهم من كانوا يؤمنون بالله حق الإيمان ويثقون في نصر الله لهم قالوا كم من أعداد قليلة تغلبت على أعداد كثير بإذن الله وبإرادته.
- فالنصر ليس بالعدد إنما بتوفيق الله وتأييده وبدئوا أصحاب الإيمان القوي والعقيدة الراسخة بالتضرع إلى الله بالدعاء.
- ولخصوا حاجته في ثلاث دعوات واثقين في الله ونصره طالبين من الله عز جل أن يوهبهم الله الصبر على مقاتلة الأعداء.
- وتثبيت نفوسهم ليستمروا على القتال دون الفرار ّثم دعوا الله بأن يحقق نصره على من طغي وتكبر وكذب برسله.
- فاستجاب لهم ربهم ورزقهم النصر وبشرهم به وهزم طالوت وجيشه بعدده القليل جيش جالوت رغم أعداده الكثيرة.
شاهد أيضًا: كيف بدأ الخلق في الاسلام بالتفصيل ؟
قتل جالوت
- كان داوود عليه السلام في جيش طالوت واستطاع بفضل الله قتل جالوت فقد من الله على داوود.
- وآتاه الحكم والملك معا ويقصد بالحكمة النبوة فقد جعله الله نبيا جمع بين العلوم الشرعية كونه نبي والعلوم السياسية كونه ملك وحاكم لبني إسرائيل.
- فلقد صرح طالوت بأن من يستطع التغلب على جالوت وقتله سيزوجه ابنته ويشركه في الملك.
- وبالفعل وفى طالوت بوعده ثم فيما بعد أصبح الحاكم منفردًا بعد أن آل إليه الحكم وبالتالي أصبح داوود ملك نبي
العبر الدروس المستفادة من قصة قتل طالوت لجالوت
- وضع الله تلك القصة في القرآن وغيرها من قصص السابقين ليتعظ المؤمنين ويتبعوا ما يفيدهم في التقرب من الله وأتباع أوامره وما جاء به الأنبياء والرسل، وتجنب ما نهوا عنه وفي قصة طالوت وجالوت وقتل جالوت الكثير من الدروس المستفادة ومنها:
- الشورى بينهم والاتفاق على الصالح للجميع وهذا ما حدث حينما تشاوروا بينهم وطلبوا من نبيهم أن يجعل لهم ملك يقودهم ويوحد صفوفهم.
- أن الحق أحق أن يتبع فالذين ثبتوا وتمسكوا بحبل الله.
- أن كلمة الله وأوامره هي العليا وهو الحق من ربهم ولابد أن يتبع ويتحقق ويوضح للجميع.
- وهذا ما حدث حينما اعترضوا على ترشيح نبيهم لطالوت ليكون ملك عليهم.
- ولكن الله أكد لهم اختياره بأجوبة تقطع الشك فأرسل التابوت تحمله الملائكة على مرأى من الجميع.
- وذلك ليثبت نفوسهم ويمنحوا الأمان والارتياح.
- أن العلم والقوة من أهم سمات الحاكم وليس الغنى أو النسب وهذا يؤكد أن اختيار الله هو الأصوب حتى لو كان مخالف لرأي الجميع.
- وهذا ما حدث حينما اختار الله طالوت ليكون ملك عليه وزاده بسطة في العلم والجسم.
- الصبر على الابتلاءات والثقة في الله وتأييده والأخذ بالأسباب والتضرع في الدعاء.
- واللجوء إلى الله هو العامل الأساسي في اجتياز الصعاب والتغلب على أعداء الله.
- من حكمة الله تعالى في اختبار القوم بالابتلاءات هو أن يفرق بين صادق الإيمان والمتمسك بحبل الله من يدعون الإيمان.
شاهد أيضًا: ما هو اللقب الذي يطلق على ملك الحبشة